السالفة اللي عندي اليوم اسمعها كثير في مجالس الشيبان عندنا في سدير وهي حقيقية
:
هذا الله يسلمكم رجال من اهل سدير وولده جالسين يحشون في البعل ..
( يحشون : بالمحش يعني يقصون الزرع -- والبعل : هو المكان اللي يزرعون
فيه على المطر ويكون في البر )
ومر عليهم قافلة متجهه للكويت - وذاك الوقت التجارة اغلبها في الكويت و كثير من
شيبانا راحوا هناك يترزقون الله -
المهم القافله هذي وقفوا يستريحون حولهم , ويوم شدوا رحالهم , راح الولد يتشوف
في مكانهم يمكن يلقى شي من بقاياهم يستفيد منه - وكانوا ما يفرطون بأي شي -
ويوم وصل الولد مكان رحالهم لقى قطيعة قماش احمر طالعة من الارض ولعب بها الهوا ,,,
شالها الولد ولقى فيها قروش واجد , الولد بدا يهوجس وش اسوي الحين بهالدراهم ...
والولد يخاف الله ومتربي عند المطوع وحافظ من القران , يعني ما فكر يسرقها لكن فكر
وشلون يرجعها لراعيها ,,,,
قرر انه يمشي على جرة القافلة وقال في نفسة اكيد راعيها بيفقدها وبيرجع يدورها
وبيلاقيني ,,,
وفعلا صدق توقعة وقابل رجال في الطريق راجع ,
سلم علية وقاله وش عندك , قال له ضيعت حاجة وبرجع ادورها ,
قال الوالد : وش انت مضيع
قال الرجال : انت لا قي شي
الولد : اي والله بس علمني وش انت مضيع وعطني مواصفات
وفعلا عطاه مواصفات القماش وشكله , قام الولد وطلع الامانه واعطاه اياها ,
الرجال فرح بأمانة الولد وعطاه قطعتين نقد من الكيس , ودعا له و تشكره كثير ,,,
رجع الولد لأبوه فرحان ومتشقق , جاب فلوس ,
وجا يركض يبه ... يبه .. خذ هذي فلوس , اخذها الاب وقاله من وين جبتها ,
الولد عطى ابوه السالفة كلها , قام الاب وضرب الولد بالمحش على جبهته وقاله انت ما
تستحي على وجهك ليش ما جبتها لي , وانا اعرف وشلون ارجعها , انقلع عن وجهي
- الاب وده يزرفها او يساوم عليها راعيها -
الولد شانت نفسه من ابوه وهام على وجهه وما عاد يدري وش يسوي وين يروح ,,,
وبعد وقت جت قافله متجهه للكويت , لحقهم الولد وقال بروح معكم للكويت ,
قالوا وش معك , قال ما معي شي ابد ,
قالوا له تصير خادم معنا , ووافق الولد
وصل للكويت , وبدا يدور شغل ,يوم يلقى ويوم ما يلقى ... وما عنده مكان ينام فيه صار
ينام في البر
, حتى جمع شوي قروش واستأجر دكيكين ( دكان ) فاضي في اطراف الديرة وما حوله
احد وصار ينام فيه ...
ويوم تحسنت احواله شوي , صار يشغل و يدرس عند المساجد ,,, ومر عليه كم سنه وكبر
شوي , بس حالته ضعيفة مرة ,,,
وفي يوم ما وهو راجع في الليل لدكانه ( السكن ) لقى عنده بنت تصيح , وخايفة
جاها من بعيد وكلمها , قال وش علمك يابنت ,
قالت : انا طلعتني زوجة ابوي من البيت تقول بنروح نحظر عرس , وانا ما عمري
طلعت من البيت ولا اعرف شي ابد , وضيعتني وهي متعمدة ...
قالها : طيب وين ابوك , قالت : ابوي دايم يسافر لتجارتة وامي ميته ,
قالها : تعالي ارجعك للبيت , قالت : ما ابي ارجع , اصلاً لو رجعت بطعلعني ثانية
او بتطردني لانها ما تبيني ,,,
قالها: طيب متى يرجع ابوك قالت : مدري لكنه يجلس شهر او شهرين بالكثير
الولد احتار فيها : وقالها : طيب ادخلي الدكان هذا , وعليك امان الله , وانا ما نيب
داخل عليك ابد , اللين يفرجها الله ,
وصار يشتغل ويجيب اكل لها ويحطه عند الدكان ويروح هو ينام في البر ,,,
وبعد كم اسبوع . وصل التاجر للديرة , وما لقى بنته في البيت ,
وسأل حرمتة : وين البنت ,
قالت : رحنا انا وايها لعرس , وانحاشت مني , وما عاد لقيتها ,,,
التاجر , صار عقب الصلاة يتنشد , ويقول : يا من عين الذاهبه
( الذاهبه: اي شي مفقود )
سمعه الولد وجا لمه , وقال وش انت مضيع , قال التاجر : انا مضيع شي ما ينقال
, بس انت عندك شي ,
قال الولد اي والله عندي , بس علمني وش انت فاقد ,
قال التاجر , تعطيني العهد انك ما تعلم احد , قال الولد : اي والله اعطيك
قال التاجر : انا مضيع بنتي, قال الولد : عز الله وصلت ,,,
خمه التاجر وقال تكفى , تكفى ودني لها , وين لقيتها ,
رد الولد وقال : بس علمني وشلون ضاعت منك .
قال التاجر: انها طالعه مع خالتها لعرس وضاعت وهي ما تعرف شي ,
قال الولد تعال معي ....
ويوم وصلوا الدكان اللي فيه البنت , قام الاب يصوت لبنته وطلعت , وخمها ابوها
وهو يبكي ,
ويوم هدا قالها وشلون ضعتي , وش سوى ذا الرجال معك , عسى ما آذاك والا شي
قالت البنت : اما الرجال هذا , عز الله اني ما شفته الا اول يوم وقفت فيه هنا وكنت
اصيح وعقبها , صار كل يوم يحط لي اكل ويروح ختى ما يكلمني ,,,
واما من ناحية زوجتك , تراها هي اللي ضيعتني , وانحاشت عني , وهي عارفة
اني ما اعرف شي في الديره ,
الرجال اخذ البنت , وراح لبيته , وحقق مع زوجته ولقاها فعلا مجرمة ,
طلقها وردها لاهلها ,
وراح للولد , وقال له , انت من وين وش سالفتك ,
الولد عطاه السالفه من يوم ضربه ابوه وليش ضربه وليش جا هنا منحاش من عنده ,,,
وهنا صارت المفاجئة , صار التاجر هو التاجر راعي الكيس الاحمر , وهو ابو البنت ,
قام التاجر وحب راس الولد وقال انت بعد الله سبحانة لك فضل علي مرتين , الاوله
يوم ترجع الكيس والثاني يوم تحافظ على بنتي ,,,
عز الله انك راعي الاوله والتاليه ,,, لكن ابي اطلب منك طلب وما تردني ,
قال له امر ياعم : قال انا ما عندي ولد وانت ولدي الحين ,
وثانيا بزوجك بنتي
قال ياعم انا ماعندي فلوس ولا بيت عشان اتزوج ,
قال التاجر مهرها: انك تمسك تجارتي , لانك رجل امين وتخاف الله
و : " ان خير من استأجرت القوي الامين "
والسكن تسكنون عني في البيت , لاني طلقت الحرمة اللي ضيعت بنتي ,
والحين البيت لكم , وانا ضيف عندكم ,,,
طبعا الولد وافق , وتزوج , وادار التجارة خير ادارة ....
فسبحان الله بعد المحنه منحه ... وبعد الا بتلاء تمكين ...
ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويزقه من حيث لا حتسب ,,,
وسلامتكم ,,,