كل ما حل ارتحل
قال تعالى: )وجعلنا الليل والنهار ءايتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عــــدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا ) سورة الإسراء آية (12 )
ترحل من الدنيا بزاد من التقى ....... فعمرك أيام وهن قلائــل
نسير إلى الآجال في كل لحظة ....... وأعمارنا تطوى وهنَّ مراحل
في تعاقب الدهر لعبرا وإن في تسارع الأيام لمزدجراً ، أوقات تطوى فتخرب عامراً وتعمر قفرا ، تعير مرة وتسلب أخرى.
إن الزمان وتقلباته أنصح المؤدبين ، وإن الدهر بقوارعه أفصح المتكلمين،لمن ألقى السمع وهو معتبرا.
سيرتحل عنا عام هجري وهو عام 1422هـ
وسيحل بساحتنا في جمعتنا القادمة عام جديد عام 1423هـ
فنحن بين عــــام مضى لا ندري ما الله حاكم فيه وعـــام يأتي لا ندري ما الله قاضي فيه ،
فــخذ من صـحتك لمرضك ،ومن فراغك لشغلك ، ومن شبابك لهرمك ، ومن حياتك لموتك ، ومن مالك لنصرة دينك وإخوانك، ومن زمن العافية لزمن البلاء.
قطعت شهور العام لهوا وغفـــلة
ولم تحـترم فيما أتيت المحرما
فلا رجبا وافيت فيه بحقـه
ولا صمت شهر الصوم صوما متمما
ولا في ليالي عشرذي الحجة الذي
مضى كنت قواما ولا كنت محرما
فهل لك أن تمحو الذنوب بعبرة
وتبكي عليها حسرة وتندمــا
وتستقبل العام الجديد بتوبة
لعلك أن تمحو بها ما تقدما
· أخـــــي المسلم الكريـــم رأس مــالك هــو هذا العـمر اليسير الــــذي تشتري به الخـلود الدائم في جنة عدن حينما يقال لأهلها ( كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ) سورة الحاقة آية24.
· لقي الفضيل بن عياض رجـلا فقال له : كم عمرك؟ قال : ستون سنـة . قال : أنت منــذ ستين سنـة تسير إلى ربـك يوشك أن تصل.
فكم قطعت أنت؟
إنا لنفرح بالأيام نقطعها ،،،،،، وكل يوم مضى يدني من الأجل · ( عجيب حال هذا الغافل : يوقن بالموت ثم ينساه ، ويتحقق من الضرر ثم يغشاه ،
يخشى الناس والله أحق أن يخشاه ، يغتر بالصحة وينسى السقم ، ويفرح بالعافية ولا يتذكر الألم ، يزهو بالشباب ويغفل عن الهرم ، يهتم بالشهادات ولا يكترث بالطاعات ، يحرص على العاجل ولا يفكر في خسران الآجل ، يطول عمره ويزداد ذنبه، يبيض شعره ويسود قلبه)
من خطبة لابن حميد
·نـظـر بـــعــض الصـــالحــين إلى المـــرآة فــرأى ظـــهــور الشيب فـــقــــال:
ظـــهــر الشــيب ، ولم يــذهــــب العـــيب، ومــــا أدري مـــــا في الـــغـــيــب.
أشــــيـب وعــيب إن ذا لبغيض
ســواد صحائف والــــغــــدائر بيض
لقد وهن العظم ، واشتعل الرأس شيبا ، ورحل الأقران ، ولم يبق إلا الرحيل .
أشاب الصغير وأفنى الكبير كَرُّ الغداة ومَرُّ العَشِي
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا) رواه مسلم
قال عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ،وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا
قال تعالى : (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين) 47 الأنبياء
خطوات سنخطوها هذا الأسبوع على جسر الأيام، لنصل إلى العام القادم بضع خطوات فقط. ثم سندفن في نهايته شيئا عظيما سندفن عاما مضى من أعمارنا سنوارى عاما من عمر أمة يزيد تعدادها عن مليار من البشر
سندفنه في صندوق الأمانات عند من لا تضيع ودائعه.
يا من بدنياه اشتغل وغره طول الأمل
الموت يأتي بغتتة والقبر صندوق العمل
ولن يؤذن لنا أن تسترجع ما في هذا الصندوق لتغييره وإنما يسمح لنا أن ننظر لنتوب مما فيه إن كان فيه شرا
أو أن نحمد الله على ما وفق فيه إن كان خيرا، وان نعتبر بما فيه وان فيه للعقلاء لعبرا.
مرت سنون على هذه الأمة بالعزة والنصرة والتمكين والهناء فكأننا وكأنها أيـــام بل وكأنها أحلام
ثم أعقبت أيام ذل وخنوع وخضوع بعدها فكأنها من طولها أعـوام فهل سألنا أنفسنا في نهاية العام ماذا قدمنا لنصرة ديننا ؟ ماذا قدمنا ونحن تعيش في زمن تكالب على ديننا الأعداء وأصبحت دماء المسلمين ارخص الدماء لا تتردد أن تقدم ولو شيئا يسيرا فان مستقبل هذه الأمة مستقبلا باسما مشرقا
آه مـا أكثـر الجـراح ولكـن أمتـي أمـة الثبـات العنيـد
لم تزعزع يقيننا الصرصر القر ولـم تثننا صـلاب الســدود
لم يزل في دمائنـا ألف سـعد يتلظـى وألف قطـز جليــد
إن مضـى عامـنـا ببـؤس فإنا نلمح الخير ملء عام جديد
فالمستقبل لهذا الدين
لأننا ننظر بنظارة لها عدستان
عدستها الأولى من كتاب الله مما كتب فيها (فاصبر إن العاقبة للمتقين) (هود:49)
ونحن صابرون ونسأل المولى أن يجعلنا من المتقين.
وعدستها الأخرى من حديث رسول الله
مما كتب فيها ما ثبت في صحيح مسلم من حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(أن الله زوى لي مشارق الأرض ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها)
اللهم اجعلنا ممن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم
ولا تجعلنا ممن طالت أعمارهم وساءت أعمالهم.
اللهم أريتنا حلمك وإمهالك لأعدائك
فأرنا نقمتك وجبروتك عليهم يا جبار السماوات والأرض
اللهم اجعل عامنا الجديد عام صلاح وفلاح وعزة وتمكين للإسلام والمسلمين
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين
16-03-2002, 02:18 PM
العرض العادي
