*((الــــغــاط))*
هذه نبذه ميسره لمدينه الغاط في منطقه سدير
وليس هناك من شك في أن كل إنسان يشعر بالحنين إلى البقعه التي نشأ فيها أو ينتمي لها ،ويهمه أن يتبين تاريخها .
فإن كان صغيراً يهمه أن يعرف أمجاد بلاده وتاريخ أسلافه ، وإن كان كبيراً فأن حديث الذكريات يشجيه ويذكره بأفراحه وأتراحه ومراتع صباه .
وهذه لمحه سريعه تعتبر شي يسير لبلده تاريخيه مثل الغاط وهي جزء من بحث معمق يتناول بلده الغاط
الغاط
بلده تميميه الاصل والمنشاء بها رجال افاضل و شجعان اخيار وشعار كثار واهلها اهل الكرم والطيب و المروة والشهامه وقد عرفو بذالك منذ قرون .
لغاط (( الغاط ))
محلى بالألف واللام مفتوح الغين بعدها ألف فطاء
أما قديما فبلام مضمومة وعين مفتوحه فالألف والطاء هكذا ((لــغــاط))
وهو ماخوذ من لغط السيل وهو ضجيجة واحتدامه لان واديه محناب بين جبال شواهق .. فإذا جادها الغيث إندفع سيلها محتدماً مزمجراً لاغطا ولذا
وفيما يلي تفصيل بذالك.
قال عماره بن عقيل بن بلال بن جرير بن عطية بن حذيفة الخَطفي بن بدر الكلبي اليربوعي التميمي
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وعلا ( لغاط) فبات يلغط سيله =ويثج في لبب الكثيب ويصخب [/poem]
قال يا قوت عن الليث بـمعجمه لغاط اسم جبل من منازل بني تميم
قال ابن حبيب لغاط ماء لبني مازن بن عمرو بن تميم
وقال عقبه بن قدامه الحارثي العمري التميمي يمدح بني عمه بني مازن
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وهم حصدوا بني سعد بن قيس =على القصبات بالبيض القصار
وردوهم غداة ) لغاط ) عنهم =بأكــــباد وأفـــئـدة حرار [/poem]
وفي بلاد العرب:
ثم الاملحان وهما ماءان لبني ضبه بـ (لغاط).
و (لغاط) واد لبني ضبه
و معروف ان ضبة هو ابن اد بن عمرو(طابخه) بن الياس ابن مضر
و تميم الجد الاعلا لقبيله تميم العظيمه هو ابن مر بن أد
فلكل يندرج تحت قبيله بني تميم
فتميم وضبه ابناء عم وأنشد الخليل حسبما يروي البكري :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
كأن بين الرحل و القرطاط =حنذيذة من كنفى لغاط[/poem]
وقال بلال بن جرير اليربوعي التميمي :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أما علمت أني أحب لحبها = لغاط فجاد الدجنات بها الودقا [/poem]
وقال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير اليربوعي التميمي :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فأطم ذا مرخ فبات يكبه =عمـــا أطمأن من الكثيب توثب
وعلا لغاط فبات يلغط سيله =في قرقرى شعب اليمامه تشعب [/poem]
وجاء في لسان العرب لبن منظور الانصاري:
لغط: اللَّغْطُ واللَّغَطُ: الأَصْواتُ الـمُبْهَمة الـمُخْتَلطة والـجَلَبةُ لا تُفْهم. وفـي الـحديث:
ولهم لَغَط فـي أَسْواقهم؛ اللغطُ صوت وضَجَّة لا يُفهم مَعناه، وقـيل:
هو الكلام الذي لا يَبِـين، يقال: سمعت لغط القوم، وقال الكسائي:
سمعت لَغْطاً ولَغَطاً، وقد لَغَطُوا يَلْغَطون لَغْطاً ولَغَطاً ولِغَاطاً؛ قال الهذلـي:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
كَأَنَّ لَغا الـخَمُوشِ بِجانِبَـيْهِ=لَغارَكْبٍ، أُمَيمَ، ذَوِي لِغاطِ[/poem]
ويروى: وَغى الـخَمُوشِ. ولَغَطُوا وأَلْغَطُوا إِلْغاطاً ولَغَط القَطا والـحَمامُ بصوته يَلغَط لَغْطاً ولَغِيطاً وأَلْغَط، ولا يكون ذلك إِلاَّ للواحدة منهن، وكذلك الإِلْغاط؛ قال يصف القَطا والـحمام:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ومَنْهَلٍ ورَدْتُه الْتِقاطا،=لـم أَلْقَ، إِذْ وَرَدْتُه، فُرّاطا
إِلاَّ الـحَمامَ الوُرْقَ والغَطاطا،=فهُنّ يُلْغِطْن به إِلْغاطا[/poem]
وقال رؤبة:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
باكَرْتُه قَبْلَ الغَطاطِ اللُّغَّطِ،=وقبْلَ جُونِـيِّ القَطا الـمُخَطَّط[/poem]
وأَلْغَطَ لبنَه: أَلقـى فـيه الرَّضْفَ فارتفع له نَشِيشٌ. واللَّغْطُ: فِناء الباب.
ولُغاطٌ: اسم ماء؛ قال:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لَـمّا رَأَتْ ماء= لُغاطٍ قد سَجِسْ[/poem]
ولُغاطٌ: جبلَ؛ قال:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
كأَنَّ، تَـحتَ الرَّحْلِ والقُرْطاطِ، =خِنْذِيذةً من كَتِفَـيْ لُغاطِ[/poem]
ولُغاطٌ، بالضم: اسم رجل.
وفي معجم البلدان للعالم المؤرخ ياقوت حمودي الرومي:
لُغَاطُ: بالضم، وآخره طاء مهملة، فُعال من اللغط وهو كثرة الحديث من غيرِ فائدة: موضع؛ عن العمراني، ثم قال: وسماعي بالعين غير معجمة عن جلة مشايخي؛ وقال الليث:
لغاط، بمعجمة، اسم جبل من منازل بني تميم، وقال أبو محمد الأسود: لغاط واد لبني ضَبّة من بني تميم؛ وقال الهرار بن حكيم الربعي:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
والجوف خير لك من لُغاطِ=ومن أُلاتِ وأُلي أُراطِ
وسط مُحَدَّمٍ من الأوساط=ومن جواد الشدّ ذي اهتماط[/poem]
قال ابن حبيب:
لغاط ماء لبني مازن بن عمرو بن تميم.
وقال عقبة بن قُدامة الحبطي التميمي يمدح بني مازن من بني تميم :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وهم حصدوا بني سعد بن قيس=على القَصَباتِ بالبيض القصار
وردّوهم غداة لغاط عنهم=بأكباد وأفئدة حرار[/poem]
وقال محمد بن إدريس بن أبي حفصة اليمامي:
لغاط لبني مبذول وبني العنبر من بني تميم من أرض اليمامة؛ وأنشد لعُمارة بن عَقيل بن بلال بن جرير التميمي:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وعلا لغاطَ فبات يلغط سيلُهُ=ويَثجّ في لَبب الكثيب ويصخب[/poem]
وقال ابن بليهد(1) :
بل أعرف الموضع الذي قال فيه الحطيئة :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
الله قد نجاك من أراط= ومن زليفات ومن لغاط [/poem]
فالزليفات المذكورة في هذا البيت هي (بلد الزلفي) و لغاط وهي ( بلد الغاط) وقد ورد لها ذكر في أشعار العرب وأخبارها ، وهي تحمل هذا الاسم حتى هذا العقد .
وورد ذكر الزلفي والغاط في كتب التاريخ والمعاجم الجغرافية القديمة ، ويقال :
إن أصل تسمية البلدة يرجع ألى أن قوماً نزلوا في منطقة قريبة من تبع جزرة ثم تزلفوا إلى السهل ، وسميت في البداية بالزليفات ، ثم تحولت إلى الزلفي .والزلفي منطقة تاريخية يتبع لها الكثير من المعالم والقرى والمناهل والمراكز .
و (لغاط) معروف الان بأسمه هذا الغاط أدخلت عليه الالف واللام وحذفت منه فاء الكلمه فصار ((الــغـاط ))
وهو الان بلد عامر به عمران وتطور ومجالات تقدم وبه مدارس ومصح وجميع مرافق حكوميه و محطه كهرباء ونخيل ومزارع وقد اقيم فوق من واديه سد لحفظ مياه السيول لتزويد مخزون الماء في جوف ارضه
وكانت بلدته تقوم في عرض جبله الشمالي فهي غير منبسطه ولا مرتاحه ففكر أهلها في ان تكون في رحبه منبسطه بارزه لدى فم واديها مما يلي سهل (الحماده) فنفذو الفكره وبرزت هنالك بلده جديده منظمه العمران واسعه الازقه مضاءه جميله
ووادي (لغاط) واد واسع ثرى بالروافد يبلغ طوله تقريباً عشرين كيلا وهو متعلق بظهر (طويق) يباربه شرقيه شماليه (وادي مرخ) ويذهبان جنوباً حتى مشارف ( الخيس) وما حوله
ويمد وادي (الغاط) روافد كبيرة هي :
(الوسيعه) وبه أيضاً (القويصرات) و(المربعة) و (باعج) و(ام برقى) و (ابو الصلابيخ )
وفي أعلى الوادي (عجام) بها أوشال وقلات منها(المربعه) و(القلته)و (الحفينه)
وفي هذا الوادي مناطق أثريه بها بقايا اطلال ورسوم دوارس مثل:
منطقه (مغيران) و السبيخه تدل على العمران قديم
وجبال هذا الوادي شاهقه ورعانه بارزه و خناذيذه متأبيه يلحظها الشاعر حيث يقول :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
كأن بين الرحل و القرقاط =خنذيذة من كنفى (لغاط)[/poem]
ويتناوح فوق هذا الوادي انفان بارزان هما ( خشم الشاش ) من الجنوب و ( خشم العرنيه) من الشمال وكأنما يشيران ان هنا بلده (الغاط)
وخشم العرنيه له اكثرالشهره وأوسع الذكر
عمران الغاط
محدث العمري التميمي من بني عمرو بن تميم أمير الزلفي والغاط وهو الذي أنشأ بلدة الغاط المشهوره في سدير.
حيث يورد الشيخ ابن بسام الوهبي التميمي في كتابه (علماء نجد خلال سته قرون ) (2) قصه تقول احداثها :
ان أول من أعاد عمران (الغاط) فارس من بني عمرو من قبيله بني تميم يقال له
((الأمير مــحــدث العمري التميمي )) وهو أميراً على (الـزُلفي )وله قوة ونفوذ عظيم على من حولها من بلدان وله ايضاً قصر فخم جداً لا تزال اثاره باقيه حتى الان..
فبنا وعمر بلده الغاط حوالي أواخر القرن الحادي عشر فجاءه سليمان السديري
فأعطاه أرض فبنى سليمان الارض وغرسها ولم تزل اسرة السديري تنمو ويعلو ذكرها حتى تخوف الامير (محدث التميمي ) من عاقبة الأمر
فاستنجد الامير (محدث التميمي) بجماعه له في حرمة على السديري وأعوانه
فذهب عبد للأمير محدث بقال له فداغ فأخبرالسديري فقال السديري للأمير محدث :
إما ان تبيعني ملكك وإما ان أبيعك ملكي والفراق خير من الفتنه
فقبل الامير(محدث التميمي) الخيار وباع ملكه على سليمان السديري وأنتقل إلى (الخيس) هو وأسرته وبعضهم سكن ( حرمه).
وكان للامير محدث التميمي مولى اسمه فداغ الذي اخبر السديري ومن ذريته الشيخ سليمان بن ابراهيم الفداغي من علماء القرن الثاني عشر في (نجد) وادرك أول القرن الثالث عشر منه ال فداع وهم موالي للأمير محدث التميمي
وقد ذكر هذه الحادثه المؤرخ والنسابه الشيخ ابراهيم بن صالح بن عيسى (3) من ضمن مجموع مخطوط يطلق عليه مجموع ابن عيسى قال فيه مانصه :
( ذكر لي إبراهيم بن هبدان أن جده محدث لما غلبه الدواسر على جلاجل .. عن الخيس سكن الخيس،ثم انتقل عنه وسكن في أسفل بلد حرمه
ثم أنتقل إلى الغاط وسكنه وهو أول من عمرة وبنى فيه قصرا وغرس فيه نخلاً
ثم أتى إليه جد السدارا من القصيم فأعطاه قطعه من الأرض وحفر فيها بيراً وغرس فيها نخلاً وسكن عنده
ثم أن السديري صار له أعوان فخاف منه محدث فطلب النصره من أهل سدير .. فواعدوه على الفتك بسديري
وكان لمحدث عبد اسمه فداغ وهو جد آل فداغ أهل الزبير قد أعتقه محدث فأخبر السديري بذالك فا .. السديري و .. .. عن ذالك
فلما كان بعد أيام .. السديري لمحدث أني نزلت عندك جاراً وأخاف من شيء يقع بيننا
فإما بع لي نصيبك وإلا أشتر مني
فباعه محدث جميع ملكه من الغاط وانتقل محدث إلى حرمه وطلب من أهلها النصرة على العرينات من سبيع وكانوا قد سكنوا الخيس بعد محدث
فسطوهم أهل حرمه على العرينات وأخرجوهم من الخيس
وسكن فيه محدث هو وأولاده .. ومحدث المذكور هو وال حديثه و الربيعه أهل المجمعه و .. أهل الجنوبيه من آل بوحسين من بني العنبربن عمرو بن تميم).
ذكر ابن عيسى ان الأمير محدث التميمي بنى قصره في الغاط ولم يكن بالزلفي
فلايوجد في الغاط أي أثر له ربما انه بنى قصر له في الغاط و الزلفي .
ونرا في قول ابن بسام ان الامير محدث له قصر مشهور في الزلفي وهو الذي أعاد بنايه الغاط و أعطى للسديري بعد طلبه قطعه ارض في الغاط
وما يؤكد هذا وجود مايسمى ( خربه محدث ) في الزلفي وهي مشهوره
ومحدث العمري التميمي وهو أمير الزلفي والغاط و صاحب جاه وثراء ، وقصره إمارته في الزلفي لا تزال أثاره باقيه ومعروفه وأنها بقيه قصره(4)
وآل محدث الان في الزلفي والخيس والقصيم والمجمعه والكويت و الرياض والشرقيه وسدير يتفرع منه
آل هبدان أمراء الخيس وهم في الخيس والمجمعه والرياض والشرقيه والكويت
و آل رؤساء في المجمعه
و آل غديان في الزلفي والرياض و الأحساء والعراق
والعثمان في القصيم
وآل محدث من آل حديثه من بني العنبربن عمرو بن تميم من قبيلة بني تميم
ومن آل حديثه الشيخ الأمير عثمان بن عبدالرحمن الحديثي التميمي
أمير القارة المشهور قال فيهم حميدان الشويعرفي قصيده شعبيه لما التأ أليهم:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يممتها لها بن نحيط كساب الثنا = ورث الشيوخ من أول الدنيا
ولد الحديثي والذي من لابة = ترثة تميم وفروعها العلياء[/poem]
ويتداول اهالي بلده الغاط و الزلفي قصص عديده من بينها
الأمير محدث التميمي
الاغلبيه يميزونه بـ التميمي
وهناك العديد من الروايات الشفويه التي دونتها بخصوص هذا الأمر وأمور أخرى
ويوجد تضارب في بيان المقصود في بيت حميدان الشويعر وحول إماره البلده قديماً
موقع الغاط :
تقع مدينة الغاط في الشمال الغربي من العاصمة الرياض على بعد 240 كم تقريباً وهي من منطقه سدير من نجد.
ويحدد سليمان السديري جد اسره السديري في الغاط يحدد الغاط قائلاً
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
حنا حمانا من سويس إلى الخيس =والخيل ننحاها إلى (المجدليه)[/poem]
المراكز السكانيه التابعه للمحافظه :
الغاط ، الغاط القديمة ، عضيدان ، العبدلية ، العبدلي ،الوسيعة ، وادي الغاط ، حادة الغاط ، و غيرها ..
سبب التسميه :
كما بينا أن الغاط مأخوذه من لغط السيل وهو ضجيجة واحتدامه ، لأن واديه به من مجناب بين الجبال الشواهق فإذا جاءها الغيث اندفع سيلها محتدماً مزمجراً لاغطاً.
الغاط يتألف من منطقتين و هي كالتالي :
المنطقة الأولى :
وهي المنطقة التي اقام فيها القدماء فهي منطقة قديمة و تمثل تراثا رائعا حيث انك إذا دخلتها فإنك تتجاوز حدود المكان و الزمان و تعيش زمان القدماء بكل تفصيلاته فترى البيوت المبنيه من الطين واللبن و ترى الأزقة الضيقة أحياناً و الفسيحة احياناً اخرى و المساجد القديمة و اماكن التجمعات وكأنك رجعت سنوات الى الوراء حيث كانت المعيشة صعبة فلا كهرباء ولا هاتف و الماء كان يستخرج من الآبار بالطرق البدائية القديمة و يحيط بهذه البيوت القديمة بساتين كثيرة كل واحد منها يخص عائلة من عوائل الغاط و منها مزرعة برزة المشهوره للقاصي و الداني و تعتبر من اجمل البساتين حيث ترى النخيل الباسقات و الأشجار و النباتات تملأ الأرض و اشجار الرمان و غيرها فقد كان أهل الغاط يعتمدون على هذه البساتين في معيشتهم و الجدير بالذكر ان برزة تخص عائلة الصعب إحدى العوائل العريقة بالغاط .
إن هذه البيوت و البساتين هي تراث عزيز لأهل المملكة عامة و الغاط خاصة
وأحب أن أخبرك عزيزي القارئ أن هذه المنطقة تسمى الوسيعة و يتبعها ثلاثة شعاب و هي القصيا و الوسطى والدنيه و شعبة الوسطى تعتبر الطريق الواصل بين الوسيعة و حمادة الغاط حيث يوجد صدع في امتداد جبال طويق (درب الشق) بواسطته يعبر المارة الى حمادة الغاط حيث المزارع الحديثه و يوجد عدة سدود لحجز مياه السيول و الإستفادة منها .
المنطقة الثانية :
وهذه المنطقة التي يعيش فيها غالبية أهالي الغاط حيث ينعمون بوسائل الرفاهيه من ماء و كهرباء و هاتف ثابت و هاتف جوال و يعيشون في بيوت حديثه و يسيرون بسياراتهم بشوارع واسعة معبدة و يوجد في هذه المنطقة المرافق الحكومية مثل
الأمارة و الجوازات و مكتب الدعوة وتوعية الجاليات إضافة الى الشرطة و أمن الطرق والمرور و الدفاع المدني و الهلال الأحمر و الأحوال المدنيه و الجمعيه الخيريه وهيئه الأمربالمعروف والنهي عن المنكر و ادارة تعليم البنات و مكتب الإشراف التربوي و المجمعات الدراسيه للبنين و البنات من الحضانه و الروضة الى المرحلة الثانويه كما تم وضع العديد من المجسمات الجمالية التي زادتها جمالا على جمالها و تمثل هذه المنطقة المدخل الرئيسي للغاط كما تزدان الشوارع بالمحلات التجاريه المشتمله على كل ما يحتاجه الفرد و تنقسم الغاط الجديدة الى عدة أحياء كما يوجد بالغاط نادي الحمادة الرياضي و الثقافي و الإجتماعي وهو أول نادي في المملكة أعطي مقرا رئيسياً حديثا و يستطيع الزائر له أن يمارس هواياته من سباحة و ألعاب مختلفه دون كلل أو ملل .
معالم الغاط :
1- وادي الغاط : وادٍ يمتد من أقصى جنوب الغاط بطول حوالي 20كم ، و يصب سيله في سهل الحمادة ، وعلى جانبي الوادي نشأت مزارع النخيل التي كانت ولاتزال مصدر دخل السكان ومنها ماهو مشهور ، ويحد الوادي عدة روافد منها :
الوسيعة والقويصرات و المربعة و ام برقى وغيرها ،إضافة إلى أن الوادي غني بمناطقة الأثرية مثل - منطقتي مغيران والسبيخة
وعليه أنشأت وزارة الزراعه سداً لحفظ مياه السيول لتغذيه المزارع ولزيادة مخزون المياه الجوفيه ويعرف هذا الوادي بوادي الباطن.
2- خشم العرنية :
وهو أنف بارز , في جبال طويق , لعبت عوامل التعرية دورا كبيرا في موروفو لوجيته الحالية ( شكله ) وإلى الجنوب من ( خشم الشاش ) وبينهما تقع مدينة الغاط .
وخشم العرنية أكثر شهرة من الآخر حيث قصده ( حميدان الشويعر ) بقوله في مدح سليمان السديري :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
من قابل ( خشم العرنية )= فالخاطر منقول خطره
ومن قال أنا مثل سليمان = كرم السامع ياكل بعره[/poem]
ويقصد ( حميدان الشويعر ) بذلك أن الضيف الذي يشاهد خشم العرنية فإنه سالم من الأخطار .
ولهذين البيتين قصة أوردها خالد الفرج (5) وهي من ضمن قصيدة التي مطلعها:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ظهرت من الحزم اللي به =سيد السادات من العشره [/poem]
ذكر الفرج خلال تعليقه :
أن حميدان خرج من الزبير مع قافلة أهل الزلفي وفي أثناء رحلته هذه وهو قمئ وحقير المظهر جعلوه أضحوكه بينهم ومنها خرج وحيدا على جملة قاصدا الغاط فلما وصل العرنية اعترضه لصوص من البدو , فسلبوه جمله وما عليه من زاد وكسوة فجاء راجلا إلى الغاط , وحل ضيفا على سليمان السديري , وكان حميدان غير معروف يومئذ , وقد سأل حميدان أحد عبيد السديري , عن وجود أحد ذاهب إلى المجمعة ليسايره راجلا , ثم أخبر بقصته , فأخبر العبد مولاه السديري , بما جرى لحميدان وانه نهب بقرب العرنيه فأرسل سليمان إلى كافة البدو الموجودين في الغاط فحبسهم , وأمرهم أن يردوا جمل ضيفه , وإلا قتلهم به وانصاعوا لأمره وأتوا بالجمل وسلم إلى حميدان كأن لم يسرق منه شىء .
ولشهرة هذا الخشم فقد تغنى به عدد من الشعراء منهم الشاعر الأمير ( عبد الرحمن الأحمد السديري ) في قصيدة ( أخشوم العراني ) وقد قالها وهو في الغاط شتاء سنة 1402هـ منها :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
من شافها يامن عن الغدر والكيد =حموا إحماها عن حسود أو حقودي
أعلامها بجبالها والتواكيد= إخشوم العراني ثبتن الحدودي [/poem]
وقال الشاعر أحمد محمد السعد العضيدان العازمي أحد شعراء الغاط في قصيدة موجهة للشيخ خليفة بن حمد آل خليفة :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
العراني في طويق إلى بدن =بشروا أهل الركايب سالمات
قالها حميدان وأقواله بقن= وارثين المجد وأقوالي ثبات[/poem]
وقال الشاعر علي مبارك السهيان :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
جعل برق الوسم يوم انه يلوحي= ينحدر سيله على خشم العراني[/poem]
3- قصر الأمارة :
يقع جنوب الغاط القديم , وقد بناه الأمير ناصر بن سعد السديري قبل حوالي 90 سنة إبان توليه أمارة الغاط , ويعتبر تحفة معمارية رائعة من حيث التخطيط والتنفيذ واللمسات الجمالية , والتي اتخذت من الطراز الإسلامي في فن العمارة أسلوبا في البناء , وقد زار القصر بعض البعثات الإعلامية , آخرها بعثة من التلفزيون الأسباني في عام 1413هـ ، وزاره بعض سفراء الدول الأوروبية والعربية والخليجية، كان آخرهم السفير الألماني ا
4- اللقلتتين :
الأولى - تسمى ( قلته الرصفة ) وتقع جنوب الغاط على بعد حوالي 20 كم في اقصى وادي الغاط ، وتشبه عين مياه لاتنضب تغذيها المياه المتدفقه من التصدعات الموجودة في الصخور الرسوبية ، وتزداد كميتها بعد سقوط الأمطار ، وتقل بانقطاعها ، وبها بعض النخيل كما أنها معلم سياحي .
الثانية - تسمى ( قلتة حليفة ) وتقع في الشمال الشرقي من الغاط القديم على بعد 4كم ، ومن الجنوب الشرقي للغاط الحديث على بعد 5كم ، وبالقرب منها آثار لأرجل أنسان ، وهي عبارة عن تجويفات في الصخور ، لا يعرف عن تاريخها شيء .
5- الحمادة : سهل يقع بين جبال طويق شرقاً ونفود الثويرات غرباً ، وتقع عليه محافظه الغاط ، ويمتد شمالاً حتى محافظه الزلفي وجنوباً بلدة القصب ، وهذا السهل غني بتربته الزراعيه و بوفرة مياهه الجوفيه ، وقد قامت على هذا السهل آلاف المزارع و أصبح من أكبر المناطق الزراعيه بالمملكه .
6- بلدة الغاط القديمة :
بين جبلين من جبال اليمامة ( طويق ) تقع بلدة الغاط القديمة على الضفة الغربية من وادي الغاط , وقد اتخذت هذه البلدة شكلا طوليا فرضته العوامل الطبيعية ( التضاريس ) وقربها من الوادي .
تبعد عن مدينة الغاط الحالية بنحو 5كم إلى الجنوب منها .
تعتبر من أقدم المستوطنات البشرية في المنطقة الوسطى من المملكة , تردد ذكرها على ألسنة العديد من الشعراء عبر العصور السالفة وارتبط اسمها بالوادي قال الحطيئة :
الله قد نجاك من أراط ومن زليفات ومن ( لغاط )
وأنشد الخليل كما يروي البكري في كتابه ( معجم ما استعجم ) :
أما علمت أني أحب لحبها ( لغاط ) فجاد المجدنات بها الودقا
وقد تطرق الأستاذ أحمد بن علي الحميدان في مجلة المنهل العدد ( 144) لبلدة الغاط الـقديمة حيـث قال
( .. فيها الكثير من الأبنية القديمة المتينة التي يتحدث أهلها أنها كانت في عهد بني عباس .. ) وهذه البلدة غنية بمعالمها الأثرية التي تدل على تاريخها الموغل في القدم ومن أشهر الأبنية القديمة في هذه البلدة قصر الأمارة , ومسجد ( العوشزه ) الذي يرجع تاريخ بنائه إلى منتصف القرن الماضي , وقد أضفت اللمسات الجمالية التي اتخذت من الطراز الإسلامي أسلوبا في التخطيط والتنفيذ مزيدا من الجمال.
7- الزويلة : تقع إلى الجنوب الغربي من الغاط القديم على بعد حوالي2كم ، وهي منطقه رمليه على ضفاف وادي الغاط في الجهه الغربيه وعلى مقربه من وادي أم برقى ، وقد زادت شهرته عندما أستقبل أهل الغاط بها الملك عبدالعزيز في العقد الثالث من القرن الماضي ، كما يوجد بها بئر مياه عذب يسمى ( القيعانيه ) كما كانت مورد ماء اساسي للسكان و اندثر عبر الزمن وحفر بالقرب منه بئر أرتوازي لتوفير المياه .
8- نفود الثويرات : وتقع قرب الغاط على بعد 18 كم ،وهي عباره عن كثبان رمليه هلاليه الشكل ، تعد من إحدى المنتزهات الطبيعيه .
9- الأملحان :يقع في الشمال الشرقي من الغاط
قال ياقوت :
بلفظ التثنية , قال أبو محمد بن الأعرابي الأسود :
الأملحان ماءان لبني ضبة بلغاط ؛ وقال بعضهم :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
كأن سليطا في جواشنا= الحصى إذ حل الأملحين وقورها [/poem]
والأميلح تصغير الأملح : ماء لبني ربيعة الجوع , قال زياد بن منقذ أخو المرار ببيت شعري
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
متى أغدو تعاضدني جرداء= سابحة أو سابح قدم
نحو الأميلح أو سمنان مبتكرا= في فتية فيهم المرار والحكم [/poem]
والأملحان يسميان الآن ( عضيدان ) :
ويقع إلى الشمال الشرقي من الغاط على بعد مسافة 7 كم ( مليح ) ويقع إلى الشمال من الغاط على بعد مسافة 17 كم تقريبا وهما بين الغاط والزلفي ويتبعان الغاط إداريا .
10 - أم العشاش : وهي هضبه فوق جبال طويق ، وتقع في الجنوب الشرقي من الغاط على بعد 10كم ، وفيها آثار منازل و بئر الحطيئه ، ويقال إنها للشاعر الحطيئه المشهور ، و يوجد بالقرب منها الصخور التي تحتوي على رسوم وكتابات أثريه وبها يمر وادي مرخ
ومن أشهر جبالها جبل أم شداد قال ياقوت :
أعشاش موضع في بلد بني تميم لبني يربوع بن حنظلة .
قال الفرزدق :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عزفت بأعشاش وماكدت تغزف = وأنكرت من حدراءما كنت تعزف
ولج بك الهجران , حتى كأنم =ا ترى الموت في البيت الذي كنت تألف [/poem]
وقال ابن نفجاء الضبي التميمي :
أيا ابرقي أعشاش لازال مدجن يجود كما حتى يروى تراكما
وقال البكري أعشاش على لفظ جمع عش :
موضع في ديار بني يربوع من بني تميم , كانت لهم فيه وقفه على بكر بني وائل , وكانت بكر أغارت عليهم هناك فهو يوم أعشاش .
11- وادي مرخ :
يقع إلى الشرق من الغاط , على بعد حوالي 10 كم ويوازي وادي الغاط , ويتجه شمالا ويصب في روضة السبلة القريبة من الزلفي ..
وأنشد أبي وجزه فقال :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
واحتلت الجو فالأجزاع من مرخ = فمالها من ملاحاة ولا طلب[/poem]
وقال الحفصي في كتابه :
الخارجة قرية لبني يربوع باليمامة وفيها يمر ذو مرخ .
وقال فيه الحطيئة عندما حبسة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بسبب هجاءه للزبرقان التميمي ووقوعه في أعراض المسلمين ومستعطفا الخليفة:[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ = زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة= فاغفر عليك سلام الله ياعمــر[/poem]
وقد اختلف في الموضع الذي ورد في شعر الحطيئة .
وقد قال الشيخ حمد الجاسر
( ومنهم من يرى أن الحطيئة قصد واديا لا يزال معروفا في الطرف الشمالي من جبل طويق , بقرب بلدة الغاط )
ويستدل الشيخ عبد الله بن خميس على أن المقصود بشعر الحطيئة هو
( مرخ اليمامة ) وليس ( ذو مرخ ) الواقع بين ( فداك ) و ( الوابشية ) قرب المدينة بقوله :
( وليس لدينا ما يرجع بلادا له بعينها , ولكن لكثرة اقامته في ( بني تميم ) من ناحية ولوجود أثر في ( مرخ اليمامة ) الآن يسمى ( الحطيئة ) من ناحية ثانية .. ولما أثر أن قومه ( بنو ذهل ) أهل اليمامة ..كل ذلك يرشح أن ( ذا مرخ ) المذكور هو ( مرخ اليمامة ) وقال فيه عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فأطم ذا مرخ فبات يكبه= عما اطمأن من الكثيب توثب
وعلا لغاط فبات يلغط سيله= ويلج في لبب الكثيب ويصخب.[/poem]
12- مقصورة السهيب :
كانت كما يذكر كبار السن في المنطقة جزءا من الأسوار التي تحيط ببلدة الغاط القديمة اندثرت عبر الزمن , ولم يتبق منها سوى بقايا بنيان , بنيت في زمن اختلال الأمن في ذلك الوقت حتى لا تداهم البلدة من الغزاة على غرة , وقل أن تخلو البلدان القديمة في المملكة من مثل هذه الأبنية وأوضح مثال على ذلك ( برج الشنانة بالقرب من مدينة الرس , وبرج جلاجل .. ) تقع هذه المقصورة إلى الغرب من البلدة القديمة ولا يعرف تاريخ محدد لبنائها .
13- قلعة مغيران :
قلعة تاريخية قديمة يرجع تاريخها كما يذكر بعض كبار السن في المنطقة _ إلى أكثر من خمسه قرون .
تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة الغاط الحالية على بعد نحو 3كم . بالقرب من وادي أبا الصلابيخ ( جمع صلبوخ وهو حجر الصوان الذي تتطاير منه النار عند القدح ) لم يبق من هذه القلعة سوى شراذم بنيان تدل على عمران كان فزال .
وقد تطرق الأستاذ أحمد بن علي الحميدان لهذه القلعة في مجلة المنهل حيث قال ( كثيرا ما يجد الأهالي فيها شيئا من النقود الفضية القديمة وقد وجد فيها سيف قد لعبت به الأرض وعندما صقله الحداد وجده صارما وحيدا غير انه لم يجد ما يعمله به إلى أن جعله سكـاكين ).
14- السبيخة :
كانت إحدى المستوطنات التي سكنها أهالي الغاط في وقت مضى ويقال إن السكان انتقلوا من مغيران إليها ولا يعرف تاريخ محدد لسكناهم بها ويذكر بعض كبار السن أن تاريخها يرجع لأكثر من أربعة قرون . تقع على الضفة الشرقية لوادي الغاط محاذية لجبال طويق إلى الجنوب من بلدة الغاط القديمة على بعد نحو 5كم منها . ولم يبق منها سوى أبنيه قديمة أكل عليها الدهر وشرب .
ومن الملاحظ أن هناك تغيرا مستمرا في مواضع المستوطنات التي سكنها الأهالي وقد يعود ذلك للمتغيرات الاجتماعية والسياسية التي مرت بها المنطقة عبر العصور السالفة .
15- المرقب :
وهو بناء دائري الشكل يعتلي جبال طويق يشرف على بلدة الغاط القديمة .
وقد لعبت عوامل التعرية دورا واضحا في تغيير ملامحه الظاهرية . بني هذا المرقب في زمن اختلال الأمن , حتى لا تداهم البلدة من الغزاة على غرة وقل أن تخلوا البلدان القديمة في المملكة من هذه المراقيب , ذكر لي بعض كبار السن في المنطقة أن تاريخ بنائه قديم جدا وغير معروف تماما إلا أنهم أجمعوا على إرجاعه إلى ما قبل القرن العاشر الهجري .
مدينه الغاط:
كانت الغاط (شمال الرياض والواقعه في منطقه سدير في نجد) إلى وقت قريب قرية وادعة تحتضنها سلسلة في جبال طويق التي تبدو كأسياف بأيد مصلتينا
كما وصف ذلك الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم في معلقته المشهوره عندما تراءت له اليمامة بجبالها السود وهو يهيم في صحرائها قبل اكثر من 1500 عام، ولا تزال المنازل الطينية التي بنُيت في سفوح الجبال خير شاهد على قدم المنطقة في حين تنتشر على ضفاف وادي الغاط مزارع صغيرة تحتضن اشجار النخيل وبعض من الاثل وقليل من السدر، وعلى بعد اقل من كيلو مترين من مدخل المدينة القديم تقع قرية الوسيًِّعه بمبانيها القليلة وبجغرافيتها المميزة واللافتة، حيث اشجار النخيل الباسقات تتناثر في مزارع متراصة على ضفاف الوادي، ومنها ترتفع أصوات محركات إخراج الماء محدثة صدى في الجبال المقابلة لتقطع وحشة الصحراء وتقول للمقبل:
اٍن الانسان هنا لم يبرح ارضه ونخله وماشيته، انها الصورة التي قد لا تتكرر ولا توجد إلا في ذاكرة المدن والقرى، التي حافظت على طابعها القديم.
هنا الغاط التي تركها شاعرها الحطيئة قبل اكثر من 14 قرناً لتبدو هي نفسها عندما كان لغط السيل يحدث دوياً في عرصات الوادي وقيعانه ليجرف الأحجار واوراق الاشجار التي تساقطت وسط الوادي المطلة عليه ومعها حملت المياه بعر الآرام التي كانت ترتع في السهل المقابل، لتأتي إلى هذه العرصات وتستظل بها وتجد طعامها ثم تخرج مخلفاتها في هذه العرصات، وتتحول الصورة فجأة إلى مشهد آخر عندما تنطلق براحلتك إلى "الغاط الجديدة"
حيث تستقبلك المدينة بحلة جديدة وجميلة، بعد أن هجر سكانها منازلهم الطينية فوق سفوح الجبال ليقيموا مدينة حديثة ذات شوارع فسيحة ومضاءة ومشجرة ومبان في غاية البساطة والجمال، وتتحلق حولها جبال طويق كمعصم في يد امرأة جميلة وامامها تمتد رمال النفود بكثبانها الحمراء ومزارع القمح والنخيل على طول صحراء الحمادة، وعلى بعد 20 كيلومترا شرقاً من خشم العرنية الذي يبدو مثل تمثال "ابو الهول" ويطل على فضاء المدينة الواسع توجد بئر الشاعر المخضرم جرول بن أوس المعروف باسم الحطيئة وهي بئر تصارع من اجل أن تحتفظ بقطرة ماء عندما يسيل وادي مرخ الذي احتضنت ضفافه الشاعر وعائلته، لكن ايدي العابثين افقدت البئر معالمها بعد أن تعرضت لعملية دفن متعمدة وأصبحت مكاناً لجمع النفايات وهي اهانة بحق شاعر اشتهر بشعره القصصي وبهجائه المقذع لنفسه ولأمة وللناس وقادته إلى السجن، اضافة إلى مدائحه التي جعلت الملوك يقبلون على الزواج من بنات قبيلة كانت تحمل اسم "انف الناقة وهي قبيلة من بني تميم " فرفع الشاعر الحطيئة قدرهم عندما وصم الآخرين من القبائل الاخرى بالأذناب وأنهم هم الارفع مقاماً.
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قوم هم الأنف والاذناب غيرهم = ومن يسوى بأنف الناقة الذنب [/poem]
ولعل ما يستوقف المقبل إلى الغاط (230 كيلو متراً شمال الرياض) وهو يستخدم الطريق السريع الذي يربط العاصمة السعودية بمنطقة القصيم أو إلى الزلفي ثم إلى الكويت ومنه إلى معظم مناطق المملكة .
لعل ما يستوقفه هي دلة القهوة التي نصُبت في السهل الجبلي الذي يطل على المدينة وبالقرب منه نصب ايضاً ابريق الشاي بألوانه الخضراء الزاهية، وهي رمز للكرم والضيافه ومناداه للضيف المسافر والعابر لكي يقبل ويأخذ له فنجال وعلوم رجال .
وينحدر الطريق من المرتفع وتظهر المدينة بشوارعها الجميلة ومبانيها الحديثة ومزارعها التي تمتد على طول صحراء الحمادة وسط كثبان النفوذ ذات الرمال الحمراء التي تسر العابرين وتجبر البعض منهم على ايقاف مركباتهم ليغوص في الرمال، وعندما ينحرف الزائر بسيارته أثناء نزوله من " طلعة الغاط " فاٍنه سيمتع ناظريه برؤية المدينة عن قرب وأول ما يواجه الزائر منشأت نادي الحماده
الذي سجل حضوراً لافتاً في دوري الدرجة الاولى في السعودية قبل سنوات وكاد أن يصعد إلى مصاف الاندية الممتازة، واشتهر بنشاطاته المتعددة اجتماعياً وثقافياً وعلى بعد امتار يستوقفك مبنى طيني حديث ذو طابع معماري لافت انه احد المراكز الثقافية الحديثة في السعودية الذي يضم مكتبة الرحمانية التي أمر بإنشائها عبد الرحمن بن احمد السديري على أرض مزرعة موقوفة لوالديه.
وليس ببعيد عنه يوجد معهد الغاط العلمي الذي خرج اجيالاً من ابناء الغاط اصبح لهم شأن في المجتمع من مسؤولين وسفراء وقضاة ومعلمين وصحافيين وكتاب.
وعندما تسير عبر الطريق جنوباً تستوقفك لوحة كتب عليها طريق "أبا الصلابيخ" حيث تنتشر على جنباته مزارع حديثة تسقى بأجهزة الري المحورية، واذا واصل السالك للطريق الذي يخترق المدينة باتجاه الجنوب فإن أول ما يشاهده الزائر البلدة القديمة حيث قصر الامارة الشامخ بمبانيه الطينية وشرفاته وسواريه ومسجد العوسجه القديم، والمباني التي بنيت في منحدرات الجبال وامامها الوادي ومجاري السيول ومزارع النخيل ذات المساحات المحدودة.
ثم ينجرف الطريق يميناً ليمر بالزويليه حيث كثيب رملي كان مرتعاً لطفولة السكان، وبئر القيعانية التي اشتهرت بحلو مائها، وعلى بعد امتار من الطريق يقبع خزان المياه القديم الذي كان يغذي القرية منذ عقود وعندما تسير متجهاً صوب الجنوب فإن الصورة تتغير لتفاجأ بوجود قرية تحدها الجبال من جهة الغرب ومزارع النخيل من جهة الشرق انها قرية الوسيعه التي حافظت على طابعها القديم وارتبطت مع سكانها بقصة عشق لن تنتهي .
ويقول محافظ الغاط عبد الله بن ناصر السديري وهو شاب قاد المحافظة إلى مستوى كبير من التطور خلال أشهر، أن قصة التحول في الغاط من قرية وادعة وسط جبال طويق إلى مدينة عصرية يمثل انموذجاً للتحول الذي طرأ على المجتمع السعودي ككل فالقرية التي كانت منازلها وشوارعها تضاء بالفوانيس والسرج وسكانها يوقدون النار داخل منازلهم من الحطب والجريد والخوص ويذهبون إلى الرياض لتصوير ابنائهم قبل دخولهم إلى المدرسة في محلات التصوير بالعاصمة لعدم وجود استديو للتصوير في قريتهم ولا يعرفون من وسائل الاتصال سوى الرسائل التي تسلم لمتعهد النقل من الرياض إلى الغاط وبالعكس، اصبحت الان مدينة عصرية.
فالاطباق الفضائية تنتشر في سطوح اغلب منازلهم والمطابخ داخل المنازل توقد بالكهرباء والمكرويف والشباب الذين كانوا يقرأون مجلة العربي واليقظة بعد صدورها بأشهر أصبحوا يلتقطون المعارف عبر الكومبيوتر والإنترنت بل ان مثل هذه الخدمة متوفرة في المنازل وفي المكتبة الجديدة بالمجان.
ويشير السديري إلى ان الامير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز ال سعود وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء امر اثناء زيارته للمحافظة الأخيره بانشاء مستشفى تخصصي في الغاط
حيث يتطلع الاهالي إلى انجاز هذا المشروع الذي يخدم محافظة الغاط والمدن والمحافظات القريبة نظراً لما سيحققه وجود هذا المستشفى من ايجابيات والمتمثلة في علاج الامراض المستعصية واجراء البحوث الخاصة بالامراض وخصوصاً أمراض الكبد التي انتشرت في المنطقة بسبب وجود البلهارسيا رغم الجهود التي بذلت للقضاء عليها، وكما ان محافظة الغاط تتفرد بوجود أول لجنة في السعودية للحفاظ على البيئة وتنميتها وساهمت في الحفاظ على الغطاء النباتي في المحافظة وتشجير آلاف من اشجار الطلح والسدر، وانشاء محمية خلف سد الغاط.
كما يتطلع الاهالي إلى البدء في اقامة المركز الحضاري الذي يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين وتبرع به الامير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز يحتوي على صالات للمحاضرات ومسرح ومكتبة مكيفه وأماكن استقبال وقاعات مختلفة.
ويقود السديري توجهاً لتطوير المحافظة من خلال تعاون جميع القطاعات الحكومية والاهلية ومن خلال الاعمال التطوعية، ولعل ابرز هذه الجهود اعتماد مخطط جديد للمدينة يحتوي على 1000 قطعة أرض وتوجيه الاهالي إلى البناء عليها سواء عن طريق القروض التي يمنحها صندوق التنمية العقاري أو عن طريق البناء الذاتي.