البعد الذي نملك

[الــســفــيــر]

البعد الذي نملك
أحمد العسيلان
لجينيات
عندما تجلس وحيداً في مكان ما وتبدأ بالتفكير بنفسك وما يحدث لك من أحداث تعترض طريقك أو تساعدك في شقه ثم تبدأ دائرة التفكير في التوسع فتفكر بالذين من حولك أهلك وأقاربك ثم تتسع أكثر حتى تبلغ المجتمع الذي تعيش فيه ثم توسع الدائرة في التفكير بحال هذا الكوكب (الأرض) وما يدور عليه فإن شيئاً من الهم والغم يعتريك ويفقدك السيطرة على التفكير بشكل صحيح في أحيان كثيرة فتصبح تائهاً كأنك في صحراء التيه !
بيد أن هذا التيه الذي يعتريك سيتبدد بكل سهولة عندما تتذكر قول الله تعالى : { مآ أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأهآ . إن ذلك على الله يسير . لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بمآ آتاكم . والله لا يحب كل مختال فخور . الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ، ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد ******.
يقول سيد قطب رحمه الله عندما تحدث عن هذه الآية :
(وقيمة هذه الحقيقة التي لا يتصور العقل غيرها حين يتصور حقيقة الوجود الكبرى . قيمتها في النفس البشرية أن تسكب فيها السكون والطمأنينة عند استقبال الأحداث خيرها وشرها . فلا تجزع الجزع الذي تطير به شعاعاً وتذهب معه حسرات عند الضراء . ولا تفرح الفرح الذي تستطار به وتفقد الاتزان عند السراء)
ثم يعلق على قوله تعالى ({ لكي لا تأسوا على ما فاتكم ، ولا تفرحوا بما آتاكم ****** قائلاً:
فاتساع أفق النظر ، والتأمل مع الوجود الكبير ، وتصور الأزل والأبد ، ورؤية الأحداث في مواضعها المقدرة في علم الله ، الثابتة في تصميم هذا الكون . . كل أولئك يجعل النفس أفسح وأكبر وأكثر ثباتاً ورزانة في مواجهة الأحداث العابرة . حين تتكشف للوجود الإنساني وهي مارة به في حركة الوجود الكوني .(انتهى كلامه رحمه الله)
أقول إن ما يحدث اليوم من أحداث يجب أن ننظر إليها بعقول سماوية و وببعد إستراتيجي لا يملكه الساسة أو المفكرون أصحاب العقول الدنيوية ألا وهو البعد الذي تحمله هذه الآية الكريمة .
ولا ينبغي لنا أن نركن إلى الأرض لكون أن الله قدر كل ما هو كائن فقد جاء في سنن أبي داوود عن علي رضي الله عنه قال كُنَّا فِى جَنَازَةٍ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَجَلَسَ وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِالْمِخْصَرَةِ فِى الأَرْضِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ « مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلاَّ قَدْ كَتَبَ اللَّهُ مَكَانَهَا مِنَ النَّارِ أَوْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلاَّ قَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً ». قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ يَا نَبِىَّ اللَّهِ أَفَلاَ نَمْكُثُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ لَيَكُونَنَّ إِلَى السَّعَادَةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشِّقْوَةِ لَيَكُونَنَّ إِلَى الشِّقْوَةِ قَالَ « اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِلسَّعَادَةِ وَأَمَّا أَهْلُ الشِّقْوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِلشِّقْوَةِ ». ثُمَّ قَالَ نَبِىُّ اللَّهِ « (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) صححه الألباني رحمه الله.
آمل من الله أن يجعل مما كتبت مفتاحاً لذوي العقول والبصائر فما كتبت هنا بمثابة الشرارة التي أتمنى من الله يشعل بها حماس الذين وهنوا عن العمل لهذا الدين والذود عن حياضه واعلموا أن أعداء الله يألمون كما تألمون أيها المؤمنون يقول تعالى (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) النساء 104.
http://www.lojainiat.com/index.php?a...wMaqal&id=7994

[مداءات]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الــســفــيــر   فاتساع أفق النظر ، والتأمل مع الوجود الكبير ، وتصور الأزل والأبد ، ورؤية الأحداث في مواضعها المقدرة في علم الله ، الثابتة في تصميم هذا الكون . . كل أولئك يجعل النفس أفسح وأكبر وأكثر ثباتاً ورزانة في مواجهة الأحداث العابرة . حين تتكشف للوجود الإنساني وهي مارة به في حركة الوجود الكوني .

لايدركُ هذا التوسع الا من تشرب الأيمان جوارحه, وأصبح الله تعالى سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به, وبالتالي كل هذه الأشياء..

سوف تقبل بكل تقبُل, وأيمانٍ ورضى.

أخي الفاضل السفيـر:

كل الشكر لك..

ولبعدك الأبعد.

[عبدالله الغانم]

بورك القلم أيها السفيرالمبارك
هنا قرأتُ وقفاتٍ إيمانية تربوية طيبة
فاح منها طيبُ صاحبها وتجلت محبته
الخيرللغير...
دعوة كريمة صادقة للعمل لهذا الدين المنصور
فهل نكون من المناصرين كي نحظى بهذا الشرف؟
العمل للدين مشارب عدة وطرق شتى فكلٌ بحسبه
فمن يجيد الكتابة فالقلم وسيلة عظمى ومن يجيد التجارة
فالمال وسيلةٌ أعظم ومن يُجيدالإدارة فالقيادة تحتاجها الأمة
وهكذا دواليك.
القلم الصادق والفكر الراقي" السفير"
بوركت وبورك عطاؤك ونصربك الدين
تقبل مودتي ووافرشكري

[الــســفــيــر]

اهلاً بتواجدك نوره (تعقي رائع وجميل)

عبدالله الغانم (اهلا وسهلاً أسعدني تواجدك أستاذي )

[عبدالله الفـارس]

بوركت أستاذ أحمد

توسيع المدارك و بُعد نطاق التفكير و أخذ العبر و العظات
نص ديننا عليه في كثير من النصوص , تبادر إلي الأثر : تفكر ساعة خير من قيام ليلـة فالتفكر هو عبادة الأذهان ,,

لك كل الشكر

[الــســفــيــر]

عبدالله الفارس

تفكر ساعة خير من قيام ليلـة فالتفكر هو عبادة الأذهان

بصمة رائعة

اهلاً بمرورك

[سعود الموسى]

تقبل مررروري

[كحيلانة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة   عندما تجلس وحيداً في مكان ما وتبدأ بالتفكير بنفسك وما يحدث لك من أحداث تعترض طريقك أو تساعدك في شقه ثم تبدأ دائرة التفكير في التوسع فتفكر بالذين من حولك أهلك وأقاربك ثم تتسع أكثر حتى تبلغ المجتمع الذي تعيش فيه ثم توسع الدائرة في التفكير بحال هذا الكوكب (الأرض) وما يدور عليه فإن شيئاً من الهم والغم يعتريك

على العكس ... إذا كنت مهمومة وبدأت بتوسيع دائرة التفكير يتبدد همي .. هذا ما يحدث لي على الأقل .

افتتاحية موضوعك هذه تذكرني بحالة غريبة تعتريني وقد سمعت إمرأة أمريكية غير مسلمة تتحدث عنها أيضاً وفوجئت بذلك فعلاً , ولهذا أظن أن بعضكم ربما مرّ بها. لها علاقة بما ذكرتَ بطريقة ما. عندما تشاهد نملة - على سبيل المثال - وتتفكر بحجمها وتفاصيلها وعملها ويقودك هذا التفكير إلى التفكير بأنك مخلوق مثلها وتفكر بأنك تفكر الآن بأنك ( مخلوق ) وتفكر بأنك تفكر بأنك تفكر .... وهكذا , فجأة تصاب بدوار غريب فقط لأنك إنسان لا يمكنك تحمل ( الفكرة ) لعظمة الخالق !!