ملعب على عجلات !!

خرخيرة · 20-02-2002, 03:27 PM

( أستاد سبورو الياباني )

في 21 يونيو عام 2001 م انتهى العمل من هذا الملعب العجيب والفريد ، والوحيد في العالم الذي صمم ليكون أحد أعاجيب اليابان ، وعروضها التقنية والصناعية الحديثة ومشاركتها الهامة في تأسيس سوابق صناعية في كأس العالم ، وتحد عالمي لمن سيخلفون اليابانيين في بناء الملاعب الرياضية ، فهذا الملعب تفتخر به مدينة سبورو واليابان بجميع فئاته والمشاركين فيه .

الملعب يتسع لـ42 ألف متفرج ، ويتميز بأنه ملعب مغطى بقبة ، ومصمم لتقام عليه عدة أنشطة رياضية وترفيهية وتجارية ، فهو لكل المناسبات ، ففي موسم لعبة البيسبول في الربيع يتحول هذا الميدان إلى ملعب لها ، وفي الوقت نفسه يستخدم للعبة كرة القدم ، وهو أيضاً مقر للمعارض الكبيرة إضافة الى إقامة الحفلات الكبيرة فيه .

ويعتبر الملعب الوحيد في العالم المغطى والذي تلعب فيه كرة القدم على العشب ، حيث تشترط منظمة الفيفا لكرة القدم في مباريات كأس العالم وجوب اللعب على ميدان مزروع بعشب طبيعي ، حيث إن جميع الملاعب المغطاة تغطى عادة بعشب صناعي ، لا يماثل العشب الطبيعي من حيث سلامة اللاعب وحركة الكرة .

ولذا فقد قدم المهندسون الحل العجيب ، إذ أن الملعب بمقاساته الكبيرة وهي 120 مترا طولا في 85 مترا عرضاً ، ينشأ خارج القبة للعناية بالملعب العشبي الذي يتطلب رعاية خاصة من قص وري وعدم استخدام كثيف لفترات متباعدة ، ويتم إدخال الملعب العشبي أتوماتيكياً الى الداخل وتحت القبة عن طريق فتحة معدة خصيصا لذلك حيث يتم فتح جدار (جهة كاملة) ليتم إدخال الملعب ذي الأبعاد القانونية للعبة كرة القدم .

عملية دقيقة :

إن عملية تغيير أرض الملعب من عشب صناعي للعبة البيسبول ، إلى عشب طبيعي للعبة كرة القدم ، هو تحد كبير للمهندسين ، فالملعب كبير وواسع، فمساحته أكثر من 58 ألف متر مربع ، وفيه مقاعد تزيد عن 42 ألف مقعد للمتفرجين ، وترتيب مقاعد المشاهدين يعيق التبديل والتغيير ، ومع كل هذه العوائق فإن عملية تبديل أرض الملعب تتم بانتظام بين لعبة البيسبول التي تلعب على عشب صناعي ، وبين لعبة كرة القدم التي تلعب على عشب طبيعي ، وعملية التبديل تتم آليا، حيث يتم طي العشب الصناعي بأطواله الأربعة ، وهي مائة متر لكل ركن من أركانه الأربعة إضافة إلى 122 مترا طول زاوية الانفراج في ملعب البيسبول ، كما يتم طي مجموعة المقاعد ، ويفتح جدار كامل بطول 90 مترا ليمكن إدخال الملعب العشبي إلى داخل القبة حيث يتم دفع وسحب الملعب باستخدام ميكانيكية خاصة تستعمل فيها اكثر من 34 عجلة ليتحرك عليها هذا الملعب الضخم بوزنه الكبير الذي يبلغ 8300 طن .

سرعة السلحفاة :

ويتحرك الملعب الطبيعي على خط السير المجهز له بسرعة 4 أمتار في الدقيقة الواحدة، وهي سرعة بطيئة ، وتأخذ عملية التبديل والتغيير بين العشب الطبيعي والعشب الصناعي وإعادة وضع المقاعد آلياً خمس ساعات كاملة ، وعادة فإن اللعب على هذه الأرضيات تتبع برنامجا يعد سلفاً لكي يتم تجهيز الملعب العشبي ليبقى داخل القبة لعدة أيام فقط ، ويتم إخراجه لتتم عملية ري العشب و ترميم هذا الملعب الثمين .
كما يوجد به أيضاً شاشة عرض طولها 7 أمتار في 25 مترا لإعادة عرض الأحداث واللعبات الشيقة والجميلة ، كما يتم عرض النتائج على شاشة 2.5 في 13 متراً ليراها جميع الحاضرين .

ليس ملعباً فقط :

صُمم الملعب ليكون نزهة لأهل البلد ومزاراً للسائحين ، لذا فقد احتوى على أسواق ومعارض تجارية ، وعلى مطعم علوي يتسع لجلوس أكثر من 230 شخصاً بكامل راحتهم في الجلوس والاستئناس بالأكل ، وهذا المطعم يمكـّن الزائر أن يقضي وقتاً جميلاً يتمتع فيه برؤية البلد والملعب أيضاً ، فهو يخدم الجهتين .

كما أن في قمة هذا الملعب العجيب مرصداً ليس للنجوم ، بل للتمتع بمشاهدة البلدة ، فهذا المكان يعطي المشاهد منظراً جميلاً لمنطقة سبورو بكاملها ، ويستطيع السائح أو الزائر أن يتمتع برؤية البلد في الليل ، بأنوارها وشوارعها العظيمة ، والتمتع بكل هذا المنظر من سطح الملعب .

بدون ازدحام :

بني هذا الملعب على ستة مستويات ، كل مستوى له مداخله الخاصة ومخارجه ، مع وجود تداخل معماري بينهم ، وذلك لكي لا يكون هناك تزاحم أو ضياع ، منها مستويان تحت الأرض ، وفيهما استراحة وتجمع اللاعبين قبل اللعب ، ومنهما يتم الخروج إلى الملعب ، وفي المستويين الأرضيين أيضا مكاتب للمنظمين والإدارة والحكام ، وأما الدور الأول والثاني بفتحاتهما وأبوابهما العديدة فهما لاستقبال الجمهور ، وفي المستوى الثالث مقهى ومطعم للعموم ، والمستوى الرابع للضيوف وكبار الشخصيات ، وفيه أيضاً القاعة والاستقبال الإمبراطوري اللائق بالإمبراطور وضيوفه المهمين .

كما أن هناك أماكن مخصصة للمقعدين ، سواء بوجود مكان لهم للجلوس ، أو للجلوس على عرباتهم الخاصة .

استغلال الطبيعة :

لا تشكو اليابان من شدة الحر ، فاعتدال الجو في الصيف جعل مصممي هذا الملعب المغطى يستفيدون من اعتدال الجو الصيفي بالتهوية الطبيعية للملعب في الصيف ، وتدفئته في الشتاء ، بحيث تقل تكاليف تشغيل هذا الملعب العجيب .