[COLOR=##10375]الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد صلوات الله وسلامه عليه
وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبع هديه إلى يوم الدين ..
تتفاوت حالات الناس في جميع الأماكن والأزمان في حالة العيش؛ فمِنهم مَن يَعيش غنيًّا متْرَفًا، مَخدومًا،
تلبَّى جميعُ احتياجاته، ومنهم مَن يعيش فقيرًا مُعدمًا، لا يجد قُوتَ يومِه، مهمومًا في إيجاد ذلك.
ومنهم مَن يعيش قويًّا عظيم البِنية، قادرًا على الأعمال الشاقة، ومنهم
الهزيل العاجزُ عَن أداء أبسط الأعمال؛ ممَّا سبَّب له العَجْزَ المادي.
ومِن مَحاسن الدِّين الإسلامي أنه شرَعَ التَّكافل الاجتماعي، والتَّوازن الاقتصادي
بين أفراد المجتمع؛ فهناك صِلة الرحم، وفيها التَّواصل بين الأقارب والناس، والسؤال عن أحوال بعضهم البعض.
وفيه شرع الزكاة، وهي تحصيل المال ممَّن عنده بعد توفُّر شروطها عنده، وإعطاؤها أهلها المذكورِين في القران الكريم .
وهناك الصَّدقة التي هي أوسع أبوابًا مِن الزكاة، ومن أيِّ عَمَل،
وتعتبر خاليةً من أية شروط؛ فمجال الصدقة متنوِّع، وكذلك الأجور من الله تعالى.
الحمد لله الذي أمرنا في كتابه بالصدقة ودعانا إليها وحثنا عليها..
فقال: { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنّاً وَلا أَذىً
لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ****** [البقرة:262]
وصلى الله وسلم على نبينا محمد الذي أمرنا بالصدقة وحثنا عليها، فقال : "
: تصدقوا قبل أن تصدقوا؛ تصدق رجل من ديناره، تصدق رجل من درهمه، تصدق رجل من بره
، تصدق من تمره، من شعيره، لا تحقرن شيئاً من الصدقة ولو ب
شق تمرة " رواه مسلم
أما تعريفها في الشرع:
الثواب عند الله، فهي: إخراج المال تقرُّبًا إلى الله - سبحانه وتعالى.
وهي التعبد لله بالإنفاق من المال من غيروجوب في الشرع
والصدقة لغة : مأخوذة من الصدق إذ هي دليل على صدق مخرجها في إيمانه
الصدقة في اللغة
قال ابن منظور في كتابه "لسان العرب": "صدَّق عليه: كتصدَّق،
فعَّل في معنى تفعَّل، والصدقة: ما تصدَّقْت به على الفقراء،
والصدقة: ما أعطيتَه في ذات الله للفقراء،
والمتصدِّق: الذي يعْطِي الصَّدقة، والصدقة: ما تصدَّقت به على مسكين"
إنَّ حُكم الصدقة مستحَبٌّ مِن المؤمن في كل الأوقات و في كل الأماكن
1.
الزكاة أوجبها الإسلام في أشياء معينة وهي
الذهب والفضة والزروع والثمار وعروض التجارة وبهيمة الأنعام وهي الأبل والبقر والغنم
وأما الصدقة
فلا تجب في شيء معين بل بما يجود به الإنسان من غ
ير تحديد
2.
الزكاة
يشترط لها شروط مثل الحول والنصاب
ولها مقدار محدد في المال
وأما الصدقة
فلا يشترط لها شروط
فتعطى في أي وقت وعلى أي مقدار
3.
الزكاة
أوجب الله أن تعطى لأصناف معينة فلا يجوز أن تعطى لغيرهم
وهم المذكورون فيقوله تعالى :
( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين
وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم ) التوبة / 60
وأما الصدقة
فيجوز أن تعطى لمن ذكروا في آية الزكاة ولغيرهم
4.
من مات وعليه زكاة فيجب
على ورثته أن يخرجوها من ماله وتقدم على الوصية والورثة
وأما الصدقة
فلا يجب فيها شيء من ذلك
5.
مانع الزكاة يعذب
كما جاء في الحديث الذي
رواه مسلم في صحيحه
أما الصدقة
فلا يعذب تاركها
6.
الزكاة
على المذاهب الأربعة لا يجوز إعطاؤها للأصول والفروع والأصول هم الأم والأب
والأجداد والجدات والفروع هم الأولاد وأولادهم
وأما الصدقة
فيجوز أن تعطى للفروع والأصول
7.
الزكاة
لا يجوز إعطاؤها لغني ولا لقوي مكتسب
وأما الصدقة
فيجوز إعطاؤها للغني والقوي المكتسب
* الكلمة الطيبة
* عون الرجل أخاه على الشيء
* الشربة من الماء يسقيها
* إماطة الأذى عن الطريق
* الإنفاق على الأهل وهو يحتسبها
* كل قرض صدقة، القرض يجري مجرى شطر الصدقة
* المنفق على الخيل في سبيل الله
* ما أطعم زوجته، ما أطعم ولده
* تسليمه على من لقيه
* التهليلة، التكبيرة، التحميدة، التسبيحة، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر
* إتيان شهوته بالحلال
* التبسم في وجه أخيه المسلم
* إرشاد الرجل في أرض الضلال إذا تاه رجل وضل الطريق
* ما أطعم خادمه، ما أطعم نفسه
* إفراغه من دلوه في دلو أخيه
* الضيافة فوق ثلاثة أيام
* إعانة ذي الحاجة الملهوف
* الإمساك عن الشر
* قول: أستغفر الله
* هداية الأعمى، إسماع الأصم والأبكم حتى يفقه،
* ما أعطيته امرأتك
* الزرع الذي يأكل منه الطير أو الإنسان أو الدابة
* ما سرق منه فهو صدقة
* وما أكله السبع فهو صدقة
* إنظار المعسر بكل يومٍ له صدقة
* أن تكون من مالٍ طيب لا رديء ولا خبيث
* أن تخرج طيبةً بها نفس المتصدق يبتغي بها مرضات الله
* ألا يمن بها ولا يؤذي
أولاً: أنها تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله :
{ إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى ****** صحيح الترغيب.
ثانياً: أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله :
{ والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار ******
ثالثاً: أنها وقايةالنار كما في قوله : { فاتقوا النار، ولو بشق تمرة******.
رابعاً: أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر قال:
سمعت رسول الله يقول: { كل امرىء في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس ******.
خامساً: أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله : { داووا مرضاكم بالصدقة ******.
سادساً: إن فيها دواء للأمراض القلبية كما في قوله لمن شكى إليه قسوة قلبه:
{ إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم ****** رواه أحمد
سابعاً: أن الله يدفع بالصدقة أنواعاً من
ثامناً: أن العبد إنما يصل حقيقة البر بالصدقة
كما جاء في قوله تعالى: { لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ ****** آل عمران:92
تاسعاً: أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك
وفي ذلك يقول : { ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما:
اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً ****** في الصحيحين
عاشراً: أن صاحب الصدقة يبارك له في ماله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
عن ذلك بقوله: { ما نقصت صدقة من مال ****** في صحيح مسلم
الحادي عشر: أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به
كما في قوله تعالى: {وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ****** [البقرة:272].
الثاني عشر: أن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في قوله عز وجل:
{ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيم******ٌ [الحديد:18].
الثالث عشر: أن صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة
الرابع عشر: أنها متى ما اجتمعت مع الصيام وإتباع الجنازة وعيادة المريض
في يوم واحد إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في الحديث
الخامس عشر: أن فيها انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته
السادس عشر: أنَّ المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله تعالى
السابع عشر: أنَّ النبَّي جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به، وذلك في قوله :
{ لا حسد إلا في اثنين: رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار،
ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار ******،
الثامن عشر:أنَّ العبد موفٍبالعهد الذي بينه وبين الله ومتممٌ للصفقة التي عقدها معه
متى ما بذل نفسه وماله فيسبيل الله يشير إلى ذلك قوله جل وعلا:
{إِنَّ اللهَ اشْتَرَىمِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم .... الآية
التاسع عشر: أنَّ الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه كما في قوله : { والصدقة برهان ****** رواه مسلم
العشرون: أنَّ الصدقة مطهرة للمال، تخلصه من الدَّخن الذي يصيبه من جراء اللغو،
والحلف، والكذب، والغفلة فقد كان النَّبي يوصي التَّجار بقوله:
{ يا معشر التجار، إنَّ هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة ******
رواه أحمد والنسائي وابن ماجة، صحيح الجامع
يتبع
[/COLOR]