العودة   منتديات سدير > ¨° المنتدى الترفيهي °¨ > ¨° التراث والسياحة °¨

¨° التراث والسياحة °¨ نوادر- أدوات قديمة - قصص وقصائد من التراث - تبادل الخبرات و التجارب في مواقع وأزمنه و وسائل و طرق الرحلات البرية و الصيد ، والسفر والسياحة .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-04-2008, 02:15 AM   #1
عضو مشارك
 
تم شكره :  شكر 19 فى 10 موضوع
برزان is an unknown quantity at this point

 

$$$ العرضــة الســــــــــعودية .

العرضة السعودية: الرقصة العربية الشعبية
ابن خميس: إذا غاب الشاعر فهد بن دحيم.. قال الملك عبدالعزيز ائتوني به ولو محمولاً..!

تُعتبر العرضة من أسمى الفنون الشعبية، لأنها ذات صلة مباشرة بحياة الناس وطباعهم وبيئتهم، والعرضة كما نستدل عليها من مسماها وغرضها هي رقصة الحرب، وهي من الاستعراض أو العرض العسكري، وهذا يتفق مع مسمى العرضة وطبيعتها عندما يستعرض الرجال المسلحون ويصطفون بانتظام أمام القائد ليثبتوا استعدادهم لخوض غمار الحرب، فيتفقدهم القائد، ويوجههم، ويبعث فيهم روح الإخلاص والاعتزاز والحمية لكي ينطلقوا نحو المعركة بثقة في النصر، ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعرض أصحابه قبل دخول المعركة، ففي معركة أُحد عسكر المسلمون في موقع الشيخين واستعرضهم صلى الله عليه وسلم ورد من لم يبلغ الخامسة عشرة، ومن ليس على دراية بالقتال، أو مهارة في الرمي، ولا قوة بدنية تتحمل أعباء المعركة، ولقد كان الملك عبدالعزيز - رحمه الله - يستعرض قواته في مكان يتجمع فيه المقاتلون من حاضرة وبادية، ويؤدون العرضة في موقع التجمع ومنه تكون الانطلاقة للحرب، وهناك اتفاق فيما كُتب عن العرضة بأنها من العرض العسكري، والعرضة ذات مسمى واحد معروف في الجزيرة العربية والخليج العربي، إلا أنها قد تتخذ بعض المسميات حسب تعريفات خاصة بقبيلة أو منطقة أو بحسب الألوان التي تُؤدى بها، فتُسمى: الحدوة، والعيالة، والهيدة، والبداوي، والرزيف، والعرضة السيفية.. بالإضافة إلى اسم العرضة النجدية العرضة السعودية.

قال العلاَّمة الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - عن فن العرضة (الرقصة العربية الشعبية): للعرب رقصات متنوعة بحسب تنوع أحوالها، فمنها ما يتعلق بأحوال الفرح كالزواج والأعياد والانتصار، ومنها ما يُقصد به إظهار القوة والشجاعة أمام الأعداء، وإيجاد الحماسة في النفوس لكي تصمد وقت اللقاء، ومن ذلك ما يُسمى بالعرضة المعروفة في المملكة العربية السعودية، وهي رقصة حربية تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ القديمة، وأصل التسمية مشتقة من كلمة العرض، وهو الجيش الضخم قال الراجز:

إنّا إذا قُدْنا لجيش عرضا

لم نُبقِ من بغي الأعادي عضَّا

وكانت العادة القديمة عند العرب وغيرهم أن قائد الجيش ورئيس الجند يعرضان جيشهما وجندهما أمامهما للنظر في أحوالهم، وكان الجيش يمر أمام القائد مبدياً كلّ واحد من أفراده قوته وشجاعته، لئلا يُوصف بالضعف أو الجبن، وذلك في حركات قوية، وفي مشية تتلاءم مع إيقاع شعري قد يتمثّل به أحد من الجيش، والتاريخ العربي يروي الكثير من أخبار عرض الجيش بهذه الصفة، فمحمد صلى الله عليه وسلم كان يعرض جيشه عند كل ملاقاة، ولما مرَّ به أحد أفراد جيشه.. وكان يتبختر في مشيته وينشد شعراً يناسب حركته ويقول فيه:

أنا الذي عاهدني خليلي

ونحن بالسَّفْحِ لدى النخيل

أضرب بسيف الله والرسول

قال عليه الصلاة والسلام: (إن هذه لمشية يكرهها الله إلا في مثل هذا الموضع).

وبينما كان الحجّاج يعرض جنده مرّ به فتى وهو يقول: (أنا من قوم لم يكن فيهم جبان)، فأعجب به الحجّاج واستدعاه وسأله عن قبيلته فأخبره أنه من قبيلة (يام) التي لا تزال معروفة في جنوب المملكة.

وقد وصف ابن فضل الله العمري في كتاب (مسالك الأبصار) إحدى العرضات التي وقعت في زمانه، فقد ذكر عن قبيلة زُبَيْد التي لا يزال القسم الأكبر منها مستوطناً في غرب المملكة بين مكة والمدينة أن فرسانها في القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) عندما طلب ملك الشام منهم النصرة على التتار أقبل منهم زهاء أربعة آلاف فارس على الخيل المسومة، والجياد من الإبل متقلدين بالسيوف، بأيديهم الرماح كأنهم صقور على صقور، وهم يرقصون بتراقص النجائب، وكانت مغنيتهم - وتُعرف بالحضرمية ولها سمعة طائرة في زمانها - سافرةً من هودجها وهي تغني:

وكنا حسبنَا كلّ بيضاء شحمةً

لياليَ لاقينا جُذَامَ وحِمْيَرَا

ولما لقينا عصبةً تغلبيّة

يقوجون جُرْداً للمنية ضُمّرا

فلما قرعنا النبع بالنبع بعضه

ببعض أبت عيدانه أن تكسرا

سقيناهم كأساً سقونا بمثلها

ولكنهم كانوا على الموت أصبرا

فأثاروا الحماسة في النفوس وتم الانتصار على التتار.

ويصف الأخطل قبيلة قيس عيلان، التي كانت خارجة على الخليفة الأموي في عهده، أنهم انقادوا فوفدوا على الخليفة فعرضوا أمامه ليظهروا له الطاعة وأنهم شجعان أقوياء فقال:

وقيس عيلان حتى أقبلوا رَقَصاً

فبايعوك جهاراً بعدما كفروا

وقد تطور عرض الجيش حتى إذا كان في عهد دولة المماليك أحدثت وظيفة خاصة تُسمى (عارض الجيش).

ولقد كانت الفتاة العربية تشارك الجيش في رقصاته الحربية لتثير حماسته وتبعث نخوته، فنساء قريش في وقعة أُحُدٍ كُنَّ يضربن بدفوفهن خلف الرجال المحاربين، ويقلن في أهازيجهن:

إن تُقبلوا نُعانِق

ونفرش النَّمارِقْ

أو تُدبروا نُفارق

فراقا غيرِ وامقْ

وقد بقيت هذه العادة عند العرب إلى عهد قريب، فقد ذكر الأستاذ أمين الريحاني في وصفه لإحدى الوقائع في نجد أن النساء كن يتغنين خلف صفوف الجيش، ويقلن:

يا اللي تمنّى حربنا

غَويت يا غاوي الدليل

كمْ واحدٍ من ضَرْبْنا

دمّه على الشلفا يسيل

والعرضة كانت إلى عهد قريب على ثلاثة أقسام:

(1) عرضة الجيش: (الجيش: الإبل النجائب المذللة للركوب)، حيث يقوم المحاربون باختيار نجائب الإبل في اليوم المخصص للعرضة، فيركبونها من مسافة يتمكنون بها من الوصول إلى مكان العرضة، وهي في غاية ما تستطيع من قوة الإغارة (الجري السريع)، فإذا مرّ العارضون على المكان الذي اجتمع فيه الناس صار كل واحد منهم يُلوِّح بسلاحه، ويصرخ بأعلى صوته بنخوته التي يعتز بها كأن يقول: (أنا أخو فلانة)، أو (أنا ابن فلان).. فيجيبه الناس بكلمة (ونِعم ونِعم) تشجيعاً له.

(2) عرضة الخيل: يمتطي الفرسان خيولهم في الوقت المحدد للعرضة، ثم يأتون إلى مكانها متسابقين على خيولهم مُلوحين بسيوفهم وهم يعتزون وينتخون.

(3) العرضة العامة: وهي التي يقوم بها الرجال بعد أن يتهيأوا بأسلحتهم من سيوف أو بنادق ثم يصطفون صفوفاً ويقومون برقصات تلائم إيقاع ما يُلقى على مسامعهم من أهازيج شعرية مثيرة للحماس مثل:

حِنا هل (العَوْجا) مْرَوِّية السِّنين

وإذا كسرنا العظم ماحْدِ جبرهْ

أي أن العرضة تقوم حركاتها على إيقاعات موسيقية.وللشعر الشعبي في الجزيرة اهتمام بالعرضة حيث قلَّ أن يخلو ديوان شاعر مشهور من قصائد عرضية، أي تختص بالعرضة، هذه الرقصة الشعبية التي أوشكت كل الرقصات القديمة أن تزول من الجزيرة ما عداها.

وقال أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري في كتابه (ديوان الشعر العامي بلهجة أهل نجد): (أما التاريخ للعرضة فليس وراء شيخنا الجاسر متعقب، ولعله يُتاح لي في أحد أسفار هذا الكتاب دراسة أوزان العرضة وألحانها ووصف واقعها، وقد علمت أن شيخنا ابن خميس يجمع الآن أشعار العرضة.

الغناء الحربي في الشعر العامي على نوعين:

أولهما: أغاني الحداء على الخيل، وهو فن بدوي استفادته الحاضرة منهم، وشعراء الأحدية من الحاضرة قليلون.

ثانيهما: أغاني العرضة وأوزانها غير أوزان الحداء، وهي فن حضري بالنسبة للحن والهيئة التي يتم بها الغناء، ولا يكاد البدو يقيمون فن العرضة، وربما لا تجد شيئاً من ألحان العرضة في شعر البادية إلا قليلاً كقصيدة غنيم العارضي، والبادية استفادت العرضة من الحاضرة بلا ريب.

والعرضة التاريخية التي ذكرها الشيخ حمد الجاسر أكثرها من الرجز، وهو بحر الحداء، وفيها بحور أخرى غير الرجز، وفيها رقص ولعب بالسلاح، إلا أننا لسنا على يقين بأن رقصة الحرب عندهم كرقصة الحرب عندنا، وأن غناء الحرب عندهم كغناء الحداء والعرضة عندنا، لأن ألحان العرب ضاعت ولم تدوَّن تدويناً موسيقياً على النوتة، ووجدت إشارات في كتاب (الأغاني) لأبي الفرج الأصفهاني ما هي إلا إحالات لمعهود في عصوره، وأكبر موسيقار في هذا العصر لا يستطيع استعادة اللحن العربي كما هو في الواقع من خلال تلك الإشارات الطفيفة).

ومن الشواهد على مناسبة العرضة ما ذكره الأستاذ أحمد الشومي: (إذا قرر الملك عبدالعزيز السير إلى الغزو تضرب الطبول في الحارات، إذ كان هناك أناس خصصهم الملك عبدالعزيز يمشون على البيوت والنخيل، وينادون الناس للحضور في المبرز ويسلم لهم بنادق حيث يُقال لهم (هنا مغزى).. فإذا قرروا السير إلى الغزو يضرب الطبل للتجمع في الحارات (كما قلنا)، وإذا اجتمعوا بدأت كل حارة لوحدها بالعرضة النجدية، ويحضرون الشعراء لبث الحماس لدى الناس، ثم يبدأ أهالي الحارات والنخيل بالمسير، وهم يعرضون حيث يتوجه أهالي دخنة ومعكال والمعيقلية والظهيرة والمصانع ومنفوحة وباقي أحياء الرياض ونخيلها، وكذلك أهالي الدرعية يرسل لهم مندوباً يتوجهون للتجمع في المبرز، وبعد تجمع المقاتلين في المبرز واكتمالهم يبدؤون المسير إلى الصفا لمقابلة الملك عبدالعزيز، ثم بعد ذلك التوجه إلى مكان الغزو.. وبعد قفولهم راجعين من غزوهم يعودون إلى رقصة العرضة من جديد للتعبير عن الانتصار، وحينما يأتي البشير بذلك تبدأ العرضات كذلك).

وذكر الأديب عبد الله بن خميس في معرض حديثه عن شاعر عرضة: أنه إذا جد الجد وحزب الأمر ونادى منادي الجمع وقرعت الطبول ولبس السلاح وتجمعوا تمهيداً لأيامهم المعروفة واندلاقاتهم المسعورة تجده هنالك ترمقه الأبصار وتنشد نحوه الأسماع ماذا سوف يهزج به فهد بن دحيم.. وقد غاب مرة مريضاً عن هذا التجمع ففقده القائد الرائد الملك عبدالعزيز فقال: (ائتوني به ولو محمولاً) فجاء يغالب مرضه وهزّ سيفه وأنشد:

نجد شامت لابو تركي واخذها شيخنا

واخمرت عشاقها عقب لطم خشومها

فاهتز الملك عبدالعزيز لها وتناول سيفه وجعل يتثنى بين جنده مفتخراً مزهواً، وزاد الجند حماسة وعرامة واستجابة وفداء

تلك كانت العرضة، يروي واقعها لنا من عاصرها في أوج عهدها وتذوق طعمها الأصلي، ومما يوثّق للعرضة ما كتبه الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه (مع عاهل الجزيرة العربية) يقول: (ومن أحب الرياضات إلى جلالته رقصة الحرب التي يرقصها الإخوان النجديون وهم مقبلون على الميدان، وهي رقصة مهيبة متزنة تثير العزائم وتحيي في النفوس حرارة الإيمان، ويتفق أحياناً أن يستمع جلالته إلى أناشيدها ويرى الفرسان وهم يرقصونها فتهزه الأريحية ويستعيد ذكرى الوقائع والغزوات فينهض من مجلسه ويزحزح عقاله ويتناول السيف وينزل إلى الحلبة مع الفرسان، فترتفع حماستهم حين ينظرون إلى جلالته وسطهم طباقاً فوق طباق).

(يُتبع الجزء الثاني)

حمود بن عبد العزيز المزيني .
للتواصل: المجمعة: ص.ب 82 - الرمز البريدي 11952
الجزيرة 12979 في 5/4/ 1429هـ

برزان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-04-2008, 06:47 PM   #2
مشرف سابق
 
تم شكره :  شكر 354 فى 133 موضوع
سلطان العضيدان is a name known to allسلطان العضيدان is a name known to allسلطان العضيدان is a name known to allسلطان العضيدان is a name known to allسلطان العضيدان is a name known to allسلطان العضيدان is a name known to allسلطان العضيدان is a name known to allسلطان العضيدان is a name known to all

 

رد: $$$ العرضــة الســــــــــعودية .

شكر لك يا برزان على نقلك المميز ..
والعرضة من الفنون الشعبية الشهيرة في منطقتنا
ودائما ما تستخدم في المناسبات الوطنية
واعيد واكرر شكري يا برزان
ولا تحرمنا جديدك

سلطان العضيدان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-04-2008, 08:04 PM   #3
عضو مشارك
 
تم شكره :  شكر 19 فى 10 موضوع
برزان is an unknown quantity at this point

 

رد: $$$ العرضــة الســــــــــعودية .

العرضة السعودية : الرقصة العربية الشعبية «2-2»
(( البيرق يرمز للأمة ووحدتها وبقاؤه مرفوعا دليل للثبات والقوة ))

صفة العرضة: عندما يتلقّى الناس في الماضي الدعوة للمشاركة في غزوة ينادي منادي الحرب ويمر على المنازل طالباً الخروج إلى مكان التجمع، واليوم عندما يكون هناك احتفال رسمي أو شعبي يبدأ المشاركون في العرضة بالتجمع في مكان الحفل وتقام العرضة، وقد يكون في البلدة فرقة أو أكثر، فتبدأ كل فرقة من مكانها، من الحي الشمالي أو الشرقي أو الجنوبي إلى مقر الحفل، وتلتقي العرضات وتنضم إلى بعضها لتشكل عرضة واحدة، وهم بذلك يشابهون تجمع وحدات الجيش وكتائبه.

وفي حال التجمّع يعيّن شخص لكي يحورب أي ينادي ببدء العرضة، فبذلك يكون أول عنصر في العرضة هو الحوراب.

أولاً: الحوراب أو الحوربة: الحوراب أو الحوربة (أو البيشنة، أو الشوباش) وهو النداء بصوت مرتفع مستحثاً الحضور مخبراً إياهم ببدء العرضة، فيقال: حورب يا فلان، فيرفع المحورب صوته ببيت من الشعر الحربي الحماسي، واضعاً يديه على أذنيه محمولاً على الأعناق حيث يرفعه شبان أقوياء البنية كي يصل مدى صوته الجميع، والحوراب هو نداء للحرب وإعلان ساعة الصفر.

هذا هو الحوراب نداء الحرب وإعلانها، وهو في العرضة امتداد لذلك ونداء لأهل العرضة فعندما يسمعون الحوراب يصيحون مع آخر كلمة للحوراب صباحاً حربياً، ولا يزيد عداد الأبيات التي يقولها على ثلاثة أبيات، وغالباً ما تكون من بيت أو بيتين، ولقد مر الحوراب بمرحلتين: مرحلة ما قبل توحيد الجزيرة على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله، ومرحلة ما بعد التوحيد والاستقرار.

ففي المرحلة الأولى كانت القبيلة وكان التناحر بين القبائل والصراع على أشده، وكانت كل قبيلة أو بلدة تردد الحوراب الذي يفخر بمآثرها ويجعل الحمية في نفوس أفرادها ومن ذلك:

لا شبّت الضِّيان شبّت ضوّنا

يا ضوّنا العليا على الضِّيان

وبعد أن مكّن الله القائد الموحد من لم شتات الجزيرة وتوحيدها والتأليف بين قبائلها وحاضرتها، التف أهل الجزيرة حول قائدهم، ودخلت بذلك العرضة في مرحلة جديدة (وطنية) وتحول بذلك الحوراب إلى المفاخرة بالوطن تحت قيادة الملك عبدالعزيز، ومن ذلك:

يا سيفنا المسلول يابو تركي

يا درعنا الضافي على الأمتان

وبعد ترديد آخر حروف الكلمة من قبل أهل العرضة، وقولهم: (أبشر) أي السمع والطاعة لما ناديت به، ينزل المحورب من على الأعناق، ويبدأ الشاعر بشيل النشيد، وهو إلقاء الشطر الاول من البيت والقصيدة التي سوف يهزج بها في العرضة ويردده أهل الصفوف بالتناوب من غير اهتزاز ودون قرع للطبول أو الدفوف، وبعد ترديده ثلاث مرات أو أربع يلقي الشاعر الشطر الثاني من البيت، وعندها يبدأ قرع الطبول، ويبدأ أصحاب الصفوف بثني الركبتين والتمايل قليلا يمنة ويسرة، وبطريقة خاصة تختلف من عرضة لأخرى، ويبدأ أهل السلاح (المعقودة) بالخروج من الصفوف والتوجه إلى أماكنهم خلف العرضة فرادى متتابعين.

ثانياً: الراية (البيرق): الراية من المعاني التي ترمز للأمة ووحدتها فكل مجتمع يتخذ له راية خاصة يعرف بها بين جميع المجتمعات، وعند الحروب يحمل كل فريق رايته، فما دامت الراية مرفوعة فهذا دليل الثبات والقوة وإن سقطت الراية كان ذلك علامة الهزيمة، ودائماً ما يسعى الخصم إلى كسر راية خصمه حتى يضعف من نفسه، وبالتالي يتم له النصر.

لهذا فإنه يوعز بالراية لأقوى الرجال بنية، وأكثرهم صلابة للحفاظ على الراية مرفوعة خفاقة في حومة الوغي ترفرف معها قلوب الجنود، وكلنا يذكر موقف جعفر ابن أبي طالب في غزوة مؤتة عندما حمل راية المسلمين بيده اليمنى فلما قطعت حملها بيده اليسرى فلما قطعت ضمها إلى صدره، كل ذلك يؤكد أهمية الراية والمحافظة عليها عالية خفاقة بالنصر، ولا تزال الراية عنصراً مهماً في تشكيل الجيش وفي العرضة بالذات، حتى إن ما ينشد في العرضة من أشعار لا يخلو من ذكر الراية (البيرق) والفخر بالتظلل تحت ظلالها، يحملها فوارس كماة، ومن ذلك ما قاله الشاعر فهد بن دحيم:

لي مشينا والبيارق مشنّا

كل جوٍّ مشبعين ذيابه

ثالثاً: أهل الصف: بمجرد سماع الحوراب يبدأ المشاركون في العرضة بالانتظام صفوفاً مشكلين صفين أو دائرة، كل فرد ممسك بيد زميله وكتفه لكتفه من غير اهتزاز سوى ما يعرف بالنز وهو تحريك الجسم يميناً وشمالاً حتى ينسجم الصف في وضع واحد، ويسهل بعدها الاتفاق في الاهتزاز يميناً وشمالاً دون أن يخل أحد بنسق الاهتزاز في الصف، ويظل الوضع بالنز حتى ينزل المحورب ويلقي الشاعر الشطر الأول من البيت، وهنا يردده أصحاب الصف بالتناوب مع الصف الآخر، وبعد أن ينتهي ترداد الشطر الأول يلقى الشطر الثاني ومعه يبدأ قرع الطبول والاهتزاز في الصف يمنة ويسرة، وتختلف طريقة الاهتزاز من منطقة لأخرى ومن بلد لآخر وحسب الإيقاعات المستخدمة في العرضة، ويردد أهل الصف ما يلقيه الشاعر مثنى وثلاث ورباع، ولذا فإنه يعاب على أصحاب الصف التحدث مع بعضهم لأن ذلك يفوّت عليهم سماع الشطر الملقى، مما يخل بنظام الترديد حال عدم السماع، وهنا ينصح من لم يسمع البيت ألا يتخبط في ترداده بأي طريقة، بل يجب عليه الإنصات حتى يتسنى له سماعه وفهمه.

ويتراقص أهل السيوف بالرفع والخفض عند تغيير كل بيت، والمعتاد أنه عندما يأتي بيت فيه فخر ومديح يرفع أصحاب الصف سيوفهم الى أعلى من مستوى الرأس مصحوباً ذلك برفع الصوت إلى أقصى ما يمكن، وهناك حركات يؤديها أهل الصف كوضع السيف على الكتف، وكذلك هز السيف.. ويعتبر أهل الصف عصب العرضة، فبدونهم لا يمكن أن تقوم عرضة، فمن مقومات العرضة وأسسها الصف والترديد، وبدون ذلك لا تسمى عرضة.

ويقدر المشاركون في العرضة بحسب تعداد أهل البلدة قلة وكثرة حيث يشارك أغلب أهل البلدة في العرضة، ويعاب على المتخلف عنها وقلما يوجد شخص لا يجيد العرضة، وقد يكون متوسط أهل الصف قديماً ما بين 40-50 فرداً يزيد ذلك وينقص، أما في وقتنا الحاضر فقد قل عدد المشاركين في العرضة، نظراً لتطور الحياة وانشغال الناس، ووجود نواحٍ ترفيهية أخرى.

رابعاً: المعلِّم : وهو من يقوم بإبلاغ أهل الصف بكل شطر أو بيت، ويتلقى ذلك من الشاعر، ويقوم بدوره بنقله لأهل الصف لكي يرددونه، وقد يكون المعلم شاعراً راوياً للشعر، وقد تضم العرضة أكثر من معلم بحسب حجم العرضة، لضمان إيصال الشعر إلى كل المشاركين.

ويشترط في المعلم أن يكون متذوقاً للشعر حتى لا يخل نقله للبيت بقافيته ووزنه، فلو أنه أخطأ في ذلك لما استقام الترديد على النحو المطلوب وبهذا يختل نظام الترديد.. ومن هنا تكون أهمية المعلم الكفء، ومما يشترط في المعلم أن يكون جهوري الصوت سليم النطق يقول ما يُفهم. ويقوم المعلم بتنظيم حركات أهل الصف إن لاحظ فيها اختلالاً فينبه لذلك.

خامساً: الطبل: الطبل في اللغة هو: (آلة يشد عليها الجلد ونحوه مغطى بالجلد من الجهتين)، والطبول من الأدوات الحربية القديمة المستخدمة في الحروب لإفزاع العدو وإرباكه، وكذلك لإلهاب حماس المقاتلين، ويجري مجرى الأمثال قولهم: (دقت طبول الحرب)، مما يعطي دلالة على العلاقة الوثيقة بين الطبل والحرب.

يقول د. حسن الهويمل في (نشرة التراث): ويستخدم في الإيقاع الطبل وهو من آلات القرع المدوي ذات الوجهين، وكان العرب يستعملونه في حروبهم.. أما الدف فهو مثل الطبل إلا أنه مفتوح من الجهة الأخرى، ويكون استعماله عادة في السامري وفي الأغاني بمصاحبة العود والكمان وسواهما.

إيقاعات العرضة

تختص العرضة بإيقاعاتها المتميزة، وتلك الإيقاعات متعارف عليها وتعتبر واحدة في منطقة الخليج والمملكة، ما عدا ما تمتاز به المنطقة الجنوبية من إيقاعات خاصة، وكذلك إيقاعات التخمير في العرضة السيفية.. وتمتزج إيقاعات طبول التخمير مع طبول الثلثة، ففي التخمير تقرع الطبول قرعتين وتسمى (مثنية) أي قرعتان منتظمتان وبهذا تسمى طبول التخمير، وفي الثلثة تقرع الطبول قرعة واحدة بانتظار تسمى (تفريدة) أي ضربة مفردة، ويسمى إيقاع تلك التفريدة الثلثة، وهو الإيقاع العام وبهذا تمتزج القرعات لتخرج إيقاعاًَ متميزاً للعرضة، ويصحب هذه الإيقاعات أداء حركات متميزة من أصحاب الطبول والدفوف.

وفي المنطقة الوسطى: (يقوم قارعو طبول التثليث بأداء حركات متنافسة منتظمة يرفعون فيها الطبل باليد اليسرى ثم يخفضونها (ينزلونها) إلى أسفل وإلى الأمام مع القفز إلى أعلى قفزتين متتاليتين ثم الجلوس قرفصاء ثم الوقوف مرة أخرى، ويقومون أثناء ذلك بتحريك الجسم في الاتجاهين يساراً ويميناً، مع رفع مشط القدم التي توجد في الاتجاه المضاد وثني الركبتين إلى أسفل قليلا):

نماذج من شعر العرضة:

قال فهد بن دحيم:

جت لابو تركي على ما تمنّى

يوم خلّى السيف يَرِعف ذبابه

شيخنا سيِّر بنا لا توَنا

من سعى بالحرب حِنا ذَهَابه

يا صليب الراس زَبْن المجنَّا

من سلايل وايلٍ يلتجى به

حِنْ هل العوجا نسابق دَخنَّا

فِعْلنا بيّن وكلٍّ درى به

كم صبي طاح يكشي طعنّا

فارق الدنيا وفارق شبابه

لاحتمى البارود منهم ومِنّا

لابتي تاطا الخطر ما تهابه

لي مشينا والبيارق مشنّا

كل جوٍّ مشبعين ذيابه

ننثني لعيون من هو تثنّى

جادلٍ همّه يعلل خضابه

وقال فهد بن دحيم:

نجد شامت لابو تركي واخذها شيخنا

واخمرت عشّاقها عِقب لَطْم خشومها

لي بكت نجد العذية تهل دموعنا

بالهنادي قاصرين شوارب قومها

حِنْ هل العادات ومخضبين سيوفنا

والطيور الحايمة جادعين لحومها

صعبةٍ أفعالنا لي بغاها غيرنا

وكلمة التوحيد حِنّا عمار رسومها

حِنْ هل العوجا نهار الملاقى عيدنا

والجزيرة كلها مدبِّين قُرومَها

لابتي عُوْج المراكيض هذا سوقنا

بيعوا الأرواح في الهوش بأول سومها

مرخصين أرقابنا لي زَهَمنا شيخنا

والقبايل كلها شيخنا قَيْدُومها

في تواريخ العرب راسمين علومنا

وعادة الدنيا تزول وتدوم علومها

وقال عبدالرحمن بن صفيان:

نحمد الله جت على ما تمنى

من ولي العرض جزل الوهايب

خبر اللي طامع في وطنا

دونها نثني إلى جت طلايب

واجد اللي قبلكم قد تمنى

حربنا لي راح عايف وتايب

يا هبيل الراي وين أنت وإنا

تحسب إنّ الحرب نهب القرايب

لي مشى البيرق فزيزومه إنا

حِنْ هل العادات وأهل الحرايب

كان ما نجهل على اللي جهلنا

ما سكنا الدار يوم الجلايب

ديرة الإسلام حامينه إنا

قاصرين دونمها كل شارب

(اليوم عرضة)

ريشة وقلم خالد الفيصل

صوّت يحورب.. قامت تلبي صفوف

طق الطبل.. وانسلّت تغطرف سيوف

اليوم عرضة.. نشوة السيف والخيل

والعز ومضة.. في حياة الرجاجيل

صكّوا على البيرق قروم النشاما

ذبّوا غترهم ما على الهام هاما

كلٍّ تحزّم بالشجاعة حزاما

يا موت وّلْ.. وبيرق العز قاما

اليوم عرضة.. نشوة السيف والخيل

والعز ومضة.. في حياة الرجاجيل

الأرض ثوّر عجها حدر الأقدام

رجلٍ تدوس الذل ورجول قدّام

العجْ وأصوات الرجاجيل وزحام

يا موت ولْ.. وبايع الروح ما سام

اليوم عرضة.. نشوة السيف والخيل

والعز ومضة.. في حياة الرجاجيل

نزّ العرق بجباه حمر النواظر

كلٍّ هتف يا ساعة المجد حاضر

وسيوفهم تمشي كما السيل هادر

يا موت وَلْ.. والطير بالجو كاسر

واليوم عرضة.. رقصة الحرب والموت

وما للرجل رقصة.. سوى رقصة الموت

أهم المصادر والمراجع:

(1) مجلة العرب: س11 ج3 و4، 1396هـ، ص302 - 305 .

(2) ديوان الشعر العامي بلهجة أهل نجد، أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري.

(3) العرضة رقصة الحرب، سلمان بن سالم الجمل، دار الشبل، وهو أجل ما كتب في موضوع العرضة.

(4) أهازيج الحرب أو شعر العرضة، عبدالله بن محمد بن خميس.

(5) المختار من أشعار العرضة السعودية، مبارك بن سليمان الغوينم.

(6) كتاب شقراء، محمد بن إبراهيم العمار.
حمود بن عبد العزيز المزيني

للتواصل:
المجمعة: ص.ب 82 - الرمز البريدي: 11952
الجزيرة 12981 الأحد 7/4/ 1429هـ

برزان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-04-2008, 01:56 AM   #4
عضو رائع
 
تم شكره :  شكر 4 فى 3 موضوع
سهم محترف is an unknown quantity at this point

 

رد: $$$ العرضــة الســــــــــعودية .

شكر لك

سهم محترف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-04-2008, 05:58 AM   #5
عضو جديد
 
تم شكره :  شكر 0 فى 0 موضوع
toshiba is an unknown quantity at this point

 

رد: $$$ العرضــة الســــــــــعودية .

شكر لك

toshiba غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:24 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه