( الفكر ,,, وعلم الذات إلى أين يسير بنا )

[مازر]

( الفكر ,,, وعلم الذات إلى أين يسير بنا )

[FONT="Microsoft Sans Serif"]عندما انفتحت بوابة العالم لتخرج للجميع جميع ثقافاتها أصبح الفكر الإسلامي مصابٌ بركاكة عند بعض الجماجم , ونعلم يقيناً أن الفكر و التفكير سبب تفوق الأمم و سيادتها وانتصارها بجميع نواحي الحياة .
قال تعالي {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار******ِآل عمران
إن السعي إلى معرفة الحق لإثباتها بالأدلة القاطعة و البراهين أمراً يجعل الإنسان يستخدم عقلة في الحدود المسموحة له لان العقل لا يعقل كل شيء وعليه أن يعرف حدود تفكيره حتي يسيطر على نواة المعرفة و الحقيقة ..ومن أهم مصادرنا الفكرية هي : الوحي الإلهي . وهو ما جاء في كتاب الله عز وجل وسنة نبينا محمد .. ومن الأمور الغيبية التي تتعارض مع نقل العقل مثلاً : وجود الجن أو الملائكة .. كل هذه وغيرها من الغيبيات لا يسمح للعقل أن يستطرد فيها ..قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( ما هناك تعارض بين العقل و النقل لكن نقول في حالة التوهم و التعارض فإنه مقدم على غير الوحي الإلهي مقدم على غيره لأن هذا مما ينبغي أن يسلم به قال الله نقول سمعنا و أطعنا لأن ربما يكون فكرنا محدود أو علمنا يكون محدود لكن الوحي الإلهي هو كلام الله سبحانه و تعالي ) ولهذا فإن من الأحداث الذي يقرؤون كل شيء في كل مجال و فن ,, يصل في نهاية الطريق إلى الإلحاد والسبب أنه أراد أن يدرك كل شيء بعلمه و بفهمه ويقيس ذلك على جمع المعلومات التي تتوفر له وربما يكون هذا الفرد لم يدرس و يفهم ركائز الفكر الإسلامي حتى يحصّن نفسه من الشبهات ومصائد الشيطان ولهذا ندرك أنهم يستمتعون بإطلاق عنان فكرهم حتى أنهم يشككون في شيء من أمور العقيد وربما قال : لماذا نرمي الجمرات في الحج !أهناك رجل عاقلاً يرمي جدارا ! كل هذا التفكير باطل وهو قطعاً أسلوب من أساليب الشيطان ,, ونحن نعلم يقيناً أن هناك أشياء الله سبحانه أفترضها نجهل حكمتها حتى هذه الساعة فالعقل السليم هو الذي يحبس صاحبه عن ما يضره في العاجل و الآجل .

انتشر في السنوات الأخيرة علم جديد مستحدث ( علم تطوير الذات ) وهو يهدف إلى أن يصل الفرد أعلى درجات التطوير التي تجعله في منزلة منتجة و إيجابية لنفسه و لمجتمعة .. وبلا شك هذه الرسالة جميلة رائعة عندما ترتبط بمنهجية الإسلام دون الميل عنه .
ولكن الأسف كل الأسف أن يتطور هذا العلم إلى عبادة الذات والحديث في هذا يطول جداً ..
كنت ممن يحرص على هذا العلم في بداية الأمر لأنه مقترن بمنهجية إسلامية .. ولكن عندما تقدمت في أخذ دروس هذا العلم اكتشفت أن السفينة بدأت تغرق في بحرٍ لجي .. بل أصبح أكثر مدربو هذا العلم يسافر إلى بلاد الغرب ليجلب مادة جديدة تختلف عن ذي قبل .. وتعلمون أن هذا العلم يقدم بملغ مادي كبير فإن المؤسسات القائمة على رعاية هؤلاء المدربون يهدفون بالدرجة الأولي على الكسب المادي ليس إلا .. ولهذا بدأ هذا العلم يسير عكس تيار المنهج الإسلامي وأصبح المدربون في علم تطوير الذات يقدمون للمجتمع المسلم دورات في التنويم المغناطيسي وهذا العلم أفتت فيه اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء أنه ضرب من ضروب الكهانة ..وكذلك ما يسمي بالعلاج بالطاقة فإن هذا العلم مأخوذ من الطقوس البوذية وهم يؤمنون أن الجسد هو من يعالج نفسه بنفسه قال تعال { يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ****** سورة الروم
[/COLOR]
لاشك أن العقل من الضروريات الخمس التي يحافظ عليها الإسلام وأن حفظ الفكر من المصالح التي يسعي لها ديننا العظيم .. قال شيخ الإسلام: الشريعة الإسلامية جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها و تعطيل المفاسد و تقليلها .

من أسباب الانحراف الفكري أتباع الهوى و الجهل و التقليد و الكبر . ولو تكلمنا عن المتكبر فهو معجباٌ برأيه متعصباٌ به ومعاند في قبول الحق و منتصراً للباطل ومحاميا عنه وأخيراً متعصبا بطرحة . وهذا ملاحظته عند الكثير من مدربين أو المهتمين بهذا العلم .

قال سقراط وهو أحد فلاسفة عصره عند قربت منيته :الذي أعرفه أنني لا أعرف شيئاً .


شكرا لكم ....