العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الإسلامي °¨

¨° الإسلامي °¨ جميع ما يتعلق بالشريعة علماً و فكراً و منهجاً . قضايا معاصرة - أحكام - فتاوى - نصائح - بحوث شرعية - مقالات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-12-2006, 07:23 PM   #1
عضو متميز
 
تم شكره :  شكر 54 فى 39 موضوع
محمدالفاتح is an unknown quantity at this pointمحمدالفاتح is an unknown quantity at this point

 

الشهيد أحمد جود الله و قصة اغتياله

الشهيد أحمد جود الله و قصة اغتياله

عندما تمر في أحياء نابلس الحبيبة .. و ترى بعينيك آثار الدمار بعد المعركة .. تدرك بأنك تعيش في ميدان من ميادين الشهادة .. و تشتم من هناك عبير الجنان الذي ينبع من أغلب بيوت هذه المدينة .. مدينة الشهداء .. فهل يا ترى بيت خلا من هذه المحن ؟؟
و لكنها في الحقيقة ليست محن .. بل هي كرامات من الله .. الذي كرمنا و كرم أسرنا بزينة الشهداء و نحن هنا لسنا بمعرض الحديث عن كرامات الشهداء .. فهم أكرم منا جميعاً ..
بعد هذه البداية القصيرة أود أن نمر على ذكرى شهيد عرفته نابلس حق المعرفة .. إنه أخي الشهيد المجاهد أحمد جود الله الذي قاد الكفاح المسلح ضد الاحتلال في نابلس لأكثر من عام .. فعاش فيها مطارَداً و مطارِداً .. عاش يلاحق الموت .. و يزرع في صفوف الغاصبين ألوان العذاب .. و يضرب لإخوانه المجاهدين أروع الأمثلة في الجهاد و القتال ضد الاحتلال ..
أحمد كان إنساناً أصر على أن يذوق مرار المطاردة و التشريد في وقت عزت فيه المآوي .. و قد مثل بمعاناته معانات شعب و أمة عانت و لا زالت تعاني تحت

ضير الاحتلال .. و لكنه مثل أيضاً صمود شعبٍ و كرامة أمة .. قاتلت حتى الرمق الأخير و ستبقى تقاتل حفاظاً على كرامتها و عزتها و لتعيد مجدها بين الأمم ..
لا زلت أذكر تلك الأيام التي كان يحياها أخي في المدينة عندما كنت أذهب إليه يومياً لألقاه و تقول لي أمي الشهيدة : محمد .. لا تذهب كثيراً لرؤية أخيك حتى لا يشتبهوا بأنك تساعده .. فقلت لها يا أماه : أحمد اليوم بيننا و لا ندري أين يكون غداً .. فكل يوم أراه به هو ذلك المكسب الحقيقي من هذا الوجه المنير .. أذكر ذلك اليوم جيداً عندما حاولت القدوم إلى مكان عملي في مكتبنا و كانت دبابات الاحتلال تحاصر عمارة بجانب المكتب و تحاصر منطقة المكتب حيث لم نتمكن يومها من الدوام في 30/9/2002 ، قررت التسلل إلى داخل البلدة القديمة للاطمئنان على أخي و بحثت عنه حتى دلني بعض رفاقه على مكان تواجده ، و قالوا لي أنه لم ينم طوال الليل حيث كان يهاجم الجيش برشاشه و قنابله اليدوية و أنه قد ذهب للتو للاستراحة .. فذهبت ليرفض من في البيت أن أوقظه و كانت الساعة الثامنة و النصف صباحاً و قالوا أنه لم ينم بعد نصف ساعة .. كان سلاحه متدلياً على سريره و هاتفه النقال قرب رأسه .. و أنا أنظر إليه و أرى النور يشع من وجهه و أتأمل به و قلبي يتقطع حرقة عليه .. و إذا به ينتفض انتفاضة المرعوب .. فقلت له : اسم الله عليك .. ما بك ؟ فقال : أرأيت جوالي ؟؟ لقد حلمت أنه ينفجر و أن موجته الانفجارية تتوقف قرب رأسي .. فقلت له: أحمد .. أنت تودعنا .. و قبلته و تركته ينم و كنت أدرك أنه على موعد مع الرحيل .. و كانت نومته نومة ملاك متدلي.. تشعرك بالجمال بالرقة و القوة معاً .. تشعر بالحرقة و الفخر معاً .. إنه على طريق الشهادة .. ينام احمد دقائق وجواله يرن و إذا به أحد زملائه يخبره بتواجد إحدى الفرائس .. و يهم الأسد و يحمل سلاحه راكضاً .. و أناديه .. أحمد .. أحمد .. اشتقت لك أريد أن أكلمك .. فيرد ليس وقتك الآن .. يمر النهار و يأتي أول الليل و نحن نسكن في غربي المدينة على مفرق زواتا و نرى سيارات عسكرية و سيارات إسعاف عسكرية تتجه نحو البلد مسرعة .. أَتًّصِل مع أحمد .. و أسمع صوته يلهث فقلت له ماذا حدث فقال لي غداً أخبرك و ستعلم أني بطل .. و بعدها أتى الخبر العاجل الذي يفيد بمقتل جنديين و إصابة أربعة على مدخل عمارة برصاص مسلح فلسطيني لاذ بالفرار .. و قام الجيش بإطلاق قذائفه اتجاه أحمد الذي حماه الله و دمر الجيش عمارة سكنية بالصواريخ و القذائف انتقاماً من العملية فكان البطل لوحده قد ترجل من بين العمارات المحاصرة ليصطادهم بسلاحه البسيط تاركهم غارقين في دمائهم منتقماً للشهداء من قبله و سائراً على درب الحرية و بعيداً عن قصصه الجهادية ننتقل إلى قصة اغتياله
كان الوداع الأخير في منزل الشهيد أحمد جود الله ، جلس أحمد و علاء و أيمن (رفاقه) في المنزل ، أحمد يخاطب أمه : أمي أشكو إليك علاء أنا أنام بعد الفجر و هو يكون نائماً في بيته و يأتي الساعة السابعة صباحاً و يزعجني ولم أنم سوى سويعات قليلة !! أمي الشهيدة المجاهدة التي كانت دائماً سنداً للمطاردين و عوناً لهم بجهدها و دعائها لهم تقول لعلاء من يحب صديقه يدعه يرتاح .. و ومن ضمن الحديث يقول أحمد أمي أنا لم آكل منذ ظهر أمس " كان الوقت بعد الظهر" .. فهمت أمه بتحضير الطعام له فرد علاء و قال لقد أخذنا الرجل من محله "يقصد أيمن الحناوي" و علينا إعادته بسرعة فإذا كان لا بد من الطعام فحضري له بيضتين .. فرد أحمد إذا كان الطعام بيض فلا أريد أن آكل و صفي الأمر أن قامت أمي بتحضير الشاي و الكعك و أكلوا و اتجهوا في سيارة أحمد المازدا إلى منطقة رأس العين مسرعين .. و يروي الشهيد أيمن الحناوي قبل استشهاده ما حدث منذ انطلاقهم من المنزل حيث كان هو سائق السيارة يقول "لست أدري لماذا كنت مسرعاً قدت السيارة بسرعة 140كم/ساعة و كأننا مستعجلين للشهادة ، في الطريق يتحدثون عن الشهادة فيقول علاء انه يتمنى أن يستشهد الآن و لا يبقى من جسده شيء و يرد أحمد أما أنا فلا فلست مستعجلاً لم أنل منهم بعد كفايتي أما أنا فقلت لماذا يا أحمد هل من أحد لا يحب أن يستشهد الآن !!و نصل إلى باب المحل الخاص بي فنرى رجلاً في المحل بالإضافة للصبي الذي يعمل عندي ، فيطلب مني احمد و قد كان جالساً في الخلف ممتطياً بندقية M16 كما فعل كل واحد منا أن أتقدم بضعة أمتار إلى الأمام حتى لا ألفت الأنظار أني أنزل من سيارة مطلوبين وفعلت ما طلب ، فأتى لي الصبي من شباك السيارة و قال لي أن الرجل ينتظر منذ فترة طويلة فقلت له انتظر دعني أودع المسافرين ، لست أدري لم قلت هذه الكلمة و كأني كنت أعلم أني لن أراهم بعد الآن .. و خلال تخطيطنا لعملية جديدة أفاجأ بشخص يتقدم من الأمام بشكل مريب و على رأسه كسكيت فأسأل أحمد هل هذا الشخص من جماعتك؟ و ينفي أحمد وأخرج أنا رجلي من باب السيارة قرب الواد حيث لا متسع إلا لشخص واحد ليمشي بين السيارة و الواد و كان وضع السيارة معاكساً للسير ويصل الرجل المشبوه قرب السيارة و يرفع علي قطعة سلاح صغيرة و غريبة تشبه المسدس لم أعهد مثلها من قبل ، للوهلة الأولى اعتقدت أنه يمازحني ثم أمسكني من قميصي و كأنه يريد اعتقالي فأدركت الموقف و بادرته بدفعه بباب السيارة و قفزت في الواد حيث بدأ إطلاق نار عنيف و سمعت صوت صراخ الشهيد علاء " أما شهادة الناس فلم تتعارض مع شهادة الشهيد أيمن بل أضافوا إليها أن رجلين آخرين قدما من خلف السيارة و باشرا بإطلاق النار على أحمد و علاء من الخلف و قدمت سيارة سوبارو مسرعة أطلق من فيها النار على السيارة من الأمام .. استشهد علاء على الفور بعد إصابته عدة عيارات نارية في الوجه أما أحمد فقد أصيب عدة إصابات تمكن خلالها من إصابة أحد أفراد وحدة دوفدفان الخاصة في رقبته وشوهد ملقى على الأرض .. أحمد لم يستشهد .. و كأنها كانت رغبته حتى يقتل منهم المزيد ..تأتي ثلاثة دوريات عسكرية و سيارة إسعاف صهيونية و ينتشلوا جريحهم ويغطوا انسحاب القوة الغادرة . و يجتمع الناس و ينتشلوا علاء أولاً و يأخذوا الأسلحة و ينتبهوا أن احمد لا زال على قيد الحياة و يطلبوا الإسعاف هاتفين أحمد على قيد الحياة .. فتعود من بعيد دورية صهيونية تطلق النار اتجاه الناس و تبعد الناس عن السيارة و يترجل جندي غادر إلى السيارة و يوجه مسدسه اتجاه أحمد و يصيبه ثلاثة رصاصات عن بعد سنتمترات في القلب و في الصدر عن يمين و يسار القلب "الرئتين" و يصاب بما مجموعه 8 رصاصات و عاد مستشهداً مبتسماً و كأنه زف إلى الحور العين و هكذا يأبى جثمانه الطاهر أن يجلس في الثلاجات .. تراه ممدداً و كأنه نائم قرب عروسه الجميلة .. البسمة تعلوا وجنتيه و غمضة عينه بريئة .. و العرس حوله عرس الشهادة .. أحمد استشهد .. تبكي الفتيات و تزغرد الأمهات .. و تزغرد البنادق .. قسماً سنثأر .. قسماً سنثأر يا أحمد .. أحمد قائد العمليات .. مفجر العبوات.. قناص الجنود .. أسد الجبال .. أحمد معشوق الجماهير .. محبوب الناس و حبيب الله ..
و تمر مراسم زفة العريس إلى روضته حيث يشارك عشرات الآلاف في التشييع نساء و رجالاُ يودعون القائد الحبيب أحمد و رفيق دربه علاء و كانت أكبر الأعراس بعد الاجتياح .. مئات المسلحين تعهدوا بالثأر .. انطلق رصاصهم مدوياً عهداً يا أحمد .. عهداً يا علاء .. إنا إنشاء الله لمنتقمون .. و ويسجى الشهيدين في روضة واحدة .. و رفرفت أرواحهم في نابلس و تأبى أمي إلا أن تلحقه بجريمة اغتيال جبانة نفذها الاحتلال بحقها و حق أيمن الحناوي الذي لم يكتب له أن يرحل مع أحمد و لكنه رحل مع أم أحمد و أسر أخي عبد الله الذي رأى أمه تقتل برصاص المروحيات و مئات الجنود الذين نصبوا لهم الكمين أمام عينيه .. و تبقى مسيرة الشهداء مستمرة .

محمدالفاتح غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2006, 11:31 PM   #2
عضو مجلس الإدارة
 
الصورة الرمزية عبدالله الفـارس
 
تم شكره :  شكر 5090 فى 2284 موضوع
عبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضو

 

رد: الشهيد أحمد جود الله و قصة اغتياله

نسأل الله ان يتقبله في عداد الشهدااء ..

اسماعيل ..جزيت خيرا ً

التوقيع
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
عبدالله الفـارس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-12-2006, 12:31 AM   #3
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية زهرة
 
تم شكره :  شكر 124 فى 85 موضوع
زهرة is a jewel in the roughزهرة is a jewel in the roughزهرة is a jewel in the roughزهرة is a jewel in the roughزهرة is a jewel in the rough

 

رد: الشهيد أحمد جود الله و قصة اغتياله

نسأل الله تعالى أن يبلغة منزلة الشهداء

لك الشكر أخ محمد

التوقيع
لكم التحية
زهرة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-12-2006, 12:44 AM   #4
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية ســــامـــيـه
 
تم شكره :  شكر 7 فى 7 موضوع
ســــامـــيـه is on a distinguished road

 

رد: الشهيد أحمد جود الله و قصة اغتياله

السلام عليكم,,

و نسأل الله تعالى أن يبلغة منزلة الشهداء

جزاك الرحمن خير اخوي محمد الفاتح

التوقيع


.

.
ســــامـــيـه غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-03-2007, 08:41 PM   #5
عضو متميز
 
تم شكره :  شكر 54 فى 39 موضوع
محمدالفاتح is an unknown quantity at this pointمحمدالفاتح is an unknown quantity at this point

 

رد: الشهيد أحمد جود الله و قصة اغتياله

حياكم الله

جزاكم اللة خير
مشكرين على المرور

تقبل الله
منا ومنكم
صيام شهر رمضان
من تعار من الليل فقال حين يستيقظ //
لاإله إلا الله وحده لاشريك له . له الملك وله الحمد ، وهو على كل شئ قدير . سبحان الله لاإله إلا الله والله " أكبر ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ثم دعا رب اغفر لي .
غُفر له " قال الوليد : أو قال " دعا استجيب له . فإن قام وتوضأ ثم صلى قبلت صلاته
" الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره

اللهم اجعل قبرنا روضة من رياض الجنه ولا تجعلها حفره من حفر النيران
اللهم اتم نعمتك علينا وارزقنا شكرك وحسن عبادتك
اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلالـ وجهكـ وعظيم سلطانكـ
اللهم يا مقلب القلوب
ثبت قلوبنا على دينك
اللهم اختم لنا بالصالحات
اللهم صلى على سيدنا محمد صلاة تنجينا بها من العذاب
اللهم صلى على سيدنا محمد صلاة تفتح لنا بها الأبــواب
اللهم صلى على سيدنا محمد صلاة نقهر بها الصعـــــاب
قال صلى الله عليه وسلم

//فضل الصلاة على النبي قال صلى الله عليه وسلم
( من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً )


وقال صلى الله عليه وسلم ( لا تجعلوا قبري عيداً وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم )


قال صلى الله عليه وسلدم
( البخيل من ذُكرتُ عنده فلم يصل عليّ )

محمدالفاتح غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:33 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه