الأمراض العقلية قد تعود لعيوب وراثية

الدكتورة · 22-12-2008, 12:21 AM

خلصت دراسة علمية حديثة قام بها فريق من الباحثين البريطانيين إلى أن مرضي انفصام الشخصية والهوس الإكتئابي قد يعودان لوجود خلل جيني متشابه.
وأوضحت الدراسة أن العيب الوراثي يتركز في الجينات التي تؤثر على الكيفية التي يتطور بها النظام العصبي المركزي.
ويقول باحثون من جامعة كمبريدج إن هذه النتائج مدهشة لاختلاف الأمراض العقلية عن العيوب الجينية.
ويؤثر مرض انفصام الشخصية والهوس الإكتئابي، وهو ما يعرف باسم الاضطراب ثنائي القطبية، على حوالي 2 بالمئة من السكان.
شفرة جينية
وقام الباحثون بفحص أدمغة خمسة عشر شخصا مصابا بانفصام الشخصية وخمسة عشر من المصابين بالهوس الإكتئابي علاوة على خمسة عشر آخرين أصحاء.
ومن ثم جرى فحص الجينات المرتبطة بتشكيل غلاف النخاع الذي يغطي ويحمي الأعصاب ويعمل على نقل النبضات الكهربية عبر النظام العصبي.
وكانت الجينات إما مرتبطة بتطور الخلايا العصبية المسؤولة عن بناء غلاف النخاع أو تطوير النخاع نفسه.
وقام الباحثون بفحص أحد أشكال الحامض النووي أر أن أيه وهو ما يمسى بـ "مسنجر أر أن أيه" (mRNA) الذي ينقل الشفرة الوراثية لمعرفة كيف أن الجينات تؤثر بفاعلية في المجموعات المختلفة.
ووجد الباحثون أن هذه الجينات كانت أقل نشاطا مع هؤلاء الذين يعانون من الانفصام والهوس الاكتئابي كما أنهم اكتشفوا عيوب في الجينات المتبقية.
كما لوحظت تغييرات مماثلة في أدمغة أشخاص يعانون من كلتا الحالتين.
علاج المرض
وقال الدكتور ساباين بان الذي قاد فريق البحث الذي نشرته دورية لانست العلمية: "نعتقد أن النتائج التي توصلنا إليها تقدم دليلا قويا بالنسبة لعيوب النخاع في المصابين بانفصام الشخصية والهوس الاكتئابي".
وأضاف: "يقدم الارتباط الكبير بين تغييرات التأثير في انفصام الشخصية والهوس الاكتئابي دليلا قويا بالنسبة للأماكن التي تنتقل عبرها الأمراض الشائعة والتي ربما تحكم الأنماط الظاهرية للانفصام والهوس الاكتئابي."
ونقلت دورية لانست عن الدكتور كينيث ديفوس من كلية طب ماونت سايناي في نيويورك قوله: "ملاحظة أن بعض عيوب الجينات المتعلقة بالنخاع شائعة على الأقل في أوساط من يعانون من الانفصام أو الهوس الاكتئابي مثيرة نظرا لاختلاف الأعراض كما أنها تتطلب علاجا قائما على أنظمة نقل عصبية مختلفة إلى حد ما".
وقال متحدث باسم جمعية "ريثينك" المعنية بشوون المصابين بالانفصام: "نرحب بأي بحث أو تقدم جديد يتم إحرازه لفهم أسباب الانفصام لكن مثل هذه البحوث تحتاج إلى الفحص قبل أن تدخل حيز التنفيذ. "
وأضاف: "وفي هذه الأثناء فإن تلقي المرضى الرعاية المبكرة السليمة والعلاج هي أفضل طريقة للشفاء".

طبعا هناك فرق بين الامراض العقلية و(التخلف العقلي