انجاز جديد يفتخر به أهالي الغاط,,
مقال جديد للاستاذ سلطان بن أحمد العضيدان:004: تم نشرة في مجلة المختلف في عدد 197 السنة التاسعة عشرة - ديسمبر 2007 بعنوان:
(السواني)..صوت الماضي وحنين الامس
كنز جديد يضاف الى خزينة الغاط الثقافية.....
اليكم المقال,,,
( السواني ) .. صوت الماضي وحنين الامس ..
السواني : وهي من المهن المهمة في حياة الإنسان نظراً لأنها تستخدم لاستخراج المياه من الآبار العميقة بالطريقة الشعبية القديمة، لغرض ري الحيوانات والماشية، ونقل المياه إلى البيوت وسقي الزرع والنخيل , ومن المعروف أن الماء هو أساس الزراعة , وعادة يقوم الساني بها قبل صلاة الفجر , فقد اندثرت هذه العادة القديمة قبل حوالي نص قرن من الزمن . وتسمى هذه العملية لدى البعض بالتصدير ويقال قديماً ( فلان راح يصّدر) ويقول المثل الشعبي عن السواني ( سير السواني سفر لا ينقطع ) وهذه المهنة ليست بعملية سهلة بل تحتاج إلى جهد ومثابرة ولذلك تجد بعض الأشخاص يطلبون من الله السقيا كما ذكر الشاعر الفلكي راشد الخلاوي في إحدى قصائده يصف مظان المطر في أوقاته ونجومه:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إذا ظهرْ نوّ (السمَّاك) ولانشا =من المزن ما يملا دعوب المسايلْ
وغدا منادي الليل ما ينوحى لهْ =وغدوا فتخ الكاسبين النفايلْ
فيا لله بتالي (العقربيات) سَيْلَهْ =يفرح بها راعي السواني الهزايلْ
حمْيم او تالي حَيَا عقربيهْ =صدوقَ الحيا يحيي العصورَ الاوايل[/poem]
ويقول الشاعر حمود بن حسن العضيدان :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وزهابهم بر سقاه الخيالي=حب نبت بالغاط يسقى ولو زال
وتمر الغريس اللي من السوس خالي=يسقيه حيل وساجع فيه محال[/poem]
وكذلك يقول الشاعر عبدالعزيز ماجد الماجد :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يامعزبي واشين درب الفلاحه =بين السواني والمناحي تراديد
مابان من فجر جديد صباحه =إلا وتلقاني أسوق المعاويد[/poem]
ومن القصائد ايضا لشخص يدعى (عيد) قال بيتين يخاطب فيها الشاعر محمد الدرم :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يالدرم محال البديعة يغني =مهوب محالٍ على الدلهمية
وغروبهن صفاح ما ركبني =تقبل وتقفي في جال الركية [/poem]
فرد عليه الدرم في قصيدة مطلعها:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
محالنا يا عيد ما يمرحني =ولا أوضعن عصير والشمس حية[/poem]
ويقول الشاعر مخلد القثامي :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا مل قلب يجذبه كلما مر =ألد له بالعين، وازنف زنيفي
زنيف درّاج السواني إلى صر = على ثلاثٍ يجذبنه صفيفي [/poem]
فعندما يبدأ المزارع بحفر البئر يلزمه في هذه الحالة تجهيز أدوات السواني وذلك من اجل استخراج الماء من البئر بطريقة منظمة وموزعه بشكل سليم
وهنا سنتطرق إلى أدوات السواني وهي :
الغرب : هو الأداة المستعملة لرفع الماء من البئر وتصنع من الجلد السميك على شكل أناء ويتراوح طوله ما بين متر وعشرين تقريباً وله فتحتان أحداهما فوهة الغرب والأخرى كم الغرب بكسر الكاف وبها الشرعة التي يربط بها ما يسمى بالسريح وهذه الفتحة يصب منها الماء في اللزا أثناء رفع الغرب إلى أعلى وهو من عدة السواني.
ويقول الشاعر بندر بن سرور:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تتل الضماير تل غرب على محال =تصافق به الجيلان ملحا جماليه[/poem]
اللزا: وهو المكان الذي تصب فيه الغروب الماء بعد خروجها من البئر ويكون طوله بعرض البئر وعرضه أقل من ذلك وارتفاع جوانبه تبلغ المتر ويخرج الماء من اللزا بواسطة فتحة في أعلاه ليبقى دائماً ممتلئاً وقد يفتح الثقب الذي في قاعه عند الحاجة لتنظيفه أو الحاجة للماء المتبقي
عروس اللزا : قطعة من الحجارة في وسط اللزا ليمر عليها من يريد أصلاح أي شي في الدراجة أو السرح أو غيره
السرِيح : من جلد البعير ويكون متصلاً بفم الغرب
الجابيه: وهي مجمع الماء بعد أخراجه من البئر ومروره باللزا
الكاله : وهي جوانب السواقي أو الاشراب التي يمشي عليها الماء
الرشا : حبل متين معمول من الليف المفتول يستخرج بواسطته الماء من البئر بالغرب أو الدلو
المصبع : رشا من الليف يتدلى من أعلى البئر إلى أسفلها وعندما ينزل احد إلى أسفل البئر يتمسك به وكذلك عند الخروج
المحالة : من خشب الأثل ولها أسنان يكون بداخلها الرشا وهي تشبه العجلة وتربط الأسنان إلى بعضها بالقد المعمول من جلد الجمل ويقال في المثل الشعبي (إلى طاح من المحالة سن انتثرت ) وللمحالة شأن كبير في الماضي لذا تجد البعض يهتم في اختيار أخشابها وذلك من اجل سلامه صوتها أثناء ألغناه وهذا ما يسميه البعض بصوت السواني ويقول الشاعر رميزان بن غشام
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لي ديرة بنخيلها مستظلة =يشوق تقديم النضا كادودها
يا طول ما قابلتها من فوق منشع =محالها بالليل يسهر رقودها [/poem]
ويوضع قديما في المحالة ما يسمى ( البرهام ) وهو نوع من الشجر تؤخذ أعواده لكي توضع بالمحالة وذلك من اجل أن تعطي صوتاً جميلاً مثله مثل أعواد التين والعشر فقد ذكر البرهام في شعر ابن لعبون
حين قال :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
دوحة البرهام وضلال الفوق = من قعد في ظلها ما فك ريق [/poem]
ويقال قديما ان هناك أحد الاشخاص اعجبه زرعه فقال مخاطباً محالته :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
محالتي تستاهلين الحشيمة = يوم ان حسك يدخل القلب فجاع
اللي بعيد عنك يسمع رنينه = من فوق عالي عدّتي هي والانباع[/poem]
فأجابته المحالة :
انا لومي على معيج سمينة = مهوب ثور كل ما لمس يرتاع [/poem]
فاجاب الثور :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
الثور قال أفكر بزرعي وزينه = فتغريف زرعي على طول الابواع
يرغب له العامل إلى جا يكيله = والسنبلة تاصل إلى فرعة الصاع [/poem]
القب :ويصنع من الأثل وتركب به أسنان المحالة وبداخلة فتحة
المحور : ويصنع من الخشب ويدخل في وسط القب وعليه تدور المحالة
الدراجة : قطعة واحدة من الخشب اصطوانية وبجهتيها قطعة من الحديد يركب على العمود لتدور ويركب عليها السريح
الزرانيق : بناء على جانبي البئر عبارة عن عامود من الطين والحجر من جهتين توضع فوقه الدوامغ والانباع وتوجد في جدار الزرانيق فتحات صغيرة تسمح لشخص بالنظر في وسط البئر
الدوامغ : توضع فوق الزرانيق وهما اثنتان إماميه وخلفيه والأمامية اعلي من الخلفية
الانباع : توضع فوق الدوامغ لتركب فوقها محاور المحال
الكافة :من الحجر أو من جذوع النخل تكون على جال البئر مما يلي اللزا ويكون بها حفر لتثبت به العمدان
العمدان : من خشب الأثل مثبته في الكافة من الأسفل وبالسّماح من الأعلى وتوضع بينهما الدّراجة
السمّاح : شبة من الأثل تستند عليها العمدان من الأعلى
السواقي: وهي عبارة عن قناة مائية مشيدة يدوياً من قبل المزارع والتي تختلف أطوالها حسب بعد الحقول المزروعة المراد ريّها.. كما يتخلل الساقي عدة فتحات ومعابر وذلك من اجل رّي جميع الحقول ويتم فتح هذه المعابر باستخدام (المسحاة).. وما زالت السواقي قائمة حتى وقتنا الحاضر
وأخيراًالمنحاة : ويسمونها أيضا بالمسناة وهي الطريق الخاص بالسواني وهي الدواب التي تخرج الماء من البئر وتكون عادة حيوانات مدربة لهذا الغرض منها الإبل والثيران والحمير بحيث تمشي مسافة معينة داخل أرض المنحاة، وتقف عندما يصل الغرب إلى قاع البئر ليمتلئ مرة ثانية لكي يصب الماء من الغروب في اللزا، وذلك لجمع الماء ويطلق على هذه الدواب لدى البعض بالمعاويد ,
وغالباً ما يكون المنحاة منخفض عن مستوى اللزا ويلاحظ في المنحاة أن بدايته مرتفعة ثم يبدأ تدريجياً بالانخفاض وذلك من اجل أن يسهل على الدواب استخراج الماء ويكون طول المنحاة بطول قامة البئر , ويقول المثل الشعبي ( ما يردد في المناحي ألا البقر )
ويقول الراجر :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
كأن عيني وقد بانوني = غربان في منحاة مجنون[/poem]
ومن أغاني السواني أو الأهازيج التي كانت تردد قديما على لحن خاص يغنيه الشخص الذي يسير خلف الدواب في حالة أخراج الماء من البئر وذلك من اجل التسلية والتشجيع وبذل المزيد من الجهد :
الله لا يوصبيكم الى جاء المطر تطردونهسقي ضماكم يالمعازيب =
ويقول
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا حمود فجّر بالغرايس مسيان = يا علهن عقب المحل يطلعنّي [/poem]
ويقولون أيضا:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ياليتني من نوامس جعابه = آكل من الخضري ولو صك بابه [/poem]
ويقولون أيضا
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا بنو مظلم للهكنه الليل = تضحك مقاديمه او تبكي عقابه
يسقي ديار اللي عبا المسك والهيل= اللي مضيعة الطغّا في شبابه[/poem]
وقولهم :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لا قرقع الدراج والبئر نازح =والبل هزلا والمناحي طويلة [/poem]
فتجد ألان في بعض المزارع بقايا وأثار السواني هجرت بسبب التطورات في المعدات والآلات باقية تتحدث عن نفسها
وتروي لنا حياة آبائنا وأجدادنا .. وكيف كانوا يواجهون مشاق الحياة القديمة من اجل توفير لقمة العيش ورغد الحياة
فهذا هي دوامة الحياة شعوب دخلت وشعوبٍ خرجت ولم يبقى لنا سواء الآثار المتهالكة التي أصبحت ملاذاً للحشائش والطيور
و مصدر خوف لمن يقترب منها لخلوها من البشر فصدق الشاعر حين قال :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
"كم من مدائن بالآفاق خالية =أمست خراباً وذاق الموت بانيها [/poem]