[align=center]نبض المداد
تحليل الحرام وتحريم الحلال
أحمد بن محمد الجردان
هي أيام رمضان على وشك الرحيل وها هو الركض على أشده، فكل مدينة وقرية تتنافس مع الآخرى للفوز بأنها الأفضل في احتفالات العيد!!، جميل ذلك التنافس وذلك الركض الذي يدل على وطنية حقيقية جميلة رائعة نحبها وندعو إليها، غير أنني أتحدث هنا عن تلك الاحتفالات من منطلق لزوم طاعة الله فيها، فلا يختلف اثنان أننا للتو قد انتهينا من شهر مبارك صمنا نهاره وقمنا ليلة ومادمنا قد خرجنا من موسم طاعة فليس من الأدب أن نجعل خاتمته معصية لله جل وعلا، ولذا من الأهمية أن تكون تلك الاحتفالات ترضي الله، فمن الشكر أن تشكر المنعم سبحانه ولا تعصيه وهذه الاحتفالات صورة جماعية تترجم في الحقيقة شكرنا لله وهي صورة لطاعتنا له جل وعلا!!.
لن أتحدث عن صور معصية الله التي ربما تحدث في بعض تلك الاحتفالات , فثمة مشاحنة وكلام طويل بين بعض الناس وخصوصاً القائمين على تلك الاحتفالات، فثمة يتلمس من الفتاوى ولو من وكالة (يقولون) ما يروق له، بل ربما من يهون الحرام بحجة أننا في عيد وفي العيد فسحة، نعم نحن في عيد ولاشك أن في العيد فسحة لكنها لا تحلل الحرام ولا تجعل من المنكر معروفا!!، وفي المقابل في تلك الاحتفالات لا نريد من يضيق واسعاً ويحرم الحلال من باب سد الذرائع وهو يحسب أنه يحسن صنعا!!، وما علم أن ذلك عند الله عظيم، فالذي يحرم الحلال لايقل جرمه وإثمه عن الذي يحلل الحرام، ومن الحجج الواهية لمن يحرمون التسلية المباحة وخصوصاً في الأعياد تلك المقولة الشهيرة: كيف لكم أن تظهروا الفرح؟
أينكم من مصائب المسلمين؟، إلى آخر تلك السلسلة السوداوية!!، وإن تعجب فعجب قولهم!!، رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم فرح بالعيد وشجع على الفرح به وهو الذي كان يعيش هموم الأمة بأسرها بل لم يرى صلى الله عليه وسلم إلا متبسماً وهؤلاء السوداويون ينكرون على من فرح الفرح المباح فرحه!!.
المهم في احتفالات العيد هو معرفة الحلال والحرام في تلك الاحتفالات والمرجع في معرفة الحلال والحرام ليس العامة من الناس، بل المرجع والفيصل هم أهل الذكر الذين أمرنا الله تعالى أن نسألهم فقال: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ******، فبالرجوع إلى سماحة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ - حفظه الله - وإخوانه من أهل العلم المعتبرين يعرف القائمون على تلك الاحتفالات ما هو حلال وما هو حرام.
العيد مناسبة جميلة يجب أن لانفسد جمالها بما حرم الله، بل يجب أن نزيد من توهجها وجمالها ورسوخها في الذاكرة بالجديد من صور الفرح المنضبط بالضابط الشرعي، وبذلك نظهر سماحة ديننا ويسره، وتقبل الله من الجميع صيامهم وقيامهم وجعلهم من الفائزين وكل عام والجميع بخير آمين.
ajardan@maaktoob.com
الرابط
http://www.al-jazirah.com/499029/is15d.htm[/align]
05-10-2007, 04:35 PM
العرض العادي
