السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كثيرا.. ما يود الواحد منا أن يبدأ صفحة جديدة في حياته مليئة
بالإنجازات ومزينة بالنجاحات .. ويتخلص من ركام الغفلة
وفضلات الماضي الكئيب الضائع .. ومن خواطر الدراسة
وقلق الامتحانات.. ولكنه يقرن ويربط هذه الرغبة وتلك المسألة
بموعد مع الأقدار المجهولة كتحسن في حالته المادية أو تغير
في سكن بيته أو تحول في مكانته .. أو عندما أعتمر أو حج .. الخ..
إن البعض خاصة الشباب و الفتيات، قد يربطون موعد بدئهم الالتزام
والطاعة – خاصة الصلاة – بمواسم أو مناسبات معينة، بعد العمل أو
الزواج.... الخ.
وهنا تذكرت قول أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه (يا بن
آدم ، أي شئ يعز عليك من دينك إذا هانت عليك صلاتك ) ؟!
هذه الكلمة هزت وجداني هزا ..
وصعقتني صعقا .. فأنا الشاب النزيه الحبوب .. هل تهزني هذه الكلمة
وأنا أقول أطلت الإجازة فقلت لنفسي : هل سأحافظ على صلاتي كما كنت
أيام الامتحانات ؟ أم انتهى الأمر وزالت الشدة !!
صلى وصام لأمر كان يطلبه
فلما انقضى الأمر فلا صلى ولا صاما
لكن هذه الكلمة التي سمعتها جعلتني أسأل نفسي : أذا هانت علي صلاتي
فأي شئ يعز علي من ديني !
ولكن .. سرعان ما تداخلت الخيوط وتشابكت الأمور .. فأنا سأذهب إلى
المصيف أو اشتراك بناد أو أتنزه مع أصحابي .. فهل سأحافظ على
صلاتي ؟!!.. إن ربي لغفور رحيم !!
قرار حاسم : ولكن .. بداخلي صوت رهيب ينادي : صلاتك .. صلاتك
أخذت أفكر ما المشكلة ؟ وما هذه الصعوبة التي أضع نفسي فيها من اجل
أن ارضي ربي ؟.. وحينها لم أجد ردا إلا اتخاذ القرار : من الآن لن اترك
صلاة ولن تفوتني تكبيرة إحرام .
وحين أخذت هذا القرار رأيت نورا يشع في جنبات نفسي وسعادة ملأت
أركان روحي .. فأحسست أنه القرار الذي كنت انتظره .. ولا أعرف لماذا
أخرته ؟!.. أهي غفلة أم صحبة أم شهوة ؟!..
ومن حينها .. ذقت لذة الصلاة ومتعة اللقاء مع ربي وجمال الحياة ..
فصارت الصلاة بقلبي مفتاح الكنز الذي يغني .. وهي الظلال الوارفة في
حر الهاجرة .. وهي اللمسة الحانية لقلبي المكدود من الصعاب والمنهك في
الفتن والشهوات .. وزاد الطريق ومدد الروح ونور الحياة .. ومصدر
الإعانة والتثبيت وفتح الأبواب المغلقة أمام عيني .. وكأن الله يقول لي : كن
معي يكن معك كل شئ .. اطرق بابي لفتح لك كل الأبواب .. تمسك بي أذلل
لك كل العقبات ..يا الله .. هل أنا عاقل ؟! إن صلاتي هي علاقتي المباشرة
مع ربي ؟!.. وما قيمة لعب أو مسلسل أو فيلم أو مبارة حرمتني من
صلاتي ؟!!.. وأخذتني عن لقاء ربي !!
فمن الذي ينفعني إذا تركتها ؟! وماذا استفدت من تأخيرها وهجرها ؟!
وأرهبني قول الحبيب صلى الله عليه وسلم : (لينتهين أقوام عن ودعهم
[تركهم] الجمع والجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من
الغافلين ) [ صحيح ] ..
يا الله .. كل هذا العقاب .. لأنني لم أحضي بخمس دقائق أو عشر أو حتى أكثر ،
للوقوف بين يدي ربي ، من اجل دنيا أو مسلسل أو فيلم أو مبارة أو صحبة
أو شات أو موقع ؟!
وتساءلت حينها : كم الحلاوة فقدتها وكم من نعمة ضيعتها ؟!!!.. وسمعت
قول سعيد ابن المسيب : (ما دخل علي أداء فرض إلا وأنا مشتاق إليه ) ..
فيا الله ! هكذا الصلاة وتلك حلاوتها .. فصلاتي لا يتوقف
حدها إلى أنها فقط حسنات تكتب أو ثواب يدون ..
بل إن لها اثر كبير في راحة النفس وهدوء البال وطمأنينة الروح ونزول
السكينة وسعادة القلب وفتح أبواب الرزق .. وأدهشني قول الحبيب صلى
الله عليه وسلم ( من مشى إلى صلاه مكتوبة في الجماعة فهي كحجة )
[حسن] .. يا الله ! أحج كل يوم خمس مرات .. هل اصدق ؟!
نعم .. لأنه كلام الحبيب ووعده .. فيالها من بركات وكنوز ضائعة وجوائز
ترتقب الفائز .. فمن يمنعني أن أؤدي فرض ربي !
فيا فتيات : هذه تجربتي صادقه مع الصلاة .. وهذه حياتي التي أنارتها
صلاتي ..
والســـــلام خــــير الختـــام ..