لا تستسلم ...!!
قد تمر بك لحظات ضعف؛ فيخيل إليك أن قواك قد خارت، وأنه لم يَعُدْ بك قدرة على المجاهدة، والصبر ومواصلة العمل؛
فلا تستسلم لهذا الخاطر؛ فإن للنفوس إقبالاً وإدباراً؛ فلعل ذلك الإدبار يعقب إقبالاً.
وقد تشعر أحياناً بإحباط، و قلة ثقة، و شعور بالنقص، و أنك لا تصلح لشيء من الأعمال -
فلا تستسلم لهذا الشعور، و استحضر بأن الإخفاق ليس عاراً إذا بذلت جهدك بإخلاص، و تذكر بأن المرء لا يعد مخفقاً حتى يتقبل الهزيمة، و يتخلى عن المحاولة، فحاول مرة بعد مرة، و أعد الكرة بعد الكرة، و ستصل إلى مبتغاك -بإذن الله-.
و قد يعتريك شعور بالزهو و الإعجاب، فتشعر بأنك نسيج وحدك، و قريع دهرك؛ فلا تحتاج إلى ناصحٍ أو مشير.
فإذا مر بك ذلك الخاطر فلا تستسلم له، و لا تركن إلى ما أوتيت من ذكاء، و علم، و انظر إلى ما فيك من نقص، و ضعف حتى تتعادل كفتا الميزان لديك.
و قد تهجم عليك الهموم، و تتوالى عليك الغموم، فيخيل إليك أنها ستلازمك طول عمرك، فتظن أن أيامك المقبلة سود لا بياض فيها؛
فلا تستسلم لهذا الخاطر، و لا تحسبن الشر لا خير بعده، أو أنه ضربه لازب لا تزول؛ فإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً.
و قد تتحرى الصواب، و تحرص كل الحرص على ألا تخطئ في حق أحد، ثم لا تلبث أن تقع في الهفوة والهفوة؛
فلا تظنن أن ذلك يبعدك عن الكمال، والسعي إليه، فمن الذي؟ وأي الرجال؟
و قد تقع في الذنب إثر الذنب، فيلقي لشيطان في رُوعك أن الخير منك بعيد، وأنك ممن كتبت عليه الشقاوة؛
فلا تستسلم لهذا الإلقاء الشيطاني، واستحضر بأن كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، و إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ، وبذلك تنقشع عنك غياهب اليأس.
المصدر/موقع دعوة الاسلام
اخوكم/ ااااالرحال