العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الإسلامي °¨

¨° الإسلامي °¨ جميع ما يتعلق بالشريعة علماً و فكراً و منهجاً . قضايا معاصرة - أحكام - فتاوى - نصائح - بحوث شرعية - مقالات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-12-2006, 08:46 PM   #1
عضو نشيط
 
تم شكره :  شكر 14 فى 11 موضوع
اسماعيل المصرى is on a distinguished road

 

المسلمة الأمريكية سارة بوكر تكتب: رحلتي إلى النقاب

المسلمة الأمريكية سارة بوكر تكتب: رحلتي إلى النقاب

أنا فتاة أمريكية ولدت لأسرة أمريكية متوسطة في إحدى الولايات الريفية في الغربِ الأمريكي الجميل، كأي فتاةٍ أخرى لطالما داعبتني أحلام الحياة المثيرة في صخبِ المدن الأمريكية العملاقة.. حلمٌ انتظرت حتى سن التاسعة عشرة لأبدأ تحقيقه.



لكم كنتُ سعيدةً عندما نجحتُ بتحقيقِ حلمي في الانتقال إلى فلوريدا، ومن ثَمَّ إلى قبلةِ المشاهير والأثرياء في حي ساوث بيتش بمدينة ميامي.. كغيري من الفتياتِ الطموحاتِ ركزتُ كلَّ اهتمامي على مظهري حيث انحصر كل اعتقادي بأنَّ قيمتي تقتصر على جمالي.. واظبتُ على نظامٍ صارمٍ من تدريباتِ القوة واللياقة لتنميةِ رشاقة تُضفي المزيدَ من الرونقِ على جاذبيتي حتى حصلتُ على شهادةٍ متخصصةٍ لتدريبِ الفتياتِ الحريصاتِ على الحصول على المزيدِ من الجمال والرشاقة.



انتقلتُ إلى شقةٍ فاخرةٍ مطلة على منظر المحيط الخلاب.. واظبتُ على ارتيادِ الشواطئ والاستمتاع بنظراتِ الإعجابِ وعباراتِ الإطراء التي طالما دغدغت مسامعي.. أخيرًا نجحتُ أن أحيا الحلم الذي طالما راودني بالحياة المرموقة.



مضت سنواتٌ لأكتشفَ بعدها أنَّ شعوري بالرضا عن نفسي وسعادتي أخذا في بالانحدار كلما ازدادَ تقدمي بمقياس الجاذبية والجمال.. أدركتُ بعد سنواتٍ أنني أصبحتُ أسيرةً للموضة وغدوتُ رهينةً لمظهري.



عندما أخذت الفجوة بالاتساع بين سعادتي وبين بريقِ حياتي لجأتُ إلى الهروبِ من الواقع بتعاطي الخمور وارتيادِ الحفلات تارةً والتأمل واسكتشاف الديانات والمعتقدات السائدة تارةً أخرى ومساعدة الآخرين والدفاع عن المستضعفين تارةً ثالثة، ولكن سرعان ما اتسعت هذه الفجوة لتبدو واديًا سحيق الأعماق.. بعد كثيرٍ من التأمل تولدت لدي قناعة بأنَّ ملاذي لم يكن سوى مسكنًا للألم وليس علاجًا.



بحلول الحادي عشر من سبتمبر وما تلاها من ردود فعل لفت انتباهي ذلك الهجوم العارم على كل ما هو مسلم والإعلان الشهير باستئناف "الحرب الصليبية الجديدة".. لأول مرة في حياتي لفت انتباهي شيء يُسمَّى إسلام، حتى تلك اللحظة كل ما عرفته عن الإسلام كان لا يتعدى احتجاب النساء بأغطية تُشبه الخيام واضطهاد الرجال للنساء وكثرة "الحريم" وعالم يعج بالتخلف والإرهاب.



كامرأة متحمسة للدفاع عن المرأةِ وحقوقها وكناشطةٍ مثاليةٍ تُدافع عن العدالة للجميع وبعد سعي حثيثٍ لشهور عديدة تصادف أن التقيتَ بناشطٍ أمريكي معروف بتصدره في حملاتِ الإصلاحِ وتحقيق العدالة للجميع وتصديه لحملات الكراهية والحملة ضد الإسلام.. انضممتُ للعمل في بعض حملات هذا الناشط والتي شملت وقتها إصلاح الانتخابات والحقوق المدنية وقضايا تتعلق بالعدالة الاجتماعية.



تحولت حياتي كناشطةٍ تحولاً جذريًّا، بدلاً من دفاعي عن حقوقِ البعض أو فئةٍ من الفئاتِ تعلمتُ أن مفاهيم العدالة والحرية والاحترام هي مفاهيم لا تقتصر على فئةٍ من البشرِ بعينها أو كائن من الكائنات.. تعلمت أنَّ مصلحةَ الفرد هي جزء مكمل لمصلحةِ الجماعة.. لأول مرة أدركتُ معنى "أنَّ جميعَ البشر خُلقوا متساوين".. الأهم من ذلك كله أني ولأول مرة أيقنتُ أنَّ الإيمان هو الطريق الوحيد لإدراك وحدة الكون وتساوي الخلق.



ذات يوم عثرتُ على كتابٍ يسود لدى الكثيرِ من الأمريكيين عنه انطباعات بالغة في السلبية وهو القرآن.. في البداية وحين بدأتُ تصفحه لفت انتباهي أسلوبه البين البالغ الوضوح ثم ثار إعجابي ببلاغته بتبيانِ حقيقةِ الخلق والوجود وملك نفسي بتفصيله لعلاقة الخالق بالمخلوق.
وجدتُ في القرآن خطابًا مباشرًا للقلبِ والروح دون وسيط أو الحاجة لكاهن.



هنا أستيقظتُ على حقيقةِ ما يجري.. سعادتي والرضا العميق الذي شعرتُ بهما من خلال دوري وعملي مع هذا الناشطِ لم يكن إلا نتيجة تطبيقي فعليًّا لرسالةِ الإسلام وتجربتي في الحياةِ عمليًّا كمسلمةٍ على الرغم من مجرَّد عدم تفكيري حتى تلك اللحظة باعتناق الإسلام.



دفعني فضولي الجديد لاقتناء رداءٍ جميلٍ طويلٍ وغطاءٍ للرأس يُشبه زي نساء مسلمات رأيتُ صورهن في إحدى المجلاتِ وتجولتُ بردائي الجديدِ في نفس الأحياء والطرقات التي كنتُ حتى الأمس أختالُ فيها مرتديةً إما البكيني أو الأردية الكاشفة أو سترات العمل الأنيقة.



على الرغم من أنَّ المارةَ والوجوه وواجهة المحلات والأرصفة كلها بدت تمامًا كما تعودتُ رؤيتها، شيء ما كان مختلفًا كل الاختلاف، ذلك هو أنا.



لأول مرةٍ في حياتي شعرتُ بالوقارِ كامرأة، أحسستُ بأنَّ أغلالي كأسيرةٍ لإعجابِ الناس قد تحطمت، شعرتُ بالفرحةِ العارمةِ لرؤيتي نظرات الحيرة والاستغراب في وجوهِ الناس، وقد حلت محل نظراتِ الصائد يترقب فريسته.. فجأةً أحسستُ بالجبالِ قد أُزيحت عن كاهلي.. لم أعد مجبرةً أن أقضي الساعاتِ الطوال مشغولة بالتسوق والمكياج وتصفيف الشعر وتمارين الرشاقة.. أخيرًا وبعد طول عناء نلتُ حريتي.



من بين كل البلاد وجدتُ إسلامي في قلب الحي الذي غالبًا ما يُوصف "أكثر بقاع الأرض إباحية وانحلالاً" مما أضفى على شعوري بإيماني الجديد المزيد من الإجلال والإكبار.



على الرغم من سعادتي بارتداءِ الحجابِ شعرتُ بالفضول تجاه النقاب عند رؤيتي لبعض المسلمات يرتدينه.. ذات مرة سألتُ زوجي المسلم، والذي كنتُ قد تزوجته بعد إسلامي بشهور، إن كان يجب عليَّ ارتداء النقاب أم الاكتفاء بالحجاب الذي كنتُ أرتديه.. أجاب زوجي بأنه، على حدِّ علمه، هناك إجماع بين علماءِ المسلمين على فرضيةِ الحجاب في حين لا يوجد ذلك الإجماع على فرضيةِ النقاب.. كان حجابي، في ذلك الوقت يتكون من عباءة تغطي سائر بدني من العنق حتى أسفل القدم وغطاء يستر كل رأسي عدا مقدمة الوجه.



بعد مرور حوالي سنة ونصف أخبرتُ زوجي برغبتي في ارتداءِ النقاب.. أما سبب قراري بارتداء النقاب فقد كان إحساسي برغبتي في التقربِ إلى الله وزيادة في شعوري بالاطمئنان في ازدياد حشمتي.. لقيتُ من زوجي كل دعم حيث اصطحبني لشراءِ إسدال وهو رداء من الرأس حتى القدم ونقاب يغطي سائر رأسي وشعري ما عدا فتحة العينين.



سرعان ما أخذت الأنباء تتوالى عن تصريحاتٍ لسياسيين ورجال الفاتيكان وليبراليين وما يُسمَّى بمدافعين عن حقوقِ الإنسان والحريات كلهم أجمعوا على إدانةِ الحجاب في بعض الأحيان والنقاب في أحيانٍ أخرى بدعوى أنهما يعيقان التواصل الاجتماعي حتى بلغ الأمر مؤخرًا بأحد المسئولين المصريين بأن يصف الحجاب بأنه "ردة إلى الوراء".



في خضم هذا الهجوم المجحف على مظاهر عفة المسلمة إني لأجد هذه الحملة تعبيرًا صريحًا عن النفاق، خصوصًا في الوقتِ الذي تتسابق فيه الحكومات الغربية وأدعياء حقوق الإنسان في الدفاع عن حقوقِ المرأة وحريتها في ظلِّ الأنظمة التي تُروِّج لمظاهر معينة من العفةِ في حين يتجاهل هؤلاء "المقاتلون من أجل الحرية" عندما تُسلب المرأة من حقوقها في العمل والتعليم وغيرها من الحقوق لا لشيء إلا لإصرارها على حقِّها في اختيار ارتداءِ الحجاب أو النقاب.. إنه من المذهل حقًّا أن تُواجه المنقبات والمحجبات وبشكلٍ متزايدٍ الحرمانَ من العمل والتعليم ليس فقط في ظل نظم شمولية كتونس والمغرب ومصر بل أيضًا في عددٍ متزايدٍ مما يُسمَّى الديمقراطيات الغربية كفرنسا وهولندا وبريطانيا.



اليوم أنا ما زلتُ ناشطة لحقوق المرأة، ولكنني ناشطة مسلمة، تدعو سائر نساء المسلمين للاضطلاع بواجباتهن لتوفير كل الدعم لأزواجهن وإعانتهم على دينهم.. أن يُحسنَّ تربية أبنائهن كمسلمين ملتزمين حتى يكونوا أشعة هداية ومنارات خير لسائر الإنسانية مرةً أخرى لنصرةِ الحق أي حق ولدحر الباطل أي باطل، ليقلن حقًّا وليعلو صوتهن ضد كل خطيئة.



ليتمسكن بثباتٍ بحقِّهن في ارتداء النقاب أو الحجاب وليتقربن إلى خالقهن بأي القرباتِ يبتغين، ولعله بنفس القدر من الأهميةِ أن يبلغن تجربتهن الشخصية في الطمأنينة التي جلبها عليهن حجابهن لأخواتهن من النساء اللاتي قد يُكنَّ حُرمن من لذةِ هذه الطاعة أو فهم ما يعنيه الحجاب والنقاب لمَن تختار أن ترتديه، وسبب حبنا الشديد وتمسكنا بهذه الطاعة.



غالبية النساء المرتديات للنقاب اللاتي أعرفهن هُنَّ من نساءِ الغرب.. بعض الأخوات المنقبات عزباوات، أما البعض الآخر فلا يجدن كامل الدعم من أسرهن أو بيئتهن، ولكن ما يجمعنا كلنا على ارتداءِ النقاب أنه كان خيار بمحض إرادة كل منا وأنَّ كل منا يجمع على رفضٍ قاطعٍ لأي إنكارٍ لحقنا في ارتدائه.



شئنا أم أبينا فإنَّ نساء عالمنا اليوم يعشن في خضمِ محيطاتٍ من الإعلام تُروج أزياء تكشف أكثر مما تستر في كل وسائل الإعلام وفي كل مكان في هذا العالم.. وأنا كامرأةٍ، غير مسلمة سابقًا، أصرُّ على حقِّ جميع نساء الأرض أن يتعرَّفن على الحجاب وأن يعرفن فضائله تمامًا كما لا يستشرن عندما تُروَّج لهنَّ الإباحية.. لنساء الأرض، جميعهن، الحق كل الحق أن يعرفن مدى السعادة والطمأنينة التي يضفيها الحجاب على حياةِ النساء المحجبات كما أضفاها على حياتي.



بالأمس كان البكيني رمز تحرري في حين أنه لم يحررني سوى من حيائي وعفتي، من روحانيتي وقيمتي كمجرد شخص جدير بالاحترام.. واليوم حجابي هو عنوان حريتي لعلي أصلح في هذا الكون بعض ما أفسدتُ بغير قصدٍ مني.



لم أفرح قط كفرحتي بهجري للبكيني وبريق حياة "التحرر" في ساوث بيتش لأنعم بحياةٍ ملؤها الأمن والوقار مع خالقي ولأن أحظى بنعمةِ العبودية له كسائر خلقه.. ولنفس السبب أرتدي اليوم نقابي وأعاهد خالقي أن أموت دون حقِّي في عبادته على الوجه الذي يُرضيه عني.



النقاب اليوم هو عين حرية المرأة لتعرف مَن هي، ما غايتها، وماهية العلاقة التي ترتضيها مع خالقها.



لكل النساء اللاتي استسسلمن لحملاتِ التشهير بالحجاب والطعن بفضائله أقول: ليس لديكن أدنى فكرة عما تفتقدنه.



أما أنتم أيها المخربون أعداء الحضارة، يا مَن تسميتم بالصليبيين الجدد، فليس لدي ما أقول سوى: فلتعلنوا الحرب.

------------
* سارة بوكر: ممثلة وعارضة ومتسابقة كمال أجسام وناشطة سابقًا، وهي الآن مديرة قسم الاتصالات في حركة مسيرة العدالة (The March For Justice)، ومؤسسة للشبكة العالمية للأخوات (The Global Sister’s Network)، ومخرجة الفيلم الوثائقي الشهير .(The March Shock & Awe gallery)©

اسماعيل المصرى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-12-2006, 02:46 PM   #2
عضو مجلس الإدارة
 
الصورة الرمزية عبدالله الفـارس
 
تم شكره :  شكر 5090 فى 2284 موضوع
عبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضو

 

رد: المسلمة الأمريكية سارة بوكر تكتب: رحلتي إلى النقاب

ما شاء الله

الله يثبتها يارب

شكرآ اسماعيل المصري ,,

التوقيع
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
عبدالله الفـارس غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:37 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه