وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،
الله يعطيك العافيه ،، قصة جميلة ،، وبودي إجراء تعديل طفيف في القصة ،، وبالأخص في نهايتها ،، لكي تكون أكثر شاعرية ،، فالنهاية أراها غير مناسبة ،، للتقاليد والعادات في مجتمع محافظ مثل مجتمع نجد ،،
وعاد كله ولا يضيق صدر أخوي راعي الأوله ،، وراح أغير نهايتها ،، لأجل تصير نهاية سعيدة ،،
فإلى القصة ،،
-----------------------------
هذه قصة حقيقه حصلت في قريه قريبة من مدينة الرياض في السعوديه ،، بطلها شاب اسمه عايش ،، كان يعيش في هذه القريه وكان يحب بنت في قريته أسمها نوره ،،
وفي يوم من الايام ،، ذهب عايش كي يخطب نوره ،، ولكن ابو نوره رفض ،، لأن عايش كان على قد حاله ،، وما عنده حلال ،،
قرر عايش أنه يسافر للعمل خارج قريته ،، فمصادر الرزق بقريته محدودة ،، وأرسل من يوصل الخبر لنوره ،، انه سيسافر وعليها انتظاره ،، وسيعود قريباً كي يخطبها من والدها ،،
سافر عايش وصار يشتغل في التجاره ومرت الايام وكون ثروة جيدة ،، ورجع لقريته عشان يطلب يد نوره من جديد ويتزوجها ،، ولكن لما رجع القريه تفاجى ان نوره تزوجت لان ابوها اصر عليها انها تتزوج وكان عندهم البنيه لازم تتزوج اذا جاها شاب قادر على الزواج ،، وتفاجئ ايضا انها مهو بس تزوجت ،، بل هاجرت الى مكان ثاني مع زوجها ،، ولا احد من القريه يعرف المكان ،،
تفاجاء عايش أن نوره تزوجت ،، وضاق صدره واغتم ،، فقد ملكت نوره عليه أحساسه ،، وأراد أن يطمئن على نوره ،، وانها تعيش بخير ،، فمن يحب يتمنى لمحبوبه الخير ،، حتى وإن كانت بعصمة رجل أخر ،،
فكر عايش في حيلة يكتشف حبيبته ومكانها ،، ويطمئن عليها ،، دون أن يؤثر ذلك على سمعتها ،، وخطر له أن ينظم لغز ،، وينسبه لشخص أخر ،، وأنه هذا الشخص وضع مكافئة لمن يحله ،،
فكان له ما أراد ونظم هذا اللغز " ابنشدك عن نور القمر وشلون نوره " ،،
وسافر يتنقل من قرية لأخرى ،، وكل قرية يمر عليها ،، وبعد أن يضيفوه ،، يقول لهم سبب مجيئه ،، وأنه طرح رجل في قريته لغز غريب ولم يتمكن أحد من حله ،، وأنه سيتقاسم المكافئة التي عرضها صاحب اللغز ،، مع الشخص الذي يتمكن من حله ،،
وكان عايش ما يخبر أهالي القرى بأسمه الحقيقي ،، لأجل ما ينكشف أمره ويفضح نوره لو كانت موجودة في القرية اللي نزل فيها ،، وكان يقول لهم أن أسمه بجاد ،، وأنه من قرية بعيدة ،،
وفي أحدى القرى ،، وبعد أن حط رحاله ،، واستضافه أحدهم يقال مناحي ،، طرح اللغز وذكر له سبب مجيئه للقرية ،، أنه ينشد حله ،، وان صاحب اللغز وضع مكافئة لحله ،، وأنه سيتقاسم مع الشخص اللي يحله المكافئة ،، وكان الوقت وقت فقر والريال له قيمة ،، فكيف بمبلغ المكافئة الكبير ،،
انتشر خبر اللغز بسرعة البرق في القرية ،، وسمع به زوج نوره ،، ولم يتمكن من حله ،، وكان بجاد ينتظر بضعة أيام في كل قرية يمر بها ،، لحين يتأكد أن خبر اللغز انتشر في نواحي القرية ،،
المهم أنه زوج نوره ،، لما رجع لبيته ،، حكا لزوجته قصة الضيف الغريب بجاد ،، واللغز اللي معه وأنه فيه مكافئة لمن يتمكن حله ،، وأنه سيتقاسم معه المكافئة ،، وأنه محد عرف الجواب ،،
فقالت له نوره وشو اللغز يمكن احله ،، قال لها اللغز " ابنشدك عن نور القمر وشلون نوره " ،،
حينها ادركت نوره المغزى ،، وتبسمت وعرفت ان الضيف بجاد هو حبيبها عايش ،، وفرحت كثير أنه بخير ،، وقالت لزوجها حل اللغز سهل ،، قال زوجها وش هو الحل !
قالت له قل يمه " مثل السمك في البحر وشلون عايش " ،، هذا حله ،،
زوجها ما صدق يطلع الفجر ،، وطار للضيف بجاد ،، وكان نازل عند واحد من جماعتهم يقال له مناحي ،، وقال له يا بجاد عندي الحل
قال له بجاد ،، وش هو حل اللغز ،، قال له " مثل السمك في البحر وشلون عايش " ،،
فبتسم بجاد ،، وأدرك أنه وصل غايته ،، وأن هذا الرجل زوج نوره ،، لأن نوره ذكرت أسمه في الحل ،،
قال يمه ،، أنا بسافر قريب لقريتي ،، وبنقل الجواب اللي ذكرته لصاحب اللغز ،، وإن شاءالله إذا كان الجواب صحيح ،، سأحضر لك نصيبك من المكافئة ،، بعد ان نتقاسمها بالتناصف ،،
ثم تجاذب بجاد وزوج نوره الحديث ،، ووقف من خلال الحديث على أوضاع زوج نوره وأنه خسر حلاله ،، وأنه يعيش في فقر ،،
ضاق صدر بجاد ،، أنه نوره تعيش بفقر ،، وركبه الغم ،، وفرت الدمعة من عينيه ،، وقرر يسافر بنفس اليوم لقريته ،،
وبعد كم يوم رجع بجاد ،، ومعه حلال كثير وفلوس ،، ووقف على بيت زوج نوره ،، ولما ظهر له زوجها وسلم عليه ،، قال له :
أبشرك حلك صحيح للغز ،، والحمدلله المكافئة كبيرة ،، وهذا نصيبك الله يجزاك خير ،، نصف المكافئة اللي وعدتك فيه ،، وأنا أخذت نصيبي ،،
فرح زوج نوره كثير ،، ودخل يبشر نوره ،، وانتشر الخبر في القرية ،، أن زوج نوره تمكن من حل اللغز ،، وجته ثروة كبيرة ،، وصار وجهاء البلد يجون يم زوج نوره يباركون له الثروة ويثنوا على ذكائه وأنه تمكن من حل اللغز ،،
وفرحت نوره كثير ،، بوفاء حبيبها عايش ،، وكيف أنه ظل وفي لها حتى وهي بعصمة رجل أخر ،، وظلت تدعي له بنفسها ،، وياما ليالي مرت كانت تبكي بروحها وتذكره بالخير ،،
رجع عايش لقريته ،، بعد أن أطمئن على نوره ،، ومستقبلها ،، وأنها راح تعيش بخير ،، وأنه ما طال سمعتها شي يضرها ،، وخطب بنت من بنات قريته وتزوجها ،، وعاش حياة سعيدة ،، ويذكر أحد الرواة المعاصرين لعايش أنه بلغ من العمر 85 عام ،، وأنه رزقه الله بذرية صالحة ،، وعاش حياته في غنى وخير ،،
ويقول الراوي أن نوره رزقها الله ذرية صالحة وعاشت بخير وسعادة في حياتها ،، وأنه زوج نوره بعد فترة توفي ،، وان نوره كذلك اصابها مرض تمكن منها وتوفيت ،، وعلم عايش بخبر وفاتها ،، وجا لقريتها ،، ووقف عند قبرها وصلى عليها ودعا لها كثير ،، ورجع لقريته ،،
واستمر عايش يكتم خبر نوره وحبه ،، إلى أن حانت وفاته ،، عندها وهو في فراش الموت ،، أراد الإطمئنان على عيال نوره ،، فجمع أولاده وقال لهم وصيته ،،
قال لهم ،، يا أبنائي أنا في مستقبل شبابي ،، اشتغلت عند رجال اكرمني كثير ،، والثروة اللي تشوفونها عندي ،، من الله ثم من هذا الرجال الكريم ،، وأن هذا الرجل له بنت واحدة فقط أسمها نوره ،، تعيش في القرية الفلانية ،، وانها توفيت ولها ذرية ،، وأوصاهم خير بعيال نوره ،، إكراماً لذلك الرجل ،،
عمل ابنائه بوصية والدهم ،، وخطب أحد احفاده إحدى بنات أبناء نوره وتزوجها ،، وصاروا يتواصلوا مع أولاد وبنات نوره ،، بالأرزاق والحلال وعاشوا هم وذرياتهم بخير ،، وصاروا أسرة واحدة ،،
وما قام به عايش ،، ليس بغريب في نجد ،، فما أكثرهم عايش في معظم قرى نجد ،، واللذين ضربوا المثل الأعلى في الوفاء الذي يكنه المحبين لبعضهم ،،
أنتهت ،،
18-11-2009, 09:19 PM
ابنشدك عن نور القمر وشلون نوره
العرض العادي
