بسم الله الرحمن الرحيـــــــــــــــم
ها أنذا أمسك بقلمي لأكتب رسالة يتيمة بعد فراقك .. لا أنتظر ردا عليها .
ها هي صورة وجهك المشرق ترتسم أمامي لأرى عينيك بنظراتهما العميقة ..لألمح جبينك الشامخ ..
وها أنت .. تحدثني وصدى كلماتك ما زال يتردد في أذني .
فعذرا.. إن فاضت الأعين شوقا .. وبكى الفؤاد حنينا ,,
ولدي الحبيب .. كان يوم ولادتك عيدا .
ثم أنت تكبر بين يدي فأضحك حينا .
وأشمك حينا وأقبلك حينا آخر .
وتناديني .. أمي .. فيرقص لك قلبي طربا ويجيبك قبل لساني لبيك يا حبة القلب .
وكان أول يوم تذهب فيه للمدرسة .. عيدا .
كان يوما حافلا .. بأحلامي .. بمخاوفي بآمالي بدعواتي.. يا رب ألهمه السداد .
وكانت يا ولدي بداية الطريق .
وتكبر يا ولدي .. ويكبر قلبك الصافي ليسع كل الناس .. وتزكو نفسك بتلك الآيات التي كنت تحفظها .
وتكبر يا ولدي .. شابا فتيا .. قد جعلت اليقين غذاء ، والصبر زادا
وكان نور الإيمان لك مركبا .. تشق به أحلك الطرق .
وتكبر يا ولدي وتفتح عينيك على جراحنا في كل مكان .. فيذوب القلب ألما ..
لمثل هذا يذوب القلب من كمد ...... إن كان في القلب إسلام وإيمان
بالأمس .. عندما كنت صغيرا تسائلني :
أماه .. لماذا يبكي هذا الصغير ؟
أين أمه ؟ أين أبوه ؟
واليوم تأتيني بمآسينا في كل مكان :
يا أمي : في بلاد الإسلام .. لماذا فقد الطفل حتى مجرد الشعور بالأمان ؟
وتنظر حولك .. فإذا هذا جرح جديد والجراح القديمة لم تندمل بعد .
فيأتيني صوتك من أعماق نفسك الثائرة :
كيف تطيب الحياة يا أمي ؟ وأخي المسلم شرقا وغربا يشتكي ؟
ومساجد الإسلام تناديني :
قد رشحوك لأمر لو فطنت له ..... فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
فتهفو نفسك إلى الجهاد .. وتشتاق إلى الجنة وحورها .
وتقول : أماه .. ألا ترضين أن يكون لقاؤنا في جنات الخلود .
وتمر الأيام يا ولدي .. وتذهب لكي لا تعود ، ويشاء الله ألا تعود إلى دنيانا هذه ..
ويأتيني نبأ استشهادك فيكون لي .. عيدا ، وإن فاضت العيون ..
فما ذاك أمر بيدي يا ثمرة الفؤاد .
أسال الله أن يتقبلك شهيداً وإلى الملتقى .. في جنات الخلود .
اخوكم الوافي