الاقتصادية:الاثنين 1430/8/19 هـ . العدد 5782
المجمعات التعليمية الكبرى
د . عبدالعزيز بن جار الله الجار الله
وحدت وزارة التربية والتعليم وكالتي المباني في وكالة واحدة تجمع بين المباني التعليمية في قطاع البنين والبنات . . إذاً ما الخطوة المستقبلية والتخطيطية التي تنتظرها المباني التعليمية؟ هناك أفكار عدة يمكن مناقشتها وطرحها لأن المبنى المدرسي هو حجر الزاوية التعليمية غير المعلن والمسكوت عنه ولا تثار حوله أي أسئلة إلا ما يتعلق بتحسين وتجميل البيئة التعليمية أو متعلقات المباني المستأجرة وصلاحياتها للتعليم . من الثابت ومن المتحول في العملية التعليمية هناك في بلدان العالم مبان تعليمية أو مقار للتعليم تعود إلى القرن التاسع عشر لم تتغير مواقعها رغم أن المدن كبرت وتوسعت وأصبحت لها ضواح وتوالدت عنها مدن صغيرة إلا أن مقر المبنى المدرسي ثابت لم يتغير لربما أعيد ترميمه مرات أو حتى أزيل وأعيد بناؤه لكن الموقع هو نفسه وهناك نماذج في دول العالم لمبان تعليمية في التعليم العام وجامعات ومستشفيات وغيرها . في التعليم الابتدائي يتعلم الطالب ست سنوات ــ يمكن إعادة النظر في سنواتها ــ وفي المرحلة المتوسطة ثلاث سنوات وفي المرحلة الثانوية ثلاث سنوات . الشاهد من (تمرحل) التعليم أن الطالب متغير من مرحلة إلى أخرى والمعلم أيضاً في ظل حركة النقل بين المدن وداخل الأحياء غير الثابت . إذن الثابت هو المبنى المدرسي حتى مع حركة العمران السريعة في بلادنا لكن دخول النقل المدرسي يعزز مركزية المدرسة مقابل تنقلات الطلاب والمعلمين والمعلمات . وهذا يجعلنا نطرح الرؤية السابقة في بناء مجمعات أشبه بالقرية الصغيرة التي تضم مدارس لجميع المراحل للبنين والبنات على غرار المدارس الكبرى في مدينة الرياض مثل معهد العاصمة ومدارس الرياض ومجمع الأمير سلطان وبعض المدارس الأهلية مثل نجد ورياض نجد والنموذجية والرواد والمملكة وابن خلدون ودار السلام وغيرها من المدارس العالمية التابعة للسفارات الأجنبية لها بوابات متعددة للإدارة وللمراحل والخدمات تستوعب جميع المراحل بنين وبنات ولها إدارة عليا وإدارة مراحل وقطاع خدمات من نقل وصيانة وتأثيث وتجهيزات عبر شركات ومؤسسات متخصصة في خدمات التعليم, وانسجاما مع البند الرابع من مشروع الملك عبد الله: تحسين البيئة التعليمية, يتم تجهيز المدارس والقاعات والمعامل والصالات الرياضية من ملاعب ومساحات للأنشطة . ويعد لهذا الغرض منهجية تقوم على توزيع هذا النمط من المدارس الكبرى على قطاعات كل مدينة كبيرة, وتعد معايير محددة لإنشاء المجمعات في التجمعات التي يزيد فيها الطلاب على خمسة آلاف طالب, فتجربة معهد العاصمة ومدارس الرياض ومدارس الثغر في جدة تجربة غنية بالمعلومات, المدارس ثابتة أما الطلاب والطالبات فهم في حالة تغير مستمر وتنقل من مرحلة إلى أخرى . . لأكثر من 50 عاما وما زال معهد العاصمة يخرج دفعات وأجيالا وحركة التعليم مستمرة . ولم يتوقف ولم ينقل من موقعه تعاقب عليه الطلاب والمعلمون وإدارات عدة والمقر كما هو لم يتغير . الذين خططوا لمعهد العاصمة في ذلك الوقت المبكر كان لديهم بعد نظر وتطلع مستقبلي . . فما الذي يمنع من تطوير فكرة معهد العاصمة وتعميمها على جميع مدن المملكة؟