¨° الإسلامي °¨ جميع ما يتعلق بالشريعة علماً و فكراً و منهجاً . قضايا معاصرة - أحكام - فتاوى - نصائح - بحوث شرعية - مقالات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
16-04-2009, 01:43 AM | #1 | |||||||||
مشرفة سابقة
|
** البكـــاؤون من خشية الله وشـــوقا إليـــه **
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي / أختي في الله .. أعطني من وقتك دقائق فقط .. كم ضيعنا أوقاتنا بمواضيع الضحك واللعب والنكت .. والحوارات والنقاشات .. اقرأ معي هذي القصة لو سمحت وأحضر قلبك .. كنت جالساً بيني وبين نفسي .. أسرح بفكري .. وأجول بخاطري .. وتتقافز أمامي بُنيّات من الشوارد .. أتي على بالي كتاب ( رياض الصالحين ) للإمام النووي ، فجلست أستذكر بعض الأحاديث التي فيه ، وقد كان أبي – حفظه الله تعالى – يأمرنا بقراءته يوميا ، وقد نُقشت بعض أبوابه وأحاديثه في ذاكرتي منذ الطفولة ... وبينما أنا كذلك ، تذكرت ( باب فضل البكاء من خشية الله وشوقاً إليه ) آآآآه من هذا الباب الذي دائما كدر فرحي ومزق عروق قلبي . انتظر أخي وأختي .. لا تغلق الموضوع .. أكمل قراءة قصتي .. لاحظ معي اسم الباب مرة ثانية واقرأه ( باب فضل البكاء من خشية الله وشوقا إليه ) كلنا سمعنا من ناس تبكي من خشية الله تعالى ، لكن هل سمعت أحدا يبكي من الشوق !!! ستقول لي : إي والله سمعت ، هذا الحبيب يبكي شوقا لحبيبته ، وهذه تبكي شوقا لحبيبها ، وهذه الأم تبكي شوقا لابنها الأسير ، وذاك المسافر يبكي شوقا لبلده ، ومثل ما قيل : كل يغني على ليلاه ! لكن هل سمعت أحدا يبكي شوقا إلى الله تعالى !!؟ تأمل معي .. كيف أنك تبكي شوقا لربك ! مشتاقا إلى رحمته ! مشتاقا إلى كلامه ! مشتاقا لعفوه وكرمه ! مشتاقا لرؤيته تبارك وتعالى !! وتذكرت حينها قصة وفاة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ، حيث ذكر هذه القصة الشيخ بدر المشاري حفظه الله ، حيث أن الشيخ رحمه الله في مرضه الذي مات فيه ، قال قبل وفاته : ( اشتقت للقاء ربي ) . أحبتي ألم تذرف الدمع من هذا الموقف ؟! فوالله عندما تذكرت الشوق إلى الله تعالى .. ذرفت دمعة على خدي ومزقته من حرارتها .. بعد ذلك ... قمت أطيش بذاكرتي ببعض الأحاديث التي وردت في ذلك الباب ، فسأذكرها لكم ، وأعلق عليها تعليقا بسيطا إن شاء الله : عن أنس ، رضي اللَّه عنه ، قالَ : خَطَبَ رَسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم خُطْبَةً مَا سَمِعْتُ مِثْلَهَا قَطُّ ، فقالَ : « لَوْ تعْلمُونَ ما أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كثيراً» قال : فَغَطَّى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم . وُجُوهَهُمْ . ولهمْ خَنِينٌ . متفقٌ عليه . نعم أخي في الله ، لو علمنا ما أخفاه الله تعالى علينا ولكن أخبر لنبيه ، لما ضحكنا وأكثرنا من البكاء ، ولكن احمد الله تعالى على هذه النعمة التي من بها عليك وأنت لا تدري عنها ، فهذه من رحمته بك ، وشفقته عليك ، لأنه أعلم بنا منا ، فهو خالقنا ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) قد يتساءل أحدنا : ما الذي أخفاه علينا ربنا ولا نتحمله نحن ؟!! ألهذه الدرجة لا نستطيع التحمل ؟!! أقول لك : نعم ، من الأشياء المخفية علينا : القدر وماذا سيحدث لنا من شر وخير وأيضا موعد موتنا !! قال تعالى : ( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ) ولكن لو علمنا ؟! لتخبطنا كثيرا !! وكذلك أخفي علينا عذاب القبر ، فلا نستطيع أن نراه أو نسمعه ، من ذلك الحديث الصحيح عندما يسأل الكافر عن ربه ونبيه ودينه ، فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين – أي الانس والجن – ولو سمعوها لصعقوا !!! لو سمعنا هذه الصيحة لصعقنا من شدتها وهلعها !!! رباه رحمتك يا أرحم الراحمين .. عن أبي هريرة ، رضي اللَّه عنه ، قال : قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « لاَ يَلِجُ النَّارَ رَجْلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّه حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْع وَلا يَجْتَمعُ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللَّه ودُخانُ جَهَنَّمَ » رواه الترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ صحيحٌ . الذي يبكي من خشية الله تعالى ، لن يدخل النار ، مقصودها ألا يخلد في النار ، فإن كان له معاصٍ يعذب بقدر معاصيه ، ثم يدخل الجنة إن كان من أهل التوحيد ، حيث أن الذي يبكي من خشية الله تبارك وتعالى فهذا دليل على صدق إيمانه وخوفه وخشيته من عذاب ربه تعالى . عن أبي هريرة رضي الله عنه قالَ : قالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلاَّ ظِلُّهُ : إِمامٌ عادِلٌ ، وشابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّه تَعالى . وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّق بالمَسَاجِدِ . وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه . اجتَمَعا عَلَيهِ . وتَفَرَّقَا عَلَيهِ ، وَرَجَلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمالٍ . فَقَالَ : إِنّي أَخافُ اللَّه . ورَجُلٌ ت صَدَّقَ بِصَدَقَةَ فأَخْفاها حتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمالهُ ما تُنْفِقُ يَمِينهُ . ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ» متفقٌ عليه . رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه .. الله يا إخوة .. تخيلوا معي هذا الموقف الرائع العظيم ، في غرفة لوحدك ساجد لربك في ظلمة الليل ، لا تسمع إلا صوت حركاتك وسكناتك ، فتذرف عينيك من خشية الله أو شوقا لله تعالى . ولكن ما السر في قوله عليه الصلاة والسلام : ( ذكر الله خاليا ) ؟ لماذا في الخلوة ؟ لماذا لم يقل أثناء الصلاة ؟ أثناء سماع موعظة ؟ أثناء رؤية حادثة أو موقف ؟ السر في الخلوة ، أن هذا أبعد للرياء والسمعة ، وأدعى وأقرب للإخلاص في بكاءك . فهذا هو السر العظيم من ذكر الخلوة . بهذا العمل ، يظلك الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله . وعَن عبد اللَّه بنِ الشِّخِّير . رضي اللَّه عنه . قال : أَتَيْتُ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وَهُو يُصلِّي ولجوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المرْجَلِ مِنَ البُكَاءِ . حديث صحيح رواه أبو داود . والتِّرمذيُّ في الشَّمائِل بإِسنادٍ صحيحٍ . (أواه يا رسول الله :’ ) أيكون فيك كل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر !!! حقيقة لا تعليق على هذا الحديث . أختم إخوتي بهذاالحديث : عن أَنسٍ رضي اللَّه عنه . قالَ : قالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، لأَبِيِّ بنِ كَعْبٍ . رضي اللَّه عنه : « إِنَّ اللَّه ، عَزَّ وجَلَّ ، أَمْرَني أَنْ أَقْرَأَ علَيْكَ : لَمْ يَكُن الَّذِينَ كَفَرُوا » قَالَ : وَسَمَّاني ؟ قال : « نَعَمْ » فَبَكى أُبَيٌّ . متفقٌ عليه . وفي رواية: فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْكي. أتعلم لماذا بكى أُبيّ بن كعب رضي الله عنه ؟! لأن الله تعالى ذكر اسمه !!!!! سبحان الله تعالى !! يا اخوة لعلنا لم نعش هذه اللذة التي عاشها أُبيّ رضي الله عنه !! لأننا لا نعرف قيمة أن يذكر الله تعالى اسمنا !! نعم هذا الموقف أبكى أُبيّا رضي الله عنه يا أحبة ! لكن لا نعلم نحن الآن هل يذكر الله اسمنا عنده وبين ملائكته ؟! وإذا ذكر اسمنا هل يذكر لأجل حب من الله تعالى ؟ أم لأجل غضب وسخط من الله تعالى – عياذا بالله - ؟! أيذكر لأجل طاعاتنا ؟ أم لأجل معاصينا ؟ فلنتفكر .. في ذلك إخوتي .. /// أتيت به إلى هنــــا لننهل من روائعه /// وفي حفظ الباري
|
|||||||||
16-04-2009, 01:04 PM | #2 | |||||||||
مشرف سابق
|
رد: ** البكـــاؤون من خشية الله وشـــوقا إليـــه **
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته |
|||||||||
16-04-2009, 02:14 PM | #3 | |||||||||
مشرف سابق
|
رد: ** البكـــاؤون من خشية الله وشـــوقا إليـــه **
بارك الله فيك .. |
|||||||||
17-04-2009, 12:36 AM | #4 | |||||||||
مشرفة سابقة
|
رد: ** البكـــاؤون من خشية الله وشـــوقا إليـــه **
|
|||||||||
17-04-2009, 03:19 AM | #5 | |||||||||
مشرفة سابقة
|
رد: ** البكـــاؤون من خشية الله وشـــوقا إليـــه **
|
|||||||||
17-04-2009, 05:50 AM | #6 | |||||||||
عضو متميز
|
رد: ** البكـــاؤون من خشية الله وشـــوقا إليـــه **
رائعة تلك الكلمات ..
هنيئاً لمن وصل لمرحلة الشوق للقاء الله .. لابن القيم رحمه الله كلام نفيس عن برنامج السائرين لله تعالى في كتابه الماتع : ( طريق الهجرتين ) . دام يراعك سيالاً و مدادك المبارك لحرف الخير رافداً .. تحية لك و دعوة بعد طول عمر بأن ينار عليك بمظلم الرمْس و دمت مباركة أختنا الموقرة / همْس |
|||||||||
17-04-2009, 01:11 PM | #7 | ||||||||
عضو نشيط جداً
|
رد: ** البكـــاؤون من خشية الله وشـــوقا إليـــه **
يعطيك العافيه على هذا الطرح القيم والمفيد |
||||||||
17-04-2009, 09:50 PM | #8 | |||||||||||
مشرفة سابقة
|
رد: ** البكـــاؤون من خشية الله وشـــوقا إليـــه **
" بارك ربي فيك أخي الفاضل على حضورك وبجناته أعالي درجاتها منزلك |
|||||||||||
17-04-2009, 10:27 PM | #9 | |||||||||
مشرفة سابقة
|
رد: ** البكـــاؤون من خشية الله وشـــوقا إليـــه **
|
|||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|