فطرة أعرابي

[التميمي]

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه وسلم :
أقول أن الناظر إلى كتاب الله العظيم يجد فيه الإعجاز الذي يقف الواحد فيه بعقله حائرا وبإعجاز ربنا متأملا .
أن جوانب الإعجاز في القران الكريم كثيرة منها في اللغة والمنطق والتشبيه ويكون أعجاز في الفلك وغيرها كثير .
لكن ما سوف اذكره شيء يتعلق باللغة . أنا نعلم أن الله يذكر في القران الكريم آيات تتحدث عن القدرة فتختم أن الله قدير ، وكذلك آيات تحدثنا عن علم الله فتختم بأن الله عليم .....
ولا يخفى علينا قصة الأعرابي والأصمعي عندما استشهد الأصمعي بآيه في كتاب الله (( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله غفور رحيم )) .
فرد الأعرابي : أهذه آيه في كتاب الله . قال الأصمعي : نعم .
قال الأعرابي : حاشى الله أن يذكر مثل هذا القول .
قال الأصمعي : أتحفظ كتاب الله .
قال الأعرابي : لا.
فهم القوم بضرب الأعرابي إذا لم يرجع عن قوله .
فقال الأعرابي : نرجع لكتاب الله .
فرجعوا فإذا الآية ((والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم )) .
فقال الأصمعي : كيف عرفت هذا يا أعرابي وأنت لا تحفظ هذه الايه .
فقال الأعرابي : أن هذه الآيه تذكر أن عقاب السارق والسارقة قطع أيديهما وهذا أن دل فإنما يدل على حكمه الله في تقرير هذا العقاب ، وهو العزيز عن قطع أيدي عباده فهذا موطن حكمة وعزة ليست موطن غفران ورحمه . رغم أن الله غفور رحيم.

أن الناظر إلى هذه الآيات يجد إعجاز ربنا جل وعلا :
قال تعالى (( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاه ويحذركم الله نفسه والله بصير بالعباد* قل إن تخفوا ما في أنفسكم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير )) سورة آل عمران .
سؤالنا أين الإعجاز في هذه الآيات :
في هذه الآيات نجد أن الله تكلم عن قضيه الولاء للمؤمنين والبراءة من الكفار .
ثم ذكر في أواخر هذه الآيات أن الله يعلم ما يخفى وما يظهر وما في السماوات والأرض .. ثم كان العجيب للقارئ لهذه الآيات :
ان الله ختمها بأن الله على كل شيء قدير )) سبحانك ربي ما أعلمك .؟
لو كان بلفظ البشر لكانت (( أن الله عليم حكيم أو ما شابهها )) لكن جل الله عن هذا النقص البشري .
لكن ربي هذا علينا كبير .. فعلم من علم من البشر بتوفيق البارئ بعض حكمه الله في هذه الآيات وما خفي كان أعظم .
إذا ما علم منها البشر :
أن خواتم هذه الآيه بأن الله على كل شيء قدير . هي ليست لهذه الآيه بل للآيه التي قبلها . تقو ل كيف ؟
أقول : أن الله أخبرنا بأن الولاء والبراء هي عقيدة . وهي أيضا أمر خفي في الصدور الإ ما كان منها بواح .
فعلى المؤمنين أن يوالوا المؤمنين ويعادوا ويتبروا من الكافرين .. الإ في حاله واحدة إذا ماهي هذه الحالة ؟
أن لا تعاديه في حاله الخشية منه (( يتضح في قوله تقــاة)) تتقي شره.
لكن هل أواليه ؟ لا .
إلى متى أبقى معه في حاله التقاه من شره إلى أبد الدهر؟ لا. إذا إلى متى؟
حتى تعد العدة وتنفي عنك الخشية منه والتقيه منه .
فبعلم الله الواسع العظيم الجليل ، أن من الرؤساء ، ومن له ولاية على المؤمنين قد يحتج بهذه الحجة أمام الناس ، والرعيه .
فقال يا من له ولاية على المؤمنين .. أن الله يحذركم من عمل كهذا ..
ثم أنتقل فقال :
أن الله يعلم ما تخفوه من أمركم وما تبدوه ويعلم ما في السماوات وما في الأرض
وأن الله يوم القيامة (( على كل شيء قدير )) قادر على أن يخرج ما في نفوسكم من أمركم هذا ( أمر الولاء والبراء ) .
لذلك كان ختام هذه الآيه أن الله على كل شيء قدير .
فسبحـــانك ربي أنت على كل شيء قدير ، وعلينا بصير فكن بنا رحيما وعلينا حفيظا.
اللهم انصر عبادك الموحدين الذين خرجوا لأجل لااله الا الله و الذين قاتلوا في سبيلك على أرضك المقدسة للحفاظ عليها و على دينهم.
اللهم أحفظهم من فوقهم ومن أيمانهم وعن شمائلهم ونعوذ بعظمتك أن يغتالوا من تحتهم .



للامانة منقووول[/align]