موعد مع سوزان

[فواز]

وضعت كوب الكابتشينو من يدها ثم قالت :

صدقني .. لقد أحببتك من النظرة الأولى .

كانت تنظر إلى عينيه في انتظار رده .. بينما تسمرت عيناه على كوب القهوة الذي أمامه ..

مرت لحظات من الصمت ..

قال بعدها :

قد يكون إعجاباً .. و لكنه ليس حباً بالتأكيد .. وهذا الإعجاب سينقطع بانقطاعك عن رؤيتي .. أنا أؤمن بأن الحب لا يأتي إلا بعد الزواج .

ردّت بهدوء : أنا أعرف حقيقة مشاعري .

أنهى قهوته و قال بعد أن فكّر طويلاً :

إسمعي يا سوزان .. سوف أعود إلى لندن في زيارة خاصة في شهر نوفمبر أي بعد خمسة أشهر من الآن ..

أخرج مفكرته الصغيرة من جيبه ثم تابع :

قابليني هنا .. في هذا المقهى في العاشر من نوفمبر.. الساعة السادسة مساءً .. لقد دونت هذا الموعد في مفكرتي .. أنا متأكد من أنك لن تحضري .

إبتسمت و قالت بلهجة واثقة : سوف تجدني هنا .. في انتظارك .

كان اليوم التالي هو اليوم الأخير للدورة التدريبية التي يحضرها طلال في لندن .. خرج من المعهد مسرعاً في اتجاه موقف الحافلات ..

إستقل الحافلة و قبل أن يجلس لمح بطرف عينه زميلته في المعهد ( سوزان ) و هي تلوّح له بيدها من على الرصيف الآخر ..

لم يعبأ بها و تصرّف كما لو أنه لم يرها ..

لم يكن شعر سوزان الأشقر القصير هوالوحيد الذي يلمع تحت أشعة الشمس .. بل دمعة سالت على خدها كانت تلمع هي الأخرى .

عاد طلال إلى لندن في شهر نوفمبر .. نظر في مفكرته .. إبتسم .. هل أذهب للقائها ؟ هل تراها ستأتي ؟

و إذا أتت .. كيف سأتخلص منها ؟ .. تردد قليلاً ثم حسم الأمر و قرر الذهاب في الموعد .

دخل إلى المقهى .. طلب كوباً من القهوة و كوباً من الكابتشينو ..

مرّ الوقت بطيئاً جداً على طلال .. عيناه على باب المقهى .. في داخله أمنية بأن تحضر سوزان .. لكن .. لم تتحقق أمنيته ..

عند الساعة السابعة .. نهض طلال من مكانه .. لملم غروره المكسور ..

خرج من المقهى و هو يتمتم : يالي من ساذج .

لم يعلم طلال أن صاحبة الشعر الأشقر القصير كانت تجلس في المقهى المقابل .. تنظر إليه من خلف الزجاج

و قد بدت على وجهها ابتسامة غرور .. نعم .. سوزان هي من أرضت غرورها .


هناك نهاية أخرى للقصة .. تابعوا ..


لم يعلم طلال أنه في مقهى مجاور كانت تجلس فتاة ذات شعر أشقر قصير .. أمامها كوب كابتشينو فارغ و كوب قهوة .. باردة .. و منديل مبلل بالدموع .

ياااه .. لقد أخطأت عنوان المقهى يا طلال .


-------------------------------------------------------------

حسناً ..

أي نهاية تعجبكم أكثر ؟ .. الأولى أم الثانية ؟

و هل تتفقون مع طلال في رأيه عن الحب و الإعجاب ؟

و لماذا جزمت بأن طلال هو من أخطأ عنوان المقهى في النهاية الثانية ؟

أسئلة للتفكير .. ليس بالضرورة أن تجيبوا عليها كلها .

( القصة من تأليفي و قد حاولت الإختصار قدر الإمكان )

تحياتي .

--------------------------
فواز

[صياد دمشق]

مشكور على الطرح الجميل لك تحيتي وتقديري

[وَدْقْ ,]

-

حَقِيقة أُبدِي إِعجَابِي بِتَلك مشَاعِر المتَوازِنة هَنيئًا لهَا بِك ,

أَولًا كِبرِيَاء طَلال كَعادة أَغلب الرِجال تلفّظ بِألفاظ يحَاول ا لإبتعَاد النفِسي ويُوهم بإقنَاع روحِه ؛ وإلا لِما غضِب مِن عَدم حظُورِها ..؟
ومِن قَبل أَيضًا وهُو فِي الحَافِلة تجَاهلها وهِي تلُوح لَه ؛ لايتَجاهل الفَرد للآخر إلا وفِي أَمر مَا , هَذا أمر , الأمر الآخر النِهَاية الأُولى لَم تكُن مُنَاسِبة مَع حِين مشَاعر سُوزَان عِندمَا صَارحت طَلال بِحُبها له وكَأن فِي الأمر شَيء مِن تنَاقُض ؛ الحُب الصَادِق لايعرُف الغُرور ولا الكِبريَاء وإِن فعَلت هكَذا لِسبب مَا يشفعُ لهَا تَجاهُله لهَا وهُو فِي القِطَار ؛ فَلا تُفرِض نَفسِها وتتمَسك بِكَرامتِها ,
أَما النِهَاية الأُخرَى أيضًا فِيها مِن التنَاقُض لِمشَاعر طَلال يُظهِر مَالا يُخفِي
هُو فقَط يُحَاول أَن يتأَكد مِن صِدقِها لمِا أَخطَأ فِي عُنوان المَقهى ..! طَلال لايملِك ثقَةً فِي نَفسِه هذا مَا تَبين لِي ,

كِلا النِهايَتِين لاتُبَرهِن عَلى أَن المَشَاعِر صَادِقة هَل لِي أَن أأتِ بِنهَاية ثَالِثَة ..!
وفِي مَدِينَتي
ركُود شوّه جَمال الأَرصِفَة
وكَأن اللِسَان مبتُور
والمشَاعِر كَافِرَة
لاتعلَمُون مَن أَفسَد جَمالِها
وتَعلمُون أَنها لَم تكُن رَائِعَة
كَان هَوائُها عَليل
فبثُوا السُم فِيها
وقَام بِواجِبَه ,

-
فَواز ,
دع القِسم الأَدَبي يخضّر بِقلَمِك لِمثلِه يكسُوا الجَمال وِفكرِك يُوقِض الفَص الأَيسَر ,



-

[حتما ً سأكون]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

مادام يؤمن أن الحب لايأتي إلا بعد الزواج ..

لماذا يقابلها ويخرج معها ويغرقها بعواطفه لتحبه كل هذا الحب ؟
هل يؤمن ايضا ً بشرعية اللعب بمشاعر النساء خارج إطار الزواج ؟

[أبو حمـد]

أي نهاية تعجبكم أكثر ؟ .. الأولى أم الثانية ؟

القصة بحد ذاتها مشوقة وجميلة ،، وطرحت نهايتين كلاهما مشوقة أيضاً ،،

أيها تعجبني ! .. اميل للنهاية الثانية ،، في غرابتها وقصرها ،، فهي تتفق مع سياق الطرح العام ،،

فالنهاية الأولى مليئة بالتناقضات والأسئلة الحائرة ،، بين دمع يكشف عن حب عميق وابتسامة السخرية في الأخير .. تلك مسافات طويلة ،، وبين وداعها رافقته دمعة وتجاهل منه .. تلك مسافات عميقة تنم عن تبلد احساس لا يعكسه الحوار والتواصل السابق ،، وبين حضور في الموعد وانتظار ثم انكسار ثم شعوره بالسذاجة رغم يقينه أنه إعجاب .. وبين حضورها في مقهى مقابل يبرهن عن صدق نظرته وواقعيته .. تلك مسافات حائرة ،،

و هل تتفقون مع طلال في رأيه عن الحب و الإعجاب ؟

لم تكشف القصة نوع التواصل قبلها ،، لكنها اتاحت مجال للاستنتاج أنه كان هناك تواصل يثير كوامن رقيقة ،، ربما مجاله قاعة التدريب ،، وأميل لرأيه أنه إعجاب ،،

و لماذا جزمت بأن طلال هو من أخطأ عنوان المقهى في النهاية الثانية ؟

المرأة لا تخطئ في تمييز التفاصيل الصغيرة كالمدخل والديكور ونحوه ،، بينما الرجل تفوته بسهولة .. ربما القصة أرادت ذلك ،،

( القصة من تأليفي و قد حاولت الإختصار قدر الإمكان )

تحياتي .

--------------------------
فواز

ولك التحية مثلها ،، أهنئك على خيالك الخصب وقدراتك المميزة على ربط الاحداث وتسلسل الطرح وبث التشويق ،،

شكراً لك ،،

[فواز]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صياد دمشق   مشكور على الطرح الجميل لك تحيتي وتقديري

أهلاً و سهلاً بك أخي صياد دمشق

شكراً لك

تحيتي و تقديري

[فواز]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وَدْقْ ,   - حَقِيقة أُبدِي إِعجَابِي بِتَلك مشَاعِر المتَوازِنة هَنيئًا لهَا بِك , أَولًا كِبرِيَاء طَلال كَعادة أَغلب الرِجال تلفّظ بِألفاظ يحَاول ا لإبتعَاد النفِسي ويُوهم بإقنَاع روحِه ؛ وإلا لِما غضِب مِن عَدم حظُورِها ..؟ ومِن قَبل أَيضًا وهُو فِي الحَافِلة تجَاهلها وهِي تلُوح لَه ؛ لايتَجاهل الفَرد للآخر إلا وفِي أَمر مَا , هَذا أمر , الأمر الآخر النِهَاية الأُولى لَم تكُن مُنَاسِبة مَع حِين مشَاعر سُوزَان عِندمَا صَارحت طَلال بِحُبها له وكَأن فِي الأمر شَيء مِن تنَاقُض ؛ الحُب الصَادِق لايعرُف الغُرور ولا الكِبريَاء وإِن فعَلت هكَذا لِسبب مَا يشفعُ لهَا تَجاهُله لهَا وهُو فِي القِطَار ؛ فَلا تُفرِض نَفسِها وتتمَسك بِكَرامتِها , أَما النِهَاية الأُخرَى أيضًا فِيها مِن التنَاقُض لِمشَاعر طَلال يُظهِر مَالا يُخفِي هُو فقَط يُحَاول أَن يتأَكد مِن صِدقِها لمِا أَخطَأ فِي عُنوان المَقهى ..! طَلال لايملِك ثقَةً فِي نَفسِه هذا مَا تَبين لِي , كِلا النِهايَتِين لاتُبَرهِن عَلى أَن المَشَاعِر صَادِقة هَل لِي أَن أأتِ بِنهَاية ثَالِثَة ..! وفِي مَدِينَتي ركُود شوّه جَمال الأَرصِفَة وكَأن اللِسَان مبتُور والمشَاعِر كَافِرَة لاتعلَمُون مَن أَفسَد جَمالِها وتَعلمُون أَنها لَم تكُن رَائِعَة كَان هَوائُها عَليل فبثُوا السُم فِيها وقَام بِواجِبَه , - فَواز , دع القِسم الأَدَبي يخضّر بِقلَمِك لِمثلِه يكسُوا الجَمال وِفكرِك يُوقِض الفَص الأَيسَر , -

أهلاً و سهلاً بك أختي ودق

(أنا متأكد من أنك لن تحضري ) قالها طلال لسوزان في المقهى ..

لماذا حضر طلال إلى الموعد إذا كان متأكداً من عدم حضورها ؟

إذا أجبنا بأنه حضر ليثبت صدق نظريته عن الإعجاب .. فلماذا كان ينتظرها في المقهى متمنياً حضورها ؟

إنه الغرور الذي أصاب طلال .. إثباته لنفسه أنه شخص يصعب نسيانه كان عنده أهم من إثبات صدق نظريته ..

طلال لم يكن يحمل لسوزان أي نوع من المشاعر بدليل تجاهله لها في الحافلة و تفكيره بكيفية التخلص منها إذا حضرت إلى الموعد .

إكتشفت سوزان في غياب طلال أنه كان محقاً في حديثه عن الإعجاب .. و عندما حضرت لرؤيته .. إنما حضرت

لإرضاء غرورها بأنها فتاة يصعب نسيانها .

طبعاً الحديث هنا عن النهاية الأولى ..

النهاية بالنسبة لطلال كانت واحدة و هي أن سوزان لم تحضر ..

أما بالنسبة لسوزان فالنهاية الأولى أعطتها زهواً بالنفس ..

و النهاية الثانية أعطتها حزناً كبيراً مع أن سوزان أعطت النهاية حباً كبيراً .

ودق

شكراً من القلب

[فواز]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حتما ً سأكون   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. مادام يؤمن أن الحب لايأتي إلا بعد الزواج .. لماذا يقابلها ويخرج معها ويغرقها بعواطفه لتحبه كل هذا الحب ؟ هل يؤمن ايضا ً بشرعية اللعب بمشاعر النساء خارج إطار الزواج ؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أهلاً و سهلاً بك أختي حتماً سأكون

هل نستطيع أن نجزم أن طلال .. شاب عابث ؟

لماذا لا يكون إعجاب سوزان ( زميلته في المعهد ) هو إعجاب من طرفها فقط ؟

لماذا لا يكون تجاهله لسوزان دليل على استقامته ؟


حتماً سأكون
شكراً من القلب

[فواز]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمد ولد أبو حمد   أي نهاية تعجبكم أكثر ؟ .. الأولى أم الثانية ؟ القصة بحد ذاتها مشوقة وجميلة ،، وطرحت نهايتين كلاهما مشوقة أيضاً ،، أيها تعجبني ! .. اميل للنهاية الثانية ،، في غرابتها وقصرها ،، فهي تتفق مع سياق الطرح العام ،، فالنهاية الأولى مليئة بالتناقضات والأسئلة الحائرة ،، بين دمع يكشف عن حب عميق وابتسامة السخرية في الأخير .. تلك مسافات طويلة ،، وبين وداعها رافقته دمعة وتجاهل منه .. تلك مسافات عميقة تنم عن تبلد احساس لا يعكسه الحوار والتواصل السابق ،، وبين حضور في الموعد وانتظار ثم انكسار ثم شعوره بالسذاجة رغم يقينه أنه إعجاب .. وبين حضورها في مقهى مقابل يبرهن عن صدق نظرته وواقعيته .. تلك مسافات حائرة ،، و هل تتفقون مع طلال في رأيه عن الحب و الإعجاب ؟ لم تكشف القصة نوع التواصل قبلها ،، لكنها اتاحت مجال للاستنتاج أنه كان هناك تواصل يثير كوامن رقيقة ،، ربما مجاله قاعة التدريب ،، وأميل لرأيه أنه إعجاب ،، و لماذا جزمت بأن طلال هو من أخطأ عنوان المقهى في النهاية الثانية ؟ المرأة لا تخطئ في تمييز التفاصيل الصغيرة كالمدخل والديكور ونحوه ،، بينما الرجل تفوته بسهولة .. ربما القصة أرادت ذلك ،، ( القصة من تأليفي و قد حاولت الإختصار قدر الإمكان ) تحياتي . -------------------------- فواز ولك التحية مثلها ،، أهنئك على خيالك الخصب وقدراتك المميزة على ربط الاحداث وتسلسل الطرح وبث التشويق ،، شكراً لك ،،

الأخ حمد ولد أبو حمد

أهلاً و سهلاً بك

حديثك عن المسافات ( الطويلة - العميقة - الحائرة ) هو حديث مبهر قلّ نظيره ..

أعتقد أن طريقة فهمنا للقصة هي التي تحدد النهاية المفضلة لنا .

صدقت يا عزيزي عندما قلت أن المرأة لا تخطئ في تمييز التفاصيل الصغيرة .. خصوصاً إذا كانت مرتبطة بمشاعرها .

نقدك للقصة كان بارعاً و أشكرك من القلب لأنك أضفت بعض اللمسات الجميلة لها .