الولع بالصقور يجعل محبيها أكثر تمسكاً بها
الولع هو المصطلح الذي يحبه أصحاب الصقور عندما يسألون عن سبب اقتنائهم للصقور وتربيتها
وقد قيل في الصحاح: لوعة الحب حرقته، والتاع فؤاده أي احترق من الشوق.
والحقيقة إن المتأمل والمتابع لهؤلاء (المولعين) في صقورهم أثناء تدريبها أو تغذيتها ليجد حتماً أن الولع قد حط منهم موضعه وأخذ منهم أشياء كثيرة كالوقت والمال بالإضافة إلى التعب الذي لا يعترفون به مهما بلغ منهم لأنه مع ما سبق ذكره قد يهون بالنسبة لهم مقابل راحة صقورهم وتمتعها بما لذ وطاب.
فعلاً إنه الولع والحب الذي حظيت به هذه الصقور فنظمت في مدحها والشوق لها القصائد والأشعار
حتى قال أحدهم وهو الشاعر بدر الحويفي:
[poet font="Simplified Arabic,14,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=right use=ex char="" num="0,black"]
الطير له ناس تعرفه ومرموق = اللي ولعهم بالصقارة عموقي
يسوقهم حب الولع للولع سوق = خص ليا قامت تلوح البروقي
[/poet]
مكانة الصقر
كما علت مكانة هذه الصقور بين محبيها حتى فاقت أسعار ما تميز من نوعها نصف المليون ريال وقد يتعدى ذلك ومن هؤلاء المحبين من يقدم له هذا السعر مقابل بيع طيره ولكنه يأبى إلا أن يتمسك بصاحبه وخيله حتى وإن وجهت إليه الملامات كأن يُقال له: كيف ترفض هذا المبلغ مقابل طير لا تعلم في أي لحظة سوف يقضي نحبه وغير ذلك من العبارات التي لا تحرك ساكناً أو تسكن متحركاً لصاحب الولع بالصقور حيث الحب الذي سطا بالقلب فجعله أسيراً لا يستطيع المضي في شيء.
والأنواع الجيدة من الصقور تُعرف بعلامات قد يسهل وصفها عند هواة الصقور من غيرهم حيث يفضلها ويتمناها كل صقار في طيره ومن هذه العلامات أو الصفات ما ذكره الشاعر بدر الحويفي في عرض قصيدته عندما غلبه الشوق إلى رؤية مثل هذه الصقور حيث قال:
[poet font="Simplified Arabic,14,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=right use=ex char="" num="0,black"]
قلبي على شوف القرانيس مفتوق = اللي طلبهن يعطبنه لحوقي
اللي بهن ريشة مريعي وغرنوق = ومن القطاء فيهن نوايع رنوقي
امسرولات اكعوبهن حجل واسبوق = حرش الكفوف مدلجات الشدوقي
وصدورهن جثلات والمتن مفهوق = واقحوفهن مثل الكهوف الطبوقي
والريش طلق ادقاق والبوز مذلوق = والروس بيض وبالمواسي دقوقي
عقد محازمهن لهن سلف واشنوق = فج المناخر ضافيات الشنوقي
[/poet]
متعة الصيد
ويجد المولعون في حب الصقور متعة كبيرة تنساق في الأفق خلف صقورهم أثناء فك قيدها لمهام التدريب أو الصيد فعندما يضع أحدهم الصقر على يده وهذه الطريقة يفتخر بها كثير من الصقارين ولو كان في غير موضع صيد فبعدما يقوم بكشف القناع من رأس الصقر وهو ما يسمى بالبرقع الذي تغطى به عيون الصقر لمنعه من الرؤية حينما يكون في موضع غريب قد يتسبب في وحشته أو عندما يكون غير معتاد على ربط إحدى رجليه بجرير يمتد إلى (الوكر) الذي يقف الصقر عليه فتتكرر منه محاولة الطيران ظناً منه إنه غير مقيد وقد يلحق ذلك أضراراً بجناحيه كالكسور وغيرها
فيعمد الصقار إلى تغطية عينيه بهذا البرقع منعاً لذلك غير أن الصقر يتمتع بسمع قوي يدرك من خلاله جميع الأصوات التي تدور حوله وإن كانت بصوت خافت كما يذكر العديد من الصقارين أن صقورهم تعرف نبرات أصواتهم وهذا دليل على فطنة الصقر وشدة انتباهه فعندما تطلق قيود الصقر ويرى فريسته التي هي الهدف الأول والغاية الثمينة لكل صقار وهي طير الحبارى فإن نظراته سرعان ما تتجه نحوها وإن كانت تقع منه على مسافات بعيدة وهذا يبين أيضاً إن الصقر يمتلك قوة إبصار حادة لا ينافسه في العالم مثلها حيث يستطيع رؤية أشياء قد لا يراها صاحبه الذي يمسك به وعلى مسافات طويلة جداً
لحظات عصيبة ينقض الصقر بعد رؤيته لطير الحبارى انقضاض المقدم على فعل الشيء مهما بلغ من الخطر حتى قيل إنه يكون أثناء ذلك في سرعة عالية جداً في الانقضاض على الحبارى ولايزال بها حتى يرديها أسيرة تحت مخالبه فما أذلها في تلك اللحظة وما أضعفها وقد أشتهر مثل شعبي يجسد هذه اللحظات بخوف الحبارى وذلها حيث يقال (فلان أذل من الحبارى) إي أن الخوف قد وصل به ذروته
وبعد هذه اللحظات العصيبة والقاسية التي تمر بها الحبارى نجد أن صاحب الصقر قد تابع هذا الموقف بقلق وشدة أعصاب حيث إنه يخشى أن يضيع الصقر ويبتعد عنه أثناء مطاردته للحبارى لأنه يعلم أن الصقر لن يتوقف عن محاولة الصيد مهما بلغ الأمر به من البعد أو الجهد وقد فقد أشخاص كثيرون صقورهم في مثل هذه اللحظات أثناء مطاردتها للحبارى من مكان إلى آخر
راية النصر
وبعد أن يصيد الصقر الحبارى فإن راية النصر سترفع والفرحة ستملئ الكون ولن تنحصر هذه الفرحة فقط على صيد الحبارى من أجل أكلها فإن مع ذلك ما هو أهم منه وهو شهرة الصقر ومعرفة قدرته على صيد طيور الحبارى مما يجعل له أهمية بالغة عند صاحبه وسمعة تتسع في عالم الصقارين وتشتهر بين أوساطهم الأمر الذي يرفع سعر الصقر كرفعته لرأس صاحبه بين عشاق الصقور وهواة القنص.