العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الإسلامي °¨

¨° الإسلامي °¨ جميع ما يتعلق بالشريعة علماً و فكراً و منهجاً . قضايا معاصرة - أحكام - فتاوى - نصائح - بحوث شرعية - مقالات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-11-2006, 04:11 PM   #1
عضو متميز
 
تم شكره :  شكر 54 فى 39 موضوع
محمدالفاتح is an unknown quantity at this pointمحمدالفاتح is an unknown quantity at this point

 

إسماعيل هنية ( أبو العبد ) .. صحابى فى عصر الخلف

::












إسماعيل هنية ( أبو العبد ) .. صحابى فى عصر الخلف

أعلنها للجميع مررا وتكررا: لن نعترف بإسرائيل ولا أوسلو ولن نترك الحكومة .. فرد عليه حاسدوه وخصومه: أنك من طلاّب السلطة وستقود بقية فلسطين إلي الهلاك والموت قتلا وجوعا ، فردت عليهم أم اثنين من الشهداء في رسالة صارمة إلي هنية تحذره " إياك يا أبا العبد أن تتنازل إياك أن تتنازل " ، وتلح عليه: لا ترحل فيجيبها: سأتنازل فقط عن حقي في رئاسة الوزارة ، ولكن ليس في حقكم في استمرار الحكومة التي اخترتموها لتحمي بدورها حقوق فلسطين أرضاً وشعباً ومستقبلا .


هل هناك أبلغ في شهادات البشر من شهادة عدو في حق عدوه الذي يعتبره المهدد الأكبر لوجوده ؟
فوسط كل موجات الهجوم العاتية التي تضرب في مصداقية وشعبية رئيس الوزراء الفلسطيني الذي يكاد يكون الزعيم العربي الوحيد المنتخب انتخابا حرا والذي تتساقط علي رأسه الاتهامات والتحبيطات مدرارا من جانب حاسديه وراهبيه من اغلب حكام وساسة العالم ، ووسط شماتتهم فيه بعد موافقته علي تشكيل حكومة جديدة لا يكون هو رئيسها ، بشرهم الكاتب الصحفي "الاسرائيلي" افي زخروف في مقالة نشرتها صحيفة "هآرتس" بأن كيدهم سيعود لنحرهم ، عندما أكد علي المحبة الجارفة التي ما زال يكنها الفلسطينيون لأبي العبد رغم كل ما يكابدونه من عناء الجوع والحصار والعذاب حين قال: "ان الذين رفضوا اسماعيل هنية رئيسا للوزراء عليهم ان يتقبلوه قريبا كرئيس للسلطة الفلسطينية ، فمنشاهده أثناء مؤتمره الصحفي الأخير في غزة ولاحظ النكات والبسمات التي أرسلها في كل اتجاه عند استقبال الصحفيين له لدرجة وصلت حد تبادل القبل ، يدرك تماما أنه لا يقف أمام رئيس وزراء يعاني مرارة الفشل ويقف على بعد خطوات من تقديم استقالته ، وإنما أمام رجل واثق يتمتع بشعبية كبيرة جدا ".

ولما لا ؟! وهنية هو الزعيم السياسي العربي الذي خرج علي المألوف من حكام العرب المعاصرين المتعلقين في أرجل كراسيهم ، عندما أعلن أنه " إذا كان ثمن رفع الحصار عن شعب فلسطين هو تنحيتي عن رئاسة الوزراء فساتنحي ؛ لأننا لسنا من طلاب المناصب". وهو الموقف الذي لم يسبقه في إعلانه عن صدق إلا اثنان هما جمال عبد الناصر بعدما فوجئ بنكسة 1967 وتحمل مسئوليتها الكاملة أمام شعبه فأعلن التنحي ، و الرئيس السوداني الأسبق سوار الذهب الذي وعد الشعب السوداني بالتنحي بعد فترة سنة من حكمه ليترك له المجال في أن يختار رئيسه.
النموذج الصحابي للزعيم

أبو العبد أحيا في نفوس وفي صفوف العرب المتحجرة والمتيبسة منذ عقود صورة الحاكم العربي المسلم التي لم نرها منذ عصور الإسلام الزاهرة ، فإن كنا رأينا هذه صورة الزعيم الروحي المجاهد ممثلة في عشرات الشخصيات المعاصرة مثل المجاهد الليببي عمر المختار أو الفلسطيني أحمد ياسين أو المصري الشيخ حافظ سلامة أو غيرهم علي امتداد أرجاء الوطن الإسلامي كله ، فإننا لم نر هذه الصورة وهي تحتفظ ببريقها ونقائها وصاحبها يتحول إلي زعيم علي كرسي الحكم ليستحق عن جدارة لقب الإمام العادل الذي ورد في الحديث النبوي الشريف أنه من ضمن سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ، وفي هذا يقول الكاتب الفلسطيني الدكتور فراس مجاهد في أحد مقالاته مخاطبا هنية :

"عظيم أنت دولة الرئيس فالقادة يتنحون في لحظات فشلهم ولكنك تنحيت وأنت في قمة النجاح المنقطع النظير وفي كل الأصعدة ، فان محياك وصورتك البهية بنور الله وأنت تعتلي منابر رسول الله خطيبا سياسيا مفوها أعادت لذاكرتنا صورا جميلة لصحابة رسول الله الصامدين المجاهدين التي رسمناها في مخيلتنا عندما ذكرتهم كتب التواريخ ومشاهير الأعلام خلفاء وقادة وزعماء ينطلقون من بيوت الله ، بعد أن عودتنا كراسي الحكم العربية على زعماء وقادة لا تشعر ولو للحظة واحدة بأنك منهم وهم جزء منك ، إلا عندما ظهرت أنت دولة الرئيس ".

هذا الإمام العادل الذي جسد النموذج الإسلامي الحاكم القديم عندما بدأ عهده بالإعلان عن أن هذه الحكومة ليست حكومة حركة حماس بل حكومة الشعب الفلسطيني كله . وتوالت خلال الشهور الماضية من حكمه علامات الحكم الإسلامي الرشيد ومنها :

بشر شعبه بإنهاء عصر الفساد الذي ورث تركته الثقيلة عن الحكومات السابقة فأعلن التقشف الحكومي لصالح تلبية كل احتياجات الشعب بدون حاجة للاستدانة من أحد ، وبدأ أول إجراءاته من جيبه هو عندما أعلن انه سيعمل على تقليص راتبه من 4000 آلاف دولار الى 1500 دولار، وحتي هذه الـ 1500 دولار لم يتسلمها هنية مثله مثل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني الذي قطعت رواتبه بسبب الحصار الدولي منذ أكثر من ثمانية أشهر !

أعلن تخفيض الكثير من النفقات التي كانت تذهب لجيوب الوزراء تحت بنود مزورة كالعلاج علي نفقة الدولة وبدلات السفر والوجاهة الاجتماعية ، لم يشتر لوزير في حكومته الجديدة ولا سيارة واحدة ، لم يقترض شيكلا واحدا من بنك فلسطيني طوال مدة الحصار ، وجه كل مليم تحصل عليه حكومته في تقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني ، حتي أن وزرائه وهو معهم كانوا آخر من يتسلم نصيبهم من السلف التي كانوا يوفرونها بجهد جهيد للموظفين وسط الحصار الخانق، كافح في الحفاظ علي الوحدة الوطنية بالتعالي عن الشتائم والسباب الموجه ضد حكومته من خصومها في الداخل واختار أن يرد عليها بالحسني برعاية حوارات فلسطينية - فلسطينية ما زالت مستمرة ليكون (رجل المطافيء) للحرائق المفتعلة من خصومه ، ساهم في التوصل إلى تفاهمٍ داخلي على وثيقة الوفاق الوطني للحفاظ على صورة هذه الحكومة نقيةً طاهرةً كطهارة فلسطين وكنقاء شعب فلسطين في الداخل والخارج ، حرص علي توثيق العلاقات الفلسطينية مع الوطن الإسلامي علي أسس ربطه بالقضية الأم عبر جولات وزير الخارجية محمود الزهار في إطار جهد ذاتي لإعادة القضية التائهة إلي موقعها الطبيعي .

وفي النهاية الموافقة بكل شموخ علي التضحية ببعض مكاسب الحكومة لصالح تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها فتح وغيرها ، ولا يكون فيها هنية رئيسا للوزراء إذا كان مقابل هذا هو فك الحصار عن الشعب الفلسطيني ، مع اشتراطه ألا تعترف هذه الحكومة الجديدة بـ " إسرائيل " أو تتنازل عن اختيارات الشعب الفلسطيني.
ليس من فراغ

إن هذه الصفات الإيمانية وسمات الشخصية القوية المثابرة علي مبادئها لا تأتي صدفة أو من الفراغ أو بالتمني ، فمنذ مولده في عام 1963 في أحد أكثر المخيمات الفلسطينية فقراً وبؤساً وهو مخيم الشاطئ في قطاع غزة ، والذي ما زال يقطنه مع أولاده الأحد عشر بكل شظف العيش فيه حتي وهو رئيس وزراء :ذاق مرارة التشرد و تبعات سرقة الوطن في كل ما عناه من حرمان نتيجة حياة اللجوء التي يحياها مع آلاف من مواطنيه في المخيم ، وهو يري حوله وأمامه جنود الاحتلال يتمرغون في نعيم وخيرات أرضه ووطنه ، ولا يتعاملون مع أصحاب الحق في كل هذا إلا بكل غرور وصلف بل وبالرصاص والدماء والتعذيب .


وذاق مرارة الفقر وهو يتابع دراسته في مدارس المفوضية العليا لشئون اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة " الأونروا "، ودراسته الثانوية في المعهد الأزهري ، وسط صحبة صالحة عرَّفته على مبادئ جماعة الإخوان المسلمين لينتمي إليها ويصبح أحد مؤسسي حركة حماس المنبثقة عنها. حتي تخرج من كلية التربية بالجامعة الإسلامية بغزة لتظهر فيها وبوضوح مواهبه القيادية المتفوقة وسط أريج العمل الإسلامي المميز للجامعة داخل " الكتلة الإسلامية " ، حتي تولى منصب رئيس مجلس طلبة الجامعة الإسلامية ، وبعد تخرجه عمل معيداً في الجامعة الإسلامية ليصل به قطار التفوق أيضا ليصبح لاحقا وفي عام 1993 ولم يتعد عمره الثلاثين عاما عميدا للجامعة.


وذاق مرارة الاعتقال والتعذيب حين اعتقل عدة مرات كان من بينها مرة استمرت لمدة ثلاث سنوات .وذاق مرارة النفي القسري من الوطن حين أبعدته " إسرائيل " و العالم كله يتفرج ، مع العشرات من قيادات الحركة منهم الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي إلى مرج الزهور في جنوب لبنان ؛ حيث استمر إبعاده لمدة عام.


وذاق طعم الموت بحركة الغدر حين تعرض لأكثر من محاولة اغتيال أشهرها محاولة اغتياله مع الشيخ الشهيد أحمد ياسين عام 2003 . و بمناسبة ذكر الشيخ ياسين فقد جاوره هنية والتصق به مساعدا ومتعلما حين واتته الفرصة الذهبية لكي يكون مديرا لمكتب الشيخ بعد الإفراج عن الأخير من سجون الاعتقال "الإسرائيلية ".


وكما أن الطريق إلي كرسي رئاسة الوزارة - الذي لم يكن هدفاً - لم يكن معبداً بورود التنازلات ورياحين الاستسلام النتنة، فكذلك كان مشوار هنية وكل حركة حماس ، بل وكل مؤيدييها من الشعب الفلسطيني الذي دفع ثمن اختياره الحر للحركة غاليا من دمه وقوته ، لم يكن هذا المشوار في فترة الحكم التي لم تتجاوز العام بعد يتمتع بأي من مظاهر الحكم والرئاسة ورفاهيتها ، بل كان وعراً بتحديات لم تواجه حكومة أخري لها مثيلا عبر تاريخ البشرية كلها .


بدأت هذه التحديات فور نجاح حركة حماس باكتساح في الانتخابات التشريعية يناير 2006 برفض أغلب حكومات العالم عربية كانت أو إسلامية أو دولية الاعتراف بالحكومة المنبثقة عن هذا الفوز حتي أن اسماعيل هنية كرئيس للوزراء لم توجه له دعوة واحدة لزيارة أي دولة في العالم إلا دولة قطر،ولم تخط قدميه خارج غزة حتي هذه اللحظة ( ! )ولم تكُف هذه الحكومات شرها كما كفت خيرها عن الشعب الفلسطيني بقطع المعونات ، بل إنها عقدت اتفاقاً معلناً شفهياً وعلي الملء أن هذه المعونات لن تعود للشعب الفلسطيني إلا بخيارين إما اعتراف الحكومة بعدوها الصهيوني ، و ما يدعيه من حق في الأرض المحتلة أو بإسقاط هذه الحكومة وتشكيل حكومة أخري تكون بعيدة كل البعد عن هذا الإزعاج الذي تسببه حماس ومبادئها العقائدية والتاريخية والوطنية لرؤسات الحكومات التي تصف نفسها بـ "الحرة " .


وعندما رفضت الحكومة ومن ورائها الشعب هذا التخيير الظالم ، تمادت هذه الحكومات فحرمت الشعب الفلسطيني حتي من أموال الضرائب وواردات المعابر بين المدن الفلسطينية والتي يشرف عليها الاحتلال " الإسرائيلي " ، والتي كان يعول عليها هنية عندما هددوه في البداية بقطع المعونات فرد بأن الحكومة ستتبع سياسة تقشف وستكفي أموال المعابر في سد احتياجات كثيرة ، فقطعوا عنه هذا المورد الوطني الوحيد .


وبعد أن هبت الشعوب الإسلامية لجمع ملايين الدولارات من جيوبها لإرسالها لأشقائهم في فلسطين ؛ لتعويضهم عن المعونات الدولية المقطوعة والأموال الداخلية المنهوبة ، مارست هذه الحكومات ضغوطها علي البنوك الدولية وحتي العربية منها لترفض تحويل هذه الأموال للحكومة الفلسطينية ، ولما تحايل عدد من مسئولي الحكومة مثل سامي أبو زهري علي هذا الأمر بإدخال الأموال المرسلة من شعب مصر مثلا بنفسه وفي حقيبته ، تم القبض عليه عند معبر رفح ومصادرة ما معه بزعم أن هذا الأمر تم بشكل غير " شرعي " !


هكذا يكون قطع الماء والنور عن هذه الحكومة وعن هذا الشعب كما يقول المثل المصري ، وما زال مسلسل الحصار مستمرا حتي أصبح عدد من الفلسطينيين يبحثون عن قوت يومهم في أكوام القمامة كما شهد بذلك عدد من الصحفيين الأجانب بأم أعينهم .


بل وقام بعض قادة حركة فتح بتسيير بعض تابعيهم أو من قطَّع الجوع أمعائهم وصرخات ابنائهم قلوبهم ولم يبق فيهم قدرة علي التحمل في مظاهرات تطالب الحكومة بأن تكون " ساحرة " تحرك عصاها فتأتي الأموال من الهواء ، حتي وصل الأمر إلي تنظيم اضرابات في قطاعات هامة من الخدمات كالتعليم والصحة بزعم الاحتجاج علي قطع الرواتب ، وتحميل الحكومة مسئولية صرخات الجوعي والثكالي لأنها رفضت الاعتراف بالعدو ، ويتجاهلون أن الحكومة فعلت كل ما بوسعها لإغاثة هذا الشعب بدءا من تخفيض رواتب الوزراء والمسئولين وحتي أنه قيل ان هنية يتناول الفول المدمس ولا يرغب في الأطعمة المعتادة من أجل مشاركة شعبه معاناتهم. وتجاهل أيضا هؤلاء " المسيريين " أن من يحاصرهم هو الحكومات الدولية واغلب الحكومات العربية ومناصروها في الداخل الفلسطيني وخاصة بعض عناصر فتح الساعين لاستعادة السلطة .


رجل المطافئ الشامخ


ورغم كل هذه الاتهامات التي وجهت لحكومته وتحميلها المسئولية التزم الشيخ الصابر الهدوء في الرد علي هذه الاتهامات لكي يظل ( رجل المطافئ ) لإفشال أي بادرة لحرب اهلية ، وفي نفس الوقت ظل شامخا ومؤكدا بعزيمة لم تفتر أو تلين علي أنه لن يعترف هو أو حكومته بـ "إسرائيل" وهي العبارة التي كررها هنية في جمع حاشد في مخيم اليرموك ، ورغم وهنه الشديد واعيائه صائحا بأعلي صوته وسط جوعه وألمه وحصاره : " لن نعترف بإسرائيل ، لن نعترف بإسرائيل ، لن نعترف بإسرائيل " ولن نتنازل عن الثوابت حتي لو أسقطوا الحكومة وحتي لو متنا جوعا .


وفي مناسبة سابقة لهذا الحشد قال "سنأكل الزعتر والملح والزيتون ولن نطأطئ الهامات إلا لله رب العالمين ولن نهون ولن نتراجع.."

ومن جانبها سعت السلطة الفلسطينية متمثلة في فريق محمود عباس وكما يقول المصريون إلي " تطفيش " هذه الحكومة بسحب بعض صلاحياتها الأساسية خاصة في مجال ادارة الميزانية وقطاع الأمن ، وكأنها استكثرت عليها صلاحيات الحكومة الكاملة ، وهو ما لم يقبله هنية الذي رد عليهم في خطبة طويلة ألقاها أمام الآلاف من الجموع التي استعدت للتظاهر احتجاجا على الحصار ، قائلا بصوت هادر والغضب باد على وجهه :


"نحن حريصون على مصالح شعبنا ومع تكامل البرامج ونحن كذلك نلتزم بما قال عمر بن الخطاب (رض) لست بالخب ولا الخب يخدعني .. أنا مش طرطور ولا الوزراء ولا الحكومة هذا شعب اختار حكومته وعلى الجميع أن يحترم إرادة الشعب ، نحن حكومة ولدت من رحم المقاومة ، ولدت على ايقاع الدماء.. ولم تأت على ظهر دبابة ولم نأت وفق تحالفات امريكية اسرائيلية بل من أجل إرادة الشعب".

وهنا عالجته العناصر الفاسدة في حركة فتح بافتعال أزمات مع عناصر الأمن في حركة حماس لتتطور إلي منازعات بين عدد من الأفراد علي مدي عدة أيام اسقطت نحو عشرين قتيلا وعددا من الجرحي لتخرج بعض الأقلام المتشوقة إلي انهاء وجود حماس لتكيل لها التهم بأنها بموقفها هذا من الشروط الدولية للاستمرار في الحكم ستتسبب في أول حرب أهلية فلسطينية مقابل أن تظل في الحكم .


وأعلنتها " إسرائيل " صراحة وبمخالفة لكل المواثيق والعرف الدولي بأنها تستهدف تصفية رئيس الوزراء الفلسطيني ورغم ذلك لم يغادر هنية بيته المتواضع في مخيم الشاطئ الذي ولد فيه ويتحصن في أي مبني من مباني الرئاسة أو الحكم .


وزاد الاحتلال بأن أقدم علي سابقة لم يفعلها أي محتل قبله في التاريخ عندما تجرأ علي اعتقال عشرات من أعضاء الحكومة المنتخبة سواء مسئولين أو نواب في المجلس التشريعي ( البرلمان ) بمن فيهم رئيس المجلس نفسه عزيز الدويك لعرقلة الحكومة عن أداء عملها بعد أن فشل الحصار الاقتصادي في إحداث هذه العرقلة .


وبعد أن فشل كل ما سبق في إثناء الحكومة أو الشعب عن خياره الحر والتزاماته أمام ربه وأمام الأمة الإسلامية جمعاء ، طاش عقل الاحتلال الأرعن ليطيح بأذرعه السامة و السوداء في المدنيين الغافلين بالقتل والاعتقال حتي وصل به الأمر لقصف عائلة بكاملها في منزل وهي نائمة ليلا في بيت حانون ليوقع 20 شهيدا دفعة واحدة .


ولكن ، ومن باب " يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " طالب يوسي بيلين رئيس حركة "ميرتس" " الإسرائيلية "، جيش الاحتلال بوقف عملياته العسكرية في قطاع غزه فورا ، مؤكدا أن هذه العملية أعطت دعما إضافيا إلى إسماعيل هنية، بل وستعمل علي إصرار فصائل المقاومة علي استئناف العمليات الفدائية في العمق " الإسرائيلي " لما تسببه من زيادة الشعور بالكراهية تجاه الاحتلال .

لماذا لم تتنازل ؟!


رغم ما سبق ، وما قد يلحق، إلا أن الشيخ اسماعيل هنية ورفاقه المجاهدين ما زالوا يستندون في مشوارهم الوعر علي تجربة الرسول صلي الله عليه وآله وسلم وصحبه وأهله في حصارهم المرير الذي ظل ثلاث سنوات كاملة في شِعب أبي طالب في مكة المكرمة حتي وصل بهم الأمر إلي أكل خشاش الأرض والحيوانات الميتة ، ولكنهم أبدا لم يهنوا ولم يستسلموا أو يتراجعوا ، فلم يكن من الله تعالي إلا أن منَّ عليهم بالنصر والفتح المبين وانفك الحصار بسبب لم يخطر علي بال كافر ولا مؤمن تمثل في " أرطة " أي حشرة الأرض التي أكلت صحيفة المقاطعة .


وفي نفس الوقت فإن تمسك حكومة حماس برئاسة هنية بمواقفها او استمرارها في الحكم لا يعني أنها ستكف عن السعي لإيجاد أي مخرج حتي ولو كان فيه بعض التضحية ، ولكنها وكما يقول هنية تضحية " في إطار المتغيرات وليس في إطار الثوابت " فهي وإن مانعت في ان تتخلي عن أمانة الحكم التي حمَّلها لها الشعب حتي لا يعود الأمر إلي يد من جر البلد إلي هاوية التنازلات والفساد واتفاقيات الاستستلام السابقة ، إلا أنها وافقت علي تعديل هيكلي في تشكيل الحكومة لنزع فتيل الأزمة بضم عدد من أعضاء حركة فتح وغيرها علي أن يظل النصيب الأكبر بيد حماس لحفظ حقها في هذه الحكومة لحين انتهاء فترة الحكم بعد ثلاث سنوات .



ورغم كل الضغوط إلا أنها استطاعت أيضا في هذا الموقف العصيب أن تفرض شروطها من موقف القوي الذي يقبل ، بكل شموخ ، بأن يشاركه " المهزوم " في بعض ما في يده من باب الحفاظ علي وحدة الشعب مع احتفاظها بحقها في فرض شروط هذه المشاركة والتي منها أن تتولي شخصية مرشحة من حماس مهمة تشكيل الحكومة الجديدة ، وألا يعين أي شخص جديد عليه شبه فساد ، وألا تعترف بـ"إسرائيل"ورفع الحصار الاقتصادي قبل تشكيل الحكومة .


كان باستطاعة هنية أن يمد يده للاحتلال وللعالم أجمع، كان بإمكانه أن يقدم تنازلات كما قدمها كثيرون قبله، كان بإمكانه أن يختار التسوية مع الاحتلال؛ لتهلل له القوي العظمي ومعها أغلب حكام الدول العربية المشاركين في فرض الحصار عمدا عليه وعلي شعبه ، وكان سيجد مبرره الواضح والقوي فيقول مثلا ": فعلت هذا من أجل إطعام الشعب الفلسطيني ، أو لم أجد مخرجا آخر ؛ فحتي الإخوة العرب والمسلمين تآمروا علينا. ولكنه لم يفعلها لأنه لم يعش حياته لاجئا بلا اختيار ثم مبعدا و معتقلا وجائعا ومشردا ومهددا في حياته باختياره لكي يرفع مبررات الاستسلام للناس لكي يعذروه أو لكي تأتي به انتخابات في علم الغيب إلي كرسي رئاسة الوزارة ، بل لأن هدفه أعلي وأسمي وأبقي وهو الهدف الذي كان يردده شيخه ومعلمه الشهيد أحمد ياسين ( هدفنا هو إرضاء الله تعالي ) وإرضاء الله تعالي لا يكون أبدا بالتخلي عن أرض فلسطين والمقدسات الإسلامية االتي وعد بإرجاعها لعباده الصابرين المجاهدين أمثال هنية والرنتيسي والقسام والياسين وغيرهم .

هذا الصمود الاستثنائي شهد عليه الصحفي البريطاني باتريك كوكبورن عندما لم يستطع إخفاء دهشته لفشل جميع الضغوط والأساليب في دفع الفلسطينيين برئاسة هنية إلى الرضوخ، رغم أنه شاهد بعينيه الكثيرين وهم يبحثون عن لقمة في حاويات القمامة بغزة. وهذا الصمود هو الذي جعل الصحفيين والمراقبين يرفعون قبعاتهم تحية لأهل غزة والضفة الذين فاقت معاناتهم معاناة أهل جنوب إفريقيا قبل انهيار النظام العنصري فيها، والذين لم يقتنع العالم بعد، أنهم يعيشون ظروفاً مأساوية أصعب بكثير مما يعيشه لبنان رغم التدمير الهائل الذي أوقعه الاحتلال الإسرائيلي ببناه التحتية وقراه الجنوبية .
سلاما لك أبا العبد

وعلي لسان الكاتب الفلسطيني ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة أنباء "معا " في مقاله الشهير ( اسماعيل هنية : الرجل المناسب في المكان المناسب في العالم غير المناسب ) نهدي لأبي العبد هذه الكلمات التي يعجز اللسان عن الجود بمثلها حين يقول:

لا يجرؤ فلسطيني أو عربي على القول أن السيد إسماعيل هنية قائداً غير مناسب لرئاسة الوزراء ، فهو رجل طاهر القلب أبيض الكف عفيف اللسان ، دافىء السريرة، لم يتورط في الفساد ولم يتلوث بإتفاقيات سرية هنا أو هناك . وبكل وضوح إن فلسطين تخسر رجلاً مثل إسماعيل هنية، كان بإمكانه أن يقود الوزارة إلى شواطىء أفضل بكثير مما نعتقد .

هنيــة ، الرجل المتقشف إبن مخيم الشاطىء، مناضل فلسطيني حمل روحه على كفِّه، وعاش سنوات بين الحياة والموت تحت مراقبة الطيران الإسرائيلي، وهو من الذين حملوا الهم العام وبذل الغالي والنفيس لأجل مبادئه التي آمن بها .

ومع ذلك، أنا سعيد أنه سيترك رئاسة الوزراء، ليس لأنه غير مناسب، أو لأن المكان غير مناسب، أو أنه جاء في وقت غير مناسب، بل لأن العالم الرأسمالي الإستعماري لا يناسب رجلاً مثله .

وإستناداً الى هذا الفهم، ومع الإحترام لكل شخص سيأتي بعد إسماعيل هنية، أرى أن من واجبنا أن نرفع قبعاتنا إحتراماً لإسماعيل هنية وأن نعترف له بأننا نحبه ولكننا لا نريده الآن، لأننا لا نستطيع (كسلطة) أن نقف في وجه العالم والعالم العربي ، وان نعترف صراحة دون ورب اننا صرخنا حين عضَ الجوع اطفالنا ، واننا تخلّينا عنه حين حاصرت الدبابات مرضانا وطلابنا وتجارنا ، واننا لم نتمكن من نصرته وهو خيارنا ، كما لم نتمكن من حمل مروان البرغوثي وهو الان في زنزانته .

فأعذرنا يا أبا العبد، وسامحنا بقلبك الكبير واغفر لنا ، ولا تغضب علينا، نحن نحبك ونحتاجك ونريدك، ولكننا نسحب الكرسي من تحتك، لأننا ضعفاء ، لاننا شعب صغير محاصر ، ولأنك أقوى مما نحتمل ، سامحنا ، سامحنا.

ويقول له الكاتب الدكتور فراس مجاهد :

سلام لك يا أبا العبد من قلب كل فلسطيني غيور فلقد تحملت في هذه الفترة العصيبة الحساسة من تاريخ شعبنا ما لم تستطع الجبال الشم أن تتحمله ولم نكافئك ماديا ولو بقرش واحد فلقد تنازلت عن منصبك الذي تستحق ولم تحصل على راتبك الذي تبرعت به لذوي الشهداء وبقيت صامدا في مخيمك الذي سيبقى معتزا بك أبدا ولا أقول لك إلا قول الله تعالى " لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم " صدق الله العظيم.

وأخيرا أقول لك " لن ننسى عزيز قوم عز " عكس ما قد يقال وسيبقى موقعك في قلوبنا وذاكرتنا ودروس تاريخنا التي سنذكرها لأجيالنا القادمة عندما يذكر اسم إسماعيل هنية ، وأيضا ستكون على رأس حكومة شعبنا في أي ظرف يسنح لشعبنا فيه فرصة تكوين حكومته باريحية مع قناعتي بأنك أصبحت بموقفك هذا اكبر من مجرد رئيس حكومة.

===================

شبكة الأخبار العربية محيط - بقلم افتكار البندارى


















نافذة مصر www.egyptwindow.net
صوت الحق و القوة والحرية
PHP-Nuke Copyright © 2004 by Francisco Burzi. This is free software, and you may redistribute it under the GPL. PHP-Nuke comes with absolutely no warranty, for details, see the license.
انشاء الصفحة: 0.12 ثانية

محمدالفاتح غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-11-2006, 04:45 PM   #2
عضو مجلس الإدارة
 
الصورة الرمزية عبدالله الفـارس
 
تم شكره :  شكر 5090 فى 2284 موضوع
عبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضو

 

رد: إسماعيل هنية ( أبو العبد ) .. صحابى فى عصر الخلف


الله يوفقه ويحفظه من كل شر يارب ..

محمد الفاتح .. شكرا ً

التوقيع
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
عبدالله الفـارس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-11-2006, 06:45 PM   #3
عضو متميز
 
تم شكره :  شكر 4 فى 4 موضوع
راعي الجميلة is on a distinguished road

 

رد: إسماعيل هنية ( أبو العبد ) .. صحابى فى عصر الخلف

السلام عليكم



اللهم ارفع عنهم ما هم فيه

وثبت الرجال المخلصين من امثال هنيه

التوقيع
لوللشتا رحمه رحم عاري الناس ............ولو للوفا سلطه قتل خاينينه

ولو للشجر قدره على حامل الفاس.........ما كان تلقى بالبشر قاطعينه

دمتم سالمين

راعي الجميلة

ــــــــــــــــــــ كل عام وانتم الى الله اقرب ــــــــــــــــــــــــ
راعي الجميلة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-11-2006, 04:24 PM   #4
عضو متميز
 
تم شكره :  شكر 54 فى 39 موضوع
محمدالفاتح is an unknown quantity at this pointمحمدالفاتح is an unknown quantity at this point

 

رد: إسماعيل هنية ( أبو العبد ) .. صحابى فى عصر الخلف

جزاكم اللة خير
مشكورين على المرور
تقبل الله
منا ومنكم
صيام شهر رمضان
اللهم اجعل قبرنا روضة من رياض الجنه ولا تجعلها حفره من حفر النيران
اللهم اتم نعمتك علينا وارزقنا شكرك وحسن عبادتك
اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلالـ وجهكـ وعظيم سلطانكـ
اللهم يا مقلب القلوب
ثبت قلوبنا على دينك

محمدالفاتح غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:26 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه