تعقيباً على قينان الغامدي
من الواجب الأخذ بقول الرسول حتى لو تعارض مع جميع الفلكيين
في المقال الذي كتبه الأخ قينان الغامدي بصحيفة الوطن العدد 2205 يوم الجمعة 21 رمضان 1427هـ تحت عنوان "هشام وتقريع العبيكان" نقاط تستحق المناقشة وعدم تركها تمر دون مناقشة ليس دفاعاً عن الشيخ هشام بن عبدالملك آل الشيخ كما فعل الأخ قينان مع الشيخ عبدالمحسن العبيكان فهما ليسا بحاجة إلى من يقف معهما ففيهما الخير والبركة إن شاء الله وإنما غيرة وجزعاً للحق فأقول مستعيناً بالله:
أولاً: قال الأخ قينان" إن علماء الفلك أيها الأخ العزيز يقدمون معلومات موثقة علمياً ويعترف بها العالم كله ولا يقولون رأياً من حقك أو من حقي أن نختلف معه ونجادلهم حوله".
وأقول للأخ قينان وللقارئ الكريم إذا تعارض عندنا نحن المسلمين قول الرسول عليه الصلاة والسلام وقول جميع الفلكيين فهل نأخذ بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ونترك قول الفلكيين أم نأخذ بقول الفلكيين ونترك قول الرسول صلى الله عليه وسلم؟ الأكيد أننا إن كنا مؤمنين حقاً فسنأخذ بقول الرسول صلى الله عليه وسلم وإلا فإن الإيمان ينتفي عنا قال تعالى: ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) ويقول الله تعالى ( من يطع الرسول فقد أطاع الله) ويقول ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) والرسول عليه الصلاة والسلام أمرنا بأن نصوم لرؤية الهلال فقط ( صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا شعبان ثلاثين يوماً) وهو لا ينطق عن الهوى ويعلم بعلم الله أنه سيكون هناك علم فلك متطور ومع هذا فقد قال صوموا لرؤيته وهذا من يسر الدين وسماحته فلماذا التشدد؟
ولماذا نترك قول الرسول صلى الله عليه وسلم ونأخذ بقول الفلكيين ونحن لسنا متعبدين بقولهم بل متعبدون بقوله عليه الصلاة والسلام ونهيه.
ثانياً: قال الأخ قينان إن الشيخ عبدالمحسن العبيكان اعتمد على علم هؤلاء العلماء الفلكيين الذين نحترمهم ونقدرهم واعتمد على قرارات وأوامر رسمية عليا تحتم الاعتماد على علم هؤلاء الفلكيين. وأقول للأخ قينان الأخ هشام وكل المؤمنين بما يقوله الله ورسوله وعلى رأسهم حكومتنا الرشيدة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وفقه الله لكل خير اعتمدوا على الشهود عملاً بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم وتركوا قول الفلكيين فلماذا هذا التجاهل؟ ألم يصدر بدخول شهر رمضان لهذا العام والأعوام السابقة بيان من الديوان الملكي بدخول شهر رمضان إذاً من الذي يشكك ومن الذي يتجاهل أمر ولي الأمر المتمشي مع المقتضى الشرعي؟.
ثالثاً: قال الأخ قينان: "أفدنا يا أخ هشام على ماذا اعتمدت وأنت تطلب من الملك إيقاف التشويش"
وأنا أخبر الأخ قينان ليس نيابة عن الأخ هشام ولكن من منطلق شرعي فما دام أننا متعبدون بالرؤية الشرعية فقط وهو ما عملت به حكومتنا الرشيدة فإن الواجب فعلا الأخذ على من يشكك المسلمين بعباداتهم كائناً من كان. يقول أبو هريرة رضي الله عنه غاضباً من مقولة سمعها ( أقول قال رسول الله وتقولون قال أبوبكر وعمر) أظن الإجابة كافية.
رابعاً: قال الأخ قينان "الآن أسألك هل ما زلت تظن ـ مجرد ظن ـ أن المتابعين والمهتمين ليسوا على يقين أن صيام يوم السبت كان خطأ؟"
أقول للأخ قينان اتق الله في نفسك ودع المكابرة والعناد واحترم قرارات ولي الأمر التي تنادي باحترامها وهو الصواب وهو من أمر باعتبار يوم السبت الأول من رمضان استجابة للأحاديث الكثيرة منها ما أشرت إليه سابقا ومنها "فإن شهد شاهدان فصوموا وافطروا" وفي عامنا هذا شهد ستة أو أكثر، وحتى لو فرضنا جدلا وجود خطأ ما فإن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول "الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون".
خامسا: قال الأخ قينان ـ وليته لم يقل فإنها مقولة كبيرة ـ ثم أيهما أحق بالاتباع من يرفع راية العلم أو من يرفع راية العرف والتقليد؟.
وفي هذا القول خطر عظيم غفر الله لنا ولقائله، فهل اتباع أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم "صوموا لرؤيته وافطروا لرويته" يسمى عرفا وتقليداً يقدم عليه قول الفلكيين؟
استغفر يا أخ قينان فإنها غلطة كبيرة ولا تحقرن الكلمة فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لمعاذ "وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم" فكيف إذا كانت بمثل هذه المقولة الخطيرة؟.
سادسا: قال الأخ قينان هل المتوخى من متخصص مثلك يحترم علماء الفلك ويقدرهم أن يحترم ويقدر من يقول عودوا إلى الحق أم من يقول استمروا على الخطأ؟ هداك الله يا أخ قينان، هل العمل بقول الرسول هو الخطأ والعمل بقول الفلكيين المعارض لقول الرسول هو الصواب؟ استغفر لذنبك.
سابعا: وقال الأخ قينان: وإذا كان ما قاله الشيخ العبيكان تشكيكا فماذا تسمي شهادة من شهد أنه رأى الهلال وهو غير موجود أصلا، سبحان الله ستة شهود يشهدون إنهم رأوا الهلال ويأخذ بقولهم مجلس القضاء الأعلى ويأخذ بقولهم الديوان الملكي فيصدر بيانه بثبوت دخول شهر رمضان يوم الجمعة ليلة السبت ويأتي الأخ قينان ويقول إن الهلال غير موجود أصلا؟
أليس مجلس القضاء هو من يتولى إثبات دخول وخروج الشهور وهو من يصادق على الأحكام الشرعية بالقصاص والحدود والديوان الملكي يعتمد تصديقه، إذا فإن الثقة في صكوكهم ـ والحال هذه ـ مشكوك فيها ومعناه أن هناك أنفسا بريئة أزهقت هل هناك تشكيك أكبر من هذا.
إن بلادنا بلاد إسلام وحكومتنا اختارت الإسلام دينا ودستور حياة، وليس أمامنا كمواطنين ومقيمين على تراب هذه الأرض الطاهرة إلا أن يسعنا ما وسع قادتنا وأن نسمع ونطيع لما أمروا به وهم من أمرنا بالصيام يوم السبت وإلا كنا عاصين لله ولرسوله ولولاة الأمر ولا حول ولا قوة إلا بالله.
عبدالله بن عبدالرحمن المنيع
عضو هيئة كبار العلماء
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-10-15/readers.htm
=======================
جزى الله الشيخ عبدالله خيراً
ولكم من ( المكيظم ) تحية عطرة .