- تأمل الظلم والشخص الذي ظلمك والألم الذي تشعر فيه أتعلم أن
كل ذلك طريقاً لمقت الله تعالى لك !
كيف ذلك ؟!
- ينقسم الناس حين وقوع الظلم عليهم لأربعه أقسام :
1 - المنتقم :
الذي سعى للإنتقام أخذته العزّه فأخذ حقه وزيادة عليه
, فينقلب من كونه مظلوم إلى ظالم - والله لايحب الظالمين -
2 - المقهور :
وقع عليه الظلم وأراد أن يأخذ حقه فلم يستطيع فبدأ يتلمس عورات ظالمه
, يغتابه يُفرغ غضبه فبدأ بحرق أعماله وصحته فخسر الدنيا والآخره ,
3- المنتصرون :
( والَذيْنَ إذَا أصَابَهمْ البغَيَ هُم يَنتصِروْن ولِمنْ أنتصَر بَعْد ظُلمِه فَؤلَئكَ مَاعَليْهُمْ مِنْ سَبِيْل ) ا
لشخص الذي يأخذ حقه كاملاً فقط .. بينه وبين ظالمه آيه ( ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله
شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا إعدلوا
هو أقرب للتقوى وإتقوا الله إن الله خبير بما تعملون )
يعود خصمه يسلم عليه يزوره يعوده يشمّته لم يجعله
في قلبه أخذ حقه فقط , شخص قلبه في خشيه يرى حقه فقط فيأخذه ..
4- صاحب الحق \ الحظ العظيم :
( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي
بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ومَايُلقّاهَا إلا الّذيْنَ صَبَرُوا
ومَا يُلقّاهَا إلاّ ذُو حَظٍ عَظيْم )
قل له بعزّه: أنا سامحتك , أنا عفوت عنك .. إذهب فأنت طليق !
- فَمَنْ عَفا وأصْلح فَأجرَه عَلى الله إنّه لايٌحبّ الظَّالِمِيْن - ( وإصبِرْ ومَا صَبركَ إلا بِالله
ولاتَحزَن ْعَليْهُم وَلاتكُ في ضَيقٍ ممّا يَمكُروْن إنّ الله
مَعَ الذين إتّقوْا والذيْن هُم مُحسِنوْن )
لا يملئك الشيطان بالمخاوف ويدعوك للشحناء إنها عزّة والله تخيل
في يوم القيامه وأنت ومن عفوت عنه وأنتم بين يدي الديّان :
( وعنت الوجوه للحي القيّوم وقد خاب من حمل ظلما )
يوم ينادى بأين الذين كانت أجورهم على الله فينادى
بالعافين عن الناس ويدخلون الجنه ( لاظلُم اليْوم إنَّ الله سَريعُ الحِسَابْ )
يوم تؤخذ من حسناته وتزاد فوق حسناتك , إلى أن تنفذ حسناته
ثم تؤخذ من سيئاتك وتوضع عليه إلى أن يلقى في النار ...
( ونَضَع المَوازيْن القِسط ليَوم القِيامَه فَلا تُظلم نَفسٌ شيئا
وإنْ كَان مِثقال حبَّة مِنْ خَرْدلٍ أتيْنا بِها وكَفى بِنَاحَاسِبينْ )
من العزيز ومن الذليل هاهنا !
لن يظلمك الله العدل الحق - وإن الساعه لآتيه فأصفح الصفح الجميل -
● كيف أعفو :
- أن تعرف أين أنت , أن تحدد هدفك وتعز نفسك .
- أن تنظر لظالمك بعين الرحمه ( فهو مهلكٌ لنفسه ) وأنظر لنفسك
بعين الإمتنان فأحمد الله بأنك لست هوَ ,- أن تتخيل الجنّه ومافيها من نعيم ومكرمات وتتذكر قوله صلى الله عليه وسلم :
" لا يحل لمسلم أن يصارم مسلماً فوقاً ثلاث، فإنهما ناكبان عن
الحق ما داما على صرامهما ، وإن أولهما فيئاً يكون كفارة عنه
سبقُهُ بالفيء، وإن ماتا على صرامهما لم يدخلا الجنة ,
جميعاً أبداً ، وإن سلم عليه فأبى أن يقبل تسليمه وسلامه ، ردّ عليه الملك، وردّ على الآخر الشيطان".
ثم تخيل النار بسوادها وجحيمها وهولها وتتذكر قوله صلى الله عليه وسلم :
(( لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ ، فَمَنْ هَجَرَ فَوْقَ ثَلاَثٍ فَمَاتَ ، دَخَلَ النَّارَ ))+ معلومه :
التسامح والعفو يعود لنفسك أنت , صنعته لنفسك أنت ..
إنصب ميزان لنفسك ضع في كفته الأولى قرار القطيعه
وضع في الآخر صحتك لحظاتك الجميله ومحبة الله ودعواتك
لمغفرة ذنوبك ورفعة درجاتك ودعوته لك على رؤوس الأشهاد
والحور العين التي ستخير بها ووازن بينهما أيهما ستختار !
سيأتي يوم وتنتهي هذه الدنيا ونكون في مكان نتمنى فيه الحسنه الواحده
, نبعث , ثم تنتهي عرصات يوم القيامه
وتنتهي أحداث يوم القيامه والحساب وتأتي اللحظه الحاسمه لـ جنه أو لـ نار ..
أنت متأكد من شيء واحد فقط عدم
ضمانك لأي حسنه وقبول أي عمل قدمته ,
ومتأكد أيضاً من ذنوبك وآثامك ولم تضمن أيضاً أن الله غفر شيئاً واحداً منها ,
في تلك اللحظه ستتذكر أن الله كان يتودد لنا في هذه الدنيا
ويقول : ( وليعفو وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم )
ألا تحبون أن يغفر الله لكم !
بلى وربي نريد ... ,