[align=center]بسم الله الرحمن الرحـيم
الحمد لله و الصلاة والسلام علي من لا نبي بعده وبعد .
أقول إن الإعجاز القرآن معلوم
والناظر لكتاب الله والمتأمل المتدبر فيه يعرف ذلك
فالقرآن فيه خبر ما مضى والحاضر و المستقبل
وليس المقصود هنا التكلم عن إعجاز القرآن وصوره
لأن هذا معلوم للجميع كما ذكرت
والمقصود بيان خطأ من فتن بعلم الغرب و أقحم القرآن فيه
لأن من فسر القرآن أو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
من قبل نفسه ولم يرجع لكلام السلف الصالح من الصحابة والتابعين
فقد قال برأيه وتأول في القرآن ما ليس منه
ولذلك مستحيل أن يظهر الله معنى لبعض آيات القرآن للمتأخرين
ولا يظهره للمتقدمين من الصحابة والتابعين
فهذه قاعدة من فسر القرآن بغير ما فسره السلف فقد قال برأيه
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى :
( ونحن نعلم أن القرآن قرأه الصحابة والتابعون وتابعوهم وأنهم كانوا أعلم بتفسيره ومعانيه كما أنهم أعلم بالحق الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم فمن خالف قولهم وفسّر القرآن بخلاف تفسيرهم فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعاً ) (13-462)
و لذلك الصحابة اعلم الناس بالكتاب والسنة قال ابن تيمية رحمه الله تعالى في قوله تعل
ى { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ****** (2) سورة يوسف
( وعقل الكلام متضمن لفهمه ومن المعلوم أن كل كلام فالمقصود منه فهم معانيه دون مجرد ألفاظه ، فالقرآن أولى بذلك ) انتهى
ويعلم مما سبق
أن من قال في القرآن خلاف ما كان عليه السلف الصالح
فقد اتهمهم بعدم الفهم ، أو ادعى أنه علِمَ شيءً لم يعلموه
قال ابن تيمية فيمن قال : إن الأمة إذا اختلفت في تأويل الآية على قولين جاز لمن بعدهم إحداث قول ثالث
فقال رحمه تعالى رداً على ذلك
( فجوّز أن تكون الأمة مجتمعة على الضلال في تفسير القرآن والحديث وأن يكون الله أنزل الآية و أراد بها معنى لم يفهمه الصاحبة والتابعون ) انتهى
فابن تيمية أشار إلى أن من يقول بقول ثالث فقد جهل الأمة بلسان حاله وإن لم يقلها بلسان مقاله[/align]