السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت في أحد المساجد مع أحد المشايخ
نتاحدث في أمر مهم استدعاني لأجله
قاطع حديثنا ابنه الذي لم يجاوز السادسة:
يبه..
قطع الشيخ كلامنا والتفت وقال:
سم
كان مع الابن ورقتان واحدة صفراء والأخرى حمراء
فقال لأبيه:
يبه ....
ليش هذي حمراء وهذي صفراء
ضحكت في نفسي وقلت:
سيتجاهله بالطبع
لكن ما أدهشني وحار فكري منه
هو أن الشيخ أمسك الورقتين
وقال:
شف بابا...
هم غلطوا
كان المفروض تكون الورقتين متشابهات
لكن يمكن فيه غلط
والفرق إن هذا فاتح وذاك غامق
بس برأيي هذا الأحمر أحلى
وأنت وش تحب؟؟؟
فأشار الابن إلى إحداهن
ثم انصرف مسروووورا
انصدمت لما رأيت هذا الفعل
هذا الشيخ المعروف
يقطع حديثنا المهم لأجل سؤال لا معنى له
أردت الإعلان باعجابي بالفتى
فقلت:
ماشاء الله عليه....أسألته كثيرة
فلاحظ الشيخ ما يدور في بالي فقال:
شف...
الولد الصغير عنده أسئلة كثيييييييرة ما تقضي
لازم الوالد يحرص على الإجابة عليها
عشان ما يطلع ابنه واحد يخجل من السؤال
وهذا من التربية الناجحة...
ومن الأساليب اللي لازم يتحلى فيها الأب
بصراحة كبر الشيخ في عيني
وأحسست فيه روح الأبوة الصادقة
ولقد والله رأيت نتاج فعله وأسلوبه
فهذا الابن يذهب مع أبيه في أي سفرة كانت
تارة لمكة وتارة للجنوب ويلازم أباه ملازمة
الظل لصاحبه
ما أروعها من تربية وما أجملها من تنشأة
وكم غفل عنها الكثير من الآباء والأمهات كذلك
ترى الكثير منهم لا يعيرون لأسئلتهم بالا
ولا يكتثرون لحاجتهم ابداً
هذا مالدي
والصلاة والسلام على رسول اللـــــــه
كتبه أخوكم:
"أبـــــــوفهـــد"