( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )

[طالبة المعالي]

من قلم محبةٍ ترجو عفو ربها إلى كل قلب مريض مهموم ...



يا من أصبت بالمرض !!!
يا من فجعت بمرض مزمن !!!
يا من سقطت على فراش المرض طريحاً لا تستطيع أن تتقلب يمنة أو يسرة !!!
يا من أصابه صداع فلم يستطع النوم !!!
يا من أصابته الحمى فأنهكته وأهلكته , وجلس طريحاً على الفراش لا يدري هل هو حي أم ميت !!!
أوجه إليك حديثاً مفعماً بالمحبة في الله فاسمع وانتبه ... وخذ واتعظ ...



أولاً : لتعلم أن الدنيا إنما هي رحلة قصيرةٌ مهما طالت , وأنك مرتحلاً عنها عاجلاً أو آجلاً .وتذكر أنك ستلقى ربك كما خلقت أول مرة بلا أهل ولا مال , إنما ستلقاه بحسناتك وسيئاتك .واستمع لهذا الحديث الناصع , والكَلِم الرائع من الذي لا ينطق عن الهوى - صلوات ربي وسلامه عليه- : (( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة )) رواه الترمذي ...
فقلي بربك : بماذا تريد أن تلقاه ؟؟!!



ثانياً : تذكر أن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ....
فأشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ...
فما زادوا والله إلا صبراً , وما أفعموا إلا يقيناً , وما أعلنوا إلا رضاً ...
ولك في نبي الله أيوب – عليه السلام - أسوة , فقد ابتلي بضرٍ شديد في جسده وماله وولده حتى لم يبقى من جسده مغرز إبرة سليماً سوى قلبه الذاكر الشاكر !!!
جلس على فراش المرض ما يقارب 17 سنة ...
منادياً الواحد الأحد الذي بيده مفاتيح الفرج ...
قائلاً : ( أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) الأنبياء83
صبر ورضي فكانت بشارته : ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ) الأنبياء84



ثالثاً : عليك بالصبر والالتزام به فإنه مرضاة للرب ... معظم للأجر ... مؤذنٌ بالعرض ... ودواء إذا أشتد بلائك وعظمت مصيبتك ...
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ((عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له )). رواه مسلم .



جرب أن تصلي ركعتين في قعر دارك في آخر الليل تمد فيها يديك إلى مولاك تدعوه دعاء المضطر المسكين الواثق بإجابة خالقه وكافيه ...
ثم ذق حلاوة الدمعة ولذة المناجاة , وانفث على جسدك بآيات القرآن واجعل هذه الآية شعارك ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) يوسف86
وإياك والجزع و التسخط فما يزيدانك إلا حسرةً وألم ...



رابعاً : أقبل مني رعاك ربي وشفاك هذه الأبيات التي صغتها على عجل...
أرجو بها الأجر والتوفيق ...

سألتُك رب العالمين تضرُّعــا
شفاء المسلمين من كل سقم

و أن تُلبسهم الدهر ثوب عافية
و خفّف من أوجاعهم و من الألم

و تجاوز برحمتك عن خطيئتهم
و اغفر لهم كبير الذنوب و اللمم

... وَآخِرُ دَعْوَاي أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ...


أسأل الله أن يجزي كاتبته خيرا وأن يبارك فيها ونستودع الله دينها وأمانتها وخواتيم عملها
وحفظها الله وردها سالمة غانمة