حياتك إناء ..
تتلون بلون معطياتك ..
فأنت من يشكل إناء حياتك ..
عندما نضع في الكأس عصير برتقال سيتلون الكأس بلون البرتقال ..
فكل إناء بما فيه يتلون ..
ما كان الرفق في شيء إلا زانة ..
هدي نبوي معني أنا وأنت فيه " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي "
قليل دائم خير من كثير منقطع ..
كم نعنى بهذه ونوليها من عنايتنا ..
عندما يفتح أحدنا صنبور الماء ليندفع بقوة ماذا عسى أن يحدث ..
جرب وستجد أنك عاجز عن ملء الإناء تحت الصنبور ..
لكن هذا الإناء سيمتلىء من خلال قطرات تتسلل من الصنبور ..
أراد الأب أن يودع حياته بدرس يسديه لأبنائه بعد مماته ..
الأب الذي سبر غور الحياة عرف أسرع السبل تأثيراً ودلالة ..
لم يتحدث كثيراً ..
إنما طلب من كل ابن أن يأتي بعصا ..
لبى الأبناء مطلب والدهم ..
كل واحد منهم يحمل العصا بيده ..
طلب الأب من كل ابن أن يكسر العصا الذي بيده فقام كل ابن بكسر العصا دون معاناة تذكر ..
عاد الأب وطلب أن تجمع العصي مع بعض ..
ومن ثم طلب من الأبناء كسر مجموعة العصي ..
حاول الأول ..
ومعه الثاني ومحاولة للثالث وتجربة للرابع أتبعها الخامس والنتيجة فشل الجميع ..
فهم الأبناء مراد والدهم وما يريد أن يدلهم عليه ..
تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقن تكسرت احادا
كم نحتاج إلى التعاضد والتعاون ..
عندما نتكاتف نتآزر تكون النتائج مذهلة والمعطيات قيمة والإبداع متواصل والنجاح بلا حدود مكانية أو زمانية ..
التفرد مغامرة قد يكون نتيجتها الفشل ..
نعاني كثيراً جراء غياب العمل المؤسسي الفاعل ..
إنها دعوة لعمل يعنى بالمستقبل ويوليه حظوة واهتمام ..
طلب مدير مؤسسة غربية من أحد موظفيه أن يقدم له دراسة مستقبلية تخص العمل ..
غاب الموظف فترة ثم عاد إلى مديره ..
قدم له الدراسة مشيراً إلى أنه أعدها لخمسين عاماً مقبلة ..
فما كان من المدير إلا أن أطلق السؤال وماذا بعد انتهاء الخمسين عاماً ..
من منا يفكر بهكذا طريقة ..
كثيرة هي المشاريع التي أطلقتها هذه الجهة أو تلك ..
تقبلها المجتمع بمزيد سرور واستبشار ..
لكن ماذا عن مصيرها بعد ..
تم وأدها في المهد وقبل أن تكون شيئاً مذكوراً ..
وحين تبحث عن أسباب تداعيها وفشلها تجد الأمر لا يخرج عن إجابة لطالما ارتبطت بهكذا نتائج ..
كانت مبادرة من فلان ..
هو من أطلقها وقام عليها ومنحها من عنايته ورعايته ومتابعته ..
وما إن اعتذر عن المواصلة إلا وتوقفت ..
لا لشيء إلا لأن لا أحد يملك المقومات والهمة التي كان يمتلكها صاحب الفكرة ..
لا أريد مزيد إفاضة فقد أطلت وأخشى ما أخشاه أن أصيب القارىء الكريم بالإملال ..