العودة   منتديات سدير > `·• أفياء أدبية •·´ > ¨° بيت الشوارد °¨

¨° بيت الشوارد °¨ خاص بكل ما هو منقول شعراً كان أو نثراً ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-06-2008, 07:51 PM   #1
العريس الجديد
 
الصورة الرمزية إسماعيل الحجري
مملكة البنغال .. رواية رائعة . أعجبتني ..

السلام عليكم يا أعضاء وعضوات منتدى سدييير الرائع

أتمنى أن يصلكم خطابي هذا وأنتم بأتم الصحة والعافية << وش عنده الأخ


في الحقيقة والواقع أني حبييت أدردش معكم وأقولكم كل عام وأنتم بخير


الأمر الآخر : حبيت أقول لكم أني من النوع أللي ما يحب يقرأ قصة أو يضيع وقته عند رواية خرافيه أو جريدة يومية

.
.
.
.
.
.
.

مالكم بالطويلة




أرسل لي احد الشباب رواية وقال لي أبو صخر إقرأها بتعجبك

قلت له بصراحة ما أحب أقرأ القصص

قال لي خلاص لا تقراها كلها

إقرأ بس أول صفحتين .. وعطني رأيك فيها ..


قلت له إذا على ورقتين .. ما عندي مشكلة .. عطني خمس دقايق وراجع لك..

.
.
.



المهم مرت خمس دقائق



10 دقايق




نصف ساعة




ساعة




وأنا ماسك خط مع هالرواية


ول مره بحياتي



ما دقيت عليه إلى عقب ساعتين ونصف تقريباً ..



ثم قلت له





للأسف الرواية بايخة ..


ولاعمرك ترسل لي روايات وقصص



الرجال زعل << بكيفه




المهم



أنا سوف أسدح لكم الرواية

وأبيكم تعطوني رايكم فيها

وإللي ما عنده وقت يقرأ أول صفحتين بس ويعطين رايه


ما أطول عليكم

الرواية تتكون من 10 فصول

ومن 112 صفحة

وهي بعنوان ( مملكة البنغال )


باعطيكم كل فصل على حده



وأتنمى أن تعجبكم





.

.
.
.
.
.


..............


وشكراً لكم من مر من هنا

تقبلوا شكري

إسماعيل الحجري

التوقيع



سألني أحدهم : ليه حاط شعرك تقل باتستوتا ؟؟

بصراحة أنا ما أدري منهو باتستوتا << إي هين

بس في الحقيقة هذا هو طول شعري الحقيقي ..>> قل ماشاء الله


HOTMAIL.COM@مهزوووووم عشرة
إسماعيل الحجري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-06-2008, 07:56 PM   #2
العريس الجديد
 
الصورة الرمزية إسماعيل الحجري
رد: مملكة البنغال .. رواية رائعة . أعجبتني ..

( مملكة البنغال )


رواية محمد الداوود



<< هذا أنا









الفصل الأول



أطلت الشمس باستحياء مبددةً ظلام الليل، محاولةً اختراق ركام السحب الكثيفة، باعثةً الضياء في المدينة الغارقة في الظلام، والمبتلة بفعل الأمطار؛ وعلى ضوء النهار الوليد أسرعت سيارة تشق عباب طريق الملك فهد الممتد وسط مدينة الرياض، والرذاذ يتطاير خلفها، وصاحبها يزيد من سرعتها، وهو يرقب بخوف المرآة الخلفية، ويتابع بقلق سيارتين سوداوين، أُطفئت أنوارها .. واتخذت طريقها بسرعة .. نحوه!

أخذ يبحث عن أقرب مخرج من هذا الطريق السريع، عندما لمح لوحة عريضة (طريق الأمير محمد بن عبدالعزيز "التحلية")، ودون أن يخفف من سرعته دخل طريق الخدمة، وعندما وصل إلى الطريق خفف سرعته مستخدمًا فرملة اليد، وانعطف بقوة وسيارته تعلن احتجاجها بهدير محركها القوي الذي كان يدور بأقصى سرعة، كاد أن يفقد توازن السيارة مع هذا الانعطاف الانتحاري وانزلاق السيارة على الأرض المبتلة، وبعد أن أعاد المكابح إلى وضعها الطبيعي ضغط على دواسة الوقود بكل قوة، ولم يعر الإشارة الضوئية الحمراء الاهتمام اللازم، وهو يرمق المرآة الخلفية بنظرة متوترة، ويتساءل في داخله، هل رآه من يتبعه!

لم يطل التفكير، فانعطف إلى اليمين مرة أخرى داخلاً شارعًا فرعيًا، وبدأ يتنقل بين الشوارع الضيّقة وهو محافظ على سرعته الخطرة، ومتجهًا نحو الجنوب، إلى أن أقبل على شارع الأمير سلطان بن عبدالعزيز (الثلاثين)، وقصد إحدى العمارات مقتحمًا مواقفها السفلية، ومحطمًا الحاجز الحديدي بكل قوة.

أوقف سيارته، ونزل منها بسرعة ملتقطًا حقيبة جلدية سوداء اللون، وأغلق الباب بعد أن تأكد من تأمين كافة الأبواب، وفتح صندوق السيارة، والتفت حوله بسرعة، وعندما لم يجد أحدًا، خلع ثوبه ورماه في الصندوق، وأخرج لباسًا رياضيًا أخضر اللون ولبسه بسرعة، ولبس نظارة سوداء، واعتمر فوق رأسه قبعة بيضاء اللون، وأغلق الصندوق، بعد أن رمى فيها كل ملابسه القديمة، ثم التقط حقيبته الجلدية وأسرع يركض نحو المخرج.

***

في شارع الثلاثين، كانت هناك سيارة أجره انهمك صاحبها في إصلاح إطارها الخلفي، وبدون تردد تقدم نحو صاحب سيارة الأجرة قائلاً:
- مرحبا ... هل أساعدك في تصليح ساعتك؟!
رفع صاحب الأجرة عينيه نحوه، وهز رأسه قائلاً:
- ولكن الوقت مازال مبكرًا.
- لا بأس .. فالشمس تغرب هنا متأخرة!

بعد تبادل هذه الكلمات العجيبة، التي لم تكن سوى كلمة السر، فتح صاحب الأجرة باب سيارته الخلفي، وأشار إليه قائلا:
- تفضل بالركوب يا سيّد (ماجد).

انطلقت سيارة الأجرة براكبها الوحيد تجوب شوارع الرياض المبتلة، إلى أن توقفت أمام منزل قديم، في مكان مهجور، نزل (ماجد) من السيارة، ودفع للسائق مبلغًا من المال، والسائق يبدي امتعاضه من المبلغ القليل.

وقف (ماجد) يرمق السيارة وهي تغادر المنطقة مسرعة، حتى اختفت وراء الأفق، تلفت حوله بحذر، وعندما اطمأن إلى خلو المنطقة من أي تواجد بشري، تقدم ناحية الباب القديم، وتجاهل الجرس ، ورفع يده وقرع الباب لثلاث مرات متوالية، وتوقف هنيهة، ثم عاد وقرعه مرة واحدة.
بدا المنزل مهجورًا ولا أثر للحياة فيه، ولكن سرعان ما بدأت أصوات فتح الأقفال تتعالى من الداخل، وانفتح الباب ببطء





جاكم النوووم


خلاص روحوا ناموا

وبدين نكمل


اشوي وراجع لكم << فاضي

التوقيع



سألني أحدهم : ليه حاط شعرك تقل باتستوتا ؟؟

بصراحة أنا ما أدري منهو باتستوتا << إي هين

بس في الحقيقة هذا هو طول شعري الحقيقي ..>> قل ماشاء الله


HOTMAIL.COM@مهزوووووم عشرة
إسماعيل الحجري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-06-2008, 08:31 PM   #3
العريس الجديد
 
الصورة الرمزية إسماعيل الحجري
رد: مملكة البنغال .. رواية رائعة . أعجبتني ..

عدناااااااااااا

نكمل ما تبقى من الفصل اأول

7
7
7
7
77
7
7
7
7
7


ليكشف عن مدخل متهالك بأرضية أسمنتية وعرة، وجدران مطلية بالجص الأبيض، تحمل بين جوانبها آثار خلفتها عشرات السنين، دلف (ماجد) إلى الداخل بهدوء، والتفت ينظر إلى من يقف خلف الباب، حيث كان هناك شاب في أوائل العشرين من عمره، يعالج أقفال الباب في مهارة، وبعد أن انتهى، التفت نحوه ومد يده قائلاً والسعادة تطل من عينيه:
- السيّد (ماجد) .. أنا (سلمان) ... إنه لشرف عظيم أن ألتقي بك شخصيًا، أرجوك تفضل معي فالقائد ينتظر وصولك.

تقدم (سلمان) يقوده إلى غرفة جانبيه، التي بدأت مغايرة تمامًا للمظهر الخارجي للمنزل، فعندما دخلها أحس (ماجد) بأنه قد انتقل إلى مكان آخر، فالإضاءة الساطعة، والديكور الخشبي الحديث، والغرفة الأنيقة التي تناثرت فيها الشاشات والأجهزة غريبة الشكل، بدت مغايرة للمكان كله.

خلف مكتب كبير، وضع عليه عدة شاشات متصلة بجهاز حاسب آلي عملاق، نهض رجل خط الشيب عارضيه، وبخطوات واسعة تقدم نحو (ماجد)، ومد يده قائلاً:
- (ماجد) .. قد لا تعلم مدى سعادتي لرؤيتك، خصوصًا بعد كل ما مر بك!

التقط (ماجد) يده بلهفة، وشد القبضة عليها، وهو يتأمل قسامة وجه (القائد) ويسترجع كل ما يعرفه عنه، فبالرغم من أن هذا هو لقاءه الأول به، إلا أنه قد حفظ كل العمليات التي قام بها القائد، ابتداءً من بطولاته في حرب الخليج، ومرورًا بالعمليات الخاصة التي قام بها شخصيًا.
- بل أنا من يكاد يطير فرحًا بلقائك أيها القائد.
قال ذلك (ماجد) وهو يطلق يد (القائد) الذي أشار له بالجلوس.

جلس (ماجد) على أحد الكراسي الوثيرة المتحلّقة على طاولة اجتماع صغيرة في ركن الغرفة، وجلس القائد أمامه، وقال وهو يمد له بملف ضخم:
- أعرف أنك منهك بعد أحداث صباح اليوم، لذلك سأختصر عليك الوقت، وسأدخل مباشرة في صلب الموضوع، ففي الأسبوع الماضي تم اكتشاف جثة مواطن رُميت في (نهر الحاير) جنوب الرياض، وبعد رفعها وتحليل المعمل الجنائي لها، تبين أن سبب الوفاة هو ضربة بآلة حادة في مؤخرة الرأس، لم تكن هناك مقاومة، ولا أي أدلة على التعذيب، وقبل هذه الحادثة لعلك تذكر الطفلة الصغيرة التي خطفت من أمام أحد المحلات في الشهر الماضي، والتي كانت في تغرق في غيبوبة عميقة، وغيرها من القضايا التي بدأت تظهر على السطح وتُنشر ملابساتها في الصحف والمجلات، والتي يزخر بها هذا الملف، والملفات الأخرى التي بدأت تملأ الأرفف.

قطب (ماجد) حاجبيه، وهو يسمع كلام (القائد) محاولاً ألاّ يفوت أي شيء، وبعد أن أنهى (القائد) حديثه، تطلع إليه بعينين حائرتين وقال:
- معذرة يا سيادة القائد، ولكن ما دورنا في كل هذا؟ أليست مثل هذه العمليات من اختصاص الشرطة والمباحث الجنائية؟
- بالضبط يا (ماجد)، الأمر هو كما قلت، ولكني لا أتحدث عن التحقيق في هذه الجريمة أو مثيلاتها، التي يزخر بها الملف الذي بين يديك، وإنما أتحدث عن أمر أكبر من هذا بكثير، أريدك أن تقرأ هذا الملف بعناية، وغدًا صباحًا سنجتمع مع فريق خاص جدًا، وسنتباحث الأمر سويًا.

نهض (القائد) من مقعده معلنًا بذلك انتهاء المقابلة، فنهض (ماجد) حاملاً الملف الضخم وحقيبته الجلدية، وصافحه القائد قائلاً:
- إذًا موعدنا في تمام التاسعة صباحًا، سوف يوصلك (سلمان) إلى مكتبك لدينا، وستكون جميع مواد المكتبة تحت تصرفك طيلة الوقت، وإن أردت أي شيء لا تتردد في الاتصال بي.

خرج (ماجد) من غرفة القائد، فوجد (سلمان) الشاب الذي استقبله في انتظاره، وقال له:
- من فضلك اتبعني، سأقودك إلى مكتبك.

انطلق (سلمان) بخطوات واسعة يقوده عبر ممرات حديثة، إلى أن توقف أمام مصعد في أحد الأركان، تعجب (ماجد) من وجود مصعد في هذا المبنى المتهالك، فهذا المبنى حسب ما يتذكر ذو طابق وحيد، فلم الحاجة إلى مصعد، كتم تساؤلاته، وهو ينصت إلى شرح (سلمان) عن المبنى، ففي هذا الطابق توجد غرفة المراقبة، التي قابل فيها القائد، وغرفة الاجتماعات، والمكتبة المرئية، وبعض الغرف الجانبية!

أعلن المصعد عن قدومه بصوت ضعيف، وعندما ابتلعهما بداخله، قطب (ماجد) حاجبيه وهو يتأمل أزراره، التي كانت تشير بوضوح إلى قدرته على التنقل بين خمسة طوابق! هل يعقل أنه فقد قدرته الشهيرة على الملاحظة، وفاتته الطوابق الخمسة!، أم أن هناك في الأمر سر لا يعلمه؟
التفت نحو (سلمان) الذي كان متوقعًا مثل هذا التعجب، فعاجله قائلاً:
- بدل أن نلفت الانتباه بطوابق علوية، جعلناها في الأسفل!

لم يتمالك (ماجد) سوى أن يبتسم، والمصعد ينزلق بهما في صمت، إلى أن توقف وانكشف الباب بهدوء ولوحته الإلكترونية تعلن عن (-3)، امتد الممر أمامها بإضاءة ضعيفة، تقدم (سلمان) نحو الممر، و(ماجد) يرمق الأبواب التي تناثرت على جانبيه إلى أن توقف أمام باب جانبي حمل الرقم (315) وكتب عليه بخط أنيق (ماجد صالح عبدالرحمن – العمليات الخاصة)

فتح (سلمان) الباب، وأضاء الأنوار، ودعا (ماجد) إلى الدخول وهو يقول:
- تفضل ... هذا هو مكتبك، واعذرنا على التقصير في إعداده، فلقد وصلنا خبر قدومك متأخرًا.

دلف (ماجد) إلى الداخل، وهو يتأمل الغرفة غير المعدة جيدًا في تعبير (سلمان)، كانت الغرفة فسيحة، في أحد أركانها قبع مكتب كبير، صفت عليه عدة أجهزة متنوعة، فهناك حاسب آلي حديث، وجهازي هاتف، وطابعة ليزرية ملونة، بالإضافة إلى جهاز فاكس وماسح ضوئي، وعدة أجهزة لم يتبين كنهها بعد.

تنحنح (سلمان)، وواصل حديثه بعد أن ترك له فترة للتأمل:
- سأكون في الطابق الأرضي، بإمكانك الاتصال بي هاتفيًا، دليل الأرقام ستجده في الدرج العلوي، بالمناسبة لقد طلب مني القائد أن أترك لك هذا الصندوق.

وأشار إلى صندوق كبير، بداخله عدد من الملفات الضخمة، وضعه في أحد أركان الغرفة. خرج (سلمان) من الغرفة وأغلق الباب خلفه، وترك (ماجد) وحيدًا.

وضع (ماجد) الملف وحقيبته الجلدية على مكتبه الجديد، وألقى بجسده على الكرسي الوثير، وأغلق عينيه لفترة طويلة، لوهلة بدا نائمًا، مستغرقًا في النوم، غير أن عقله كان يعمل بأقصى طاقته، يحلل المواقف التي مر بها منذ الصباح، ويستخلص منها أدق النتائج، فتح عينيه فجأة، والتقط الملف الكبير، وفتح حقيبته وأخرج منها جهازه المحمول، وعلى ضوء الغرفة الخافت، بدأ يقرأ في الملفات، ويسجل ملاحظاته.
.
.
.
.


وبهذا بنتهي الفصل الأول


رايكم ياشباب


لي عوده



أبوصخر

التوقيع



سألني أحدهم : ليه حاط شعرك تقل باتستوتا ؟؟

بصراحة أنا ما أدري منهو باتستوتا << إي هين

بس في الحقيقة هذا هو طول شعري الحقيقي ..>> قل ماشاء الله


HOTMAIL.COM@مهزوووووم عشرة
إسماعيل الحجري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-06-2008, 09:30 PM   #4
عضو مجلس إدارة سابق
 
الصورة الرمزية عمر بن عبدالعزيز
 
تم شكره :  شكر 937 فى 424 موضوع
عمر بن عبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعمر بن عبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعمر بن عبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعمر بن عبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعمر بن عبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعمر بن عبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعمر بن عبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعمر بن عبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعمر بن عبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعمر بن عبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعمر بن عبدالعزيز نسبة التقييم للعضو

 

رد: مملكة البنغال .. رواية رائعة . أعجبتني ..

تابع يا أبوصخر

باحترائك أخي الكريم

عمر بن عبدالعزيز غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-06-2008, 12:35 AM   #5
عضو متميز
 
الصورة الرمزية لمياء
 
تم شكره :  شكر 98 فى 73 موضوع
لمياء has a spectacular aura aboutلمياء has a spectacular aura aboutلمياء has a spectacular aura about

 

رد: مملكة البنغال .. رواية رائعة . أعجبتني ..

[align=center]سننتظر عودتك

أخي إسماعيل الحجري
[/align]

التوقيع
لمياء غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-06-2008, 10:06 AM   #6
العريس الجديد
 
الصورة الرمزية إسماعيل الحجري
رد: مملكة البنغال .. رواية رائعة . أعجبتني ..

هلا والله بالشيخ عمر بن عبد العزيز

هلا والله بالشيخه لمياء

عذراً على التأخير


حسناً



سنواصل الرواية




الفصل الثاني
7
7
7
7
7
7
7
7
7

التوقيع



سألني أحدهم : ليه حاط شعرك تقل باتستوتا ؟؟

بصراحة أنا ما أدري منهو باتستوتا << إي هين

بس في الحقيقة هذا هو طول شعري الحقيقي ..>> قل ماشاء الله


HOTMAIL.COM@مهزوووووم عشرة
إسماعيل الحجري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-06-2008, 10:08 AM   #7
العريس الجديد
 
الصورة الرمزية إسماعيل الحجري
رد: مملكة البنغال .. رواية رائعة . أعجبتني ..

الفصل الثاني :





تقرير الطبيب الشرعي:
الاسم: عبدالله سليمان خالد
العمر:30 سنة
المهنة: مدرس
الجنسية: سعودي
مكان الجثة: الرياض -الحاير
سبب الوفاة: الضرب بأداة حادة، سببت تهشم في مؤخرة الجمجمة ، وتهتك في أنسجة المخ، ونزيف أدى إلى توقف القلب والدورة الدموية والتنفسية.


-_________________________________








التفت (عبدالله) إلى زوجته التي انهمكت في وضع اللمسات الأخيرة على زينتها، وابتسم لها وهو يقول:
- أأنت متأكدة أنكِ لا تريدين الذهاب معي ياعزيزتي؟
- (ضاقت !! البطحاء؟!) بالإضافة إلى أني ذاهبة إلى بيت أهلي فهناك مناسبة هذه الليلة!
- مازال الوقت مبكرًا على ذلك، فبإمكانك المجيء معي، ومن ثم أعيدك إلى منزل أهلك قبل الغروب.

اكتفت (نوال) بهز رأسها، والتفت نحوه وهي تشير إليه بفرشاة الكحل قائلة:
- إياك أن تتأخر ... ففي المرة الماضية لم تأتِ إلا عندما بدأ الضيوف في تناول العشاء.

اعتمر (عبدالله) طاقيته وشماغه، وعلى ذات المرآة انهمك في ضبط عقاله، وعندما انتهى التقت أعينهما،وابتسم بخبث، وقال وهو يغالب ضحكاته:
- أتدرين .. أحمد ربي أنّي لست امرأة، فلقد أنهيت استعدادي خلال دقائق، بينما أنت تجلسين على هذا الكرسي منذ أكثر من ساعة ... ولم تنتهي بعد.

تطاير الشرر من عينيها والتفت له وهي توشك أن تقذف عليه الفرشاة، وقالت:
- (أنت ورا ماتروح الحين! أخبرك مستعجل! بعدين أنت وش فهمك في الجمال! حدك البطحاء .. وهنودها)
- (إن شاء الله .. أبجيب لك هدية مكياج هندي، على الأقل تصيرين مثل ممثلاتهم).

تألقت عيناها في فرح وهي تهتف:
- (صدق! ... تكفى فيه ماركة هندية عليها كريم أساس ما في مثله).
- (أبشري يا أجمل الجميلات ... رغباتك كلها أوامر) ... مع السلامة.
خرج من الغرفة، وعادت إلى مرآتها، لتكمل ما تبقى من زينتها التي بدت بلا نهاية.

كانت الساعة تقترب من الرابعة عصر يوم الجمعة، عندما أوقف (عبدالله) سيارته بعيدًا، وتأكد من تأمينها جيدًا، وانطلق على قدميه نحو شارع البطحاء العام.

لم يكن (عبدالله) غريبًا عن هذه الشوارع والأزقة والمحلات، فلقد ألفها ردحًا من الزمن، وألفته هي الأخرى، ولم يكن كذلك اختياره دخول البطحاء يوم الجمعة غير مقصود، بل كان يحب الزحام واختلاف الألسن وتنوع الأجناس، يجد متعته في الانغماس بينهم، يستنشق بعمق عبق العطر الرخيص والزيت الذي يتقاطر من الرؤوس والعرق الذي تنضح به الأجسام الكادحة، كانت الرائحة التي تتمازج بين كل هذه العناصر من مميزات رحلته الأسبوعية إلى قلب البطحاء.

تفقد (عبدالله) القائمة التي وضعها صباح اليوم، لم تكن طويلة، فلقد كان ينوي شراء جهاز راديو حديث، بالإضافة إلى بعض الملابس، لذا حدد موقعه، وبدأ يشق طريقه في الزحام بسهولة، فهو يعرف أين يدخل وأين يخرج خصوصًا بين الأزقة والطرقات، متجهًا نحو المحلات التي تبيع الملابس، كان محل (قايد) هو محطته الأولى، فلديه كافة الماركات التي يفضلها وبأسعار لا تنافس، كان المحل يبعد عنه قرابة الخمسين مترًا، ولكنها بدت مع أكوام البشر التي أحس (عبدالله) بكثرتها على غير المعتاد طويلة جدًا، وعندما وصل المحل ذو الفتحة الواحدة كان المحل مغلقًا على غير العادة، وأنوار المحل مطفأة، تعجب كثيرًا، وأخرج هاتفه المحمول، وبدأ يبحث في الأسماء حتى وصل إلى اسم (قايد) وضغط على زر الاتصال.

كانت لحظات الانتظار مملة، ونغمة الاتصال الطويلة تتردد في أذنيه، حتى انقطع الطنين، وبزغت على الشاشة عبارة (لا توجد إجابة) ، لم ييأس فهو لا يعرف لليأس سبيل، وأعاد الاتصال مرة أخرى وقبل أن يرفع هاتفه المحمول إلى أذنه سمع صوتًا خلفه يحادثه، التفت ليجد أحد العمالة بإزار ملون، وبقميص أبيض، وشعر يلمع من أثر الزيت يقول له:
- إن المحل مغلق منذ ثلاثة أيام.

قطب (عبدالله) حاجبيه وعندما هم بإلقاء سؤال على العامل، كان هذا الأخير يمر بجانبه مسرعًا، وهو يلتقط بخفة ومهارة الهاتف المحمول الذي يمسكه بيده، تجاوز (عبدالله) مرحلة المفاجأة بسرعة، ومد رجله لتعترض طريق العامل، الذي تعثر بها وسقط على الأرض، وقبل أن ينهض كانت يد (عبدالله) تمسك بقميصه بقوة، وبقبضة القوية رفع العامل من الأرض، وحاول أن يلتقط منه هاتفه المحمول، لكن العامل سرعان ما التفت إلى احد العمالة بجانبه ورمى عليه الجهاز، وانطلق العامل الآخر يجري بعيدًا فرحًا بالجهاز الثمين الذي وقع في يده.
.
.











أسقط في يد (عبدالله) فالهاتف المحمول طار فيما يبدو إلى الأبد ، والعامل الذي يرفعه بيده، لم يعد ذا فائدة واضحة له، بعد أن ضاع الجهاز، لكنه لم ييأس فسحب العامل خلفه، وعلى باب محل (قايد) أجلس العامل بالقوة، وهو يقول له:
- لن أتركك حتى يعيد صاحبك هاتفي المحمول.

اشتعل الخوف في عينيّ العامل، وبدأت الدموع تتكون في مقلتيه، وهو يرى الشرر المتطاير من عينيّ (عبدالله) الذي أحكم قبضته على عنقه، وبدأ يشهق ويتعالى نشيجه، الذي بدأ يلفت المارة، عندما سمع (عبدالله) صوتًا يناديه من خلفه:
- (عبدالله) ماذا دهاك ...؟ أعتقدت أنك تُحسن معاملة أمثال هؤلاء المساكين؟

التفت خلفه ليجد (قايد) مسكًا بمفاتيحه وهو ينوي أن يفتح محله، وقال له وهو يشير إلى العامل الواقع تحت قبضته المحكمة:
- إن هذا الذي تناديه بالمسكين، قد سرق هاتفي المحمول للتوّ، وناوله لشخص آخر .. !
- آه .. هكذا إذًا ... لحظة افتح المحل وندخله إلى الداخل، ونعرف كل شيء عن هاتفك المحمول هذا.

فتح (قايد) محله، وأشار لعبدالله بالدخول، وبقبضته حمل العامل بيد واحده وجره إلى داخل المحل الذي أغلقه بعد أن أصبح ثلاثتهم بالداخل، قائد وعبدالله .. والعامل.

أضاء (قايد) أنوار المحل، وأشار لعبدالله أن يتقدم إلى الداخل، دخل (عبدالله) يجر العامل الذي بدأ يعلو بكاءه، وفي غرفة صغيرة ملحقة بالمحل، ألقى بالعامل على الأرض الصلبة، وسحب كرسيًا خشبيًا، وجلس عليه، ونظر إلى العامل الذي تكور في إحدى زوايا الغرفة بعينين حمراوين من الغضب، كان الغضب مسيطرًا على (عبدالله) ولم يكن في وضع يتيح له التفكير بصورة سليمة، فاكتفى بأن وضع رأسه بين يديه، وهو يحاول التركيز في ما سيفعله بهذا الماثل أمامه.

مرت لحظات من الصمت لا يقطعها سوى نشيج العامل، الذي سرعان ما تلاشى، وفي غمرة السكون المطبق أحس (عبدالله) بتحرك العامل، فرفع رأسه ووجده يحاول النهوض، وبكل ما يعتمل في داخله قام من كرسيه وجذب عقاله، وانهال على العامل بالضرب وهو يصرخ فيه:
- ماذا الآن ... أتريد أن تهرب؟؟؟ أيها الحشرة الحقيرة!

دخل (قايد) الغرفة، وجذب (عبدالله) وهو يهدئ فيه ويقول:
- أتريد أن تقتله؟ لن نستفيد منه ميتًا، دعنا نعرف على الأقل أين ذهب هاتفك المحمول؟
- لم يعد يهمني هاتفي، ولكن ما يزعجني وجود مثل هذه الطفيليات وسطنا، تأكل ما تقدمه أيدينا لهم، ثم تنكر المعروف وتبدأ تعيث في بلدنا الفساد.

الفت نحو العامل الذي كان ينظر إليه بخوف، وقال له (عبدالله):
- ما أسمك ... وماذا تعمل؟

تردد العامل لهنيهة، ولكن رؤيته للعقال، وشعوره بالألم المستعر بين جنبيه، والنظرات النارية التي تتطاير من عيني عبدالله جعلت عقدة لسانه تنفك ويقول بصوت مرتجف:
- أسمي (محمد ميزان عفيف)، عامل نظافة في البلدية.

لم يتمالك (عبدالله) أعصابه، فانهال عليه ضربًأ مرة أخرى وهو يقول:
- أيها الحيوان الحقير، أتدعي النظافة والعفة .. وأنت أبعد الناس عنها.

أمسك به (قايد) وهو يحاول أن يبعده عن العامل الذي تعالى نشيجه، وهو يقول له:
- يا عبدالله .. انفعالك هذا لن يعيد لك حاجتك .. دعني اتولى المسألة على طريقتي.

عاد الهدوء جزئيًا إلى روح (عبدالله)، وأرخى يده الممسكة بعقاله، وتركه يسقط أرضًا. وبدأ (قايد) في توجيه أسئلته نحو (ميزان) المنهار أرضًا :
- (ميزان) ... نحن لا نريد أذيتك .. فقط نريد أن نحصل على الهاتف الذي أخذته، ومن ثم سنتركك إلى حال سبيلك.

فتح (ميزان) عينيه غير مصدق لما يحدث، هل هاذان يلعبان معه اللعبة الشهيرة (الشرطي السيء والشرطي الجيد ــ Good Cop/Bad Cop) أم أنهما بالفعل جادان فيما يقولان؟ لمح (قايد) التردد في نظراته، فقال له:
- صدقني نحن لا نريد منك شيئًا، فقط أرشدنا إلى مكان وجود صاحبك الذي أخذ الهاتف المحمول، وبعد أن نحصل عليه سنتركك ولن نبلّغ عنك الشرطة.

أشرقت عيناه بفرح مؤقت، وهو يفكر في الوعود التي يقولها له هذا الرجل، فسيطلق سراحه، وبدون أن يتدخل رجال الشرطة، ولكن بريق الفرح سرعان ما خبت في عينيه عندما بدأ في التذكر، وقال بصوت متقطع:
- لا فائدة ... أنا آسف يا سيدي، لقد ذهب هاتفك المحمول وإلى الأبد.
- ماذا ... ! كيف تجرؤ على قول هذا أيها الوغد.
قالها (عبدالله) والغضب يشتعل في عينيه مرة أخرى، ولكن (قايد) أشار له مرة أخرى وقال:
- لماذا لا فائدة .. بإمكاننا أن نصل إلى صاحبك، ومن ثم نسترد منه هاتفنا .. أليس كذلك؟
.
.
.












.
.
استعاد (ميزان) دفة الحديث وقال وهو يخاطبهما :
- لو كان هاتفك لدى العامل الذي أخذه مني، لكان الأمر سهلاً، ولكني وإياه مجرد عاملين بسيطين المسؤول عنّا وعن قرابة عشرة منّا عامل آخر ، والذي من مهامه تنظيم أماكن عملنا، وجمع كل ما نحصل عليه، ومن ثم يسلمه إلى جهة مجهولة لا ندري عنها شيئًا .. هكذا تجري الأمور هنا.
- هنا أين؟
- في البطحاء ... !
- الخلاصة ... أين سنجد هاتف هذا الرجل؟
- ستجده بالتأكيد في (سوق البنغالين)، فكل مانجنيه يُعرض للبيع هناك لصالح (دون).
- (دون) .. وما الدون هذا ؟
- الرجل الكبير الذي يقود كل شيء، الذي تخضع البطحاء وسوق البنغاليين .. بل والبنغال جميعًا لسيطرته، هو الذي يدفع لنا الأموال لقاءنا عملنا لديه، هو الذي يدير كل العماليات، من سرقات الجوالات إلى التزوير، وتمرير المكالمات، وإدارة نوادي القمار الملاهي الليلية ... والقائمة تطول.
- ماذا ... أيعقل أن كل هذا لدينا ... ؟

تسللت ابتسامة صغيرة إلى أحد أركان شفتي (ميزان)، واستمر يقول والزهو بدا يظهر جليًا في صوته:
- نعم ... وأكثر، فتقريبًا معظم البطحاء تقع تحت سيطرة (دون) شخصيًا، لا تسألني عنه ... فأنا كمعظم البنغال نعرفه بهذا اللقب، ولا يعرفه شخصيًا سوى أناس يعدون على الأصابع، فشخصية (دون) تظل دومًا من أهم الأمور السرية التي يُقسمون عليها، بل تجد أن معظم البنغال يخشى حتى التحدث بهذا الشأن، لذا تجدهم يتصنعون الغباء مع سماع هذا الاسم.

نفض (عبدالله) رأسه غير مصدق لما يسمعه، وهو يقول:
- ما هذه التفاهات ... أنا لا أصدق شيئًا مما تقول أيها الحقير، أتريد أن ترهبنا بكلام رخيص كهذا؛ لكن اسمعني جيدًا .. سوف أذهب الآن للسوق الذي تقول عنه بأنه (سوق البنغال) ... وسأبحث عن جهازي، وسأجر أذن الشخص الذي سأجده لديه ... وسأوصله بنفسي إلى أقرب سيارة شرطة ... بلدنا ليس بلعبة لديكم يا أولاد الحرام، أنا لا أصدّق ما تقوله، وكل ما أريده منك أيها القذر هو أسم فقط ... أعطني اسمًا لأحد المحلات أو الأشخاص هناك؟
- أنا لا أعرف أحدًا في تلك المنطقة، ولكنّي قد أوصلت عدة أجهزة إلى محلات إلكترونيات متنوعة ... ربما قد تجد ما يساعدك هناك.

التفت (عبدالله) إلى (قايد) وهو يقول:
- سأذهب الآن إلى السوق الذي يقول عنه هذا، أوثق هذا المدعي لديك، وكمم فمه جيدًا، وسأعود إليك بعد أن أجد هاتفي، أو سأتصل بك لكي تسلمه إلى الجهات الأمنية المسؤولة.
- لا تحمل همًا ... سأتركه لدي إلى المساء .. إذا لم أسمع منك سأسلمه إلى الشرطة.، ولكن صدقني يا (عبدالله) الأمر لا يستاهل أن تخاطر بنفسك بالذهاب هناك .. فربما ما يقوله هذا الرجل صحيح؟
- لا تصدق ما يقوله هذا الأفاك .. سأعود لك بإذن الله بهاتفي.
- في رعاية الله ..

خرج (عبدالله) يشق ركام البشر متجهًا نحو ما اسماه (ميزان) سوق البنغاليين .. حيث يحكم (دون) مملكته ...
... مملكة البنغال!

.
.
انتهى الفصل الثاني ..
ومازال في الحديث بقيّة ..
__________________

التوقيع



سألني أحدهم : ليه حاط شعرك تقل باتستوتا ؟؟

بصراحة أنا ما أدري منهو باتستوتا << إي هين

بس في الحقيقة هذا هو طول شعري الحقيقي ..>> قل ماشاء الله


HOTMAIL.COM@مهزوووووم عشرة
إسماعيل الحجري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-06-2008, 06:40 PM   #8
العريس الجديد
 
الصورة الرمزية إسماعيل الحجري
رد: مملكة البنغال .. رواية رائعة . أعجبتني ..

الفصل الثالث
7
7
7
7
7
7
7

التوقيع



سألني أحدهم : ليه حاط شعرك تقل باتستوتا ؟؟

بصراحة أنا ما أدري منهو باتستوتا << إي هين

بس في الحقيقة هذا هو طول شعري الحقيقي ..>> قل ماشاء الله


HOTMAIL.COM@مهزوووووم عشرة
إسماعيل الحجري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-06-2008, 07:27 PM   #9
العريس الجديد
 
الصورة الرمزية إسماعيل الحجري
الفصل الثالث ....

الفصل الثالث

التقرير الطبي:
الاسم: شهد محمد إبراهيم
العمر:8 سنوات
الجنسية: سعودية
التشخيص:غيبوبة غير معروفة الأسباب، ونقص حاد في العناصر الغذائية، وفقر في الدم، وتليف في الكبد، وفشل كلوي، مع ضمور في العضلات.
العلاج: غير معروف.


***

- أمي أريد أن أذهب معكِ؟ في كل مرة تقولين لي (المرة القادمة)، حسنًا هذه هي المرة القادمة قد أتت، أرجوكِ ... سأكون مؤدبةً ولن تسمعي لي أي صوت.

تعلقت الطفلة ذات الثمان سنوات بأذيال عباءة والدتها المزركشة، وهي تهتف بين دموعها بهذه العبارات، التفت نحوها والدتها، ومن خلف نظاراتها الشمسية الثمينة نظرت إليها وقالت:
- ستكونين مؤدبة يا (شهد) .. أليس كذلك؟
من خلف قناع الحزن هتفت (شهد) بلهفة فرحة وهي تقول:
- بالطبع أعدك بذلك.
- حسنًا .. أغسلي وجهك وأسرعي فسأكون بانتظارك في السيارة مع السائق.

جرت الصغيرة تسابق خطواتها الرشيقة، وهي تقفز عتبات الدرج، وأمام المرآة وقفت تغسل وجهها الجميل، تزيل ما علق به من آثار الدموع، وتمح عنه أطياف الحزن، وعندما انتهت جففت يديها الصغيرتين، والتقطت حذائها وحقيبتها وأسرعت حافية إلى السيارة التي كانت تقف بانتظارها بالخارج.

في السيارة وبعد أن لبست حذائها التفت نحو النافذة المعتمة لتمارس هوايتها المحببة في مشاهدة السيارات وراكبيها، وهي تهز رأسها على أنغام الأغنية العاطفية تحب والدتها سماعها دومًا، كانت الشمس على بعد ساعات من الغروب، والسيارات كعاداتها في هذا الوقت من يوم الخميس تملاء (طريق العليا). ابتسمت (شهد) وهي ترمق المبنى الشاهق بعينين جذلتين وهي تتوقع أنهما متجهتان نحوه، فهي لا تطيق صبرًا لكي تذهب إلى مدرستها وتخبر صديقاتها عن رحلتها مع أمها إليه. التفتت نحو والدتها وهي تقول:
- ماما .. سنذهب إلى (المملكة) .. أليس كذلك؟
- ليس اليوم يا حبيبتي، فنحن في طريقنا إلى مكان متخصص بالأواني المنزلية، نحتاجها لمنزلنا الجديد.
- وأين هذا المكان ؟
- اسمه (السبالة).

قطبت الصغيرة حاجبيها، وهي تحاول استيعاب هذا الاسم الغريب، وهي تحاول مقارنته بما لديها من كلمات في قاموس مفرداتها، قالت لأمها مرة أخرى:
- (ما أعرفه .. شكله مو حلو .. )
ابتسمت أمها وبانت أسنانها اللامعة واضحة من خلف لثامها الخفيف، وهي تقول:
- هكذا أنت .. كل مكان لا تعرفيه لابد أن يكون مكانًا سيئًا، لا تخشي شيئًا سوف يعجبك المكان بالتأكيد.

مطت (شهد) شفتيها، وهزت أكتافها الصغيرة، وألقت بظهرها على المقعد، وعقدت ساعديها الصغيرين على صدرها، مبديةً عدم اقتناعها بما قالته والدتها عنها، وقالت بلهجة العارفة ببواطن الأمور:
- أنا أعرف .. لن يعجبني هذا المكان.

بصبر نافذ قالت لها والدتها:
- أنتِ من أصر على المجيء، ولا تقلقي .. فلن يطول مكوثنا هناك.

في شوارع السبالة الضيقة، دخلت سيارة فارهة معتمة النوافذ، تمشي بهدوء إلى أن توقفت أمام أحد المحلات المشهورة للأواني المنزلية في ذاك الشارع، ونزلت منها امرأة بحجاب عصري، وفتاة صغيرة بقميص وردي وبنطال أحمر وحذاء أنيق بنفس اللون، ودلفا سويًا إلى المحل الكبير.

تهافت عمّال المحل على المرأة مرحبين بها، وهم يرمقون ما تخبئه العباءة الفرنسية المخصّرة، والعينين الكحيلتين المختبئتين خلف النظارة الأنيقة، والسيارة الفارهة بعيون مملوءة طمعًا، ويعرضون عليها ما تريد وما لا تريد، وكل منهم يريد أن يتقرب منها لينعم برائحتها الجذابة، وبينما انهمكت الأم في الاختيار، بدأت (شهد) كعادتها في استكشاف المكان، والجري بين الممرات، وكل من في المحل يخطب ودها ليُرضي والدتها، التي كانت ترقب ابنتها بعين الرضا وهي تلمحها تلعب في سعادة، وفي مرات أخرى تطلب منها الهدوء لكي لا تزعج العملاء الآخرين الذين يملئون المحل.

بدأ الملل يدب بين جوانح (شهد) التي تعودت على المحل بعد أن أمضت فيه وقتًا طويلاً، ولكن والدتها مازلت تريد شراء المزيد بالرغم من الأكياس الكثيرة التي تكدست أمام البائع، فقررت الخروج إلى السيارة حيث تركت حقيبتها وبداخلها هاتفها المحمول لكي تتصل بصديقتها، فبالرغم من عمرها الذي لم يتجاوز ثمان سنوات إلا أن والدتها سمحت لها باقتناء هاتف محمول يُسليها في وقت فراغها، استأذنت من أمها التي سمحت لها بذلك، ثم خرجت إلى الشارع.

كانت الشمس توشك على المغيب، والشارع يكتظ بالسيارات، وبعينيها الواسعتين كانت (شهد) تبحث عن السيارة لكنها لم تجدها، أعادت النظر مرة أخرى وهي تتساءل أين يمكن أن يذهب السائق، خصوصًا أنها سمعت والدتها تؤكد عليه أن ينتظر قريبًا من هنا، وبين زحمة السيارات والناس لمحت سيارة تشبه سيارتهم فبدون تردد اتجهت نحوها بخطوات سريعة وعندما اقتربت منها تعرّفت عليها فورًا، حاولت أن تفتح الباب، لكنه كان مقفلاً ... ولم يكن هناك أحد بالداخل.
.
.
وللحديث بقية!
__________________

التوقيع



سألني أحدهم : ليه حاط شعرك تقل باتستوتا ؟؟

بصراحة أنا ما أدري منهو باتستوتا << إي هين

بس في الحقيقة هذا هو طول شعري الحقيقي ..>> قل ماشاء الله


HOTMAIL.COM@مهزوووووم عشرة
إسماعيل الحجري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-06-2008, 07:35 PM   #10
عضو مجلس إدارة سابق
 
الصورة الرمزية عمر بن عبدالعزيز
 
تم شكره :  شكر 937 فى 424 موضوع
عمر بن عبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعمر بن عبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعمر بن عبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعمر بن عبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعمر بن عبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعمر بن عبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعمر بن عبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعمر بن عبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعمر بن عبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعمر بن عبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعمر بن عبدالعزيز نسبة التقييم للعضو

 

رد: مملكة البنغال .. رواية رائعة . أعجبتني ..

مطول الأخ

واصل حبيبنا ننتظرك بشغف

عمر بن عبدالعزيز غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-06-2008, 07:42 PM   #11
العريس الجديد
 
الصورة الرمزية إسماعيل الحجري
تتمة الفصل الثالث

عمر حبيبي







تتمة الفصل الثالث:

بدأ الرعب يدب في داخلها، بعد أن لاحظت كثرة الأعين التي ترمقها، خصوصًا من أحد العمالة الذي بدا وكأنه يتبعها، شعرت (شهد) بالخوف منه وأسرعت تركض نحو المحل حيث تركت والدتها هناك، دخلت المحل بسرعة وبدأت تبحث في زحمة الناس عن والدتها، كانت تدور بين أروقته تطل في وجه كل من تشبه والدتها، .. ولكن دون فائدة.

بدأ الوقت يطول والمحل أطفأ جزء من أنواره وهو يستعد للإغلاق لوقت صلاة المغرب، وبدأ اليأس يتسلل إليها، وسرعان ما اغرورقت عيناها بالدموع،وتصاعد صوت تنفسها، وعلا شهيقها، والعبرة تكاد تخنقها، وفي غمرة يأسها توجهت نحو أحد العمال، الذي سرعان ما تعرف عليها وقال لها:
- ما تفعلين هنا ؟! أمك غادرت المحل منذ قليل.
وأشار نحو الباب و يشير حيث كانت الأكياس متراصة، مواصلاً:
- لقد حضر السائق وحمل كافة الأغراض.

أسرعت نحو الشارع مرة أخرى ودموعها تجري على خديها، وركضت نحو موقف السيارة، وعندما وصلت ... كانت الموقف خاليًا، وسيارة أخرى تستعد للوقف فيه!

أُسقط في يديها وبدأت تبكي بصوت مكتوم، وعادت نحو المحل الذي كان يغلق أبوابه لوقت صلاة المغرب، لمحها العامل وقال لها:
- اجلسي هنا، سوف تفتقدك والدتك، وتعود لأخذك.

في غمرة يأسها، وبين نشيجها الذي بدأ يتصاعد، ودموعها التي ازدادت غزارة، جلست على كرتون قذر مرمي بجانب المحل، وأسندت ظهرها على جداره، ووضعت رأسها بين ركبتيها، واستمرت تبكي في صمت، والوحدة تملأ كيانها.

ازداد المكان ظلمة، وعلى ضوء إنارة الشارع الضعيفة، رفعت (شهد) رأسها تسجدي الأنوار لكي تزيد من قوتها لتؤنس وحدتها، وتزيل وحشتها، عندما توقفت أمامها سيارة أجرة كان فيها ثلاثة أشخاص، تعرفت (شهد) على أحدهم، فلقد كان يراقبها عندما ذهب إلى السيارة في المرة الأولى، ظلَّ الثلاثة في السيارة يرمقونها بنظراتهم المريبة، ويتهامسون فيما بينهم، وهم ينظرون إليها وأحدهم يهز رأسه، ثم انفتحت أبواب السيارة ونزل منها الثلاثة رجال، يتلفتون حلوهم بحذر، وأحدهم يحمل في يده قماشًا أبيض اللون، واتخذوا طريقهم بسرعة ... نحوها.

في مكان آخر من الشارع انهمك السائق في رص الأكياس داخل سيارة فارهة، وامرأة توجهه لكي يصفها بعناية وحرص، وبعد أن انتهيا من وضع كافة ما معهما داخل السيارة، تلفتت المرأة حولها تبحث عن شيء ما، وعندما لم تجده التفت نحو المحل تنظر إليه وهي تصرخ:
- (شهد)!! ... أين (شهد) ؟! ...يا ربيّ لقد نسيتها في المحل!

وبكل لهفة تحملها لابنتها اندفعت تركض نحو المحل، غير عابئة بالسيارات التي علا صراخ عجلاتها من جراء عبور الأم المكلومة أمامها، وعندما اقتربت من المحل سمعت صرخة ابنتها وهي تنادي:
- (ماما) ... (ماما) .. (ما .. )

انقطع الصوت فجأة وأسرعت أمها تركض بأقصى طاقتها، وكل عاطفة بداخلها تجاه وحيدتها تعزز من سرعتها، نسيت كل شيء في حياتها وأصبح قلبها ينبض ويهتف بصوت واحد ... (شهد).

عندما وصلت المحل كانت هناك سيارة أجرة تنطلق مسرعة وصرير عجلاتها يدوي في المكان، مخلفةً فردة حذاء حمراء اللون، وقماشًا أبيضًا تفوح منه رائحة (الكلوفورم).

مذهولة وقفت الأم ترمق السيارة وهي تنطلق مبتعدة حاملة قطعة منها، وأجمل ما في حياتها،
لوهلة توقف كل شيء أمامها ...
نبضات قلبها،
تنفسها،
تفكيرها،
كل حواسها تجمدت،
وهي تحاول أن تستوعب ما قد حدث للتوّ، لم تعد قدماها قادرة على حملها، أظلمت الدنيا أمام ناظريها، وتهاوت على الأرض ولسانها وكل خلية من خلاياها تهتف:
- (شهد)!

.
.
انتهى الفصل الثالث ..
ومازال في الحديث بقيّة ..
__________________

التوقيع



سألني أحدهم : ليه حاط شعرك تقل باتستوتا ؟؟

بصراحة أنا ما أدري منهو باتستوتا << إي هين

بس في الحقيقة هذا هو طول شعري الحقيقي ..>> قل ماشاء الله


HOTMAIL.COM@مهزوووووم عشرة
إسماعيل الحجري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-06-2008, 07:47 PM   #12
العريس الجديد
 
الصورة الرمزية إسماعيل الحجري
الله يستر ....

الفصل الرابع

في غرفة واسعة، تحلّق عشرة أشخاص حول طاولة اجتماعات فاخرة، كل منهم يتحدث بصوت هامس مع من بجانبه، بينما انهمك أحدهم في مراجعة أوراق أمامه.
كان (ماجد) يجلس باسترخاء في مقعده حول الطاولة، وهو يمسك كأس القهوة الساخن بكلتا يديه ويرشف منه باستمتاع، ثم يعود ليتأمل الحاضرين، بألبستهم العجيبة، لم يكن يعرف أي واحد منهم، سوى (سلمان) الذي كان يقوم بخدمتهم بنشاط، كان بعض من حوله في لباس عسكري خاص بالصاعقة، والشرطة، وجهات عسكرية أخرى، وآخرون بلباس مدني، بل إن أحدهم حضر إلى الاجتماع بمشلح أسود!

لفترة كانت الأحاديث الجانبية هي المسيطرة، ولكنها سرعان ما بدأت في التلاشي عندما دخل القائد إلى الغرفة بحيوية وسحب كرسيًا وجلس عليه ووضع أوراقًا كان يحملها على الطاولة، ونظر إلى الجميع بوجهه الباسم وقال:
- السلام عليكم ورحمة الله .... أسعد الله صباحكم بكل خير.

تناثرت الكلمات من بين الحاضرين ترد السلام، وسرعان ما عم الصمت، الذي بدده القائد مرة أخرى، وقال وهو يحرص على أن ينظر إلى عينيّ كل شخص:
- أعتقد أنكم تعلمون لماذا نحن مجتمعون اليوم؟ ... لذلك لن أضيع الوقت في مقدمات لا فائدة منها .. فكلنا يعرف أن هناك شرذمة تعبث منذ مدة في أمننا وبلدنا، وتعتقد أنها هي صاحبة اليد الطولى في كل شيء، وأن مقاليد جزء من هذا البلد في يدها، تعبث كيفما تشاء، وتتحرك كالخفافيش في الظلام، بل وحتى تحت وهج شمسنا اللاهبة وكأنها لا تخش شيئًا، وبالرغم من المداهمات العديدة التي قامت بها قطاعتنا الأمنية التي حدّت من نشاطاتهم إلا أنّا نجدهم يعودون بعد فترة، وبطرق جديدة .. وبقسوة أكبر؛ من أجل هؤلاء أنتم هنا، من اجل القضاء عليهم تم اختياركم، أنتم النخبة من كل قطاع، فأنتم أملنا بعد الله عز وجل في تقويض هذه الفئة، واجتثاثها من جذورها، بل وتلقين درس لكل من تسول له نفسه المساس بأمننا وبوطننا.

توقف القائد هنيهة، ليلتقط أنفاسه، وليترك فرصة للآخرين ليستوعبوا كل حرف مما يقول، وبعد أن ارتشف من كأس الماء الموضوع أمامه واصل يقول:
- في هذه العملية لا نستطيع أن نخاطر بحياة عدد كبير، بل نحتاج إلى مجموعة صغيرة، وبخطة محكمة لإنتشال هذه الحثالة من أساسها، أنا على يقين بأنكم أهل لهذه المهمة، لكم مطلق الصلاحيات، وكل الاعتمادات مني شخصيًا، ومن كافة القيادات العليا، وكل ما نطلبه منكم هو إراحة الوطن من تسلط هذه الفئة، ولي طلب واحد قبل أن أترككم مع منسق العملية، وهو أن تتناسوا حتى فترة انتهاء هذه العملية كل الرتب العسكرية والتيجان والنجوم التي تتزاحم على أكتاف بعضكم، والدرجات الوظيفية العالية التي يتمتع بها المدنيون منّا لكي نخلق جوًا من الألفة بيننا، الآن سأترككم مع المنسق لهذه العملية السيّد (ماجد)، فمنذ يومين وهو عاكف على وضع الخطوط العريضة لهذه القضية، بل ..

وأردف وهو ينظر إليه بابتسامة فخر :
- لقد كان صباح الأمس في مطاردة مثيرة في شوارع الرياض مع هؤلاء حتى وصل إلى مقرنا الجديد، تفضل يا أبا صالح.

تنحنح (ماجد) وبدأ حديثه قائلاً:
- بداية أرحب بكم في هذه الفريق الذي أتشرف بالانتماء إليه، وأحب أن أبدأ بالتعريف بنفسي فأنا (ماجد صالح عبد الرحمن) من العمليات الخاصة، طوال هذا الأسبوع سنتحدث عن (البطحاء) ... و(دون) المتحكم فيها وعن مملكة البنغال التي تسيطر على كل شيء فيها.

توقف وهو يشير إلى (سلمان) ليوزع ملفات تم إعدادها من قبل، وواصل حديثه:
- في هذه الملفات تجدون ببساطة كل شيء، فخلال الأسبوعين الماضيين كرست طاقمًا كاملاً للبحث والتحري، عن كل شاردة وواردة تدور هناك، وبين أفراد تلك العصابة، ولقد استطعنا وبفضل من الله تجنيد عدد من الأعين لنا في الداخل، بل .. وفي صباح الأمس تمكنّا من الحصول على معلومات ستمكننا بإذن الله من تفريق شمل هذه العصبة.

.
.

وللحديث بقيّة ..
__________________








.
.
.
.
.
.

.
.
.
.
.
.

.
.
.
.
.
.

.
.
.
.
.
.

.
.
.
.
.
.

.
.
.
.
.
.




.
.
.
.
.
.



نتابع


.
.
.
.
.
.

.
.
.
.
.
.

.
.
.
.
.
.

استمر (ماجد) يتحدث بحماسة شديدة، التي سرعان ما وجدت طريقها إلى الحاضرين وبدأت الأفكار تتوالد نتيجة لذلك، وتزاحمت أكواب القهوة على الطاولة، وتعالت سحب الدخان ومراوح الشفط تجاهد لإزالتها، وخلت الرؤوس مما كان يغطيها، وحلّت أزرار الملابس طلبًا للراحة ... وفي نهاية اليوم وعندما انفض الاجتماع كان الإرهاق باديًا على الوجوه، ولكن الأعين كانت تحمل عزمًا وتصميمًا لا يقبل الهزيمة.

عاد (ماجد) إلى مكتبه وهو يجمل رزمة من الأوراق هي ثمرة الاجتماع الأول، وضعها على الطاولة، ورمى جسده المرهق على كنب كبير في أحد أركان الغرفة، وأغمض عينيه يطلب دقائق من الراحة قبل أن يعود لمواصلة عمله، وقبل أن يداعب النعاس اللذيذ جفونه، تعالت صوت طرقات على الباب، فاعتدل من رقاده وهو ينادي من بالخارج، دخل (سلمان) وعيناه تبرقان بفرح، و(ماجد) يتساءل بداخله ... (ألا ينام هذا!؟) ، قال له (سلمان):
- لدي بشارة لك (ماجد).
- هات يا سلمان ..
- لقد تم القبض على أحد العمالة أسمه (أرشد شيخ)، وهو في الأعلى في إحدى الغرف، .. في الحقيقية لقد جاء إلى مكتبنا وسلّم نفسه ...

قاطعه (ماجد)، وهو يقفز من مجلسه، ويقول:
- ماذا؟! ... (أرشد شيخ) هنا؟؟ منذ متى؟ وكيف ... ؟
- للتو وصلتني هذه المعلومات، وبالمناسبة .. هو يطلبك شخصيًا!
- وهل يعرفني؟ ... أقصد هل يعرف اسمي؟
- نعم ... لقد طلبك بالاسم ... وكانت معه (صورة) لك!
- صورة .. !

انطلق (ماجد) يمشي بما يشبه العدو، و(سلمان) يجاهد في لحاقه، وهو يقول:
- من (أرشد شيخ) هذا؟ ولماذا كل هذا الاهتمام منك ومن القائد به؟

أمام المصعد توقفا و(وماجد) ينظر إليه ويقول:
- (أرشد شيخ بحران) ... الرجل الثاني في تنظيم البنغال كله، وتسليمه لنفسه معناه قلب لكل الأوراق والخطط، أرجوك عندما أنتهي من الجلوس معه أريدك أن تجمع الفريق مرة أخرى، لا يهمني كم هم متعبون ومرهقون ... فهناك الكثير لنراجعه، لدي شعور بأن نهاية كل هذا الأحداث قريبة ... قريبة جدًا.

في الطابق الأرضي وأمام غرفة بنافذة واحدة تسمح لك بالرؤية من جهة واحدة، توقف (ماجد) يلتقط أنفاسه، ومد يده وأمسك مقبض الباب ورسم على شفتيه ابتسامة واثقة، بعد أن أفرغ كل توتره بنفس طويل، وفتح الباب ودخل حيث كان يجلس (أرشد) بكل هدوء على طاولة يتيمة وأمامه صورة مكبرة .. لماجد.

***

- يبدوا أننا التقينا أخيرًا يا سيّد (ماجد) ؟
قالها (أرشد) وهو ينهض من كرسيه ويمد يده نحو (ماجد) الذي التقطها بهدوء وصافحه، ودعاه إلى الجلوس وعلى ذات الطاولة جلس (ماجد) أمامه، وقال له:
- ما الذي رمى بك إلينا يا (أرشد) .. أهي الصدفة؟
- أنت تعرف يا عزيزي .. أنه لا مجال للصدف في مجال علمنا.

اعتدل (أرشد) في جلوسه بعد أن كان مسترخيًا، وقال:
- لقد شكّ رجالي بزيارتك صباح الأمس لحيّنا المتواضع، وبالرغم من تخفيك المثير للإعجاب إلا أنه تمت مراقبتك بدقة، إلى أن استطعت أن تختفي عن أعيننا لفترة كافية لتحقيق الهدف الذي أتيتَ لأجله، وعلى الفور وزعت رجالي على مخارج البطحاء، وأعطيتهم الأوامر لملاحقتك بدون مضايقة، إلى أن استطعت الهروب مرة أخرى بامتياز؛ المهم يا عزيزي .. مجيئي هذه الليلة ليس للتغني بقدراتك التي لا نختلف عليها، أو التغزل بمهاراتك الرائعة، أنا هنا لأني أريد أن أتعاون معكم، وبصفة رسمية.
- تتعاون بصفة رسمية؟! ما الذي ترمي إليه يا (أرشد)؟
- أنا مطلوب في بلدي لعدد من الأحكام الغيابية التي صدرت في حقي، مابين سجن مدى الحياة إلى حكمين بالإعدام.
- وما دخلنا في هذا ... ؟
- ما أريده يتلخص ببساطة في التالي، وساطتكم في إلغاء كل الأحكام الصادرة ضدي في بنغلادش، وسأعمل على تسليمكم (دون) ... وكل ما يسيطر عليه.

قطب (ماجد) حاجبيه، وأسند ظهره وهو يتأمل في عرض (أرشد)، واعتدل مرة أخرى وقال له:
- ما الذي يضمن لي صحة ما تقول؟ ... وما الذي يمنعني من القبض عليك الآن واخذ المعلومات منك عنوة .. ؟
- بصراحة لا شيء يضمن ما قلته لك .. إلا كلمتي فقط، وقبضك عليَّ سيثير حنق (دون) الذي لا يعلم بمجيئي إلى هنا، وسيغير فورًا أماكن تواجده وكل خططه المكشوفة لديكم، وستضطر أنت إلى البدء من جديد، فهل أنت مستعد للمخاطرة بالمزيد من أرواح مواطنيك وممتلكاتهم؟

.
.
.
.
.
.
.
.

.
.
.
.
.
.

.
.
.
.
.
.
.
.
__________________
















سكت (ماجد) لفترة طويلة، وهو يفكر في كل الاحتمالات الذي ذكرها (أرشد)، ويعيد تقييم الموقف وفق المعطيات الجديدة، ثم نهض من مقعده وقال له:
- تعرف أن مثل هذه المسائل لا أملك البت فيها بمفردي، فلابد من مخاطبة عدد من الجهات الرسمية، لكني سأبذل قصارى جهدي.
- لا بأس ... ولكن تذكر ... ابق الموضوع سريًا قيد الاستطاعة، فكما أنه لديكم أعينكم ... فلدينا أعيننا.
- ما تقصد بهذا الكلام؟
- لا عليك ... فقط تأكد ممن حولك ... فربما كانت ثقتك في غير موضعها يا عزيزي (ماجد).

خرج (ماجد) من الغرفة، وتوجه إلى غرفة الاجتماعات، حيث كان الجميع بانتظاره، وبعد أن أوجز لهم ما حصل مع (أرشد)، وبعد أن انتهى عمّ القاعة سكون مطبق.

- لا يمكن أن نتفاوض مع مجرمين؟
قال هذه العبارة أحد الذين تتزاحم النجوم مع التاجيان فوق كتفيه، وتابع قائلاً:
- إن في هذا إظهار ضعف لدولتنا ولينها مع هؤلاء المجرمين، أعطوني (أرشد) هذا، وفي غضون ساعات ستجدون اعترافه مكتوبًا على الورق.
قال أحد الذين يلبسون ثيابًا مدنية بعينين تشعان دهاءً وحيوية:
- ضعف ولين ... ؟؟ لماذا لا نسميها دهاء وسياسة .. ! أرى أن نتعاون معه، وبعدها نسلمه إلى دولته لتفعل به ما تشاء .. المهم أن نخلّص بلدنا من هذه الشرذمة.
تباينت الآراء مابين مؤيد ومعارض، واستمر الاجتماع زهاء ساعتين ولم يصلوا إلى اتفاق، التفت (ماجد) إلى القائد، الذي كان يرتشف كوب القهوة السادس في ذاك الاجتماع وقال:
- ما رأيك أيها القائد؟

سكت القائد لفترة طويلة، واحترم الجميع هذا الصمت، واكتسى وجهه بتعابير التفكير العميق، وبعد فترة طويلة، لمح (ماجد) ابتسامة صغيرة تكورت في إحدى زوايا شفتيه، وتألقت عيناها ببريق طالما سمع عنه، والتقط الهاتف الأحمر، الموضوع بعناية على طاولة جانبية، ومباشرة قال:
- السلام عليكم،أسعد الله مساءك يا صاحب المعالي، أعتذر إزعاجك في هذه الساعة المتأخرة، ولكنها كالعادة حالة طارئة ونريد مشورتك فيها ....

وبدأ يلخص عليه ما حصل منذ صباح الأمس، إلى اختلاف المتواجدين حول التعاون مع (أرشد) من عدمه، ثم سكت وبدأ يستمع ...
- جميل ... نعم، هو كما قلتم، ... بالفعل، ... لا بأس .... ممتاز، شكرًا لمعاليكم، وأعتذر مرة أخرى عن الإزعاج.

أغلق السماعة والتفت نحو (ماجد) وقال بابتسامة واسعة:
- لقد حصلت على الموافقة التي كنت تنشدها ... متى تنوي أن تبدأ يا بطل؟
اتسعت ابتسامة هو الآخر، وارتفع حاجباه، وهو يقول بجذل:
- ... الآن.

.
.
.
.
.
.

.
.
.
.
.
.

.
.
.
.
.
.

.
.
انتهى الفصل الرابع ..
ومازال في الحديث بقيّة ..
__________________

التوقيع



سألني أحدهم : ليه حاط شعرك تقل باتستوتا ؟؟

بصراحة أنا ما أدري منهو باتستوتا << إي هين

بس في الحقيقة هذا هو طول شعري الحقيقي ..>> قل ماشاء الله


HOTMAIL.COM@مهزوووووم عشرة
إسماعيل الحجري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-06-2008, 10:21 AM   #13
العريس الجديد
 
الصورة الرمزية إسماعيل الحجري
الفصل الخامس



الفصل الخامس
أسرع (عبدالله) يحث الخطى نحو (سوق البنغالين) الذي يقع على تقاطع شارع البطحاء مع شارع (الخزان) وكله عزم وتصميم ليكشف عن التجاوزات الحاصلة في هذا الحيّ، والتي راح ضحيتها هاتفه المحمول، ابتسم بسخرية وهو ينظر إلى الشمس التي تقبل الكون قبلات الوداع الأخيرة، متذكرًا زوجته التي فيما يبدوا مازالت أمام المرآة تستعد للذهاب لمنزل أهلها، وحمدالله أنها ستذهب مع أخيها الذي يسكن بجوارهم ..

- عطورات .. دهن عود أصلي.. بسعر رخيص جدًا.
انتزعه هذه العبارات من أفكاره، والتفت ليجد أحد العمالة بحقيبة سوداء يعرض عليه أن يجعله يشم أحد العطور التي يحملها في يده، وبكل ما يحمله (عبدالله) من توتر خصوصًا بعد الإشاعة التي سمعها بشأن المواد المخدرة التي يروجها مثل هؤلاء تحت مسمى العطورات والأطياب، لم يتمالك إلا أن يشير إليه ويقول:
- أغرب عن وجهي .. وإلا أبلغت عنك الشرطة.

هز العامل كتفيه وهو يتعجب من هذا التهديد، فمن يجرؤ أن يلجأ إلى الشرطة خصوصًا في هذا المكان، وقرب مملكة (دون)، واقترب من أذن (عبدالله) وهمس فيها:
- الشرطة لن تنفعك في هذا المكان، وفي هذا الحي بالذات ... فراقب مفرداتك جيدًا، وأعرف مع من تتعامل.

ابتلع (عبدالله) ريقه الجاف خوفًا، وتجاهل نبضات قلبه التي بدأت تزداد، ولم يعر ارتجافة خطواته التي تعبر الطريق نحو مصيره المجهول، إلى البنغال .. ومملكتهم.

انحرف جانبًا نحو زقاق ضيّق وبدا يتوغل فيه، وسرعان ما أحس بتغير الناس من حولها، وكأنما دخوله في هذا الزقاق عبر به حاجز المكان، وانتقل إلى دكا مباشرةً، فسرعان ما انقرضت (اللغة العربية) من لوحات المحلات، واستبدلت بالأحرف البنغالية، وبعض الإنجليزية، لم يكن يفهم ما هو مكتوب عليها بطبيعة الحال، لذا أرعى انتباهه لما يعرض خلف زجاج المحلات، وما هو معروض على الأرض حيث افترش بعضهم أقمشة وكراتين قذرة، صفوا عليها كل ما رخص ثمنه، وخف حملها.

ومن وراء لطمته التي آثر أن يخفي بها قسمات وجهه، فضلاً عن حجب الرائحة النتنة المنبعثة في كل مكان، ومن كل شيء، أخذ يبحث عن أي شيء له دلالة عن أجهزة إلكترونية، أو حتى غيرها، في خضم الأجساد البشرية، توقف أمام أحد الذين يعرضون بضاعتهم أرضًا وسأله:
- أيوجد محل لبيع الهواتف المحمولة هنا؟
- لا أعرف العربية، .. هل تريد أن تشتري مني؟
وأشار بحماسة إلى بضاعته، التي تنوعت ما بين مأكولات غريبة اللون والشكل والرائحة، لا تجروء على لمسها فضلاً عن تناولها.

انصرف (عبدالله) عنه وهو يغوص مرة أخرى وسط الزخم البشري، الذي كان يحدد مساره، فلا يدري أن يذهب، وهو يحاول أن يجد ضالته وسط هذا البحر البشري المتلاطم، وبالرغم من أنه كان في وسط مدينة الرياض إلا أنه كان يشعر بغربة، فكل الأعين تنظر إليه باستنكار، وكأنما دنس بثوبه وشماغه طهر هذا المكان القذر، لم يتحمل النظرات اللاسعة، فانحرف إلى أحد ألأزقة الضيّقة، كان الزحام أخف من سابقه، ولكن نظرات الأعين كانت أشد وأبقى، توقف أمام ثلاثة وسألهم عن مكان بيع الهواتف المحمولة، لم يكد يتبيّن منهم أي شيء، فالألسن الثقيلة، والضحكات النارية، والرائحة المنبعثة من الأفواه، كانت تعلن بوضوح عن الحالة التي كانوا عليها، تجاهل (عبدالله) حالتهم، وانطلق في طريقه، لكن أحدهم لم يتركه، فبدأ في ملاحقته بخطوات مترنحة، وهو يناديه بلسانه الملتوي، أسرع (عبدالله) الخطى ليدخل في زقاق آخر، ليفاجأ بمحل صغير لصيانة الأجهزة الإلكترونية، صفت على واجهته عدد قليل من الهواتف المحملة، ودون تردد توقف أمام المحل الصغير.
.
.
.
وللحديث بقية

التوقيع



سألني أحدهم : ليه حاط شعرك تقل باتستوتا ؟؟

بصراحة أنا ما أدري منهو باتستوتا << إي هين

بس في الحقيقة هذا هو طول شعري الحقيقي ..>> قل ماشاء الله


HOTMAIL.COM@مهزوووووم عشرة
إسماعيل الحجري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-06-2008, 11:57 AM   #14
العريس الجديد
 
الصورة الرمزية إسماعيل الحجري
رد: مملكة البنغال .. رواية رائعة . أعجبتني ..

أعزائي المشاهدين

إلى هنا وتنتهي الرواية

والفصول المتبقية موجودة عندي على شكل ملف بي دي إف PDF ( أكروبات )



لكني ماأعرف شلون أسوي لها نسخ ولصق


من له فكره عن ذلك فاليفيدنا

دمتم بود

التوقيع



سألني أحدهم : ليه حاط شعرك تقل باتستوتا ؟؟

بصراحة أنا ما أدري منهو باتستوتا << إي هين

بس في الحقيقة هذا هو طول شعري الحقيقي ..>> قل ماشاء الله


HOTMAIL.COM@مهزوووووم عشرة
إسماعيل الحجري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-08-2008, 01:42 AM   #15
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية شوشة منفوشة
 
تم شكره :  شكر 4 فى 4 موضوع
شوشة منفوشة is on a distinguished road

 

رد: مملكة البنغال .. رواية رائعة . أعجبتني ..

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة   للأسف الرواية بايخة ..


ولاعمرك ترسل لي روايات وقصص

 

7
7
يـــــــاخي اذا ماتبي تقرأ جبها وانحن نقرها >>>> منب صاحية

اقووول شسمة اذا كان باااقي قصص خله يعبي الهاردسك وانت .. سو .. قص + لصق
وانتهى الموووضوع >>>>>>>>مووووخ

المهم

بصرااااااااحه القوووصه بحد زاااتها روووعه عليك الله تنزل قصص مره تانيه ...



أمـــــــــــا بنسبة لسؤالك هذا اللي أرمزهـ لـ ع - ط تقسيم خمس طعش >>تسمع بـ الأخبار
7
7

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة   والفصول المتبقية موجودة عندي على شكل ملف بي دي إف PDF ( أكروبات )

 
  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة  


لكني ماأعرف شلون أسوي لها نسخ ولصق

 
7
7
ياريت انك توضح وش تبي بالضبط ؟؟ اقصد ((حدد سؤالك )) لأن شكل المشكله بسيطه..
وضح لنا يرحم أمك >>>>>>>> نصيحه لوجه الله لا عاد تشرح


لأن فيه برنامج بى دى اف >>>>>>>> ما ادري تقصد هذا ؟؟؟


يحول ملفات الورد إلى أكروبات بي دي اف ...

ما ادري اذا تقصد كذا ؟؟؟؟




التوقيع
- هل تعلم أن الصلاة وصية النبي صلى الله عليه وسلم عند خروجه من الدنيا ؟
قال رسول الله صلى عليه وسلم وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة : (الصلاة ، الصلاة وما ملكت أيمانكم ).

شوشة منفوشة غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:27 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه