ووضعت الحرب أوزارها - للطلبة

[الــســفــيــر]

[justify]
وضعت أوزارها

بعد أسبوعين كاملين من المراوغة والكر والفر وضعت الحرب أوزارها، وعادت كل كتيبة لثكنتها ، وأورد الفم ابتسامة ، وأورق الوجه ابتهاجة ، وتدثر القلب بالهدوء ، وتسور الجسد محراب الرفاهية ، نعم هي هكذا (يسر بعد عسر ) و ( انفراج بعد استحكام ) و(راحة بعد اجتهاد)
بقي أن أقول إن الحياة بلا علم ناقصه ، والعلم لا يأتي سهلاً يسيراً في أوله ، و هو جزء من الدين لا يشاده أحد إلا غلبه ، وفوق كل ذي علم عليم .
علمتني الأيام الماضية : أن توسيع دائرة التأثير وتضييق دائرة الاهتمام من أنجع السبل للحصول على أفضل النتائج في المذاكرة ولأبين هذه المعادلة سأضرب عدة أمثلة واقعية ( شكل الاختبار صعب ؟ -ما يمديني اذاكر كل المقرر – شكلي برسب –جدول الاختبارات ملخبط – ضغط المواد ) ستلاحظ عزيزي القارئ أن كل ما ذكرت آنفا هي أشياء تشغل تفكيرنا دون أن نؤثر فيها ، وهي ما تسمى بدائرة الاهتمام.
أما الأمثلة التالية ( سأذاكر في اليوم لمدة ست ساعات –سأختار مكانا مناسب للمذاكرة – سأقطع صلتي بمواقع التواصل الاجتماعي – سأقم المادة بحسب أوقات المذاكرة –سأستشير استاذي في المسائل الصعبة –سأعدل نظام نومي –سأطلب من أهلي مراعاة أوقات مذاكرتي إلخ ) فهي تمثل دائرة التأثير وهي التي نستطيع التحكم فيها .
لذلك حين تكبر دائرة التأثير وتصغر دائرة الاهتمام فإنك في السليم والعكس .
الأمر الآخر : التخطيط الدقيق لطريقة المذاكرة يختصر عليك الكثير بمعنى تحديد الوقت والمكان والمادة والاستعداد الذهني للبدء في عملية المذاكرة ، وكذلك تخير الأوقات المناسبة لمواد الحفظ مثلاً أو مواد الفهم والتأمل والربط أو مواد المطالعة .
لفته : تقوية الحفظ والتركيز تشبه تماماً اللياقة البدنية لا يمكن للاعب كرة أن يدخل مباراة رسمية دون درجة عالية من اللياقة وهكذا الحفظ والتركيز ، لا بد له من التمرين فمن الصعب على طالب طوال السنة لم يحفظ أو بحرك ذهنه ويريد خلطة سحرية (كالقهوة التركية –مشروب الطاقة –حبوب منشطة !) تجعله يحفظ بسرعة عالية ، وأفضل وقت للحفظ هو وقت الفجر بعد النوم طبعا ً .
نصيحة : إذا شعرت بالإرهاق لا تكمل المذاكرة لأنك لن تستفيد كثير ، خذ قسطاً من الراحة أقول من الراحة وليس للتغريد أو المراسلة في البلاك و الواتس .
ديناميكية المذاكرة : بعض الأوقات مقتولة كالذهاب للجامعة –انتظار طلب من المطعم –الطبخ إلخ ، قم بتسجيل بعض الفقرات التي تظن أنها ليست بحاجة لتركيز عالي أو العكس واستمع لها أثناء وقوعك في الأوقات المقتولة .
التصورات الذهنية : إن أعمالنا هي من نتاج تصوراتنا فلو تصور أحدنا وهو في غرفة أن أسداً في الخارج فإنه لن يخرج أبداً حتى لوكان الأسد غير موجود ، ولذلك يجب أن تكون تصوراتنا إيجابية ، الرسول عليه السلام كان يبشر بفتح فارس والروم وهو في بداية هجرته للمدينة ولم يذكر للصحابة هزيمتهم في حنين ولا ردة العرب في الجزيرة فكان تصور الصحابة النصر وهكذا هي حياتنا ، تصور الأجمل دائما واعلم أن الله لن يخذلك .
المخ : الدعاء مخ العبادة أو هو العبادة ولن يرد الله عبداً يتضرع له ، حين نوقن بأن الأمر لله من قبل ومن بعد . والأدعية في ذلك كثير .

__________________________________________________ _________________

ملحق : لعلي أضيف هذا المقال القديم المتجدد هنا :

ذاكر وأنا أبوك
الاختبار ذلك الشبح الذي يراود أبنائنا بين الفينة والأخرى ويراودنا نحن كذلك , والسبب في ذلك نحن
عفواً عندما قلت نحن أقصد البعض لأن التبعيض مهم جداً خاصة وأنني وبخت ذات مرة من قبل أحد القراء الأعزاء لأنني عممت على الشعب السعودي في مسألة لا اذكرها بالضبط.
أقول أن البعض يخلق جواً من القلق لأبنائه ويزيد خوفهم خوفاً بانفعالاته وكأن الوقت وقت حرب (تهديد ووعيد وعدم تحفيز)
ولهذا سأورد بعض النقاط التي أحسبها ستفيد بإذن الله.
1- بعض الآباء لا يفهم نفسيات أبنائه لذلك يجبرهم على طريقة مذاكرة دكتاتورية وهذا هو الجهل بأم عينه، إذ أنه لكل شخص طريقة في المذاكرة وهنا لا بد لنا أن نفهم شخصيات أولادنا, فمنهم التعبيري الذي يحب المرح حتى أثناء المذاكرة ومنهم التحليلي الذي لا تروق له المذاكرة إلا في مكان هادئ بعيداً عن الضجيج وهكذا .
2- إن تخويف الابن بضياع المستقبل يجعل منه سلبياً جداً وعلى العكس تماماً يجب أن نكون، تبشيره بمستقبل رائع وزرع الثقة فيه من خلال تشجيعه والثناء عليه ولا بد لنا من التركيز على العبارات الإيجابية في وقت كثرت فيه الرسائل السلبية .
3- الجو الذي يجب أن يكون سائداً أيام الاختبارات هو الهدوء والعبارات التحفيزية والشعور بمشاعر أبنائنا , فمن الخطأ الكبير أن آمر بالمذاكرة في بيئة منزل مضطربة في أي ناحية من نواحيها.
4- ذكر عائلتك بيوم العرض الأكبر ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ولتخفيف الضغط عنهم بالنسبة للامتحانات الدنيوية.
5- أمزج التعليم بشيء من المرح لترسخ المعلومة أكثر ويكون إقبال الولد على المذاكرة كذلك أكثر.
6- عندما يعود الأبناء من الامتحانات فإن البعض طبعاً سيكون سعيداً والبعض على العكس تماماً لذلك لابد لنا من الشعور بمشاعرهم وهذه نقطة مهمة فهو يمر بمرحلة صعبة وهو بحاجة ماسة للتعاطف معه، لكن بذكاء كي لا يستغل عواطفكم.
هذا ما تيسر إيراده وحسن ذكره بالنسبة لي وهي كلمات اعتبرها شرارات لعلها تلاقي رواجاً فتحدث حريقاً نموذجياً عنوانه (الامتحانات قمة التحدي والمتعة) طبعاً بمساندة المعلمين والمعلمات والآباء والأمهات .[/justify]

[رحّال]

عوداً احمداً أيها الرفيق.
كيف أنت؟

جميل أن تنقل تجربتك للآخرين ، و زادها جمالاً أنها أتت في هذا التوقيت.

كما أن هذه الدوائر ذكرتني بالأوتاد التي لم تكتمل.!

يمكن أن نوسع هذه الدوائر لتشمل حياتنا ، و كما قيل ( كن جزءاً من الحل و لا تكن جزءاً من المشكلة ) ، و الفرق يكمن في المسافة بين ( لو ) و ( سأكون ).

و السؤال الذي أطرحه هنا هو :-
ألا تعتقد أن إطلاق لفظة ( حرب ) هنا يضع الأمر في دائرة ( القلق )؟

أكرر الترحيب يا رفيق.
تحيّة تشبهك و سلام.

[غـــرور]

جميل ورائع جداً أستاذ السفيــــر
موضوع حماسي ولازلنا في معمعته الأن ,ولو بتقديري ان الطلاب هذه الأيام أنكبوا على قرأتهم للكتب وإنصب أهتمامهم على المذاكرة ,وبتعدوا عن المنتديات ووسائل الأتصال الأجتماعية الأخرى ..لكن علّ رسالتك تصل إليهم
لما ورد فيها من نقاط جداً مهمة , قد يغفل الكثير منهم عنها ..

في إعتقاي انك أطلقت على الإمتحانات مسمى (حرب) لما فيها من كر وفر نفسي وبدني
وهي في الحقيقة كذلك حتى ولو كان الطالب شخص واحد في المنزل شاركه في هذه الحرب الأم والأب والأخوة دعماً
نفسياً,ومعنوياً,وهم بمثابة الدول المجاورة تنهض لأجل الدعم والمساندة
(طبعاً لا أتكلم عن الدول العربية )كأني نحوت منحى سياسي!! لذا أقف الى هنا ,,

متمنية لطلابنا التوفيق والنجاح والسداد


السفيـــر
أشكرك جزيل الشكر.

[الــســفــيــر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحّال   عوداً احمداً أيها الرفيق. الحمدلله من قبل ومن بعد أيها الرفيق. كيف أنت؟ الحمدلله كذلك . جميل أن تنقل تجربتك للآخرين ، و زادها جمالاً أنها أتت في هذا التوقيت. زادك الله حسناً إلى حسن حرفك. كما أن هذه الدوائر ذكرتني بالأوتاد التي لم تكتمل.! يمكن أن نوسع هذه الدوائر لتشمل حياتنا ، و كما قيل ( كن جزءاً من الحل و لا تكن جزءاً من المشكلة ) ، و الفرق يكمن في المسافة بين ( لو ) و ( سأكون ). جدا جدا كلامك يقطر سلامة وحكمة. و السؤال الذي أطرحه هنا هو :- ألا تعتقد أن إطلاق لفظة ( حرب ) هنا يضع الأمر في دائرة ( القلق )؟ ربما كانت هذه اللفظة دلالة على الحرب بين الجهل والمعرفة بين الهمة والمفس الكسولة . أكرر الترحيب يا رفيق. تحيّة تشبهك و سلام.

سلمك الله أيها الغالي .

[الــســفــيــر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غـــرور   جميل ورائع جداً أستاذ السفيــــر الاستاذية في واد وأنا في واد يا غرور. موضوع حماسي ولازلنا في معمعته الأن ,ولو بتقديري ان الطلاب هذه الأيام أنكبوا على قرأتهم للكتب وإنصب أهتمامهم على المذاكرة ,وبتعدوا عن المنتديات ووسائل الأتصال الأجتماعية الأخرى ..لكن علّ رسالتك تصل إليهم هذا دورك في توصيل هذه الرسالة بما أنك حاضرة. لما ورد فيها من نقاط جداً مهمة , قد يغفل الكثير منهم عنها .. في إعتقاي انك أطلقت على الإمتحانات مسمى (حرب) لما فيها من كر وفر نفسي وبدني وهي في الحقيقة كذلك حتى ولو كان الطالب شخص واحد في المنزل شاركه في هذه الحرب الأم والأب والأخوة دعماً نفسياً,ومعنوياً,وهم بمثابة الدول المجاورة تنهض لأجل الدعم والمساندة (طبعاً لا أتكلم عن الدول العربية )كأني نحوت منحى سياسي!! لذا أقف الى هنا ,, متمنية لطلابنا التوفيق والنجاح والسداد السفيـــر أشكرك جزيل الشكر.

العفو غرور وسعدت بعبورك.

[عبدالله الغانم]

ماأروعك أيها الأديب!
كم استمتعتُ بهذا الحرف الباذخ جمالاً وأدبا!
مقالٌ ثريٌّ مفيدٌ فيه إضاءات تنير الطريق لطلاب العلم
وإشاراتٌ مهمةٌ لأولياء الأمور والمعلمين
عزيزي
أنت أستاذٌ لاطالب كتبتَ مالم يستطع كتابته كثيرٌمن المعلمين
وصدق الله [ وفوق كلِّ ذي علمٍ عليم]
زادك ربي فضلاً وعلمًا وتقى وتوفيقًا ودام قلمُك دفوقا
تقبل مني كل الود والتقدير