العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° حوار الأعضاء °¨

¨° حوار الأعضاء °¨ للطرح الجاد و الهادف بأقلامكم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-05-2012, 01:03 AM   #1
عضو نشيط
 
تم شكره :  شكر 207 فى 99 موضوع
الجنراااال is an unknown quantity at this pointالجنراااال is an unknown quantity at this pointالجنراااال is an unknown quantity at this pointالجنراااال is an unknown quantity at this pointالجنراااال is an unknown quantity at this point

 

موقفنا من الفكر الليبرالي

السلام عليكم

واسعد الله اوقاتكم بكل خير وسعاده , اعود اليكم بعد انقطاع بسبب ظروف العمل

وحبيت اشارك بموضوع في خاطري بشكل سريع ومختصر وهو انتشار الفكر الليبرالي في صحفنا واعلامنا

وتاثيره على افراد مثل كاشغري وحصة ال شيخ وربما غيرهم ولااقصد هنا الافراد بقدر مااقصد الفكر نفسه وموقفنا منه

هل نقف صامتين ؟هل نكتب في المنتديات فقط ؟ ثم لماذا بعض الشباب لديهم برود من ناحية هذا الموضوع


وكانه لايعنيهم هل هو اهمال منهم او انشغال بامور اهم او جهل ؟
الجنراااال غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-05-2012, 10:59 AM   #2
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مااارد
 
تم شكره :  شكر 5930 فى 1643 موضوع
مااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضو

 

رد: موقفنا من الفكر الليبرالي

أهلا أخي الجنراااال ...

لا بالعكس الجميع كانت له ردة فعل من ناحية هذا الموضوع ولكن لا نعطيهم أكبر من حجمهم فهذا هو نهجهم

وكما يقال ( ابو طبيع ما يترك طبعه )

تفضل فهذا الموضوع تفاعل الجميع معه من أساتذتي الكرام
[ قـذرة الـ Twitter ]

موضوع مميز ...

التوقيع
كلمتان خفيفتان على اللسان

ثقيلتان في الميزان

سبحان الله وبحمده

سبحان الله العظيم

جرب هالموقع .. من هنا


مااارد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-05-2012, 02:19 AM   #3
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية يمامة الوادي
 
تم شكره :  شكر 10916 فى 3630 موضوع
يمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضو

 

رد: موقفنا من الفكر الليبرالي

أخي الكريم ((الجنراااال))

لك الشكر الجزيل على مشاركتك السريعة حيال هذا الموضوع

اسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يصلح أحوال المسلمين عامة وفي بلاد الحرمين خاصة

وأعجبتني هذه المداخلة وحبيت أنقلها لكم لتوضيح منهم هذه الفئه لمن لا يعرفها وكيفية التعامل معها!!


مغامرات الليبراليين في بلاد الحرمين
د- يزيد حمزاوي


قبل أسبوع من الزمن استمعتُ لمُداخلة هاتفيَّة لأحد الليبراليين السعوديين على إحدى الفضائيات المحسوبة على القنوات الإسلامية، يقول هذا المسكين: "يجب استبعادُ الإيمان عن الحياة العامة، فالإيمان عمل قلبي فحسب"، ولقد صُعِقتُ لجُرأة هذا التصريح، فأنا مثلاً - القاطن في المغرب الإسلامي - البعيد عن السعودية، ما كنتُ أتخيَّل أنه في استطاعة شخصٍ أن يتلفَّظ بهذا الكلام الأرعن، وهو يعيش على أرض الحَرَمين، وحتى لو كان مقيمًا في الرياض أو جدة، فالسعودية بالنسبة لنا - نحن المسلمين البعيدين عنها جغرافيًّا - هي كلها أرض مباركة شرَّفها ربُّ العالمين بأفضل نبيٍّ، وأعظم دينٍ، وأقْدس ترابٍ.


فكيف يأتي اليوم مَن يدَّعي الانتساب إلى أبناء هذه الأرض الطاهرة، فيروم تنجيسها بفكرٍ بالٍ ساقطٍ، منقول حرفيًّا عمَّن سبقوه في العالم العربي؟! وكيف يمكن لمثله أن يقولَ هذا الهُراء الخطير والخبيث، وهو يشارك في برنامج معروض على فضائيَّة إسلامية، دون أن يأبه لمشاعر مشاهدي تلك القناة، ولا "للإسلاميين" القائمين عليها؟

ثم إذا كان هؤلاء الليبراليون يتجرَّؤون - بلا وَجَل أو خَجل - على الإفصاح بهذه الأفكار الهدَّامة على الفضائيات الإسلامية، فما هو إذًا سقف الحرية - إن كان لها سقفٌ - في التعبير الذي يُفصحون عنه فيما بينهم في اجتماعاتهم المغلقة؟!

وإذا كان هؤلاء الليبراليون يزعمون أن الإيمان عملٌ قلبي، يربط الإنسان في علاقة شخصيَّة بخالقه، وإذا بدؤوا فعليًّا يتحركون في الميدان؛ لسحْبه من الحياة العامة للدولة، وإذا شرَع حقيقةً مُنَظِّرو رِفاق السوء الليبراليين بإلغاء الشريعة الإسلامية من المجتمع السعودي، فليت شعري! ماذا سيبقى لبلاد الحرَمين - إنْ نجَحَت هذه الفئة الباغية - من فضْلٍ وشرفٍ وقَدَاسة في قلوب المسلمين جميعًا؟!


ولننظر في أطروحات هؤلاء الليبراليين أو الحَدَاثيين السعوديين - كما يسمون أنفسَهم، أو العلمانيين كما يُسميهم الفكر الإسلامي المعاصر - هل جاؤوا بفكرٍ جديد، أو رأْي حديث، أو بإبداع عقلي أو عملي؟ لا شيء من ذلك، فكما قيل: "لا جديد تحت الشمس"، هم مجرَّد نُسخ رديئة لطه حسين، أو محمود أبو رية، أو إحسان عبدالقدوس، أو فرح أنطون، أو أدونيس، أو نزار قباني...، ولَمَّا أقول نُسخًا رديئة، فأنا أعني ما أقول؛ لأن شيوخ الليبراليين السعوديين الذين علَّموهم سحرَ العلمانية على الأقل، خلَّفوا تراثًا أدبيًّا من النثر والشعر، بغضِّ النظر عن توجُّهه وقيمته، أما الحَدَاثيون السعوديون الجُدد، فما هي حَدَاثتهم؟ وما هو جديدُهم؟ اللهم إلاَّ حب الشُّهرة، وخالِف لتُعْرَف.


ولقد تعمَّدت متابعة مداخلات ومشاركات لثُلَّة قليلة منهم - وربما لا تُمثلهم جميعًا - على بعض الفضائيَّات، فدُهِشتُ لجهْل بعضٍ منهم حتى بقواعد اللغة العربية، بل والله إنَّ بعضهم - دون ذِكْر الأسماء - يحتاج إلى إعادة تأهيل حتى في اللغة العاميَّة، ومع ذلك لا يستحيي من لَمْز السادة العلماء.
كَنَاطِحٍ صَخْرَةً يَوْمًا لِيُوهِنَهَا
فَلَمْ يَضِرْهَا وَأَوْهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ



كنتُ قد تتبَّعت بعض وساوسهم؛ لأطَّلِع على ما ينقمون عليه في السعودية، فألفيتُهم ساخطين على كلِّ المبادئ، لا شيء يعجبهم، فهم يرفضون الفصل بين الجنسين في العمل والدراسة، الحجاب، النقاب، تعدُّد الزوجات، الحدود والتعزيرات، القضاء الشرعي...، يريدون الحدَّ من نفوذ طلبة العلم والدُّعاة، ينتقدون هيئة العلماء والإفتاء، يتحاملون بشدة على مؤسسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يمدحون أنفسهم بإعلان البراءة من الفكر الوهَّابي والسلفي، ويصفونه بصفات التشدُّد والغُلو والتخلُّف؛ ليَظهروا بأنهم أبطال الاعتدال، ودُعاة التحرُّر من الماضي.


أدري أنهم غير مقتنعين بكلِّ حَدَاثتهم وليبراليَّتهم وعلمانيَّتهم؛ لأنهم عايَنوا بأعينهم كيف فَشِل شيوخهم في تأسيس مجتمع عربي علماني واحد؛ "ديمقراطي وليبرالي، وحَدَاثي وتقدُّمي.."، فكما قال المسيح - عليه الصلاة والسلام -: "من ثمارهم تعرفونهم"، فها هي التجارب العلمانية العربية شاخصةً أمام الأبصار؛ شرقًا وغربًا ووسطًا، ارتبطت العلمانية فيها بديكتاتوريَّات عَمِلت كلَّ ما بوسعها لعَلمنة الحياة، فاستعصتْ عليها الشعوب؛ لأنها شعوب مسلمة تريد حياة أخرى لا تَفصلها عن دينها وشريعتها وربِّها، وترنو إلى حياة تربطها بحياة الآخِرة.

فما هي الحياة التي بشَّرنا بها العلمانيون في عالَمنا العربي، ونحياها اليوم بكلِّ مرارة؟ إنها حياة الجرائم البشعة التي لا تجد حدودًا وتعزيرات تردع مُرتكبيها، إنها حياة اللصوصيَّة، والرشوة، وانتهاك الحقوق، إنها حياة المحسوبيَّة والفساد المالي والأخلاقي، إنها حياة الملاهي الليلية والرقص الشرقي، والخمور...، إنها حياة ثلاثة آلاف أُمٍّ عَزَبة في مدينة صغيرة، فضلاً عن العواصم الكبرى، إنها حياة معاكسات الفتيات وحتى العجائز، وقلة الأدب وشواطئ التعرِّي...، إنها حياة التخلُّف المُمَنْهج، والفوضى المنظَّمة، والتبعية المقنَّنة، إنها حياة العمالة للعدوِّ، والتواطؤ على الشعوب!


ومَن يحرس كلَّ ذلك ويحميه؟ إنها ليبراليَّة الشرطة والاستخبارات والسجون، التي لا تتورَّع حتى عن قمْع المخالفين الذين انتخبوا "ليبراليًّا"!

أمَّا في التعليم، فقد أراد الليبراليون جامعات مختلطة؛ ليرفعوا مستويات التحصيل الدراسي، فإذا بالجامعات عندنا يُرفع فيها اللباس، وينخفض فيها التحصيل، أرادوا بالاختلاط تفجير الطاقات العقليَّة والذكاء بفعْل المنافسة بين الجنسين، فإذا بالتفجير الوحيد الذي حَدَث هو تفجير طاقات غرائز المراهقة، أمَّا الذكاء، فدعْ أبناء وبنات المدارس والجامعات المختلطة يحدثونك عن السلوكيَّات الذكية للتعرُّف على الجنس الآخر، وتفريغ النزوات فيه!


ورُبَّ قارئٍ يقول: إنك تُبالغ، فأقول: لا والله، إني شاهِد على العصر، عصر العلمانية العربية القبيحة، فأنا منذ رُبع قرن في عدَّة جامعات عربية؛ طالبًا ثم أستاذًا، ولا أدلَّ على ما أقول من مستويات التعليم العلماني العربي، فأين الإنتاج العلمي العربي؟ ما هو نصيبه من الابتكارات وبراءات الاختراع؟ أين المقالات العلمية المحكمة التي أثرَت المعرفة الإنسانية؟ كم عدد جوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء، والطب والاقتصاد التي حصَل عليها دُعاة الخلْط والتخليط والاختلاط؟ لقد خدَعونا فمنحونا جوائز نوبل للسلام مقابل الانبطاح، وأخرى في الأدب "الجاهلي" لعلماني "جاهلي" معاصر من المدرسة المشؤومة، وهو نجيب محفوظ، نظير مهمَّته القذرة التي كُلِّف بأدائها بإتقان.

قال أحدهم من الرياض - فيما معناه -: "لا نريد ليبراليَّة منقولة بحذافيرها من الغرب، لكن نسعى لتأسيس ليبرالية تتواءم مع ثوابتنا الوطنية"!

وقد استحسنَ مقدِّم البرنامج - الذي كان يُنصت إليه - هذا القول، وما درَى هذا المذيع الساذج أنها من حِيَل وخدع الليبراليين، وهي شنشنة قديمة، يروجونها عندما تشتدُّ عليهم ضغوط أهل السُّنة والجماعة، كما أنَّ ذلك الزعم هو في رأْيهم أفضلُ وسيلة لجلْب المزيد من المسلمين إلى أفكارهم المَرَضيَّة، التي يحسبونها فكرًا مستنيرًا.

وكما قلت، فهذا أسلوب قديم، وهو ما كان يَعِد به غيرهم من العلمانيين في العالم العربي، ثم لَمَّا أَمِنوا، خرجوا إلى العيبِ جهارًا نهارًا.

فمثلاً في مصر أُمِّ العلمانية العربية منذ زمن بعيد، صدَّع بعض العلمانيين رؤوسَ الناس بقصة الثوابت، والثوابت، والثوابت...، فتَمَسْكنوا حتى تَمكَّنوا، وعندها خرَج أحدهم؛ ليبلِّغ الناس بشعار الليبرالية العلمانية في كل زمان ومكان، وهو: "أن الثابتَ الوحيد هو التغيُّر".


وهذه ليبرالية جزائرية قبل سنين طويلة، كانت تَدَّعي احترام الثوابت، وتزعم أنَّ معركتها الوحيدة مع الإسلاميين هي لربْح المزيد من حقوق المرأة، خصوصًا في قوانين الأحوال الشخصية، لكن بعد التعدُّدية السياسية، واعتماد الدولة للحزب السياسي الذي تنتمي إليه، قرأتُ لها كلامًا تقول فيه: "الصلاة والصيام وحتى الحج من عوائق التنمية"!


وهذا علماني أُردني كان محاضرًا في الجامعات، ويدَّعي أمام الجميع احترامَ الثوابت، لكنَّه في اجتماع مع مجموعة من طالباته في دروس الماجستير، دعاهنَّ إلى رفْض العادات والتقاليد الاجتماعيَّة، وضرورة التمرُّد على كلِّ الثوابت، ولَمَّا استغربَت الطالبات من جُرْأَته، قال لهنَّ: "دون التمرُّد لا يمكن تغيير شيء في المجتمع، ثم أرْدَف قائلاً: حتى الأنبياء كانوا متمرِّدين، ولو لَم يتمرَّد محمد على ثوابت الجاهليين، لَمَا غيَّر شيئًا منها".

فالدعوة إلى ليبراليَّة وطنيَّة منضبطة بالثوابت، هو تكتيك مرحلي تفرضه البيئة السعودية الحاليَّة، هذا إذا تحدَّثنا عن هذا النوع من الليبراليين؛ لأن الواقع يكشف لنا أنَّ بعضهم قد تجاوز هذا التكتيك بشكلٍ خطير منذ مدَّة بعيدة، وقد ردَّ أحد هؤلاء - عندما حاوَل بعض الأدباء المسلمين أن يوجدوا ما أسموه "حَدَاثة إسلامية" - بقوله: "الحَدَاثة لا علاقة لها بالدين، تؤخَذ كلها كما هي، أو تُتْرَك كلها".


وسيقولون: ما لنا ولهذه النماذج التي تمثِّل بها، فهي ديكتاتوريَّات استبداديَّة غارقة في الفوْضى، لا نقبلها، وهي علمانيَّات منفلتة، لا نرضاها!

فنقول: ليس موضع النِّزاع بيننا إنْ كانت نماذجكم الميدانيَّة ديمقراطية أو ديكتاتوريَّة، منضبطة أو منفلتة، ترضونها أو لا ترضونها، فالمهم أنَّها من غرْسكم، وسببُه أنَّ بعض شيوخ العلمانية الذين سبقوكم في العالَم العربي لَم يأْبهوا لنتائج دعوتهم، وإنما راهَنوا على إقصاء الإسلام؛ لأن إبعاد هذا الأخير من المجتمع والسياسة والحياة - في ظنِّهم وحساباتهم - كان وحْدَه كفيلاً بأن يؤسِّس الدولة المدنية المتقدِّمة، والعادلة والمستنيرة، لكن لا شيء من تلك الظنون والحسابات تحقَّق!

ولا يزالون يتبجَّحون، فحتى بعد حصادهم المرِّ، الذي يُريدون التنصُّل منه اليوم، فإنَّ بعضهم بلسان الحال والقال يصرخ: "نريدها علمانيَّة عمياء عَوراء، لكن ليستْ أصوليَّة سلفيَّة، لتكن ديكتاتوريَّة استبداديَّة، لا حُكمًا ثيوقراطيًّا، نريدها ليبراليَّة من نوع النَّطِيحة والمتردِّية وما أكَل السَّبُع، ولا يكون في بنود دستورها "دين الدولة الإسلام"!

وإذا أحسنَّا الظنَّ بالليبراليين السعوديين، فليتفضَّلوا مشكورين ليدلونا - من الواقع العربي وحتى الغربي - على نموذج الليبرالية الذي يهدفون لتحقيقه في بلاد الحَرَمين؛ لنراه ونُعاينه، وندرسه بموضوعيَّة، وبعد الاقتناع به نضعُ أيدينا في أيديهم، لا نريد نماذج نظريَّة لدول افتراضيَّة، نريد الملموس المحسوس، فأنتم تزعمون أنَّكم أصحاب المدرسة الواقعيَّة التي لا تؤمن بعوالِم المُثُل الخياليَّة، نريد نموذجًا نتعزَّى ونتبرَّك به؛ انتظارًا أن تتكلَّل جهودكم بتحقيقه، ودون ذلك خَرْطُ القَتَاد، فقد علَّمتنا وعود العلمانيين الذين سبقوكم ألاَّ نشتريَ السَّمك في البحر بعد الآن؛ لذا فإننا لن نقبلَ مغامراتكم الليبراليَّة مستقبلاً، ولن ننتظرَكم حتى تنكبونا في بلاد الحَرَمين بعد ما فَجَعتم العالم العربي بالنكبات المتتالية.

وإذا ما عُدنا لأولئك الذين يريدون خِداعنا بليبراليَّة تحترم الثوابت، فليخبرونا عن أيِّ ثوابت يتحدَّثون؟ وما هي مرجعيَّة تلك الثوابت؟ ومن المخوَّل من السعوديين بأنْ يحدِّدها ويَضبط معالِمها ودقائِقها؟

لنكن صريحين إلى أبعد الحدود، الليبراليَّة التي تنشدونها هي تأسيس دولة مستنيرة، وتقدُّمية مدنية، وليست دينيَّة، دستورها المساواة والمواطنة، واحترام الحريَّات الأساسية كافَّة.

لن تكون هيئة كبار العلماء والمشايخ مَن سيُحَدد ويَضبط الثوابت في دولتكم الليبراليَّة المرتَقَبة، فكتاباتكم وتصريحاتكم حتى الآن ترسم لنا صورة سلبيَّة وقاتمة عن العلماء والمشايخ، فهم متزمِّتون، متطرِّفون، أصوليون، رجعيون، متعصِّبون، ظلاميون، سلفيون، متقوقعون، ذُكوريون، إقصائيون، إلى آخرها من كلمات النقْص والتحقير الموجودة في قاموسكم، وهو منهج وأسلوب يسعى إلى شيطنة "Diabolisation" - كما يسميها الفرنسيون - علماء ومشايخ السعوديَّة.

وعلى كلِّ حال، فالشيطان يُطِلُّ برأسه، فهو غير بعيد عن فتنة الليبراليَّة، من حيث إنه هو من يديرها في عمومها وتفاصيلها، ومِن ثَمَّ في منهجها وأسلوبها، ولقد تبادَر إلى ذهني حديث المصطفى الصحيح الذي رواه مسلم، والترمذي، وأحمد، عن جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الشيطان قد أيِسَ أن يعبدَه المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم)).

قال النووي: "التحريش: هو الإغراء، والمراد هنا أن يذكرَ ما يقتضي عتابه".

ولقد نظرْت في الحديث وفي شرْحه، فلم أجدْ له حالاً يمكن مطابقتها عليها إلاَّ فتنة الليبراليين الذين يحرشون صباح مساء ضد العلماء في كُتبهم ومقالاتهم وعلى الفضائيَّات، فهم لا همَّ لهم إلاَّ ذِكْر أنواع النقْد والمثالب، والعتاب الشديد الممزوج في كثيرٍ من الأحيان بالكذب على علماء ومشايخ جزيرة العرب، ويسعون بذلك التحريش للوقيعة بين العلماء وجميع شرائح الأمة؛ لتنفضَّ عنهم، ويخلوَ لهم الجوُّ.

وبلا شكٍّ، فحديث التحريش هذا يشير بوضوحٍ إلى الليبراليين السعوديين - كما أظنُّ - وهو من دلائل نبوَّة محمدٍ - صلى الله عليه وسلم.

ما هي مشكلة العلماء مع الليبراليين؟
إن المشكلة مع علماء الإسلام ومشايخه - الذين ستُقصيهم الليبرالية - أنهم أصحاب معيار موضوعي واضح في تحديد الثوابت، من حيث ما يدخل في إطارها، وما لا يدخل فيها، وهو: مدى موافقتها للكتاب والسُّنة، فكل ما أوْجَبه الشرع أو أجَازَه، فيجب أن يكون كذلك، وكل ما حرَّمه الشرع أو كَرِهه، فيجب أن يكون كذلك، فقواعد العلماء بيِّنة وجَليَّة، لا تُدَارى ولا تُوَارى، والمشكلة الثانية للعلماء معهم أنَّ علماء المملكة - بلا شكٍّ - لن يتنازَلوا قيد أنملة عن قواعدهم، وكما عَهِدناهم، فهم ليسوا من أولئك الذين يمكن تغيير قناعاتهم بدعوى للغداء أو العشاء، كمثل أولئك الذين عَناهم أنور السادات بقوله: "أنا مستعد أجيب أي فتوى بفرخة أو فرختين"!


لهذه الأسباب كلها، فالليبراليون قرَّروا أن يُصبحوا إقصائيين؛ بإبعاد وتهميش أولئك العلماء والمشايخ جميعًا، ويُنصبوا أنفسَهم الجماعة الوحيدة المخوَّلة بضبْط الثوابت وتحديدها، والإفتاء فيها، فهم - كما أفهمونا - البديل المستنير، الحَدَاثي، المتفتِّح، التقدُّمي، العصري، المتحرِّر....



والسؤال هنا: ماذا سيكون مصير القرآن والسُّنة الصحيحة الصريحة في مشروعكم لعلمنة بلاد الحرَمَين؟

لنبتعد عن التنظير ولنكن عمَليين برجماتيين، ولا معنى لليبراليَّة غير برجماتية، فدعونا نضرب لكم من الواقع أمثلةً لنرى موقفكم منها؛ لندرك ونفهمَ تفاصيل مشروع الليبرالية الذي تعدُّونه لبلاد الحَرَمين...، ها قد أقصينا العلماء وجعلْنا الكُرة في مرماكم، لنفترض جدلاً أنَّكم وصلتم إلى تحقيق ليبراليَّة منضبطة بالثوابت الوطنية، ثم فجأة ظهَر أحدُ أبناء مدرستكم الحرَّة، وهداه عقلُه المستنير في بحث جامعي إلى حقيقة أنَّ الله كائن أسطوري لا يختلف عن الآلهة اليونانيَّة والرومانية، وأنَّ محمدًا شخصية وهميَّة، ونَشَر بحثَه المبدع في أسواق السعودية ومعارض كُتبها، ماذا سيكون موقف الليبرالية السعودية؟ هل ستصادرون الكتاب؟ هل ستعاقبون الناشر والطابع؟ هل تسجنون الكاتب؟ وإذا أصرَّ على فكره الإبداعي المستنير، هل ستكفرونه؟ وإذا كفَّرتم هذا الحَدَاثي المبدع، ماذا سيكون موقف ليبراليَّات العالم منكم؟ في أيِّ مذهب ليبرالي ستُصنفون؟ هل تقبلون بمذهب "الليبرالية التكفيريَّة


وإذا حكمتم على هذا الليبرالي المبدع بالزندقة ومِن ثَمَّ القتل، ألا تخشون أنْ يقول الناس: "إن الليبرالية السعودية تقتل أصحابها


وخذوا مثالاً ثانيًا، ولنفترض أنَّ بعض مواطني السعودية الأصليين أو الوافدين، أو حتى الذين اختاروا تغيير مِلَّتهم وعقيدتهم، أرادوا أن يَبنوا لهم كنيسة في جدَّة، أو معبدًا بوذيًّا في الرياض، أو آخر هندوسيًّا في تبوك، أو أراد أحدُ التجار المتكسِّبين أن يُنشئ مطبعةً لطباعة الإنجيل في مدينة "أبها"، فماذا سيكون موقف الليبرالية السعودية؟ هل تمنع أو تسمح؟ وكيف ستمنع ودستور الدولة المدنية الليبراليَّة سينصُّ حتمًا على احترام حرية الاعتقاد، والحق في ممارسة العبادات والشعائر؟!

ولنفترض أنَّكم ليبراليون مسلمون ترفضون تلك الحريَّات الدينية، وقرَّر أولئك المخالفون لكم في الدين أن يَلْجَؤوا إلى القضاء الحُر النزيه والليبرالي؛ لإنصافهم حسب قواعد الليبراليَّة، فوافَقهم القضاء على مطالبهم، هل ستقبلون حُكمه؟ أو تدعون إلى التمرُّد على القانون والقُضاة؟


وهاكم مثالاً ثالثًا، لنفترض أن قام رجلان في بلدة من البلدات السعودية وأعْلَنَا عن نيَّتهما الزواج فيما بينهما، ماذا سيكون موقفكم؟ هل ستمنعون مَن يخالفكم في مفهوم الأسرة التقليدية البالية؟! هل ستمنع الليبرالية السعودية الحقَّ في الاختلاف في الخيارات الجنسيَّة؟ لماذا تريدون من الناس جميعًا أن يتزوَّجوا على سُنَّة الله ورسوله؟ أتنزعجون ممن يريد الزواج على سُنَّة الليبرالية والحَدَاثة؟ نعم، يمكن ألا تشرعوا في بلادكم زواج المثليين، لكن هل ستطاردونهم بشرطة الآداب الليبرالية، وتضعونهم في السجون الليبرالية، إذا تظاهَروا في الشوارع مُطالبين بحقوقهم الليبراليَّة؟!


وتفضَّلوا بمثال رابعٍ، ولنفترض أن خرَجتْ شابَّة ممشوقة القدِّ، وممتلئة الجسم - في القصيم المحافظة - بتَنُّورَة من نوع "الميني جيب"، هل ستباركون هذا التحرُّر، وتدعمون هذه الشجاعة على التمرُّد على الحجاب والنقاب، والجلابيب السوداء التي قلتُم - مرارًا وتَكرارًا -: إنها لا علاقةَ لها بالدين، وإنما هي مجرَّد عادات اجتماعية؟ أو أنكم ستفعلون العكس بمنعها من الخروج على العادات، وبأن تفرضوا عليها نمطًا من اللباس لا تريده؟ هل ستطلقون عليها هيئة المحافظة على الليبراليَّة المحترمة للثوابت بالخيزران؛ لتسلخَ ساقيها وفَخِذيها المكشوفتين؛ جزاءً وفاقًا لمخالفتها تقاليدَ اجتماعية بالية - على حدِّ وصفكم لها؟!

كيف ستكون صورتكم أمام العالَم على شاشات الفضائيَّات عند الحصاد الإخباري؟

سأقف عند هذا الحدِّ من الأمثلة، ولن أتجاوزه إلى التغييرات السياسية في دولتكم المرتَقَبة، كالمطالبة بتقييد سلطات الحاكم، أو المطالبة بملكيَّة دستورية، بل حتى الدعوة لإقامة جمهورية بدل الملكيَّة، ويرى بعضكم أنَّ ذلك من حريَّة التعبير السياسي، وأنَّه من حقِّ الشعب وحْدَه الفصل فيه، لن أقدِّم إذًا أمثلةً في هذا الباب؛ حتى لا يقول الليبراليون: إن الكاتب يحرِّض علينا وُلاة الأمور، فهذا ليس من شِيَمنا.

وهكذا تضعون أنفسكم في مواقف فكرية مُحرجة لا يُمكن الانفكاك عنها، وما فات بعض الأمثلة، ولكم أن تتخيَّلوا بَقِيَّتها.


أما إذا عُدنا إلى الثوابت التي تدَّعون احترامها، والتي ناضَلْتم عقودًا ضد العلماء والمشايخ لتقليص دائرتها، فهل ستنال تلك الثوابت - في حال قيام دولتكم - مباركتكم بأن تُضفوا عليها صبغةَ الثوابت المطلقة غير القابلة للتغيير؟ أو أنَّكم بالعكس ستحترمون مبدأ النسبيَّة الذي يُعدُّ الكفر به من نواقض الليبراليَّة؟ فإيمان الليبرالي بالثوابت المطلقة يعني أن يفرضَها على غيره، ويمنع من مساسها، وهذا أيضًا مُخالف لرُوح الليبراليَّة، ففي مذهب هذه الأخيرة لا مجال للحديث عن المنْع، وقانون العلمانية اللائكية الفرنسيَّة واضح: "يمنع المنع" Il est interdit d’interdire، كما أن تمسُّكَكم بالثوابت والدفاع عنها سيحولِّها في النهاية إلى "تابوهات" لا تُذكر بشَرٍّ أو عيبٍ، وهذا من المفارقات العجيبة أن يتحدَّث الحداثيون عن ليبراليَّة مقيَّدة بالتابوهات!

إنَّ احترام الثوابت في مذهب الذين يريدون خِدَاعنا يناقض أُسس الحداثة، بل إنَّ الكفر بالثوابت والإيمان بالنسبيَّة هو دين الحَدَاثيين في العالم، فهل سيشذُّ الحداثيون السعوديون عن هذه القاعدة؟ يقول في هذا الصدد بابا الفاتيكان الحالي "بنديكت السادس عشر" في كتابه الموسوم "الحقيقة والتسامح: الإيمان المسيحي وديانات العالم": "إنَّ النسبيَّة أصبحت الدِّين الحقيقي للإنسان المعاصر...، وهي أشدُّ مشكلة عُمقًا في أيَّامنا".

كما يمكن وضعُ وصْفٍ فكري للحقيقة - الثوابت - عند الحَدَاثيين بأنَّها - كما يقول بعض الكُتَّاب - كِيان مائع غيرُ ثابت الأبعاد، فهي تتغيَّر بتغيُّر وسائل الإنتاج والإشباع، أو العلاقات والعصبيات، أو الثقافات والنظريات، أو النمو العقلي للأجيال البشرية...، فقد تغيَّر واقع الوجود من مركزية العوالِم الغيبيَّة في زمن الميتافيزيقا إلى مركزية الإله Theocentrism في زمن الأديان، إلى مركزية الإنسان Anthropocentrism في زمن الحَدَاثة.

لكننا ككل مرة سنُحسن الظنَّ بكم، فأنتم سعوديون وكثيرٌ منكم من أحفاد الصحابة - رضي الله عنهم - فإذا كنتم ستنشِئون ليبراليَّة تحترم الثوابت، فهل ستضمنون لنا أنَّ الجيل الليبرالي القادم سيحترمها ولا يغيِّرها؟ أم أنَّ لكلِّ جيلٍ ليبرالي معركته الخاصة معها، ومِن ثَمَّ جيلاً بعد جيلٍ، ومن تضييق لدائرة الثوابت إلى تضييق، حتى تختفيَ كلها؟


أيها الليبراليون السعوديون:
فكِّروا في بلاد الحَرَمين مستقبلاً، تخيَّلوا الأجيال التي ستَنخدع وتسير على خُطاكم، إذا ما قرَّرتم شيئًا فشيئًا أن تَمحوا الثوابت، وبالأخص كل ما له علاقة بالكتاب والسُّنة، لا تلوموهم فلقد علَّمتموهم أنَّ السلطة المطلقة بيد الشعوب التي من حقِّها قَبول أو رفْض ما تشاء بما فيها الثوابت، وَفْق الانتخاب والأخْذ برأي الأغلبيَّة، ولن يقفَ أعداء الإسلام والسعودية على الحياد، فمعركة الليبرالية معركتهم بامتياز؛ لذا فسيمدونها بكل ما تحتاجه لنجاح التمرُّد على الثوابت، والواقع يُبيِّن لنا أن المعركة بدأتْ فعلاً.

أيها الليبراليون السعوديون، إن الليبرالية العلمانية مُسَدَّس وجَّهه أعداء الأمة إلى نَحرِ وصدْر الإسلام والمسلمين، فاحذروا أن تكونوا أنتم الرَّصاصات التي ستنطلق منه.

أيها الليبراليون السعوديون، تخيَّلوا بلاد الحَرَمين بلا قرآن ولا سُنة، ماذا سيكون موقعها بين المسلمين والعالم؟


أيها الليبراليون السعوديون:
أعرف أنَّ بعضكم مُحِبٌّ لدينه وربِّه ونبيِّه، لكنَّكم اليوم تسنون سُنة الليبرالية السيئة التي ستحارِب - بلا هَوَادة - الله والإسلام في بلاد الحَرَمين، وتذكَّروا قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن سنَّ سُنة سيِّئة، فله وزرُها ووزرُ مَن عَمِل بها إلى يوم القيامة، لا يَنقص من أوزارهم شيئًا)).

أيها الليبراليون السعوديون:
إن عَلمنة بلاد الحَرَمين لعبٌ بالنار، ومصير اللعب بالنار هو النار، وإذا كان الله سيحمي بلاد الحَرَمين في آخر الزمان من المسيح الدَّجال، فلا شك أنه قادِرٌ اليوم أيضًا على حمايتها من دَجَاجِلَة الليبرالية العلمانيَّة


منقول من منتدى الالوكة
التوقيع
(لا تحزن على الأمس فهو لن يعود ولا تأسف على اليوم فهو راحل واحلم بشمس مضيئه في غداً جميل)

يمامة الوادي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-05-2012, 06:49 PM   #4
مراقب عام
 
الصورة الرمزية لواء العز
 
تم شكره :  شكر 10679 فى 1868 موضوع
لواء العز تم تعطيل التقييم

 

star أسعد الله أوقاتكم بكل خير


السلام عليكم

أشكرك على هذه العقلية الباحثة عن الحقيقة التي كانت شبه معدومة في مجتمعنا, وأسأل الله أن يهدي الجميع. الحمد لله بما أنك تقصد الفكر نفسه, قررت أن أشاركك متوكلاً على الله وأتمنى أن تكون لغة الاحترام ودراسة الأفكار بمبدأ الدراسة المتزنة والحكيمة في أعلى درجاتها في هذا الموضوع البناء. يجب أولاً من خلال اجتهادي أن أتكلم عن اللبرالية بما استوعبته عنها من خلال ما قرأته, وحقيقة لم أُصدم عندما علمت أن نظام اللبرالية ليس كما يدعيه الأغلبية من الزاعمين اليوم في بلادنا بأنهم أنفسهم لبراليون ولا أنفي السعي المخوف لتقييد وجهات النظر الحاصل في مجتمعنا من بعض المتشددين والمتحمسين لأهداف تسلطية للاستحواذ على الرأي العام وتقديمه بالصورة التي تتناسب مع وجهات نظرهم و تستند على أرائهم وتجاربهم التي ليست مقررة بالإجماع أو مثبت وجوبها بالإسلام وهذا أدخلنا وللأسف مرحلة الاستطراد والفوضى الخلاقة في الإعلام. وأعتقد أنهُ يجب أن تقوم دولة خادم الحرمين الشرفيين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ممثلة بالجهات المسئولة بدعم أكثر لعملية الموازنة في المجتمع وأتمنى أن يوفق الله ويلهم العباد بالقراءة والتوسع في الفكرة التي هي في الأصل موجودة, وتنويع المصادر حتى لا نتوه في الفوضى الإعلامية بين وجهات النظر وأمور العقيدة وثوابتها. اللبرالية هي كلمة لاتينية وتعني حر. وهي حركة اجتماعية تقوم على المساواة والحرية, مقيدة بضوابط وقوانين إنسانية تتبناها أخلاق المجتمع. والضوابط الإنسانية يختلف معناها من مجتمع إلى آخر ومن شعب إلى آخر لكنها تبقى المحافظة على النظام العام, والحرية لها آداب عامة في كل مجتمع وثقافة, فلا يجوز أن نقيم مقارنات بين المجتمع الفرنسي والمجتمع السعودي ونخلط بين ثقافة الشعبين. نحن كمسلمين مؤمنين بأن الإنسانية ضابطها الإسلام, الذي دستوره القرآن الكريم فالحديث النبوي الشريف اللذان تعلمنا منهما آدابنا وتكونت بحول الله وقدرته فطرتنا الإنسانية منهما. ولعلك تلاحظ أن العرب قبل الإسلام كانوا في ضلالة الجهل, الذي كانوا فيه بحرية مطلقة لا يحكمهم نظام ثابت. بل عادات وتقاليد مخادعة ومراوغة للاستحواذ على السلطة بل أن بعضها والعياذ بالله وصلت إلى الشرك عن عبادة الأصنام والأوثان التي كانت تمجد الصالحين في سابق الأوان لانعدام الثقافة الواسعة والمتعددة للناس لما أوصلهم لقمة الجهل. كانت كلمة العدل كلمة فضفاضة ذات أسلوب غير مفهوم مستقبله. كان الفساد منتشراً, وكانت الأنظمة متناقضة. كانت فوضى لا يوجد أحد يستطيع أن يسيطر عليها سوا الله جل علاه. هذا العصر كان شبه لبرالي لاحتواء أهله على الحرية في فعل ما يشاءون, باستثناء المساواة وهذا يثبت أن اللبرالية هي فقط أداة ولغة للتطور بالفكر وحق المغامرة الإنسانية في الاستكشاف, التي كانت في الخفاء بذلك العصر الذي كان مؤهلاً في تسهيل المهمة والمرونة في بداية نشر الدعوة إلى الإسلام. ولأن تلك الأداة كانت قوية في دعم تطور الفكر رفضها قادة الجاهلية لما تشكل عليهم من ضرر كبير في مصالحهم. عندما ظهر نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بالضابط السماوي الشرعي الذي نزله الله عليه, ليضبط هذه الفوضى وينشر المساواة بين الناس كان التطور الفكري وسرعة الإدراك عند الناس المثقفين موجود لكن على مستوى محدود, وهذا أقل سبباً من الأسباب المنطقية في دخول الناس للإسلام الضابط للحرية ذو العدل والمساواة الذي يناسب حكمه كل زمان ومكان. تخيل في بداية الدعوة الإسلامية محمد صلى الله عليه وسلم كان وحدهُ مع قليل من الناس ضد قومه وشعوب فهل كانوا حقاً شراً على الأمن القومي لهم أم محررين إنسانية الناس من الجهل والضلالة, وهل سلموا من شرورهم ؟ أبداً والله, إنه الصبر والحكمة والإخلاص والإيمان في الدعوة. والتوفيق من الله والرعاية السماوية في أعلا كلمة الحق. اسأل الله الرحمة وأن يهدينا جميعنا لما هو خير لنا. والحمد لله رب العالمين.

التوقيع
اللهم ارحم عبدك سلطان واغفر له وأحسن مدخله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.. آمين.
الأربعاء 10 \ 2 \ 1433 هـ . ساعة 9:30م
لواء العز غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-10-2012, 01:17 PM   #5
عضو نشيط
 
تم شكره :  شكر 207 فى 99 موضوع
الجنراااال is an unknown quantity at this pointالجنراااال is an unknown quantity at this pointالجنراااال is an unknown quantity at this pointالجنراااال is an unknown quantity at this pointالجنراااال is an unknown quantity at this point

 

رد: موقفنا من الفكر الليبرالي

شاكر مروركم جميعا
الجنراااال غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:59 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه