شرح أذكار الصباح والمساء وفضلها ( 3 )
( أصبحنا وأصبح الملك لله ، والحمد لله ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيءً قدير ، ربِّ أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده ، ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر ، ربِّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر ) رواه مسلم ، ( وإذا أمسى قال: أمسينا وأمسى الملك لله ) 0
أصبحنا وأصبح الملك لله ، والحمد لله : أي : دخلنا في الصباح متلبسين بنعمة وحفظ من الله تعالى واستمر دوام الملك كائناً لله ، ومختصاً به 0
لا إله إلا الله وحده لا شريك له : أي لا معبود بحق إلا هو ( وحده ) فيه تأكيد للإثبات (لا شريك له ) فيه تأكيد للنفي0
وهذا تأكيد من بعد تأكيد إهتماماً بمقام التوحيد وتعلية لشأنه ، ولما أقر لله بالوحدانيه أتبع ذلك بالإقرار له بالملك والحمد والقدره على كل شيء فقال :
له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيءً قدير : فالملك كله لله ، وبيده سبحانه ملكوت كل شيء والحمد كله له ملكاً وإشتقاقاً ، وهو سبحانه على كل شيء قدير ، فلا يخرج عن قدرته شيء قال تعالى : { وما كان الله ليعجزه من شيءٍ في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليماً قديراً ****** 0 سور فاطر 44 0
وفي الإتيان بهذه الجمله المتقدمه بين يدي الدعاء فائده عظيمه ، فهو أبلغ في الدعاء ، وأرجاء للإجابه ثم بدأ بعد ذلك بذكر مسألته وحاجاته فقال :
ربِّ أسألك خير ما في هذا اليوم - أو هذه الليله - : أي أسألك الخيرات التي تحصل في هذا اليوم من خيرات الدنيا والأخره ، أما خيرات الدنيا : فهي حصول النعم والأمن والسلامه من طوارق الليل وحوادثه ونحوهما ، وأما خيرات الأخره : فهي حصول التوفيق لإحياء اليوم والليله بالصلاه والتسبيح وقراءة القرآن ونحو ذلك 0
وخير ما بعده - أو ما بعدها - : أي أسألك الخيرات التى تعقب هذا اليوم أو هذه الليله0
وأعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده : أي واعتصم بك وألتجىء إليك من شر ما أردت وقوعه فيه من شرور ظاهره أو باطنه 0
ربِّ أعوذ بك من الكسل : المراد بالكسل : عدم إنبعاث النفس للخير مع ظهور القدره عليه ، ومن كان كذلك فإنه لا يكون معذوراً بخلاف العاجز ، فإنه معذور لعدم قدرته 0
وسوء الكبر : أي ما يورثه كبر السن من ذهاب العقل وإختلاط الرأي وغيره ذلك مما يسوء به الحال 0
ربِّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر : أي أستجير بك ياالله من أن ينالني عذاب النار وعذاب القبر ، وإنما خصصهما بالذكر من بين سائر أعذبة يوم القيامه لشدتهما ، وعظم شأنهما ، فالقبر أول منازل الأخره ، ومن سلم فيه سلم فيما بعده ، والنار ألمها عظيم وعذابها شديد 0 ينظر فقه الأدعيه لعبد الرزاق البدر 3 / 21 ، شرح حصن المسلم لمجدي أحمد ص 161 0
م/ن