لاشك بأن مخاطبة الذات ومناجاتها حينا ومحاسبتها أحيان أخرى طلباً للسلوك والخلاص من الكثير من المنغصات الحياتية هو أول خطوة في طريق الوقاية والعلاج من هذه المنغصات التي أصبحت تطغى على الكثير من جوانب حياتنا وتزيد من عمق الفجوة بين الأباء والأبناء وتزداد حينها الحاجة إلى التوجيه والإرشاد حينا والتوبيخ والتحذير أحيانا أخرى وبهذا التوازن الضروري لاستقرار الأسرة والتوافق والتكيف بين أفرادها فلا كبت خانق ولاحرية مضللة .
وهذا التوازن الرباني الذي حث الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم عليه هو أمانة بين يدي كل أب وأم فهما من يجعل أسرته حديقه غناء بالزهور وهما من يجعلها سجنا انفرادي بقضبان من شوك والبداية والأساس لهذا التوازن هو المصارحة والتشاور وتبرز أهمية ذلك بعد أن يفقد الأبناء لحظة المصارحة هذه فيكون هذا الافتقاد والحرمان اشد وأقوى تأثيراً فتكون حاجته التعويضية هي التي تطغى على معتقداته وسلوكياته فتارة يفتعل المشاكل ليلفت الأنظار إليه وتارة أخرى يبحث عن ما افتقده من حنان واهتمام لدى آخرين هم من يفتحون له باب الانحراف على مصراعيه وهذا للأسف حال الكثير من أبنائنا الذين وقعوا ضحايا الاستغلال بعد أن فقدوا هذا التوازن الضروري لحياة مستقرة وسعيدة الرعاية والاهتمام منزلها والمصارحة والتوجيه أبوابها ونوافذها والاستقرار أرضيتها والأمان سقفها .
ونحن بإذن الله سبحانه وتعالى وفضله وتوجيهات السيد مدير الإدارة لسنا سوى حلقة وصل نحاول أن نصل ما انقطع من حبال الود والقربى والرحمة ، ونرجوا من الله سبحانه وتعالى أن يتقبل سعينا هذا بنشر هذه الخاطرة التي نتمنى وصولها إلى نفوس وضمائر الكثير ممن شغلتهم الدنيا ومتاعها عن رعاية هذه البذرة ( الأبناء ) تحت ستار الجهل والإهمال حيناً والحاجة أحياناً أخرى وكان حصادها أشواك والضياع الذي لم يجنيه غير ( الأحداث ) إلا من شاء الله أن يهديه إلى طريق الصواب فكونوا معنا لنخرج جميعا من سوداوية ومأساوية هذه المواقف والخبرات الحياتية إلى بر الأمان وراحة الاستقرار إن شاء الله .
__________________